أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-4-2016
3391
التاريخ: 11-4-2016
3286
التاريخ: 11-4-2016
3104
التاريخ: 11-4-2016
3316
|
صعّد عبد اللّه بن الزبير معارضته للشام التي بدأها بعد موت معاوية ، حيث كان قد دعا الحجازييّن لمبايعته كخليفة للمسلمين ، فاستجابت له الأكثرية الساحقة منهم ، وشهد العراق من جديد تحرّكات ضد الحكم الأموي .
ويبدو أنّ الذين دعو الإمام الحسين ( عليه السّلام ) إلى العراق عبر الرسائل المتوالية ورحّبوا بممثّله إليهم ثمّ تخلّوا عنه وعن الحسين ( عليه السّلام ) بتلك الصورة المخزية ندموا على موقفهم المذلّ ذاك ، لكن هل الذين تحرّكوا ضدّ الشام كانوا نادمين جميعا ؟
الجواب : كلّا ، فليس جميع الذين تحركوا بعد موت يزيد كانوا يحملون همّ الإسلام ، فقد كان هناك من يريد إخضاع الشام للعراق وإعادة عاصمة الخلافة إلى العراق .
وعلى أيّ حال ، فقد أعلن المتديّنون والسياسيّون معارضتهم ضد حكم الشام ، لكنّهم لم يحققوا شيئا يذكر[1] على صعيد إسقاط الحكم على المدى القريب ، فقتل سليمان بن صرد قائد التوّابين ، ورجع من بقي من جيشه إلى الكوفة ، وفي تلك الغضون أظهر المختار بن أبي عبيدة الثقفي دعوته حاملا شعار يا لثارات الحسين ( عليه السّلام ) .
بدأ المختار بإعداد الشيعة للثورة بعد فشل ثورة التوّابين ، وكان يعرف جيدا أنّ أيّ تحرّك شيعي يقتضي زعامة من أهل بيت الرسالة ( عليهما السّلام ) ، وأنّ الانطلاق ينبغي أن يتمّ باسمهم ومن أفضل من عليّ بن الحسين ( عليه السّلام ) ؟ وإن رفض الإمام الاستجابة لذلك فليس أمامه غير محمد بن علي بن أبي طالب وهو عمّ الإمام السجاد ( عليه السّلام ) .
من هنا كاتب المختار الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) وعمّه معا ، أمّا الإمام ( عليه السّلام ) - فلم يعلن عن تأييده الصريح له ، لكنّه ( عليه السّلام ) أمضى عمله عندما ثأر من قتلة أبيه الحسين ( عليه السّلام ) . أمّا عمه محمد بن الحنفيّة فقد أجاب على سؤال الوفد الذي جاء من الكوفة ليستفسر عن مدى شرعية الانضواء تحت راية المختار قائلا : أما ما ذكرتم من دعاء من دعاكم إلى الطلب بدمائنا فواللّه لوددت أنّ اللّه انتصر لنا من عدوّنا بمن شاء من خلقه[2].
وفهم الوفد تأييد ابن الحنفية لحركة المختار وهكذا استطاع المختار أن يستقطب كبار الشيعة مثل إبراهيم بن مالك الأشتر وغيره .
وأرسل المختار رأسي عبيد اللّه بن زياد وعمر بن سعد إلى الإمام فسجد ( عليه السّلام ) شكرا للّه تعالى وقال :
« الحمد للّه الذي أدرك لي ثأري من أعدائي وجزى اللّه المختار خيرا »[3].
وقال اليعقوبي : ووجّه المختار بالرأس الخبيث ( أي : رأس ابن زياد ) إلى الإمام عليّ بن الحسين ، وعهد إلى رسوله بأن يضع الرأس بين يدي الإمام وقت ما يوضع الطعام على الخوان بعد الفراغ من صلاة الظهر ، وجاء الرسول إلى باب الإمام ، وقد دخل الناس لتناول الطعام ، فرفع الرجل عقيرته ونادى :
يا أهل بيت النبوّة ! ومعدن الرسالة ، ومهبط الملائكة ، ومنزل الوحي ! أنا رسول المختار بن أبي عبيدة الثقفي ومعي رأس عبيد اللّه بن زياد . . . ولم تبق علوية في دور بني هاشم إلّا صرخت[4] ، ويقول المؤرّخون : إنّ الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) لم ير ضاحكا منذ أن استشهد أبوه إلّا في اليوم الذي رأى فيه رأس ابن مرجانة[5].
وعن بعض المؤرّخين : أنّه لمّا رأى الإمام رأس الطاغية قال :
« سبحان اللّه ، ما اغتّر بالدنيا إلّا من ليس للّه في عنقه نعمة ، لقد ادخل رأس أبي عبد اللّه على ابن زياد وهو يتغدّى »[6].
[1] زندگاني عليّ بن الحسين : 92 - حياة الإمام علي بن الحسين ( عليه السّلام ) .
[2] تاريخ الطبري : 6 / 12 - 14 برواية أبي مخنف . وابن نما الحلّي في كتابه : شرح الثأر روى عن والده : أنّه قال لهم : قوموا بنا إلى إمامي وإمامكم علي بن الحسين ، فلمّا دخلوا عليه وأخبروه خبرهم الذي جاؤوا لأجله قال لعمّه محمّد : يا عمّ ، لو أنّ عبدا زنجيّا تعصّب لنا أهل البيت لوجب على الناس مؤازرته ، وقد وليّتك هذا الأمر فاصنع ما شئت . فخرجوا وهم يقولون : قد أذن لنا زين العابدين ومحمّد بن الحنفية ، كما روى عنه في بحار الأنوار : 45 / 365 .
[3] رجال الكشي : 127 ح 203 وعنه في . المختار الثقفي : 124 .
[4] تأريخ اليعقوبي : 2 / 259 ط بيروت .
[5] المصدر السابق .
[6] العقد الفريد : 5 / 143 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|