المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

The lexicon and lexemes
2023-12-25
استخراج الكوبالت
30-4-2018
First Derivative Test
21-9-2018
حساسية للبندق Hazelnut Allergy
16-7-2018
مميزات وعيوب الاسمدة العضوية
14-6-2019
حالات عدم تطلب التظلم الإداري
28-4-2022


دلالات خطبة الإمام السجاد (عليه السلام) في مجلس يزيد  
  
6589   04:53 مساءً   التاريخ: 1-11-2017
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : الامام علي بن الحسين زين العابدين
الجزء والصفحة : ص72-76.
القسم :

أوعز يزيد إلى خطيبٍ من خطباء السوء اعتلاء المنبر والنيل من علي (عليه السلام) والحسين (عليه السلام) فقام وبالغ في الذم وأطنب في مدح معاوية ويزيد , فانبرى السجاد (عليه السلام) مخاطباً : ويلك أيها المتكلم اشتريت رضا المخلوق بسخط الخالق فتبوأ مقعدك من النار ... .
وكان من أدب الإمام (عليه السلام) الجمّ أن يسأل يزيد وهو صاحب المجلس على كل حال كي يسمح له بالكلام , والكلام في المجالس يحتاج إلى إذن , فقال (عليه السلام) : أتأذن لي أن أصعد هذه الأعواد فأتكلم بكلمات فيهن لله رضا ولهؤلاء الجالسين أجر وثواب , فرفض يزيد في البداية ولكن الحاضرين ـ وهم من خلّص حاشية يزيد ـ أصروا عليه وهم يتوقعون انه (عليه السلام) لا يحسن الخطابة أو هكذا تظاهروا , فوافق يزيد , فقام الإمام (عليه السلام) فقال : الحمد لله الذي لا بداية له والدائم الذي لا نفاد له والأول الذي لا أولية له والآخر الذي لا آخرية له والباقي بعد فناء الخلق ، قدّر الليالي والأيام وقسّم فيما بينها فتبارك الله الملك العلام ) . ثم استطرد في ذلك كثيراً إلى أن قال : أيها الناس أعطينا ستّاً وفضّلنا بسبع . 
أعطينا : العلم والحلم والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبة في قلوب المؤمنين . 
وفضّلنا : بأن منّا النبيّ المختار محمداً (صلى الله عليه واله) ومنّا الصدّيق ومنّا الطيار ومنّا أسد الله وأسد رسوله (صلى الله عليه واله) ومنّا سيدّة نساء العالمين فاطمة البتول ومنّا سبطا هذه الأمة وسيدا شباب الجنة .
فمن عرفني فقد عرفني , ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي , أنا ابن مكة ومنى , أنا ابن زمزم والصفا . أنا ابن من حمل الركن بأطراف الرداء . أنا ابن خير من اثتزر وارتدى , أنا ابن خير من انتعل واحتفى , أنا ابن خير من طاف وسعى , أنا ابن خير من حجّ ولبّى , أنا ابن من حمل على البراق في الهواء . أنا ابن من أسري به من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى فسبحان من أسرى . أنا ابن من بلغ به جبرئيل إلى سدرة المنتهى . أنا ابن من دنا فتدلّى فكان قاب قوسين أو أدنى . أنا ابن من صلّى بملائكة السماء . أنا ابن من أوحى إليه الجليل ما أوحى . أنا ابن محمد المصطفى . أنا ابن علي المرتضى . أنا ابن من ضرب خراطيم الخلق حتى قالوا : لا إله إلا الله . أنا ابن من ضرب بين يدي رسول الله (صلى الله عليه واله) بسيفين وطعن برمحين وهاجر الهجرتين وبايع البيعتين وصلّى القبلتين وقاتل ببدر وحنين ولم يكفر بالله طرفة عين . أنا ابن صالح المؤمنين ووراث النبيين وقامع الملحدين ويعسوب المسلمين وزين العابدين وتاج البكّائين وأصبر الصابرين وأفضل القائمين من آل ياسين رسول رب العالمين . أنا ابن المؤيد بجبرئيل المنصور بميكائيل .
