المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

أدب الضيافة
2024-09-01
اتزان إشعاعي equilibrium, radioactive
2-2-2019
مقدمة الحديث
30-5-2020
الخلل في القيام
10-10-2016
المسجد يشكو إلى الله
19-6-2022
مساهمة المجتمع المدني في مكافحة الجريمة المنظمة
3-7-2019


شجاعة ابا الفضل  
  
2879   01:15 مساءً   التاريخ: 12-8-2017
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : العباس بن علي
الجزء والصفحة : ص55-59.
القسم : أبو الفضل العباس بن علي بن أبي طالب / العناصر النفسية لشخصية العباس /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-8-2017 2880
التاريخ: 3-9-2017 8877
التاريخ: 7-8-2017 3764
التاريخ: 8-8-2017 2631

كان سيّدنا العباس (عليه السلام) دنيا من الفضائل والمآثر فما من صفة كريمة أو نزعة رفيعة إلاّ وهي من عناصره وذاتياته وحسبه فخراً أنّه نجل الإمام أمير المؤمنين الذي حوى جميع فضائل الدنيا وقد ورث أبو الفضل فضائل أبيه وخصائصه حتى صار عند المسلمين رمزاً لكل فضيلة وعنواناً لجميع القيم الرفيعة ... .
أمّا الشجاعة فهي من أسمى صفات الرجولة لأنها تنمّ عن قوة الشخصية وصلابتها وتماسكها أمام الأحداث وقد ورث أبو الفضل هذه الصفة الكريمة من أبيه الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي هو أشجع إنسان في دنيا الوجود كما ورث هذه الصفة من أخواله الذين تميّزوا بهذه الظاهرة وعرفوا بها من بين سائر الأحياء العربية.
لقد كان أبو الفضل دنيا في البطولات فلم يخالج قلبه خوف ولارعب في الحروب التي خاضها مع أبيه كما يقول بعض المؤرخين وقد أبدى من الشجاعة يوم الطف ما صار مضرب المثل على امتداد التأريخ فقد كان ذلك اليوم من أعظم الملاحم التي جرت في الإسلام وقد برز فيه أبو الفضل أمام تلك القوى التي ملأت البيداء فجبَّنَ الشجعان وأرعب قلوب عامة الجيش فزلزلت الأرض تحت أقدامهم وخيّم عليهم الموت وراحوا يمنّونه بإعطاء القيادة العامة إن تخلّى عن مساندة أخيه فهزأ منهم العبّاس وزاده ذلك تصلّباً في الدفاع عن عقيدته ومبادئه.
ان شجاعة أبي الفضل (عليه السلام) وما أبداه من البسالة يوم الطفّ لم تكن من أجل مغنم مادي من هذه الحياة وانّما كانت دفاعاً عن أقدس المبادئ الماثلة في نهضة أخيه سيّد الشهداء المدافع الأوّل عن حقوق المظلومين والمضطهدين.
وبهر شعراء الإسلام بشجاعة أبي الفضل وقوّة بأسه وما ألحقه بالجيش الأموي من الهزيمة الساحقة وفيما يلي بعض الشعراء الذين هاموا بشخصيته.
1 ـ السيّد جعفر الحلّي :
ووصف الشاعر العلوي السيّد جعفر الحلّي في رائعته ما مُني به الجيش الأموي من الرعب والفزع من أبي الفضل (عليه السلام) يقول :
وقع العذاب على جيوش أميّة ... من باسل هو في الوقائع معلم
ما راعهم إلاّ تقحم ضيغم ... غيران يعجم لفظه ويدمدم
عبست وجوه القوم خوف الموت ... والعبّاس فيهم ضاحك يتبسّم
قلب اليمين على الشمال وغاص في ... الأوساط يحصد للرؤوس ويحطم
