المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الحديث والرجال والتراجم
عدد المواضيع في هذا القسم 6197 موضوعاً

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05

تفسير المعيشة الضنكى
15-8-2020
تطبيقات محكمة الاستئناف للأمم المتحدة لمبدأ التناسب بين العقوبة والمخالفة
2024-09-09
المجريطي
13-9-2016
الهرمونات المعدية ــ المعوية (هرمونات الجهاز الهضمي)
12-4-2016
حرارة التحول
14-2-2017
معنى الغِل
22-10-2014


الربيع بن خثيم  
  
3248   12:01 مساءً   التاريخ: 14-8-2017
المؤلف : السيد محسن الامين.
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة.
الجزء والصفحة : ج 6 -ص454
القسم : الحديث والرجال والتراجم / اصحاب الائمة من التابعين /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-9-2017 1404
التاريخ: 18-8-2017 1530
التاريخ: 5-9-2017 1448
التاريخ: 18-10-2017 1676

الربيع بن خثيم من أصحاب علي ع في رجال الكشي زاهد ممدوح.

وقال الشهيد الثاني في حواشي الخلاصة بعد ما ذكر نسبه كما مر نقلا عن الاكمال في الرجال للذهبي سمع عبد الله بن مسعود وغيره وروى عنه جماعة.

