أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-8-2017
2848
التاريخ: 3-9-2017
3182
التاريخ: 7-8-2017
2919
التاريخ: 12-8-2017
2603
|
لمّا تتابعت الوفود والرسائل من أهل الكوفة على الإمام وهي تحثّه على القدوم إليهم لم يجد بُدّاً من إجابتهم فأوفد إليهم ثقته وكبير أهل بيته والمبرز من بينهم بالفضيلة وتقوى الله ابن عمّه مسلم بن عقيل ، وكانت مهمّته خاصة ومحدودة وهي الوقوف على واقع الكوفيين ومعرفة أمرهم فان صدقوا فيما قالوا توجّه الإمام إليهم وأقام في مصرهم دولة القرآن.
ومضى مسلم يجد في السير لا يلوي على شيء حتى انتهى إلى الكوفة فنزل في بيت زعيم من زعماء الشيعة وسيف من سيوفهم وهو المختار بن أبي عبيدة الثقفي الذي كان يتمتّع بخبرة سياسية واسعة وشجاعة فائقة ودراية تامة بالشؤون النفسية والاجتماعية وقد فتح المختار أبواب داره إلى مسلم وصار بيته مركزاً للسفارة الحسينيّة. ولما علمت الشيعه بقدوم مسلم سارعوا إليه مرحّبين به ومقدمين له جميع ألوان الحفاوة والدعم والتفوا حوله طالبين منه أن يأخذ منهم البيعة للإمام الحسين (عليه السلام) واستجاب لهم مسلم ففتح سجلاً للمبايعين وقد أحصي عددهم في الأيام القليلة بما يزيد على ثمانية عشر ألفاً وفي كل يوم يزداد عدد المبايعين منهم وألحّوا عليه أن يراسل الإمام بالإسراع إلى القدوم إليهم ليتولّى قيادة الأمة ..
ومن الجدير بالذكر أن السلطة المحليّة في الكوفة كانت على علم بمجريات الثورة وقد وقفت منها موقف الصمت فلم تتخذ أي اجراءات ضدّها ويعود السبب في ذلك إلى ان حاكم الكوفة النعمان بن بشير الأنصاري كان من المنحرفين عن يزيد بسبب مواقفه المعادية للأنصار ومضافاً إلى ذلك فان ابنته كانت زوجة المختار الذي استضاف مسلماً ووقف إلى جانبه.
ومن الطبيعي أنّه لم يرق لعملاء الأمويين وأذنابهم موقف النعمان المتّسم بالليونة وعدم المبالاة بالثورة فبادروا إلى الاتصال بدمشق وعرّفوا يزيد بموقف النعمان وطلبوا المبادرة بإقصائه وتعيين حاكماً حازماً يستطيع القضاء على الثورة وإخضاع الجماهير إلى حكمه وفزع يزيد من الأمر فأرسل إلى مستشاره الخاص سرجون وكان دبلوماسياً محنّكاً فعرض عليه ما ألمّ به وطلب منه أن يرشده إلى حاكم يتمكّن من السيطرة على الأوضاع المتفجّرة في الكوفة فأشار عليه بتولّيه الإرهابي عبيدالله بن زياد فانّه شبيه بأبيه في التجرّد من كلّ نزعة إنسانية وعدم المبالاة في اقتراف أبشع الجرائم فاستجاب يزيد لرأيه وكتب لابن زياد مرسوماً بولايته على الكوفة بعد أن كان والياً على البصرة فقط وبذلك فقد أصبح العراق كلّه خاضعاً لسيطرته وأصدر إليه الأوامر المشدّدة بالإسراع إلى الكوفة لاستئصال الثورة والقضاء على مسلم.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|