أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-3-2016
10254
التاريخ: 20-12-2014
2505
التاريخ: 23-02-2015
2270
التاريخ: 29-04-2015
35312
|
مؤلفه :
أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسين
الطبرستاني الأصل الرازي المولد ، الملقب بـ " فخر الدين } ، المعروف بـ
" ابن الخطيب "
ولد بالري سنة (453هـ) ، تربى في حجر والده
، ودرس عليه فتأثر بآرائه كثيراً ، كما درس على آخرين غيره .
فاق أهل زمانه في علم الكلام ، والمعقولات ،
وغيرها ، وله مؤلفات كثيرة بلغت (67) مؤلفاً ؛ منها : " المطالب العالية
" في علم الكلام ، و " نهاية العقول " ، و " الأربعين "
، و " المحصول " ، و " المعالم " في أصول الفقه ، و "
شرح الإشارات " لابن سينا ، وغيرها كثير ، وفي مختلف الفنون .
قام بعدة رحلات الى خوارزم ، فأخرج منها بعد
ما جرى بينه وبين المعتزلة مناظرات عنيفة في المذهب والاعتقاد ، فقصد بخارى ، فجرى
له أيضا ما جرى في خوارزم ، فعاد الى الري ، ومن ثم اتصل بالسلطان خوارزم شاه
واستقر عنده بخراسان الى أن توفي سنة (606هـ) بمدينة هراة ، ودفن هناك (1).
تفسيره :
تفسير كامل ، شامل لجميع آيات القرآن الكريم
وهو من التفاسير المشهورة .
متأثر بالجانب العقلي ، يحتوي على مختلف
المباحث والعلوم ؛ ولذا يعتبر من المصادر المهمة التي لا يستغنى عنها .
يسخر المعارف الإنسانية لإثبات الإعجاز
العقلي والعلمي للقرآن ، ولتنزيهه عن كل قصور عقلي ، وتناقض فكري .
لم يكتب الرازي لتفسيره هذا مقدمة لكي يعرف
هدفه من تأليفه ، إلا أن الغرض معروف لدى جميع المفسرين المسلمين بصورة عامة ، وهو
التشرف بكشف وتوضيح مراد الله عزوجل من آياته الشريفة .
اعتمد في تفسيره اللغوي على كتاب الزجاج في
معاني القرآن ، والفراء والمبرد ، وغريب القرآن لابن قتيبة .
واعتمد في تفسيره بالمأثور على ابن عباس ،
ومجاهد ، وقتادة ، والسدي ، وسعيد بن جبير ، وعلى الطبري في " جامع البيان
" ، والثعلبي في " الكشف والبيان " ، والمرويات عن النبي (صلى الله
عليه وآله وسلم) ، والصحابة ، والتابعين .
وفي التفسير بالرأي على أبي علي الجبائي ،
وأبي مسلم الاصفهاني ، والقاضي عبد الجبار ، وأبي بكر الأصم ، وعلي بن عيسى
الرماني ، والزمخشري ، ومن التفاسير الفارسية تفسير أبي الفتوح الرازي(2) .
منهجه في التفسير :
يذكر اسم السورة ومحل نزولها ، وعدد آياتها
، والأقوال فيها ، ثم يذكر الآية أو الآيتين أو مجموعة الآيات فيبدأ أولاً بربط ما
يريد بيانه منها بما سبق ليوضح الوحدة الموضوعية بين الآيات ثم يدخل ي بيانها
بمسائل ، كقوله : إن في الآية عشر مسائل في النحو ، والأصول ، وسبب النزول ،
واختلاف أوجه القراءات ، وغيرها وقبل أن يتناول الآية بالتفسير يذكر ما ورد فيها
عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) او الصحابة او التابعين ، كما يتعرض للناسخ
والمنسوخ ، وللمصطلحات الرجالية والروائية كالتواتر والآحاد ، والجرح والتعديل ،
ثم يدخل في التفسير .
