المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

انتاج رقائق التمر ( قمر الدين )
16-6-2016
المحاليل المتوافقة Compatible Solutes
28-11-2017
Vectors, Functions, and Diagonal Matrices
27-3-2021
مقسم بمكثفات capacitive divider
9-3-2018
حكم شمّ الطيب حال الاعتكاف.
4-1-2016
اعداد الموازنة الجمهورية اليمنية
25-10-2016


طالب  
  
2540   03:40 مساءً   التاريخ: 21-8-2017
المؤلف : عبد الرزاق المقرم
الكتاب أو المصدر : العباس
الجزء والصفحة : ص66-69.
القسم : أبو الفضل العباس بن علي بن أبي طالب / اسم العباس ونسبه وكناه والقابه /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-9-2017 2621
التاريخ: 21-8-2017 2541
التاريخ: 21-8-2017 2685
التاريخ: 21-8-2017 2895

إنّ الثابت عند المحقّقين إسلام طالب بن أبي طالب من أوّل الدعوة، فإنّ المتأمّل إذا نظر بعين البصيرة إلى أبي طالب، وقد ضَمّ أولاده أجمع والنّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) معهم، لا يفارقونه في جميع الأحوال، مع ما يشاهدونه منه (صلى الله عليه وآله وسلم) من الآيات الباهرات ; لا يرتاب في صدق الدعوى، وقد أفصح عنه شعره :
إذا قِيلَ مَنْ خَيرُ هذا الوَرى ... قَبيِلاً وأكرَمَهم أُسرَة
أناف بعَبِدِ مُناف أبٌ ... وفَضلّه هَاشِمٌ الغَرة
لَقَد حَلّ مَجدُ بَنِي هَاشِم ... مَكانَ النَعائِمِ والنَثرةِ
وخَيرُ بَنِي هَاشِم أحمد ... رَسولُ الإلهِ عَلى فَترة
وإنّ في حديث جابر الأنصاري ما يفيد منزلة أرقى من مجرّد الإسلام يقول قلت لرسول اللّه: أكثر الناس يقولون: إنّ أبا طالب مات كافراً؟
قال: " يا جابر، ربّك أعلم بالغيّب، إنّه لمّا كانت اللّيلة التي أُسرِيَ بِي فيها إلى السماء انتهيت إلى العرش، فرأيت أربعة أنوار، فقلت: إلهي ما هذه الأنوار؟
فقال: يا محمّد، هذا عبد المطلب، وهذا أبو طالب، وهذا أبوك عبد اللّه، وهذا أخوك طالب.
فقلت: إلهي وسيدي، فِيم نالوا هذه الدرجة؟
قال: بكتمانهم الإيمان والصبر على ذلك حتّى ماتوا " .
وروى الكليني في روضة الكافي عن الصادق (عليه السلام): " كان طالب مسلماً قبل بدر، وإنّما أخرجته قريش كرهاً، فنزل رجَّازوهم يرتجزوُن، ونزل طالب يرتجز:
يا ربِّ إمّا يغزونَ بطالب ... في مقنب منَ هذهِ المقانبِ
في مَقنَب المُحاربِّ المُغالبِ ... يَجعلهُ المَسلُوبَ غَيرَ السالبِ 
وروى محمّد بن المثنى الحضرمي أنّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) لقي أبا رافع مولى العبّاس ابن عبد المطلب يوم بدر، فسأله عن قومه؟ فأخبره أنّ قريشاً أخرجوهم مكرهين .
ويشهد له ما رواه ابن جرير أنّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال يوم بدر: " إنّي لأعرف رجالاً من بني هاشم وغيرهم قد أخرجوا كرهاً، لا حاجة لهم بقتالنا، فمن لقي منكم أحداً منهم فلا يقتله، ومن لَقِيَ العبّاس بن عبد المطلب فلا يقتله، إنّما خرج مستكرهاً " .
وقد اختلف في موت طالب فقيل: إنّه لمّا خرج إلى بدر فُقد ولم يعرف خبره، وقيل: أقحمه فرسه في البحر فغرق. وليس من البعيد أنّ قريشاً قتلته حينما عرفت منه الإسلام، وعرفت مصارحته بالتفاؤل بمغلوبيتهم، وكان حاله كحال سعد بن عبادة لمّا رماه الجن ـ لو صدقت الأوهام ـ . 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.