المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
شروط الزكاة وما تجب فيه
2024-11-06
آفاق المستقبل في ضوء التحديات
2024-11-06
الروايات الفقهيّة من كتاب علي (عليه السلام) / حرمة الربا.
2024-11-06
تربية الماشية في ألمانيا
2024-11-06
أنواع الشهادة
2024-11-06
كيفية تقسم الخمس
2024-11-06



خطر الكذب أمام الفتيات في الاسلام  
  
2594   01:09 مساءً   التاريخ: 12-8-2017
المؤلف : الشيخ مجيد الصائغ
الكتاب أو المصدر : تربية الفتاة في الإسلام
الجزء والصفحة : ص90ـ97
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-9-2016 2066
التاريخ: 15/11/2022 1506
التاريخ: 11-9-2016 2247
التاريخ: 2023-02-13 1175

الكذب لا سوء أسوأ منه ولا شيء أقبح من ارتكابه ، وهو مخالف للوجدان الأخلاقي الفطري ومخالف للوجدان التربوي ومرض سرطاني هدام في الفرد والمجتمع وأحد النقائص التي لا يخفى قبحها ، ويجر وراءه سلسلة من الرذائل الأخرى ويفتح باباً على الجرائم الباقية.

والاسلام ينظر الى الكذب باعتباره عاملاً هداماً للإيمان وانحرفاً عن صراط الفطرة المستقيمة.

وقد سئل الامام أبو جعفر (عليه السلام) عنه فقال ): (ان الكذب هو خراب الايمان)

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): (لا يجد عبد طعم الايمان حتى يترك الكذب هزله وجدّه) وهو صفة من صفات المنافق وباب من أبواب النفاق وينطوي على مخاطر وأضرار كثيرة ولعل من أهمها تحويل حياة الانسان الحقيقية الى أخرى مزيفة ومتصنعة ، وهو يقضي على الثقة ويجعل الفرد غريباً بين أفراد المجتمع ويزلزل الكيان الاجتماعي ويعوق حركته ويؤدي في بعض الحالات الى التناحر وسوء التفاهم وينشر بين الناس سوء الظن ويخدش الضوابط الخلقية والادبية ، وينهي قيمة الحياة ويقضي على لذاتها ما بين أفراد المجتمع ويحول دون إيمان العبد .

وقد جمعت المفاسد في خزائن ومفتاحها الكذب ؛ ولذا فإن مسألة الكذب من المسائل التربوية الهامة للفتيات وغيرها ، ومسألة تعاني منها اغلب العوائل في سني الطفولة والتمييز . ومن اللافت للانتباه أن أسس هذه الخصلة القبيحة تترسخ منذ ايام الطفولة ، فالأسباب الاجتماعية والدوافع الغريزية قد تلجئ البنت الى الكذب والتحايل فتقابل من والديهما بالتشجيع  والابتسامة والاستحسان غير ملتفتين الى خطورة هذه المواقف الذي يؤدي الى تنامي واستفحال هذه العادة القبيحة فتنعكس نتاجها الوخيمة على الأبوين والمربين بالأذى والارهاق .

ولذا أكد الاسلام وجوب الابتعاد عن الدخول في عالم الزيف والتصنع لأن الكاذب انسان مريض لا قرار له ولا يوثق به ، والكاذب يُطعن من خلال كذبه في شخصيته فيقل قدره في دائرة المجتمع فينبغي انتشاله من هذه الصفة واخراجه منها .

وهنا يأتي  دور الآباء والمربين بالعمل على اصلاح هذا العيب ومعالجته عن طريق التوعية وابداء النصح للطفل والرغبة في اصلاحه وخلق الثقه  لديه والتأكيد عليهم بمساعدته وتنبيهه الى مخاطر الكذب لكي يستقبحه ويسعى الى النجاة منه. ولا يخفى أن الطفل أب غداً ، وما هو الا ذكر ومظهر لوالديه فان لم يتم اصلاحه فسيكون سبباً لإلحاق الأذى بالمجتمع والاساءة الى سمعة وكرامة والديه ومربيه. ويرى علماء الأخلاق وعلماء النفس أن أصل خلقة الطفل مفطورة على الصدق ؛ والكذبُ حالةٌ طارئة عليه مكتسبة من الآخرين ؛ فهو يتعلم من عائلته ومجتمعه والمحيطين به فيتحول تدريجياً ومن خلال التمرين والممارسة الى شخصية محترفة فان لم يُربّ على الصدق فان أساليب الكذب تتمكن من شخصيته. ولا بأس بالإشارة الى أسباب الكذب ودوافعه ، فهي بمثابة الخطوط العريضة ، بالشكل الآتي :

