أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-6-2016
1890
التاريخ: 24-5-2017
2805
التاريخ: 25-7-2016
2708
التاريخ: 7-12-2017
2332
|
التعامل مع الناس فن من اهم الفنون نظرا لاختلاف طباعهم .. فليس من السهل أبداً ان نحوز على احترام وتقدير الاخرين .. وفي المقابل من السهل جدا ان نخسر كل ذلك .. فان استطعت توفير بناء جيد من حسن التعامل فان هذا سيسعدك انت في المقام الاول لأنك ستشعر بحب الناس لك وحرصهم على مخالطتك , ويسعد من تخالط ويشعرهم بمتعة التعامل معك .
ان كل شخص منا يملك قوى مختلفة الانواع ولكنه يخفق في استخدامها وهذا هو السبب الذي جعل ديل كارينجي مطور الدروس المشهورة في تنمية الذات ومدير معهد كارنيجي للعلاقات الانسانية ان يضع كتاب (كيف تكسب الاصدقاء وتؤثر في الناس؟) الكتاب الذي ترجمه عبد المنعم الزيادي .
من المفارقات ان هذا الكتاب عندما وضعه كارينجي , كان يعامل كمرجع لطلبة معهده الذي يحمل اسمه , وعندما طرحه للبيع كان يأمل ان يبيع منه على الاكثر 30 الف نسخة , فاذا بالكتاب يباع منه ثلاثة ملايين نسخة في امريكا وحدها. وصف الكتاب بأنه (اكثر الكتب انتشارا في التاريخ البشري , وسرعان ما انطلق شعاع الكتاب خارج موطنه ـ امريكا ـ ليترجم الى ستة وخمسين لغة , منها اللغات الأفريقية) .
ـ ست طرق لمحبة الناس :
القاعدة الاولى (ان تظهر اهتمامك بالناس) .. كتب (الفرد ادلر) عالم النفس النمساوي الشهير كتابا اسماه (ما ينبغي ان تعنيه لك الحياة) يقول فيه : (ان الشخص الذي لا يهتم بالآخرين هو احق الناس بمعاناة شدائد الحياة , وفي مثل هذا الشخص تتجلى الخيبة الانسانية في مختلف صورها) .
فاذا نحن اردنا اكتساب الاصدقاء , فلنضع انفسنا في خدمة غيرنا من الناس , ولنمد لهم يدا مخلصة نافعة مجردة من الانانية والمصلحة الذاتية , ومن ثم ينصحك المؤلف بانك اذا اردت ان تحب الناس وان تظهر اهتماما بهم .
القاعدة الثانية هي (الابتسام) , ان تعبيرات الوجه تتكلم بصوت اعمق اثرا من صوت اللسان , ويتساءل المؤلف على لسانك : فاذا لم تستشعر حافزا على الابتسام فماذا تفعل ؟
ويجيبك قائلا : اقسر نفسك على الابتسام... وثانيا : اظهر بمظهر الشخص السعيد , فلن تملك بعد قليل الا ان تستشعر السعادة الحقة .
فالسعادة لا تعتمد في شيء على العوامل الخارجية , بل جل اعتمادها على داخلية النفس , والسعادة ليست ما تملك , ولا من انت , ولا اين انت , ولا ماذا تفعل , وانما السعادة هي رايك فيها ونظرتك اليها .
وينصحك المؤلف قائلا : اذا غادرت باب بيتك , فارفع راسك , واملا رئتيك بالهواء , وحيي اصدقاءك بابتسامة مشرقة , وبث الروح في كل مصافحة .
لا تخش ان يساء فهمك , ولا تضيع لحظة في التفكير في خصومك , بل حاول ان تبين هدفك جيدا في ذهنك , ثم تقدم اليه مباشرة .
احصر ذهنك في الآمال الكبار التي تريد تحقيقها , وسوف تجد بمرور الايام انك تقتنص
الفرص في غير وعي منك لتحقيق هذه الآمال . اذا لم تفعل ذلك فتوقع المتاعب
ـ تعلم الذكاء في التعامل مع الاخر :
أن تنادي الناس بأسمائهم الاولى , وهذه هي القاعدة الثالثة لكي تكسب حب الناس فاسم الرجل اجمل واحب الاسماء اليه , فاذا التقيت بصديق جديد تعرف على اسمه الكامل واسماء ذويه المقربين , واعرف طبيعة عمله وآرائه العامة واحتفظ بتلك المعلومات في ذهنك كجزء من الصورة التي تختزنها في مخيلتك لهذا الصديق , فمتى التقيت به ثانية وسعك ان تربت على كتفه وتساله عن اولاده وزوجته , ولا عجب اذن ان يكون لك على مر الاعوام معارف واصدقاء يفوق عددهم الحصر .
واذا سالت اكثر الناس , لماذا لا يتذكرون الاسماء لانتحلوا لأنفسهم العذر بكثرة المشاغل ! , ولكنهم على الارجح ليسوا اكثر انشغالا من فرانكلين روزفلت الذي كان يذكر اسماء العمال الذين يلتقي بهم .
إننا نقضي نصف الوقت الذي نتعرف فيه على غريب نتبادل بضع كلمات جوفاء ثم لا نستطيع حتى ان نذكر اسمه عندما يحيينا لينصرف .
ـ كيف تصبح محدثا بارعا ؟
القاعدة الرابعة تتلخص في أن تكون مستمعا طيبا , وتشجع محدثك على الكلام عن نفسه الامر الذي يصفه المؤلف بانه اعلى ضروب الثناء الذي يمكن ان تضفيه على محدثك .