وأهم الجوانب التي يتناولها في التفسير :
1- يكثر الاستطراد بذكر العلوم الرياضية
والفلسفية والطبيعية ، وغيرها من العلوم .
2- يتعرض لكثير من آراء الفلاسفة والمتكلمين
بالرد والنقد ، كالمعتزلة والكرامية والشيعة أحيانا .
3- يذكر مذاهب الفقهاء في آيات الأحكام مع
تأكيده على مذهب الشافعي .
4- يستطرد في ذكر المسائل الأصولية ،
والنحوية والبلاغية بلا توسع في ذلك .
5- أما الإسرائيليات فقد اجتنبها ، واذا ما
ذكر شيئا منها فلأجل الرد عليها وإبطالها .
كما تعرض بالرد على بعض المرويات التي تخل
بعصمة النبي (صلى الله عليه واله وسلم) مثبتا بطلانها عن طريق العقل الذي يأبى ذلك (3) .
حبه واحترامه لآل البيت (عليهم السلام) :
يذكر آل البيت (عليهم السلام) بكل إجلال
وإكبار ، ويعقب أحيانا بعد ذكر الامام علي (عليه السلام) ، والامام الصادق (عليه
السلام) بكلمة " عليه السلام " ، ومن عباراته في الإمام علي (عليه
السلام) قوله : (وأما أن علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، كان يجهر بالتسمية فقد
ثبت بالتواتر ، ومن اقتدى في دينه بعلي بن ابي طالب (عليه السلام) فقد اهتدى ،
والدليل عليه قوله " عليه السلام" : " اللهم أدر الحق مع علي حيث دار " ).
كما بين أن ألآل هم " علي وفاطمة
والحسن والحسين (عليهم السلام) ، وذكر الحديث الذي ذكرهالزمخشري في تفسيره : " من مات على
حب آل محمد ..... " . واستشهد بأبيات الشافعي :
إن كان رفضا حب آل
محمد فليشهد الثقلان أني
رافضي
وغير ذلك كثير مما يدلل على حبه لآل البيت
(عليهم السلام) وتشيعه لهم ، والى ذلك أشار الكثير من علماء الشيعة والسنة (4) .
مثال في تفسيره :
{ أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما
يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين * ولقد كنتم تمنون الموت من قبل ان تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون }[ ال عمران : 142، 143] .
اعلم انه تعلم لما بين في الآية الأولى
الوجوه التي هي الموجبات المؤثرات في مداولة الأيام ذكر في هذه الآية ما هو سبب
الأصلي لذلك فقال : { أم حسبتم أن تدخلوا الجنة } بدون تحمل المشاق وفي الآية مسائل :
(المسألة الأولى ) : أم : منقطعة ، وتفسير كونها منقطعة تقدم في سورة البقرة .
قال أبو مسلم في {أم حسبتم } إنه نهي وقع
بحرف الاستفهام الذي يأتي للتبكيت ، وتلخيصه : لا تحسبوا أن تدخلوا الجنة ولم يقع
منكم الجهاد ، وهو كقوله : { الم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا
امنا وهم لا يفتنون} [العنكبوت : 1، 2] وافتتح الكلام بذكر {ام} التي هي أكثر ما تأتي
في كلامهم واقعة بين ظرفين يشك في أحدهما لا بعينه ، يقولون : أزيداً ضربت أم عمرا
مع تيقن وقوع الضرب بأحدهما ، قال : وعادة العرب يأتون بهذا الجنس من الاستفهام
توكيداً فلما قال : { ولا تهنوا ولا تحزنوا} [139] كأنه قال : أفتعلمون أن
ذلك كما تؤمرون به أم تحسبون أ، تدخلوا الجنة من غير مجاهدة وصبر ، وإنما استعبد
هذا لأن الله تعالى أوجب الجهاد قبل هذه الواقعة ، وأوجب الصبر على تحمل متاعبها ،
وبين وجوه المصالح فيها في الدين وفي الدنيا ، فلما كان كذلك ، فمن البعيد أن يصل
الإنسان الى السعادة والجنة مع إهمال هذه الطاعة .
