أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-8-2017
3319
التاريخ: 6-9-2017
2513
التاريخ: 21-8-2017
2277
التاريخ: 21-8-2017
2414
|
من سنن اللّه الجارية في أوليائه: {وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا} [الإسراء: 77] إكرامهم بإظهار ما لهم من الكرامة عليه والزلفى منه، وذلك غير ما ادّخره لهم من المثوبات الجزيلة في الآجلة، تقديراً لعملهم، وإصحاراً بحقيقة أمرهم، ومبلغ نفوسهم من القوّة، وحثّاً للملأ على اقتفاء آثارهم في الطاعة.
ومهما كان العبد يخفي الصالحات من أعماله فالمولى سبحانه يراغم ذلك الإخفاء بإشهار فضله، كما يقتضيه لطفه الشامل ورحمته الواسعة وبرّه المتواصل، وأنّه جلّت آلاؤه يظهر الجميل من أفعال العباد، ويزوي القبيح، رأفة منه، وحناناً عليهم.
ومن هذا الباب ما نجده على مشاهد المقرّبين وقباب المستشهدين في سبيل طاعته، من آثار العظمة، وآيات الجلالة، من إنجاح المتوسّل بهم إليه تعالى شأنه، وإجابة الدعوات تحت قبابهم المقدّسة، وإزالة المثلات ببركاتهم، وتتأكّد الحالة إذا كان المشهد لأحد رجالات البيت النبويّ ; لأنّه جلّت حكمته ذرأ العالمين لأجلهم، ولأن يعرفوا مكانتهم، فيحتذوا أمثالهم في الأحكام والأخلاق، فكان من المحتّم في باب لطفه وكرمه ـ عظمت نعمه أن يصحر الناس بفضلهم الظاهر.
ومن سادات ذلك البيت الطاهر الذي أذن اللّه أن يرفع فيه اسمه أبو الفضل العبّاس، فإنّه في الطليعة من أُولئك السادات، وقد بذل في اللّه ما عزّ لديه وهان، حتّى اتصلت النوبة إلى نفسه الكريمة التي لفظها نصب عينه ـ عزّ ذكره ـ، فأجرى سنته الجارية في الصديقين فيه بأجلى مظاهرها، ولذلك تجد مشهده المقدّس في آناء الليل وأطراف النهار مزدلف أرباب الحوائج: من عاف يستمنحه برّه، إلى عليل يتطلّب عافيته، إلى مضطهد يتحرّى كشف ما به من غمّ، إلى خائف ينضوي إلى حمى أمنه، إلى أنواع من أهل المقاصد المتنوّعة، فينكفأ ثلج الفؤاد بنجح طلبته قرير العين بكفاية أمره إلى متنجّز بإعطاء سؤله، كلّ هذا ليس على اللّه بعزيز ولا من المقرّبين من عباده ببعيد... .
ما يحدّث به الشيخ الجليل العلاّمة المتبحّر الشيخ عبد الرحيم التستري المتوفى سنة 1313 هـ، من تلامذة الشيخ الأنصاري أعلى اللّه مقامه، قال: زرت الإمام الشهيد أبا عبد اللّه الحسين، ثُمّ قصدت أبا الفضل العبّاس، وبينا أنا في الحرم الأقدس إذ رأيت زائراً من الأعراب ومعه غلام مشلول، وربطه بالشباك، وتوسّل به وتضرّع، وإذا الغلام قد نهض وليس به علّة، وهو يصيح: شافاني العبّاس، فاجتمع الناس عليه، وخرّقوا ثيابه للتبرّك بها.
فلمّا أبصرت هذا بعيني تقدّمت نحو الشباك وعاتبته عتاباً مقذعاً، وقلت: يغتنم المعيدي الجاهل منك المُنى وينكفأ مسروراً، وأنا مع ما أحمله من العلم والمعرفة فيك، والتأدّب في المثول أمامك، أرجع خائباً لا تقضي حاجتي؟! فلا أزورك بعد هذا أبداً، ثُمّ راجعتني نفسي، وتنبّهت لجافيّ عتبي، فاستغفرت ربي سبحانه ممّا أسأت مع (عباس اليقين والهداية).
ولمّا عُدت إلى النجف الأشرف أتاني الشيخ المرتضى الأنصاري قدّس اللّه روحه الزاكية، وأخرج صرّتين وقال: هذا ما طلبته من أبي الفضل العبّاس، اشتري داراً، وحجّ البيت الحرام، ولأجلهما كان توسّلي بأبي الفضل .
ومَا عَجِبتُ مَن أبي الفَضلِ كَما ... عَجبتُ مِن أُستَاذِنَا إذ عَلَما
لأنّ شِبلَ المُرتَضى لَم يَغرب ... إذا أتى بمُعجِز أو معْجَبِ
بِكُلِّ يَوم بَل بِكُلِّ سَاعة ... لَمِن أتَاهُ قَاصِداً رِبَاعَهُ
وهُوَ مِن الشَيخِ عَجِيبُ بَيّنُ ... لكن نُورَ اللّهِ يَرنوُ المُؤمِن
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|