أنا ابن المحامي عن حرم المسلمين وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين والمجاهد أعداءه الناصبين وأفخر من مشى من قريش أجمعين وأوّل من أجاب واستجاب لله ولرسوله من المؤمنين وأقدم السابقين وقاصم المعتدين ومبيد المشركين وسهم من مرامي الله على المنافقين ولسان حكمة العابدين , وناصر دين الله ووليّ أمر الله ولسان حكمة الله وعيبة علمه سمح سخيّ بهلول زكيّ أبطحيّ رضيّ مرضيّ مقدام همام صابر صوّام مهذّب قوّام شجاع قمقام قاطع الأصلاب ومفرق الأحزاب . أربطهم عناناً وأثبتهم جناناً وأجرأهم لساناً وأمضاهم عزيمةً وأشدّهم شكيمة .
أسد باسل وغيث هاطل يطحنهم في الحروب اذا ازدلفت الأسنّة وقربت الأعنة طحن الرحى , ويذروهم ذرو الريح الهشيم .
ليث الحجاز وصاحب الإعجاز وكبش العراق الإمام بالنص والستحقاق . مكيّ مدنيّ أبطحيّ تهامي خيفيّ عقبي بدري أحدي شجري مهاجري . من العرب سيّدها ومن الوغى ليثها . وارث المشعرين وأبو السبطين الحسن والحسين مظهر العجائب ومفرق الكتائب والشهاب الثاقب والنور العاقب أسد الله الغالب مطلوب كلّ طالب غالب كلّ غالب ذاك جدي علي بن أبي طالب عليه السلام .
أنا ابن فاطمة الزهراء . أنا ابن سيدة النساء . أنا ابن الطهر البتول . أنا ابن بضعة الرسول (صلى الله عليه واله) . أنا ابن المزمّل بالدماء . أنا ابن ذبيح كربلاء . أنا ابن من بكى عليه الجنّ في الظلماء وناحت عليه الطير في الهواء ؛ ولم يزل (عليه السلام) يقول : أنا أنا ... حتى ضج الناس بالبكاء وخشي يزيد من وقوع الفتنة فأمر المؤذن حتى يقطع على الإمام (عليه السلام) كلامه .
فصاح المؤذن : الله اكبر . فالتفت إليه الإمام (عليه السلام) فقال له : كبّرت كبيراً لا يقاس ولا يدرك بالحواسّ لا شيء أكبر من الله  , فلما قال المؤذن : أشهد أن لا إله إلا الله . 
قال علي بن الحسين :  شهد بها شعري وبشري ولحمي ودمي ومخّي وعظمي , ولما قال المؤذن : أشهد أن محمداً رسول الله . 
التفت الإمام (عليه السلام) الى يزيد فقال له : يا يزيد محمد هذا جدي أم جدك ؟ فإن زعمت أنه جدّك فقد كذبت , وإن قلت : إنه جدّي فم قتلت عترته , ولم يجد يزيد جواباً لأن جدّ السجاد (عليه السلام) هو رسول الله (صلى الله عليه واله) وجدّ يزيد هو ابو سفيان عدو الإسلام الذي ما قال الشهادتين إلا حقناً لدمه .
[ومن] دلالات خطبة السجاد (عليه السلام) :
1 ـ كان الإمام السجاد (عليه السلام) في غاية الأدب وسمو الخلق عندما طلب الإذن بالتحدث وهو سجين مظلوم وكان يستطيع ان يصرخ بوجه الطغاة دون إذن إلا انها أخلاق الإمامة ومشاعر أبناء الأنبياء (عليهم السلام) .
2 ـ وصف الإمام (عليه السلام) الكرسي الذي يجلس عليه الخطيب بالأعواد لا المنبر لأن المنبر مكان شريف يجلس عليه الأولياء المتقون , والأعواد يجلس عليها الصالح والطالح , وقد صعد على تلك الأعواد آنفاً خطيب من خطباء السوء .
3 ـ أجملت الخطبة كل إنجازات أهل البيت (عليهم السلام) تحت إمرة رسول الله (صلى الله عليه واله) وقيادته وأجملت تضحياتهم في سبيل الدين وعلو منزلتهم وعظيم دورهم في بناء الإسلام في نفوس الناس , وظهور البيان وفصاحته اغنانا عن التفصيل .
4 ـ أظهرت الرواية بلاغة السجاد (عليه السلام) وجرأته وهو لا يزال في مقتبل العشرينات من عمره الزاخر بالعطاء الفكري والروحي والتشريعي .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.