وفي الرياض عن الطبري الامامي في أوائل كتاب المسترشد ان العامة قد جعلوه من جملة الروافض ومع ذلك يعتمدون عليه وينقلون عنه وقال ابن أعثم الكوفي في تاريخه ان الربيع بن خثيم كان آخر أمير ورد إلى عسكر أمير المؤمنين ع يوم صفين وكان الربيع في الري وأمير المؤمنين ع في انتظاره فجاء في أربعة آلاف فارس كاملي العدة فلما ورد على أمير المؤمنين تحرك إلى صفين وفيما حكاه صاحب الرياض عن ابن أعثم انه لما وصل إلى أمير المؤمنين حرض الناس على التوجه إلى الشام وحرب معاوية اه‍ وقد عرفت ما حكاه نصر ولعله الصواب وفي الرياض ان ابن أعثم من العامة لكن الصواب انه من أصحابنا كما ذكرناه في ترجمته.
وفي الرياض كان من التابعين ومن اتباع ابن مسعود الصحابي المعروف بانحرافه عن علي ع وعندي انه ليس بمرضي على ما أحسب وان نقل الكشي وغيره انه كان من الزهاد الثمانية وان قالوا انه من الأتقياء منهم ومن اتباع أمير المؤمنين حتى أنهم صدروا الممدوحين منهم باسمه.
ثم قال إنه لم يكن من الثقات المرضيين عند الإمامية ولذلك قد يؤخذ على جماعة من علمائنا من أصحاب الرجال يعني العلامة وابن داود وغيرهما عدهم له في القسم الأول من كتبهم المعد لذكر المقبولين بمجرد ما في كلام الكشي المتقدم إليه الإشارة مع ورود ذمه في عدة مواضع منها ما ذكره السيد المرتضى بن الداعي الحسني من أكابر علمائنا في كتابة تبصرة العوام في المجلد الأول منه المسمى بنزهة الكرام وبستان العوام بالفارسية فعد من   الذين تخلفوا عن بيعة أمير المؤمنين ع أو لم يبايعوه أصلا من التابعين ثلاثة أحدهم الربيع بن خثيم ومن الصحابة سبعة قال وروى نصر بن مزاحم المنقري في كتاب صفين أن أصحاب عبد الله بن مسعود أتوا عليا ع لما أراد المسير إلى صفين وفيهم عبيدة السلماني وأصحابه فقالوا انا نخرج معكم ولا ننزل معسكركم ونعسكر على حدة حتى ننظر في أمركم وأمر أهل الشام فمن رأيناه أراد ما لا يحل له أو بدا لنا منه بغي كنا عليه واتاه آخرون من أصحاب عبد الله بن مسعود فيهم ربيع بن خثيم وهم يومئذ أربعمائة رجل فقالوا يا أمير المؤمنين انا شككنا في هذا القتال على معرفتنا بفضلك ولا غنى بنا ولا بك ولا بالمسلمين عمن يقاتل بالمسلمين العدو فولنا بعض هذه الثغور نكن به نقاتل عن أهله فوجه علي ع بالربيع بن خثيم إلى ثغر الري فكان أول لواء عقد بالكوفة لواء ربيع بن خثيم اه‍ وفي مجمع البحرين بعد نقل ذلك: وعلى هذا فيكون الربيع داخلا في جملة المشككين. والموجود في شرح النهج قال نصر فأجاب عليا ع يعني إلى الخروج لحرب معاوية الا أن أصحاب عبد الله بن مسعود وساق الخبر كما مر إلى قوله كنا عليه فقال علي ع مرحبا وأهلا هذا هو الفقه في الدين والعلم بالسنة من لم يرض بهذا فهو جائر خائن واه ولا يخفي ان في تشكيك أصحاب ابن مسعود في أن معاوية باع وان عليا مبغي عليه قلة فقه منهم فيكون قول علي ع لهم هذا هو الفقه في الدين الخ يراد به مجرد استصلاحهم ودفع غائلتهم والا فالفقه يقتضي خلافه ولم يخالف أمير المؤمنين ع الواقع في قوله هذا هو الفقه تورية أي أن مضمونه هو الفقه لو صادف محله كما أن شك الربيع وأصحابه في قتال معاوية جمود منهم وقصور معرفة فأرسلهم إلى الري تخلصا مما يمكن أن يحدث منهم من غائلة وفساد في عسكره والا فهو أحوج إلى قتالهم معه من ارسالهم لحفظ الثغور. وتدل بعض الروايات أنه أرسل الربيع مع جماعة من بعض أصحاب ابن مسعود إلى قزوين فعن روضة الصفا ان شرذمة من القراء من أصحاب عبد الله بن مسعود قالوا لأمير المؤمنين ع انا لسنا على بصيرة من قتال