ما كرّ ذو بأس له متقدماً     ... إلاّ وفرّ ورأسه المتقدّم
صبغ الخيول برمحه حتى غدا ... سيان أشقر لونها والأدهم
ما شدّ غضباناً على ملمومه ... إلاّ وحلّ بها البـلاء المبـرم
وله إلى الاقدام نزعة هارب ... فكأنّما هـو بالتقـدم يسلـم
بطل تورث من أبيه شجاعة  ... فيها أنوف بني الضلالة ترغم
أرأيتم هذا الوصف الرائع لبسالة أبي الفضل وقوة بأسه وشجاعته النادرة.
أرأيتم كيف وصف الحلّي ما حلّ بالجيش الأموي من الجبن الشامل والهزيمة الساحقة حينما برز إليهم قمر بني هاشم وبطل الإسلام فأنزل بهم العذاب الأليم وترك صفوفهم تموج من الخوف والرعب وكان العباس متبسّماً مثلوج الفؤاد مما ينزل بهم من الخسائر الفادحة فقد ملأ ساحات المعركة بجثث قتلاهم وصبغ خيولهم بدمائهم وفيما أحسب أنّه لم توصف البسالة والشجاعة بمثل هذا الوصف الرائع الدقيق والذي لا مبالغة فيه حسبما تحدّث الرواة عمّا أنزله العباس (عليه السلام) بأهل الكوفة من الخسائر الجسيمة.
ويستمرّ السيد الحلّي في وصف شجاعة أبي الفضل فيقول :
بطل إذا ركب المطهم خلْته ... جبلاً أشمّ يخف فيه مطهم
قسماً بصارمه الصقيل وانني ... في غير صاعقة السماء لا أقسم
لولا القضا لمحا الوجود بسيفه ... والله يقضي ما يشاء ويحكم
لقد كان سيف أبي الفضل صاعقة مدمّرة قد حلّت بأهل الكوفة ولولا قضاء الله لأتى العبّاس على الجيش ومحاهم من ساحة الوجود.
2 ـ الإمام كاشف الغطاء :
وبهر الإمام محمد الحسين كاشف الغطاء ; بشجاعة أبي الفضل فقال في قصيدته العصماء :
وتعبس من خوف وجوه أميّة ...    اذا كرّ عبّاس الوغى يتبسّم
عليم بتأويل المنيّة سيفه ... تزول على من بالكريهة معلم
وان عاد ليل الحرب بالنقع ألْيلا ... فيوم عداه منه بالشر أيوم
لقد عبست وجوه الجيش الأموي رعباً وخوفاً من أبي الفضل الذي حصد رؤوس أبطالهم وحطّم معنوياتهم وأذاقهم وابلاً من العذاب الأليم.
3 ـ الفرطوسي :
وعرض شاعر أهل البيت : الشيخ عبد المنعم الفرطوسي نضّر الله مثواه في ملحمته الخالدة إلى شجاعة أبي الفضل وبسالته في ميدان الحرب قال :
علم للجهاد في كل زحف ... علم في الثبات عند اللقاء
قد نما فيه كل بأس وعزّ ... من عليّ بنجدة وإباء
هو ثبت الجنان في كل روع ... وهو روع الجنان من كل راء
وأضاف الفرطوسي مصوّراً ما أنزله أبو الفضل من الخسائر الفادحة في جيوش الأمويين قال :
فارتقى صهوة الجواد مطلاً ... علمـاً فـوق قلعة شمّـاء
وتجلّى والحرب ليل قثام ... قمراً فـي غياهب الظلماء 
فاستطارت مـن الكمـاة قلوب ...    أفرغت من ضلوعها كالهواء
وتهاوت جسومهم وهي صرعى ... واستطارت رؤوسهم كالهباء
وهو يرمي الكتائب السود رجما ... بالمنايا من اليد البيضاء  
إن شجاعة أبي الفضل قد أدهشت أفذاذ الشعراء وصارت مضرب المثل على امتداد التأريخ ومما زاد في أهميتها انّها كانت لنصرة الحق والذبّ عن المثل والمبادئ التي جاء بها الإسلام وانها لم تكن بأي حال من أجل مغنم مادي من مغانم هذه الحياة.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.