أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-9-2017
4858
التاريخ: 21-8-2017
2696
التاريخ: 21-8-2017
2897
التاريخ: 21-8-2017
2786
|
من أحفاد أبي الفضل السيّد الجليل أبو يعلى الحمزة ابن القاسم بن علي بن حمزة بن الحسن بن عبيد اللّه بن العبّاس ابن أمير المؤمنين (عليه السلام)، وقد كتب الشيخ الجليل العلاّمة ميرزا محمّد علي الأُوردبادي صحائف غُر في حياته نذكرها بنصها، قال: " كان أبو يعلى أحد علماء العترة الطاهرة، وفذّاً من أفذاذ بيت الوحي، وأوحدي من سروات المجد من هاشم.
روى الحديث فأكثر، واختلف إليه العلماء للأخذ منه، منهم: الشيخ الأجل أبو محمّد هارون بن موسى التلعكبري، وأحد أعاظم الشيعة، ومن حملة علومهم، توفي سنّة 385 هـ.
والحسين بن هاشم المؤدّب، وعلي بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقاق، وكلاهما من مشايخ الصدوق ابن بابويه القمّي.
وعلي بن محمّد القلانسي، من مشايخ الشيخ المبجل أبي عبد اللّه الحسين بن عبيد اللّه الغضائري.
وأبو عبد اللّه الحسين بن علي الخزاز القمّي " .
ويظهر من هذا أنّه كان في طبقة ثقة الإسلام الكليني، قد أدرك القرنين آخر الثالث وأواخر الرابع، ولأجله عقد له الشيخ العلاّمة الشيخ آغا بزرك الرازي في كتابه (نابغة الرواة في رابعة المئات) ترجمة ضافية، فهو من علماء الغيبة الصغرى.
وله من الآثار والمآثر: كتاب التوحيد، وكتاب الزيارات والمناسك، وكتاب الرّد على محمّد بن جعفر الأسدي، وكتاب من روى عن جعفر بن محمّد (عليهما السلام) من الرجال، استحسنه النجاشي والعلاّمة، ولهذا ترجمه شيخنا الرازي في مصفّى المقال في مصنفي علماء الرجال، وأسند النجاشي إلى هذه الكتب عن ابن الغضائري عن القلانسي عن سيّدنا المترجم.
وإليك كلمات العلماء في الثناء عليه:
قال النجاشي والعلاّمة: " إنّه ثقة جليل القدر من أصحابنا، كثير الحديث " .
وقال المجلسي في الوجيزة: " ثقة " .
وفي تنقيح المقال للعلاّمة المامقاني: " السيّد جليل حمزة، ثقة، جليل القدر، عظيم المنزلة " .
وفي الكنى والألقاب لشيخنا المحدّث الشيخ عباس القمّي: " إنّه أحد علماء الإجازة، وأهل الحديث، وقد ذكره أهل الرجال في كتبهم وأثنوا عليه بالعلم والورع " .
إنّ دون مقام سيّدنا المترجم أن نقول فيه: إنّه من مشايخ الإجازة الذين هم في غنى عن أيّ تزكية وتوثيق، كما نصّ به الشهيد الثاني، وتلقّاه من بعده بالقبول، فإنّ ذلك شأن من لا يعرف وجُهلت شخصيته، وإنّ مكانة سيّدنا أبي يعلى فوق ذلك كُلّه على ما عرفته من نصوص علماء الرجال.
ومن كراماته المريبة على حدّ الإحصاء، المشهودة من مرقده المطهّر، فهو من رجالات أهل البيت المعدودين من أعيان علمائهم بكُلّ فضيلة ظاهرة ومأثرة باهرة: والشمس معروفة بالعين والأثر .................
فليس هو ممّن نتحرّى إثبات ثقته حتّى نتشبّث بأمثال ذلك. نعم، كثرة روايته للحديث تنمّ عن فضل كثار من غزارة علمه، ومن قولهم (عليهم السلام): " اعرفوا منازل الرجال منّا بقدر روايتهم عنّا "، فإنّ ذلك يشفّ عن التصلّب في أمرهم، والتضلّع بعلومهم، والبث لمعارفهم، وبطبع الحال إن كُلا من هذه يقرّب العبد إلى اللّه تعالى وإليهم (عليهم السلام) زلفى، فكيف بمن له الحظوة بها جمعاء، كسيّدنا المترجم على نسبه المتألق المتصل بدوحهم القدسي اليانع؟!
أمّا مشايخه في الرواية فجماعة عرفناهم بعد الفحص في المعاجم وكتب الحديث، كرجال الطوسي، وفهرست النجاشي، وإكمال الدّين للصدوق، منهم:
1 ـ الشيخ الثّقة الجليل سعد بن عبد اللّه الأشعري.