أهل القبلة وذلك عند مسيره إلى صفين فلو بعثت بنا إلى ثغر لنجاهد الكفار فبعث بهم إلى قزوين وجعل الأمير عليهم الربيع بن خثيم. وكيف كان فما مر يدل على أنه لم يكن نافذ البصيرة في ولاء أمير المؤمنين ع فشك في قتال المسلمين معه ودخلت عليه الشبهة في ذلك، وغاب عنه قوله تعالى: وان طائفتان: الآية وقوله ص: علي مع الحق الحديث فكان فيه تقوى الخوارج وجمودهم. وهؤلاء الجامدون في كل زمان أضر على الاسلام والمسلمين من المتجاهرين بالفسق وقد يزيد ضررهم على ضرر المنافقين أو يساويه الذين قال فيهم الرسول ص ما معناه اني لا أخاف على أمتي مؤمنا ولا كافرا بل أخاف عليهم منافقا فالرجل كان زاهدا تقيا الا انه كان جامدا غبيا والله المتولي جزاء عباده.
وقال الفاضل المتتبع المعاصر الميرزا حسين النوري صاحب مستدركات الوسائل: لا تغرنك الأعمال البدنية والعبادات العادية والأعراض عن الدنيا وزهرتها والتنسك في طول الليالي وظلمتها دون ان تنظر إلى الاعتقاد الصحيح فان الربيع بن خثيم وهو من الزهاد الثمانية وكان من أصحاب أمير المؤمنين ع بلغ في الزهد والعبادة غاية لم يبلغها أحد فقد روي أنه لم يتكلم بشئ من أمور الدنيا عشرين سنة فقال يوما لبعض أصحابه هل لكم مسجد في قريتكم فقال نعم أبوك حي أم لا ثم ندم على كلامه وخاطب نفسه قائلا يا ربيع سودت صحيفتك ثم لم يتكلم بعد بشئ من أمور الدنيا إلى أن قتل أبو عبد الله الحسين بن علي فقال له رجل قتل ابن رسول الله فلم يتكلم بشئ ثم جاءه ناع آخر وأخبره بذلك فلم يقل شيئا فلما أخبره الثالث بكى وقال اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ثم نقل ما يأتي من حفر القبر ووضع القرطاس بين يديه وغير ذلك ثم قال فانظر إلى ضعف ايمانه ونقص عقله لما رواه نصر بن مزاحم وذكر الخبر المتقدم عن نصر بن مزاحم وروضة الصفا اه‍.
وعدم تكلمه من أمور الدنيا عشرين سنة وندمه على سؤاله بعض أصحابه عن وجود مسجد في قريتهم وحياة أبيه وعدم تكلمه بشئ حين نعي إليه الحسين ع مرتين وبكاؤه في الثالثة وقراءته الآية دليل واضح على جموده المتناهي فالتقي الورع من يزن كلامه ولا يتكلم بما يسخط الله لا من يترك الكلام كله فالمؤمن لا بد له من الكلام في المباح ولو لأجل تدبير معاشه وقد كان النبي ص وأمير المؤمنين وباقي الأئمة ع والصلحاء يتكلمون في أمور الدنيا ويمزحون وقد ورد ذم من تخلى عن الدنيا وتفرع للعبادة وهجر الناس من النبي ص ومن أمير المؤمنين ع وسمي عدي نفسه ولا شك أن الكلام خير من السكون إذا سلم الكلام من الآفة فالمهم بذل الجهد في سلامته منها لا ان يترك الكلام خوفا من عروض الآفة فقد يسوقه ترك الكلام إلى ترك واجب أو مستحب أو فعل محرم فيقع فيما فر منه وقد زاد بعض الفضلاء على ما تقدم من كلام الفاضل النوري قوله ان عدم عده من أصحاب الحسنين والسجاد ع وقد عاصرهم دليل على عدم اخذه عنهم مع أخذه عن ابن مسعود وأبي أيوب وعدم اخذه عن علي ع وأخذ الشعبي وإبراهيم النخعي عنه دون رجالنا وثقاتنا وذلك يؤيد ما ظن فيه من الانحراف والاعوجاج بل ادراكه الجاهلية والاسلام مع عدم عده من الصحابة ولا ممن شهد موقفا واحدا مع النبي ص دليل على تأخر اسلامه وما ذكره ابن شاذان يدل على زهده وتقواه وأنه ليس متصنعا كالحسن البصري ولا مجاهرا بالعداوة كأبي مسلم الخولاني ومسروق ولا يدل على صحة عقيدته ولا ملازمة بين صحة الاعتقاد والمواظبة على العبادات البدنية كما لا يخفى على من استحضر عبادات خوارج النهروان اه‍ وادراكه الجاهلية والاسلام يستفاد من قول ابن حجر انه مخضرم.