(المسألة الثانية ) : قال الزجاج : إذا قيل فعل فلان فجوابه أنه لم يفعل ، وإذا قيل قد
فعل فلان فجوابه لما يفعل لأنه لما أكد في جانب الثبوت بقد ، لا جرم أكد في جانب
النفي بكلمة " لما " .
(المسألة الثالثة ) : ظاهر الآية يدل على وقوع النفي على العلم ، والمراد وقوعه على
نفي المعلوم ، والتقدير : ام حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يصدر الجهاد عنكم ،
وتقريره أن العلم متعلق بالمعلوم كما هو
عليه ، فلما حصلت هذه المطابقة لا جرم ، حسن
إقامة كل واحد منهما مقام الآخر ، وتمام الكلام فيه قد تقدم .
أما قوله : {ويعلم الصابرين } : فاعلم انه قرأ الحسن : {ويعلم الصابرين } بالجزم عطفا على {ولما يعلم الله} ، وأما النصب فبإضمار "
أن " وهذه الواو تسمى واو الصرف كقولك : لا تأكل السمك وتشرب اللبن ؛ أي لا
تجمع بينهما ،وكذا هاهنا المراد أن دخول الجنة وترك المصابرة على الجهاد مما لا
يجتمعان .
وقرأ أبو عمرو " ويعلم " بالرفع
على تقدير أن الواو للحال ، كأنه قيل : ولما تجاهدوا وأنتم صابرون .
واعلم أن حاصل الكلام أن حب الدنيا لا يجتمع
مع سعادة الآخرة ، فبقدر ما يزداد أحدهما ينتقص الآخر ، وذلك لأن سعادة الدنيا لا
تحصل إلا باشتغال القلب بطلب الدنيا ، والسعادة في الآخرة لا تحصل الا بفراغ القلب
من كل ما سوى الله و امتلائه من حب الله ، وهذان الأمران مما لا يجتمعان ، فلهذا
السر وقع الاستعباد الشديد في هذه الآية من اجتماعها ، وايضا حب الله وحب الآخرة
لا يتم بالدعوى ، فليس كل من أقر بدين الله كان صادقا ، ولكن الفصل فيه تسليط
المكروهات والمحبوبات ، فإن الحب هو الذي لا ينقض بالجفاء ولا يزداد بالوفاء ، فإن
بقي الحب عند تسليط أسباب البلاء ظهر ان ذلك الحب كان حقيقيا ، فلهذا الحكمة قال :
أم حسبتم أن تدخلوا الجنة بمجرد تصديقكم الرسول قبل ان يبتليكم الله بالجهاد
وتشييد المحنة والله أعلم .
مثال آخر : {وما محمد إلا رسول قد خلت منه قبله
الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله
شيئاً وسيجزى الله الشاكرين }[آل عمران : 144] .