2 ـ محمّد بن سهل بن ذارويه القمّي.
3 ـ الحسن بن ميثل.
4 ـ علي بن عبد بن يحيى.
5 ـ جعفر بن مالك الفزاري الكوفي.
6 ـ أبو الحسن علي بن الجنيد الرازي.
7 ـ وأجلّ مشيخته عمّه مستودع ناموس الإمامة، والمؤتمن على وديعة المهيمن سبحانه، أبو عبد اللّه أو عبيد اللّه محمّد بن علي بن حمزة الحسن بن عبيد اللّه بن العبّاس (عليه السلام).
ومن جلالته أنّه لمّا وقعت الفتنة بعد وفاة أبي محمّد العسكري (عليه السلام)، وكثر الفحص والطلب من زبانية الإلحاد وطواغيت الوقت على بيت الإمامة ونسائه وجواريه وإمائه، حذار وجود البقية منه أو وجود حامل منهم تلده، لمّا بلغ الطاغية أنّ الخلف بعد أبي محمّد العسكري يدمّر دولة الباطل، فحسبه في العاجل وهو آجل، فعند ذلك انتقلت الكريمة الطاهرة أُم الإمام المنتظر عجّل اللّه فرجه (نرجس) سلاّم اللّه عليه وعليها إلى بيت أبي عبد اللّه هذا، كما نصّ به النجاشي للحفظ من عادية المرجفين .
وإنّ الاعتبار لا يدعنا إلاّ أن نقول بأنّ بيتاً يحوي أُم الإمام لابدّ أن يكون مختلف وليّ الدهر، وصاحب العصر، الناهض بعبء خلافة اللّه الكبرى، ومحطّ أسراره، ومرتكز أمره، ومجرى علومه، ومصبّ معارفه، ليتعاهد الحرّة الطيبة أُمّه نرجس، ويكون (عليه السلام) هو المجتبى في صدر ذلك الدست والمتربع على منصّه عزّه.
ولا شكّ أنّ أبا عبد اللّه هذا يقتبس من علومه، ويستضيء بأنواره، وحينئذ فدون مقامه إطراء العلماء له كقول النجاشي والعلاّمة: " ثقة جليل "، وكقول ابن داوود: " عين في الحديث، صحيح الاعتماد " ، كتوثيقات الوجيزة، والبلغة، والمشتركات، وحاوي الأقوال.
وقال ابن عنبة في العمدة: " نزل البصرة، وروى الحديث عن علي بن موسى الكاظم (عليه السلام) وغيره بها وبغيرها، وكان متوجّهاً عالماً شاعراً "، وقال النجاشي: " له رواية عن أبي الحسن وأبي محمّد (عليهما السلام)، وإن له مكاتبة، وله مقاتل الطالبين " .
فحسب سيّدنا المترجم أبو يعلى من الشرف أن يكون معماً بمثله، وناهيه من الفضيلة أن يكون خريجاً لمدرسته.
ووالد أبي عبد اللّه هذا فهو علي بن حمزة بن الحسن، نصّ النجاشي والعلاّمة الحلّي وفي الوجيزة والبلغة على ثقته.
وأبو حمزة الشبيه بجدّه أمير المؤمنين جليل القدر عظيم المنزلة، خرج توقيع المأمون بخطه: " يُعطى لحمزة ابن الحسن لشبهه بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب مائة ألف درهم "، قاله ابن عنبة في العمدة .
وأبو حمزة هذا الحسن بن عبيد اللّه، فذكر النسّابة العمري في المجدي أنّه كان لأُمّ ولد، روى الحديث، وعاش سبعاً وستين سنة .
ووافقه على عمره أبو نصر البخاري في سرّ السلسلة، وذكر أنّ العدد والثروة في ولده، وأنّ أُمّه وأُمّ شقيقه عبد اللّه بنت عبد اللّه بن معبد بن العبّاس بن عبد المطلب .
قلت: والظاهر أنّ في النسخة غلط نسياني، فإنّ أبا نصر نفسه ذكر أنّ التي كانت تحت عبيد اللّه بن العبّاس (عليه السلام) هي أُمّ أبيها بنت معبد بن العبّاس لا ابنة ابنه.
وعبيد اللّه بن العبّاس أبو الحسن ذكر الشيخ العلاّمة علي بن يوسف ابن المطهّر أخو آية اللّه العلاّمة الحلي في العدد القوية، عن الزبير بن بكار: أنّه من العلماء.
وقال أبو نصر البخارى: " تزوج أربع عقائل كرام: رقية بنت الإمام الحسن السبط، وأُم علي بنت السجاد لم تلد منه، وأُم أبيها بنت معبد بن العبّاس بن عبد المطلب، وابنة المسوّر بن مخزوم الزبيري " .