وفي كتاب مطلع الشمس تأليف صنيع الدولة وزير المعارف في عهد الشاه ناصر الدين القاجاري وهو في رحلة الشاه إلى خراسان أن أقوال الربيع بن خثيم تذكر في كتب التفاسير خصوصا مجمع البيان في تفسير الآيات كسائر الروايات وقال حمد الله المستوفي ان الربيع بن خثيم كان واليا على قزوين من قبل أمير المؤمنين ع اه‍ والشيخ الطوسي في البيان ينتقل أقواله كثيرا.
وقال الشيخ زين الدين علي العاملي البياضي في كتابه الصراط المستقيم في تفسير القرآن الكريم وممن نسب من أهل الكوفة إلى الرفض سلمان وأبو ذر والمقداد وعمار وجابر بن عبد الله والخدري والبراء وعمران بن حصين وحذيفة ذو الشهادتين وعبد الله بن جعفر وابن عباس وأبو رافع وأبو جحيفة وزيد إلى أن قال والربيع وأويس القرني والأشتر ومحمد بن أبي بكر وابنه القاسم فهؤلاء عندهم رافضة وحديث العراق متعلق بهم اه‍ وتوقف المجلسي فيه في الوجيزة وفي بعض كتبه قال ورأيت بعض الطعون فيه وهو المدفون بالمشهد المقدس الرضوي اه‍.  أقوال غيرنا فيه.
في الرياض: قال الشيخ الجليل ابن عبد البر الأندلسي المالكي في رسالة فقهاء الأمصار ان الربيع بن خثيم كان من أصحاب عبد الله بن مسعود وقد غلبت عليها لعبادة ولم يكن له كثير فتوى وقال سبط ابن الجوزي الحنبلي في كتاب صفوة الصفوة ما حاصله ان الربيع بن خثيم الثوري يكنى بأبي زيد وانه قد انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين ومنهم الربيع بن خثيم صاحب عبد الله بن مسعود وغيره وان الربيع بن خثيم المذكور توفي بالكوفة في ولاية عبيد الله بن زياد سنة 62.
وقال السمعاني الشافعي في كتاب الأنساب اما أبو زيد الربيع بن خثيم الزاهد الثوري التميمي الكوفي فهو من ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر من أهل الكوفة من الزهاد الثمانية وذكره مشهور في الكتب واخباره في الزهد والعبادة أشهر من أن تحتاج إلى الاغراق في ذكرها يروي عن ابن مسعود وروى عنه أهل الكوفة مات بعد قتل الحسين ع سنة 63 وقال الذهبي في كتاب كاشف الرجال الربيع بن خثيم أبو يزيد الثوري يروي عن ابن مسعود وأبي أيوب يعني الأنصاري ويروي عنه الشعبي وإبراهيم ورع قانت مخبت رباني حجة مات قبل السبعين وفي الرياض يظهر من كاشف الرجال انه يروي عنه كثيرا جميع مشايخ العامة لا سيما أكثر أصحاب الصحاح الستة وعلمائهم المعروفين كالبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة القزويني ولم يرو عنه أبو داود السجستاني في سننه أصلا ولا مالك في الموطأ وقال ابن حجر في التقريب الربيع بن خثيم بن عائذ بن عبد الله الثوري الكوفي ثقة عابد مخضرم من الثامنة قال له ابن مسعود لو رآك رسول الله ص لأحبك مات سنة 61 وقيل 63 وقال بعض أصحاب الحواشي عليه 62 وكذا قال غيره اه‍ .

