النبي نوح إرتكب عملا غير صالح - بنص القران - عند دعوة إبنه ، وقد نهاه الله عن ذلك فطلب الغفران والرحمة له |
675
09:03 صباحاً
التاريخ: 12-11-2017
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-11-2017
673
التاريخ: 12-11-2017
693
التاريخ: 28-12-2017
784
التاريخ: 7-11-2017
772
|
[نص الشبهة] : قال جماعة من المفسرين ان الهاء في قوله تعالى : {إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} [هود: 46] راجعة إلى السؤال؟ والمعنى ان سؤالك إياي ما ليس لك به علم عمل غير صالح ، لأنه قد وقع من نوح (عليه السلام) السؤال والرغبة في قوله : {رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ} [هود: 45] ، ومعنى ذلك نجه كما نجيته.
[جواب الشبهة] : ليس يجب ان تكون الهاء في قوله ان عمل غير صالح ، راجعة إلى السؤال بل إلى الابن يكون تقدير الكلام : ان ابنك ذو عمل غير صالح ، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه ويشهد لصحة هذا التأويل ، قول الخنساء :
ما ام سقب على بو تطيف به * قد ساعدتها على التحنان اظئار
ترتع ما رتعت حتى إذا ذكرت * فإنما هي اقبال وادبـــــــــــار .
وإنما اراد انها ذات إقبال وذات إدبار .
وقد قال قوم في هذا الوجه : ان المعنى في قوله : إنه عمل غير صالح ، أن اصله عمل غير صالح من حيث ولد على فراشه وليس بإبنه ، وهذا جواب من يرى انه لم يكن ابنه على الحقيقة. والذي اخترناه خلاف ذلك .
وقد قرئت هذه الآية بنصب اللام وكسر الميم ونصب غير ، ومع هذه القراءة لا شبهة في رجوع معنى الكلام إلى الابن دون سؤال نوح (عليه السلام) ، وقد ضعف قوم هذه القراءة فقالوا: كان يجب ان يقول انه عمل عملا غير صالح ، لان العرب لا تكاد تقول هو يعمل غير حسن ، حتى يقولوا عملا غير حسن.
وليس هذا الوجه بضعيف ، لان من مذهبهم الظاهر أقامة الصفة مقام الموصوف عند انكشاف المعنى وزوال اللبس. فيقول القائل : قد فعلت صوابا وقلت حسنا ، بمعنى فعلت فعلا صوابا وقلت قولا حسنا.
وقال عمر بن أبي ربيعة المخزومي؟ ايها القائل غير الصواب؟ أخر النصح واقلل عتابي .
وقال أيضا : وكم من قتيل ما يباء به دم * ومن علق رهنا إذا لفه الدما
ومن مالي عينيه من شئ غيره * إذا راح نحو الحمرة البيض كالدما
أرادوكم من انسان قتيل.
وقال رجل من بجيلة :
كم من ضعيف العقل منتكث القوى * ما ان له نقض ولا ابرام
أرادكم من انسان ضعيف العقل والقوى.
فإن قيل : لو كان الامر على ما ذكرتم فلم قال الله تعالى : {فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} [هود: 46] فكيف قال نوح عليه السلام من بعد : { رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [هود: 47].
قلنا ليس يمتنع أن يكون نوح (عليه السلام) نهى عن سؤال ما ليس له
به علم ، وإن لم يقع منه ، وان يكون هو (عليه السلام) تعوذ من ذلك ، وان لم يواقعه.
ألا ترى أن نبينا صلى الله عليه وآله قد نهى عن الشرك والكفر ، وإن لم يقعا منه ، في قوله تعالى : {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} [الزمر: 65].
وانما سأل نوح عليه السلام نجاة ابنه باشتراط المصلحة لا على سبيل القطع ، فلما بين الله تعالى ان المصلحة في غير نجاته ، لم يكن ذلك خارجا عما تضمنه السؤال.
فأما قوله تعالى : (اني اعظك ان تكون من الجاهلين) ، فمعناه لئلا تكون منهم ، ولا شك في ان وعظه تعالى هو الذي يصرفه عن الجهل وينزهه عن فعله.
وهذا كله واضح.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|