روى المفيد في (الارشاد)، والصدوق في (الخصال)، والشيخ في (الأمالي)، والطبرسي في (اعلام الورى)، وابن شهر آشوب في (المناقب) وغيرهم بأسانيد متواترة عن امير المؤمنين والباقر والصادق (عليهم السلام) وام سلمة وعائشة وغيرهم : أنه لما ثقل مرض النبي (صلى الله عليه واله) كان علي (عليه السلام) لا يفارقه الا لضرورة، فقام في بعض شؤونه، فأفاق رسول الله (صلى الله عليه واله)، فقال : ادعو لي أخي وصاحبي، فأرسلت عائشة وحفصة الى أبويهما، فلما جاءا غطى رسول الله وجهه.

وفي رواية : فلما رآهما أعرض بوجهه عنهما، فانصرفا، فكشف رسول الله (صلى الله عليه واله) راسه فقال : ادعو لي خليلي وحبيبي وأخي، فأرسلت حفصة الى أبيها، وعائشة الى أبيها، فلما جاءا غطى رسول الله (صلى الله عليه واله) رأسه، فانطلقا، وقالا : ما نرى رسول الله أرادنا، فأرسلت فاطمة (عليها السلام) الى علي، فلما جاء جلل رسول الله عليا بثوبه، واكب عليه وألزق رسول الله صدره بصدره، واومى الى اذنه، وسال عرق كل منهما على الاخر، والاول والثاني وسائر الناس محتوشون، وراء الباب، فلما خرج لقياه، فقالا له : ما حدثك؟.

فقال : حدثني بألف باب، كل باب يفتح له الف باب.

وفي بعض الروايات : ان الخضر (عليه السلام) كان في دهليز البيت، فقال له (عليه السلام) : اسر إليك نبي الله شيئا؟.

قال : نعم اسر لي الف باب، في كل باب الف باب .

فقال : وعيته؟.

قال : نعم وعقلته.

قال : فما السواد الذي في القمر؟

قال : ان الله (عز وجل) قال : {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً} [الإسراء: 12] ، فقال له : عقلت يا علي.