الرياض وأراد بالثانية أي من الذين جاء في مدحهم تأكيد بصيغة أفعل التفضيل مثل أوثق الناس أو بتكرير لفظ ثقة أو قيل فيه فقيه حافظ كذا قال في أول كتابه وفي طبقات القراء للجزري تابعي جليل وردت عنه الرواية في حروف القرآن اخذ القراءة عن عبد الله بن مسعود عرض عليه أبو زرعة بن عمرو بن جرير قال له عبد الله بن مسعود لو رآك محمد ص لأحبك وما رأيتك الا ذكرت المخبتين اه‍ وحكى عن شيخه أبي وائل أنه قيل له أيكما أكبر أنت أو الربيع بن خثيم قال انا أكبر منه سنا وهو أكبر مني عقلا وقال الشعبي كان من معادن الصدق وقال ابن معين لا يسأل عن مثله وقال منذر الثوري شهد مع علي صفين اه‍ والأصح انه لم يشهدها.

اخباره في الزهد والعبادة وخوف الله تعالى:

قال الزمخشري في الكشاف في تفسير قوله تعالى في سورة الزمر وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون: عن الربيع بن خثيم الزاهد انه كان قليل الكلام فأخبر بقتل الحسين ع فقالوا الآن يتكلم الربيع بن خثيم فما زاد على أن قال آه أوقد فعلوا وقرأ هذه الآية أنه قال قتل من كان يجلسه رسول الله ص في حجره ووضع فاه على فيه اه‍. وفي كشكول البهائي ان الربيع كان قليل الكلام على النحو الذي ذكر في بعض الكتب المعتبرة أنه في مدة عشرين سنة لم يتكلم بكلمة راجعة إلى أمور الدنيا سوى أنه قال يوما لبعض تلاميذه هل في قريتكم مسجد قال نعم قال أبوك حي أم ميت ثم ندم بعد هذين السؤالين وخاطب نفسه وقال يا ربيع قد سودت صحيفتك ثم لم يتكلم بعدها بشئ راجع إلى الدنيا إلى أن استشهد الحسين ع فجاء إليه رجل وقال يا ربيع قتل ابن رسول الله فلم يتكلم إلى أن جاءه رجل آخر أخبره بقتله فلم يتكلم إلى أن جاء رجل آخر اخبره بقتله فبكى الربيع ثم قال اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ثم لم يتكلم مدة حياته في أمور الدنيا وقال صاحب الكشاف لما جاءه خبر قتل الحسين ع قال الناس الآن يتكلم الربيع فلم يزد على قوله آه أوقد فعلوا ثم تلا الآية.
وفي تذكرة الخواص لسبط بن الجوزي: قال الزهري لما بلغ الربيع بن خثيم قتل الحسين بكى وقال لقد قتلوا فتية لو رآهم رسول الله ص لأحبهم أطعمهم بيده وأجلسهم على فخذه وذكره ابن سعد أيضا اه‍ وذكر أبو القاسم القشيري في رسالته المشهورة أنه لما توفي الربيع قالت جارية كانت تجاوره لأبيها كنت أرى عمودا على سطح جيراننا كل ليلة وصار لي مدة لا أراه فقال لها يا بنية ليس ذلك عمودا هذا رجل صالح كان في جوارنا يقوم كل ليلة للعبادة وقد توفي اه‍ وروى الطبرسي في جمع الجوامع عن الربيع بن خثيم ان ابنته قالت له ما لي أرى الناس ينامون ولا أراك تنام فقال يا بنتاه أن أباك يخاف البيات وفي الرياض حكي عنه أنه قال لا يقولن أحدكم استغفر الله وأتوب إليه فيكون ذنبا وكذبا ولكن ليقل اللهم اغفر لي وتب علي يعني أن معنى التوبة الاقلاع عن الذنب فمن قال أتوب إلى الله ولم يقلع عن الذنوب فهو كاذب وعن خلاصة الأذكار للفيض في باب الاستغفار: يعني إذا استغفر عن قلب لاه لا يستحضر طلب المغفرة ولا يلجأ إلى الله بقلبه فيكون ذلك ذنبا وإذا قال أتوب إليه ولم يتب فذلك كذب واعترض صاحب الرياض على ذلك بان هذا الاستغفار قد وقع في الأدعية وغيرها المأثورة عن الرسول ص وأهل بيته ع بما لا يعد ولا يحصى وأقول ان كان قصد الربيع المبالغة في الاقلاع عن الذنوب لم يكن عليه اعتراض. وقال الغزالي في الباب السادس من الكتاب العاشر من إحياء العلوم ان الربيع بن خثيم حفر في داره قبرا وكان إذا وجد في قلبه قساوة دخل فيه واضطجع ومكث ما شاء الله ثم يقول رب ارجعوني لعلي أعمل صالحا فيما تركت يرددها ثم يرد على نفسه يا ربيع قد رجعناك فاعمل.
وعن مصباح الشريعة للشيخ أبي الحسن سليمان بن الحسن الصهرشتي من مشاهير تلاميذ شيخ الطائفة ان الربيع كان يضع قرطاسا بين يديه فيكتب ما يتكلم به ثم يحاسب نفسه في عشيته ما له وما عليه ثم يقول آه نجا الصامتون. وعن جامع التمثيل حكي عن الربيع بن خثيم أنه كان معه دائما دواة وقلم وكاغد من الصبح إلى المغرب وكلما فعله أو قاله يكتبه في ذلك الكاغد إلى ما بعد صلاة العشاء ثم ينظر فيه فما كان طاعة شكر الله عليه وما كان معصية تاب إلى الله منه ويقول آه نجا الصادقون وانا وقعت في العذاب بعملي وفي كشكول البهائي قيل للربيع بن خثيم ما نراك تغتاب أحدا فقال لست لنفسي راضيا فأتفرغ لذم الناس ثم أنشد:
لنفسي أبكي لست أبكي لغيرها * لنفسي في نفسي عن الناس شاغل