وفيه مسائل :
(المسألة الأولى ) : قال ابن عباس ومجاهد والضحاك : لما نزل النبي (صلى الله عليه
وآله وسلم) بأحد الرماة أن يلزموا أصل الجبل ، وأن لا ينتقلوا عن ذلك ، سواء كان
الأمر لهم أو عليهم ، فلما وقفوا وحملوا على الكفار وهزموهم وقتل علي (عليه
السلام) طلحة بن أبي طلحة صاحب لوائهم ، والزبير والمقداد شدا على المشركين ثم حمل
الرسول مع أصحابه فهزموا أبا سفيان ، ثم إن بعض القوم لما أن رأوا انهزام الكفار
بادر قوم من الرماة الى الغنيمة ، وكان خالد بن الوليد صاحب ميمنة الكفار فلما رأى
تفرق الرماة حمل على المسلمين فهزمهم وفرق جمعهم ، وكثر القتل في المسلمين ، ورمى
عبد الله بن قميئة الحارثي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بحجر فكسر رباعيته
وشج وجهه ، وأقبل يريد قتله فذب عنه مصعب بن عمير وهو صاحب الراية يوم بدر ويوم
أحد حتى قتله ابن قميئة ، فظن أنه قتل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال :
قد قتلت محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وصرخ صارخ ألا إن محمد (صلى الله عليه
وآله وسلم) قد قتل ، وكان صارخا الشيطان ، ففشا في الناس خبر قتله ، فهنالك قال
بعض المسلمين : ليت عبد الله ابن أبي يأخذ لنا أمانا من أبي سفيان ، وقال قوم من
المنافقين : لو كان نبيا لما قتل ، ارجعوا الى إخوانكم والى دينكم ، فقال أنس بن
النضر عم أنس بن مالك : يا قوم إن كان قد قتل محمد (صلى الله عليه واله وسلم) فإن
رب محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) حي لا يموت ، وما تصنعون بالحياة بعد رسول الله
(صلى الله عليه وآله وسلم) ؟ قاتلوا على ما قاتل عليه ، وموتوا على مات عليه ، ثم
قال : اللهم إني اعتذر إليك مما يقول هؤلاء ، ثم سل سيفه فقاتل حتى قتل رحمه الله
تعالى ، ومر بعض المهاجرين بأنصاري يتشحط في دمه ، فقال : يا فلان أشعرت أن محمدا
قد قتل ؟ فقال : إن كان قد قتل فقد بلغ ، قاتلوا على دينكم ، ولما شج ذلك الكافر
وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكسر رباعيته احتمله طلحة بن عبيد الله ،
ودافع عن أبو بكر وعلي رضي الله عنهم ونفر آخرون معهم ، ثم إن الرسول (صلى الله
عليه واله وسلم) جعل ينادي ويقول : إلي عباد الله حتى انحازت إليه طائفة من أصحابه
فلامهم على هزيمتهم ، فقالوا : يا رسول الله فديناك بآبائنا وأمهاتنا أتانا خبر
قتلك فاستولى الرعب على قلوبنا فولينا مدبرين ، ومعنى الآية : { وما محمد إلا رسول
قد خلت من قبله الرسل } فسيخلو كما خلوا ، وكما أن أتباعهم بقوا متمسكين بدينهم
بعد خلوهم فعليكم أن تتمسكوا بدينه بعد خلوه ، لأن الغرض من بعثة الرسل تبليغ
الرسالة وإلزام الحجة ، لا وجودهم بين أظهر قومهم أبداً .
(المسألة الثانية) : قال أبو علي : الرسول جاء
على ضربين احدهما : يراد به المرسل ، والآخر : الرسالة ن وهاهنا المراد به المرسل
بدليل قوله { إنك لمن المرسلين} ، وقوله : { ياأيها الرسول بلغ } ، وفعول قد يراد
به المفعول ، كالركوب ، الحلوب ، لما يركب ويحلب ، والرسول بمعنى الرسالة كقوله :
لقد كذب الواشون ما فهمت
عندهم
يسر ولا أرسلتهم برسول
أي برسالة ، قال : ومن هذا قوله تعالى :{ إنا رسولا ربك } ، ونذكره في موضعه إن شاء الله تعالى :
ثم قال : { أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم } وفيه مسائل :
" (المسألة الأولى ) : حرف الاستفهام دخل على الشرط وهو في الحقيقة داخل على الجزاء ،
والمعنى :أتنقلبون على أعقابكم إن مات محمد (صلى الله عليه واله وسلم) أو قتل ؟
ونظيره قوله : هل زيد قائم ؟ فأنت إنما تستخبر عن قيامه ، إلا أنت أدخلت هل على
الاسم والله أعلم .
