أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-9-2017
1524
التاريخ: 14-3-2018
1067
التاريخ: 20-3-2018
4820
التاريخ: 14-3-2018
1178
|
وزارة محمد بن عبد الملك الزيات:
كان أبوه تاجراً في أيام المأمون موسراً، ونشأ محمد فتأدب وقرأ وفهم، وكان ذكياً فبرع في كل شيء حتى صار نادرة وقته عقلاً وفهماً وذكاءً وكتابةً وشعراً وأدباً وخبرة بآداب الرياسة وقواعد الملوك، حتى كانت أيام المعتصم فاستوزره، فنهض بأعباء الوزارة نهوضاً لم يكن لمن تقدمه من أضرابه. وكان جباراً متكبراً فظاً غليظ القلب خشن الجانب مبغضاً إلى الخلق. ومات المعتصم وهو وزيره. وكان المعتصم قد أمر لابنه الواثق بمال وأحال به على ابن الزيات فمنعه، وأشار على المعتصم ألا يعطيه شيئاً، فقبل المعتصم قوله ورجع فيما كان أمر به للواثق من ذلك. فكتب بخطه كتاباً وحلف فيه بالحج والعتق والصدقة أنه إن ولي الخلافة ليقتلن ابن الزيات شر قتلة. فلما مات المعتصم وجلس الواثق على سرير الخلافة ذكر حديث ابن الزيات فأراد أن يعاجله، فخاف ألا يجد مثله، فقال للحاجب: أدخل إلي عشرة من الكتاب. فلما دخلوا عليه اختبرهم فما كان فيهم من أرضاه. فقال للحاجب: أدخل من الملك محتاج إليه محمد بن الزيات. فأدخله، فوقف بين يديه خائفاً. فقال لخادم: أحضر إلي المكتوب الفلاني. فأحضر له الكتاب الذي كان كتبه وحلف فيه ليقتلن ابن الزيات، فدفعه إلى ابن الزيات وقال: اقرأه. فلما قرأه قال: يا أمير المؤمنين أنا عبد إن عاقبته فأنت حاكم فيه، وإن كفرت عن يمينك واستبقيته كان أشبه بك. فقال الواثق: والله ما أبقيتك إلا خوفاً من خلو الدولة من مثلك وسأكفر عن يميني، فإني أجد عن المال عوضاً ولا أجد عن مثلك عوضاً. ثم كفر عن يمينه واستوزره وقدمه وفوض الأمور إليه. وكان ابن الزيات شاعراً مجيداً، فمن شعره يرثي المعتصم ويمدح الواثق:
قـــد قلت إذ غيبوك واصطفقت *** عليك أيد ٍ بالماء والطين
اذهب فنعم المعين أنت على ال *** دنيا ونعـــم المعين للدين
لا يجبــــر الله أمـــــةً فقــــــدت *** مثلك إلا بمـــثل هــارون
ثم إن محمد بن عبد الملك الزيات مكث في وزارة الواثق مدة خلافته، لم يستوزر غيره حتى مات الواثق وولي أخوه المتوكل، فقبض عليه وقتله.
قيل: إن ابن الزيات عمل تنوراً من حديد ومساميره إلى داخل ليعذب به من يريد عذابه، فكان هو أول من جعل فيه، وقيل له: ذق ما كنت تذيق الناس.
انقضت أيام المعتصم ووزرائه.
ثم ملك بعده ابنه هارون الواثق. بويع سنة سبع وعشرين ومائتين.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|