أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-3-2016
3364
التاريخ: 16-3-2016
3317
التاريخ: 24/9/2022
1638
التاريخ: 16-3-2016
3506
|
ندم أهل الكوفة على عدم نصرة الحسين (عليه السلام) وهم الذين دعوه إليهم في بداية الأمر وقد أظهروا ندمهم بعد واقعة الطف سنة 61 هـ مباشرة , وأرادوا التكفير عن ذنبهم عبر الخروج المسلح على بني أمية , فبدأوا فترة إعداد تسليحي أستمر أربع سنوات وانتخبوا سليمان بن صرد الخزاعي زعيماً لحركتهم , فاجتمع للحركة عدد من المقاتلين قدّر بأربعة آلاف رجل مع سلاح وعدة حرب .
وقرروا زيارة قبر الحسين (عليه السلام) وهم يتلون قوله تعالى : {فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ} [البقرة: 54] , وكان تأويلهم للآية أن توبتهم لا تقبل إلا بقتال عدوهم والموت من أجل إظهار الحق وأطلق على هؤلاء بالتوابين .
وعسكر هؤلاء المقاتلون الذين كان شعارهم المطالبة بدم الحسين (عليه السلام) بالنخيلة قرب كربلاء , ثم ساروا حتى انتهوا إلى قرقيسيا من شاطئ الفرات ومنها إلى عين الوردة , بينما توجه الجيش الأموي بقيادة عبيدالله بن زياد في ثلاثين ألفاً , والتقى الطرفان في ربيع الأول من سنة 65 هـ في معركة دامية غير متكافئة في عين الوردة , وظل القتال مستمراً اياماً حتى قتل معظم التوابين ولحق من بقي منهم بأمصارهم .
يقول أعشى همدان في رثائهم :
فجائعم جمع من الشام بعده جموع كموج البحر من كل جانب
فما برحوا حتى أبيدت جموعهم ولم ينج منهم ثم غير عصائب
وغودر أهل الصبر صرعى اصبحوا تعاورهم ريح الصبا والجنائب
وحول هذا التحرك لا يجد المؤرخ مفراً من تسجيل الدلالات التالية :
1 ـ ان هذه الحركة كانت نتيجة طبيعية لمظلومية أهل بيت النبوة (عليهم السلام) , بل انها كشفت حقيقة مهمة وهي ان جذوة حب أهل بيت النبي (ص) لا زالت تعمل أوارها في نفوس الناس , ومع ان عدد التوابين كان محدوداً ( 4 آلاف مقاتل ) نسبة إلى جيش بني أمية ( 30 ألف مقاتل ) إلا ان الحركة والمعركة حركتا مشاعر الناس نحو حق آل البيت (عليهم السلام) المهدور .
2 ـ كان موقف الإمام زين العابدين (عليه السلام) منسجم مع سياسته العامة بعدم الاشتراك المباشر حفظاً على الدين ولكن وجوده (عليه السلام) كان حاسماً في استلهام معاني الثورة ضد الظلم .
3 ـ تمرّد عبد الله بن الزبير في مكة على بني أمية في حدود سنة 64 هـ , وبادر بعد موت يزيد بن معاوية إلى بسط سلطانه فاستقطب البصرة والكوفة ومصر .
وعند موت يزيد تولى ابنه معاوية الثاني الحكم لأيام معدودة ثم نزع نفسه من الخلافة , وقام خطيباً فقال :
ايها الناس ! ما أنا بالراغب في التأمر عليكم ولا بالآمن لكراهتكم بل بلينا بكم وبليتم بنا , إلاّ أن جدي معاوية نازع الأمر من كان أولى بالأمر منه في قدمه وسابقته علي بن أبي طالب فركب جدي منه ما تعلمون وركبتم معه ما لا تجهلون حتى صار رهين عمله وضجيع حفرته تجاوز الله عنه , ثم صار الأمر إلى أبي ولقد كان خليقاً أن لا يركب سننه إذ كان غير خليق بالخلافة فركب ردعه واستحسن خطأه فقلّت مدته وانقطعت آثاره وخمدت ناره ولقد أنسانا الحزن به الحزن عليه فإنا لله وإنا إليه راجعون . ثم أخفت يترحم على أبيه .
ثم قال : وصرت انا الثالث من القوم الزاهد فيما لديّ أكثر من الراغب وما كنت لأتحمّل آثامكم , شأنكم وأمركم خذوا من شئتم ولايته فولوه ! فقام إليه مروان بن الحكم فقال : يا أبا ليلى ! سنّة عمرية ؟ فقال له : يا مروان ! تخدعني عن ديني ائتني برجال كرجال عمر أجعلها بينم شورى , ثم قال : والله ! إن كانت الخلافة مغنماً فقد أصبنا منها حظاً ولئن كانت شراً فحسب آل أبي سفيان ما أصابوا منها , ثم نزل , فقالت له أمه : ليتك كنت حيضة فقال : وأنا وددت ذلك ولم أعلم أن لله ناراً يعذب بها من عصاه وأخذ غير حقه .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|