وأما سيّدنا أبو الفضل العبّاس قمر بني هاشم الذي هو بمنقطع الفضل، ومنتهى الشرف، وغاية الجلاّلة، وقصارى السؤدد، فالبيان يتقاعس أنّه جاء ممدوحاً بلسان أئمة الدّين كابن أخيه الإمام السجاد، ثُمّ الإمام الصادق.
ولسيّدنا المترجم أبي يعلى في أرض الجزيرة بين الفرات ودجلة من جنوب الحلّة السيفية مشهد معروف في قرية تعرف باسمه (قرية الحمزة)، بالقرب من قرية " المزيدية " يقصد بالزيارة، وتُساق إليه النذور، ويتبرّك به، وتُعزى إليه الكرامات، تتناقلها الألسن، ويتسالم عليها المشاهدون، وتخبت بها النفوس، وكان في ذي قبل يعرف بمشهد (حمزة بن الإمام موسى الكاظم).
وبما أنّ الثابت في التاريخ والرجال أنّ قبر حمزة المذكور في الري، إلى جنب مشهد السيّد الأجل عبد العظيم الحسني سلام اللّه عليهما.
كان سيّد العلماء والفقهاء المجاهدين سيّدنا المهدي القزويني بعد أن هبط الحلّة الفيحاء، وأقام فيها دعامة الدّين، وشيّد أركان المذهب، يمرّ بهذا المشهد حين وفوده إلى بني زبيد للإرشاد والهداية، ولا يزوره، ولذلك قلّت رغبة الناس في زمانه، فصادف أن مرّ به مرّة، فطلب منه أهل القرية زيارة المرقد المطهّر، فاعتذر بما قدّمناه، وقال: " لا أزور من لا أعرفه.
فبات ليلة وغادر القرية من غدا إلى المزيدية وبات بها، حتّى إذا قام للتهجّد في آخر الليل وفرغ من عمله طفق يراقب طلوع الفجر، إذ دخل عليه رجل في زي علوي شريف من سادة تلك القرية، يعرفه المهدي بالصلاح والتقوى، فسلّم وجلس وقال له: استضعفت أهل الحمزة، وما زرت مشهده؟
قال: نعم.
قال: ولم ذلك؟
فأجابه بما قدّمناه من جوابه لأهل القرية.
فقال العلوي المذكور " ربَّ مشهور لا أصل له " وليس هذا قبر حمزة بن موسى الكاظم كما اشتهر، وإنّما هو قبر أبي يعلى حمزة ابن القاسم العلوي العباسي، أحد علماء الإجازة وأهل الحديث، وقد ذكره أهل الرجال في كتبهم وأثنوا عليه بالعلم والورع.
فحسب سيّدنا الحجّة المهدي أنّه أخذ هذا من أحد العلماء ; لأنّه كان من عوام السادة، وأين هو من الاطّلاع على الرجال والحديث؟! فاغفل عنه ونهض لفحص الفجر، وخرج العلوي من عنده.
ثمّ أدى السيّد الفريضة وجلس للتعقيب حتّى مطلع الشمس، وراجع كتب الرجال التي كانت معه، فوجد الأمر كما وصفه الشريف العلوي الداخل عليه قبيل الفجر، ثُمّ ازدلف أهل القرية إليه مسلّمين عليه، وفيهم العلوي المشار إليه، فسأله عن دخوله عليه قبيل الفجر وإخباره إيّاه عن المشهد وصاحبه عمّن أخذه؟ ومن أين له ذلك؟ فحلف العلوي باللّه أنّه لم يأته قبل الفجر، وأنّه كان بائتاً خارج القرية في مكان سمّاه، وأنّه سمع بقدوم السيّد فأتاه زائراً في وقته هذا، وأنّه لم يره قبل ساعته تلك.
فنهض السيّد المهدي من فوره وركب لزيارة المشهد وقال: الآن وجب علي زيارته ـ وإنّي لا أشكّ أنّ الداخل عليه الإمام هو الحجّة ـ وركب الطريق معه أهل المزيدية .
ومن يومئذ اشتهر المرقد الشريف بالاعتبار والثبوت، وازدلفت الشيعة إلى زيارته والتبرك والاستشفاع إلى اللّه تعالى به.
وبعد ذلك نص سيّدنا المهدي عليه في فلك النجاة، وتبعه على ذلك من بعده العلاّمة النوري في تحية الزائر، والعلاّمة المامقاني في تنقيح المقال، وشيخنا المحدّث القمّي في الكنى والألقاب .
أخذنا هذا النبأ العظيم من جنة المأوى للعلاّمة النوري.
هذا ما كتبه شيخنا العلاّمة ميرزا محمّد علي الأُوردبادي أيده اللّه.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|