( المسألة الثانية ) : إنه تعالى بين في آيات كثيرة أنه عليه السلام لا يقتل قال
: { إنك ميت وإنهم ميتون} [الزمر : 30] وقال : { والله يعصمك من الناس } [المائدة : 67] ، وقال : {ليظهره على الدين كله } [التوبة : 33] فليس لقائل أن يقول : لما علم أنه لا يقتل فلم قال :
" أو قتل " ؟ فإن الجواب عنه من وجوه :
الأول : إن صدق القضية الشرطية لا يقتضي صدق جزأيها ، فإنك تقول : إن كانت
الخمسة زوجا كانت منقسمة بمتساويين ، فالشرطية صادقة وجزآها كاذبان ، وقال تعالى :
{ لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا } فهذا حق مع أنه ليس فيهما آلهة ، وليس فيهما فساد فكذا هنا .
والثاني : إن هذا ورد على سبيل الإلزام ، فإن موسى عليه السلام مات ولم ترجع
أمته عن ذلك ، والنصارى زعموا أن عيسى عليه السلام قتل وهم لا يرجعون عن دينه فكذا
هنا .
والثالث : ان الموت لا يوجب رجوع الأمة عن دينه ، فكذا القتل وجب ان لا يوجب
الرجوع عن دينه ، لأنه لا فارق بين الأمرين ، فلما رجع الى هذا المعنى كان المقصود
منه الرد على أولئك الذين شكوا في صحة الدين وهموا بالارتداد .
( المسألة الثالثة ) قوله : { انقلبتم على أعقابكم } أي صرتم كفارا بعد إيمانكم ، يقال لكل من عاد الى ما كان عليه :
رجع وراءه ، وانقلب على عقبه ، ونكص على عقبيه ، وذلك أن المنافق قالوا لضعفة
المسلمين :
إن كان محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) قتل
فالحقوا بدينكم ، فقال بعض الأنصار : إن كان محمد (صلى الله عليه وأله وسلم) قتل
فإن رب محمد (صلى الله عليه وأله وسلم) لم يقتل ، فقاتلوا على ما قتل عليه محمد
(صلى الله عليه وآله وسلم) .
وحاصل الكلام أنه تعالى بين أن قتله لا يوجب
ضعفا في دينه بدليلين :
الأول : بالقياس على موت سائر الأنبياء وقتلهم .
والثاني : إن الحاجة الى الرسول لتبليغ الدين ، وبعد ذلك فلا حاجة إليه ، فلم
يلزم من قتله فساد الدين والله أعلم .
( المسألة الرابعة ) : ليس لقائل أن يقول : إن قوله : {أفإن مات أو قتل } شك وهو على الله تعالى لا يجوز ، فإنا نقول :المراد أنه سواء وقع
هذا أو ذاك فلا تأثير له في ضعف الدين ووجوب الارتداد ، ثم قال تعالى :
{ ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله
شيئاً } والغرض منه تأكيد الوعيد لأن كل عاقل يعلم
أن الله تعالى لا يضره كفر الكافرين ، بل المراد انه لا يضر إلا نفسه ، وهذا كما
إذا قال الرجل لولده عند العتاب : إن هذا الذي تأتي به من الأفعال لا يضر السماء
والأرض ، و يريد به أنه يعود ضرره عليه فكذا هنا ، ثم اتبع الوعيد بالوعد فقال : { وسيجزي الله الشاكرين } فالمراد أنه لما وقعت الشبهة في قلوب بعضهم بسبب تلك
الهزيمة ولم يقع الشبهة في قلوب العلماء
الأقوياء من المؤمنين ، فهم شكروا الله على ثباتهم على الايمان ، وشدة تمسكهم به ،
فلا جرم مدحهم الله تعالى بقوله : { وسيجزي الله الشاكرين }(5) .
____________________
1-
وفيات الأعيان ، ج4 ، ص : 248 ، وأعلام الزركلي ، حرف الميم :6 ، ص : 313، وغيرهما
.
2- راجع إيازي ، ص : 652 ـ 655 .
3- ن . م ، ص : 655 ـ 657 .
4- راجع معرفة ، ج2 ، ص : 410 ـ 414 ، وتفسير الرازي لسورة الفاتحة ، ج1 ، وأجزاء اخرى من تفسيره الكبير .
5- راجع تفسيره الكبير في المنالين اللذين ذكرناهما على منهجه في التفسير .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|