ولما رأت أم الربيع ما يلقى من البكاء والسهر قالت يا بني لعلك قتلت قتيلا قال نعم يا أماه قالت ومن هو حتى نطلب إلى أهله فيعفوا عنك فوالله لو يعلمون ما أنت فيه لرحموك وعفوا عنك.
وفي كشكول البهائي أيضا ان الربيع بن خثيم كان يبكي كثيرا ويبيت  ساهرا ولا يستقر فضاق صدر أمه من كثرة بكائه فقالت له يا بني هل قتلت أحد ظلما حتى تبكي هذا البكاء قل لي حتى اذهب إلى أولياء المقتول واستحلهم فوالله لو علموا بحالك لرحموك وعفوا عنك فقال يا أماه بلى قد قتلت نفسي واستشهد الشيخ البهائي في الكشكول في مدح العزلة بفعل الربيع وقال قال سليمان الداراني بينما الربيع بن خثيم جالس على باب داره إذ جاء حجر فصك وجهه وشجه فجعل يمسح الدم عن جبهته ويقول لقد وعظت يا ربيع فقام ودخل داره حتى أخرجت جنازته. وفي حاشية الفقيه عن مجمع البيان انه عرض فالج للربيع فكان يجر رجليه في وقت الطواف فقيل له يا أبا يزيد إذا جلست كان أخف عليك في هذا المرض فقال كل أحد يسمع نداء حي على الفلاح.
وفي مطالب السؤول قال نوف البكالي عرضت لي حاجة إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع فاستتبعت إليه جندب بن زهير والربيع بن خثيم وابن أخيه همام بن عبادة بن خثيم فألفيناه حين خرج يؤم المسجد فأفضى ونحن معه إلى نفر متدينين قد أفاضوا في الأحدوثات تفكها وهم يلهي بعضهم بعضا فأسرعوا إليه قياما وسلموا عليه فرد التحية ثم قال من القوم فقالوا انا من شيعتك يا أمير المؤمنين فقال لهم خيرا ثم قال يا هؤلاء ما لي لا أرى فيكم سمة شيعتنا وحلية أحبتنا فامسك القوم حياء فاقبل عليه جندب والربيع فقالا له ما سمة شيعتكم يا أمير المؤمنين فسكت فقال همام أسألك بالذي أكرمكم أهل البيت وخصكم وحباكم لما انباتنا بصفتهم فوصفهم وذكر وصفا طويلا.
ما اثر عنه من المواعظ والحكم المنقول من كشكول البهائي قيل للربيع بن خثيم ما نراك تغتاب أحدا فقال لست عن نفسي راضيا فأتفرغ لذم الناس. ومن كلمات الربيع لو كانت الذنوب تفوح روائحها ما جلس أحد في جنب أحد. وقال إن العجب من قوم يعملون لدار يبعدون منها كل يوم مرحلة ويتركون العمل لدار يرحلون إليها في كل يوم مرحلة. ومن كلماته ان عوفينا من شر ما أعطينا لم يضرنا ما زوي عنا.
المنقول من احياء العلوم كان الربيع يقول ما دخلت في صلاة قط فأهمني فيها الا ما أقول وما يقال لي. وقال: الناس رجلان مؤمن فلا تؤذه وجاهل فلا تجاهله وقال لرجل: تفقه ثم اعتزل وكان كلما سئل كيف أصبحت يقول أصبحت من ضعفاء المذنبين نستوفي أرزاقنا وننتظر آجالنا.
المنقول من مجالس الشيخ الطوسي قالت جارية للربيع بن خثيم كيف أصبحت يا أبا يزيد قال أصبحت في أجل منقوص وعمل محفوظ والموت في رقابنا والنار من ورائنا ثم لا ندري ماذا يفعل بنا.

مشايخه:

في تهذيب التهذيب روى عن النبي ص مرسلا وعن ابن مسعود وأبي أيوب وامرأة من الأنصار وعمرو بن ميمون وعبد الرحمن بن أبي ليلى.