يقول كارينجي: حتى اشد الناس جفافا في الطبع , وغلظة في القول لا يملك الا ان يلين ازاء مستمع صبور عطوف... مستمع يلوذ بالصمت اذا اخذ محدثه الغاضب يصول ويجول كالحية الرقطاء وهو ينفث سمه هنا وهناك !
ولكي تصبح محدثا بارعا كن اولا مستمعا طيبا , وفي ذلك نذكر المثل القائل : (لكي تكون هاما كن مهتما) .
اسأل محدثك اسئلة تظن انه سيسر بالإجابة عنها. شجعه على الكلام عن نفسه , واعماله , وعن المجال الذي تخصص فيه وتذكر ان محدثك يهتم بنفسه وبرغباته ومشكلاته اكثر بمائة ضعف من اهتمامه بك , وبمشكلاتك... فاجعل ذلك نصب عينيك في المرة التالية التي تبدأ فيها مناقشة. تحدث بما يسعد محدثك !
الابتسامة مفتاح القلوب
يخبرك المؤلف أنه لكي يسرّ بك الناس... تكلم فيما يسر محدثك ويلذ له .
ويروي المؤلف على لسان (وليم ليون فيلبس) استاذ الادب السابق بجامعة (بيل) الذي كتب في مقالة عن (الطبيعة الانسانية) يقول فيها:
(عندما كنت في الثامنة من عمري , اعتدت ان امضي عطلة نهاية الاسبوع في ضيافة عمتي وذات مساء حضر لزيارة عمتي رجل في منتصف العمر, وكنت في ذلك الحين شغوفا بالقوارب , فما ان علم الزائر بذلك حتى صب حديثه معي عن القوارب . وكل ما يتصل بها .
وقد ترك حديثه في نفسي احسن الاثر وابقاه , فلما انصرف سالت عمتي من هو , وما سبب اهتمامه بالقوارب ؟ فأنبأتني عمتي انه محام من نيويورك , وانه لم يهو القوارب في يوم من الايام ! فسالتها لماذا اذن صب حديثه كله عن القوارب ؟ فقالت : لأنه رجل لطيف الشمائل , رأى انك مهتم بالقوارب فتكلم عن الشيء الذي عرف انه يهمك اكثر من سواه ! )
ـ كيف يحبك الناس :
القاعدة السادسة هي ان تسبغ التقدير المخلص على الشخص الاخر , عبارات كهذه (آسف لإزعاجك) او (هل اطمع في ..) و (هل تتفضل) , و (هل تسمح) , و (إني اشكر لك ..) تفعل فعل السحر في نفوس الناس , وتقطر الزيت في عجلة الحياة اليومية التي تدور متشابهة في سأم وملل ! ...
عليك ان تذكر قول : (كل شخص ألقاه , يفوقني في ناحية واحدة على الاقل , وفي هذه الناحية يمكن ان اخذ عنه واتعلم منه) .
ـ فــــن القيادة :
لكي تملك زمام الناس دون ان تسيء اليهم او تستبد عنادهم ابدأ بالثناء أولاً , فقد نقل عن الرئيس (كالفن كولدج) انه عبر لأحدى سكرتيراته ذات مرة عن اعجابه بثوبها وانها تبدو جميلة فيه , ولعل هذا اجمل مديح قاله الرئيس الصامت كما كانوا يلقبونه , حتى ان الفتاة ارتبكت ثم اردف كولدج : (لا تقفي جامدة هكذا , فقد قلت ما قلت لأروح عنك , ورجائي ان تهتمي من الان فصاعدا بالمحافظة على مواعيد العمل) .
ايضا من ضمن القواعد التي تضمن لك قيادة الناس (دع الرجل الاخر يحتفظ بماء وجهه) وكما يشير المؤلف نحن نعمد توا الى ايذاء مشاعر الاخرين , ننتقد الطفل علنا وامام الاغراب , دون ان نقدر الجرح الغائر الذي نصيب به كبريائهم , بينما يضع دقائق من التفكير , وكلمة مهذبة او اثنتين , وادراكا تاما لوجهة نظر الشخص الاخر , كفيلة بان تخفف من وطأة اللطمة , وتكسر حدتها , فدعنا نذكر هذا في المرة التالية التي تواجهنا فيها مهمة اقالة موظف او الاستغناء عن خادم . او نصح طفل . إني لأعجب لماذا لا نستخدم المديح بدلا من الانتقاد ؟ لماذا لا نمتدح اقل الاجادة ؟ فهذا يحفز الشخص الاخر حتما على مواصلة الاجادة !
اجعل الشخص الاخر يدرك ان لك فيه ثقة , ولك بمقدرته ايمانا وان له موهبة لم يتعهدها كما ينبغي , تجده يتدرب حتى يبرز ويتفوق .
هناك سيدة كانت تتبرم بالصبية الذين يلهون امام بيها ويفسدون الزرع النابت في مدخله , وقد جربت معهم اللوم والتعنيف ولكن بلا جدوى واخيرا حاولت ان تشفي على اسوا الصبان في العصبة واكثرهم عبثا مركزا وسلطانا ونصبته مشرفا على حديقة منزلها , فكان نتيجة ذلك ان اوقد الصبي نارا خلف البيت وحمى فيها قضيبا من الحديد وهدد ان يكوي به كل من يطأ الحديقة بقدمه ! هكذا الطبيعة الانسانية !.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|