تلاميذه :

وعنه ابنه عبد الله ومنذر الثوري والشعبي وهلال بن يساف وإبراهيم النخعي وبكر بن ماعز وأبو زرعة ابن عمرو بن جرير.




علم من علوم الحديث يختص بنص الحديث أو الرواية ، ويقابله علم الرجال و يبحث فيه عن سند الحديث ومتنه ، وكيفية تحمله ، وآداب نقله ومن البحوث الأساسية التي يعالجها علم الدراية : مسائل الجرح والتعديل ، والقدح والمدح ؛ إذ يتناول هذا الباب تعريف ألفاظ التعديل وألفاظ القدح ، ويطرح بحوثاً فنيّة مهمّة في بيان تعارض الجارح والمعدِّل ، ومن المباحث الأُخرى التي يهتمّ بها هذا العلم : البحث حول أنحاء تحمّل الحديث وبيان طرقه السبعة التي هي : السماع ، والقراءة ، والإجازة ، والمناولة ، والكتابة ، والإعلام ، والوجادة . كما يبحث علم الدراية أيضاً في آداب كتابة الحديث وآداب نقله .، هذه عمدة المباحث التي تطرح غالباً في كتب الدراية ، لكن لا يخفى أنّ كلاّ من هذه الكتب يتضمّن - بحسب إيجازه وتفصيله - تنبيهات وفوائد أُخرى ؛ كالبحث حول الجوامع الحديثية عند المسلمين ، وما شابه ذلك، ونظراً إلى أهمّية علم الدراية ودوره في تمحيص الحديث والتمييز بين مقبوله ومردوده ، وتوقّف علم الفقه والاجتهاد عليه ، اضطلع الكثير من علماء الشيعة بمهمّة تدوين كتب ورسائل عديدة حول هذا العلم ، وخلّفوا وراءهم نتاجات قيّمة في هذا المضمار .





مصطلح حديثي يطلق على احد أقسام الحديث (الذي يرويه جماعة كثيرة يستحيل عادة اتفاقهم على الكذب) ، ينقسم الخبر المتواتر إلى قسمين : لفظي ومعنوي:
1 - المتواتر اللفظي : هو الذي يرويه جميع الرواة ، وفي كل طبقاتهم بنفس صيغته اللفظية الصادرة من قائله ، ومثاله : الحديث الشريف عن النبي ( ص ) : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) .
قال الشهيد الثاني في ( الدراية 15 ) : ( نعم ، حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) يمكن ادعاء تواتره ، فقد نقله الجم الغفير ، قيل : أربعون ، وقيل : نيف وستون صحابيا ، ولم يزل العدد في ازدياد ) .



الاختلاط في اللغة : ضمّ الشيء إلى الشيء ، وقد يمكن التمييز بعد ذلك كما في الحيوانات أو لا يمكن كما في بعض المائعات فيكون مزجا ، وخالط القوم مخالطة : أي داخلهم و يراد به كمصطلح حديثي : التساهل في رواية الحديث ، فلا يحفظ الراوي الحديث مضبوطا ، ولا ينقله مثلما سمعه ، كما أنه ( لا يبالي عمن يروي ، وممن يأخذ ، ويجمع بين الغث والسمين والعاطل والثمين ويعتبر هذا الاصطلاح من الفاظ التضعيف والتجريح فاذا ورد كلام من اهل الرجال بحق شخص واطلقوا عليه مختلط او يختلط اثناء تقييمه فانه يراد به ضعف الراوي وجرحه وعدم الاعتماد على ما ينقله من روايات اذ وقع في اسناد الروايات، قال المازندراني: (وأما قولهم : مختلط ، ومخلط ، فقال بعض أجلاء العصر : إنّه أيضا ظاهر في القدح لظهوره في فساد العقيدة ، وفيه نظر بل الظاهر أنّ المراد بأمثال هذين اللفظين من لا يبالي عمّن يروي وممن يأخذ ، يجمع بين الغثّ والسمين ، والعاطل والثمين)