 أولاً : الخوف من العقوبة :

 وهو من الدوافع التي تضطر الأطفال وحتى الكبار الى الكذب خوفاً من العقوبة  ؛ فالفتاة التي كسرت إناءً واصطدم قدمها أثناء السير بمزهرية فسقطت وانكسرت وما شابه ذلك من الأفعال تضطر الى الكذب للتخلص من العقوبة والافلات من قبضة المجازات فيجب هنا على الآباء تعويد أبناهم عدم العقوبة ليقولوا الحقيقة وان أخطؤوا وهذا الجانب مهم في حقل التربية الصحيحة.

ثانياً : الضغوط :

قد يلجأ الأطفال الى الكذب لأن الصدق يجلب الضغوط من الوالدين والمربين ؛ فالضرورة التربوية تقتضي أن يكتفي الوالدان بإشعار الطفل بأنهما قد علما بحقيقة الأمر ولا داعي للإكثار  من الضغوط والأسئلة لتقصي دقائق الأمور .

ثالثاً: الضعف والعجز :

يلاحظ في بعض الأحيان أن الأبوين والمربين يفرضون على الطفل تكاليف شاقة فوق مستوى طاقته فيضطر حينها الى اختلاق الأعذار والاكاذيب .

رابعاً :الحسد والتنافس :

تنشأ بعض أكاذيب الأطفال من الحسد والتنافس ، كأن ترى الفتاة أن أخاها (الأصغر منها أو أختها الصغرى) له القدرة على لفت أنظار الأب والأم من خلال حلاوة اللسان وأنه قد نال منهما المحبة والاهتمام ، فتحاول الحصول على موطئ قدم عند الوالدين عن طريق منافسة اخواتها. وما هذه المنافسة في حقيقة الأمر الا بسبب الحسد .

خامساً : لفت الأنظار :

حينما تجلس الأم بين مجموعة من الأصدقاء او الأقارب وينشغلون بالأحاديث يشعر الطفل بأنه لا وجود له في مثل هذه الأجواء ولا يعطى أي اعتبار ، فيبادر الى ألوان بّراقة من التهويل والتعظيم من أجل جلب الاهتمام ولفت الأنظار .

سادساً :الغرور والمباهاة :

تُظهر بعض التحقيقات بأن أكثر من 15% من أنواع الكذب منشؤها المباهاة والغرور ، فيتحدث الشخص كذباً أمام الآخرين عن شخصيته والمنزلة الاجتماعية لعائلته وما تحظى به من الأهمية من أجل أن لا يستهين به الآخرون ، ان أباه يحتل منصباً رفيعاً ، وفي دارنا كذا من الغرف ، وانني حزت المرتبة الأولى في النجاح في مدرستي ؛ كل ذلك من أجل تثبيت مكانته والاستحواذ على اهتمام الآخرين واشباع أهوائه  النفسية ، وهذا ــ طبعاً ــ ينمّ عن نقص نفسي .

وبهذا الكلام يحاول اتمام النقص .

سابعاً : التستر على الخطأ :

ان الفتيات والفتيان مجبولون على حب ذواتهم ويعتزون بشخصياتهم وحينما يقعون في أي خطأ أو منزلق يشعرون بأنهم سوف يتعرضون للمهانة الاجتماعية بسبب الطعن والتوبيخ فيبادرون الى معالجة الموقف بالكذب في سبيل التغطية على الخطأ .

ثامناً : الانتقام :

فان الكذب يمثل في بعض المواقف نوعاً من الانتقام فالذي يكذب يحاول وضع أبويه في موقف محرج جزاءً لهما على ايذائهما له ورغبة في الانتقام منهما وحرق قلبيهما كما أحرقا قلبه ، فهو يدرك أن كذبه يثير الاضطراب لدى أبويه ، أو قد يحاول القيام بما يسيء الى كرامة أبويه لأنهما انتقصا من كرامته أمام صديقه مثلاً ، ويشعر غالباً بالمظلومية والضعة والحقارة وهو يعدّ هذا الأسلوب وسيلة دفاع عن نفسه .

تاسعاً : التخيلات الصبيانية :

من المسائل المهمة والنقاط الأساسية في علم نفس الطفل مسألة أن الطفل لا يفرق كثيراً في بعض الحالات بين الواقع والخيال فيتخيل الأمور في ذهنه أولاً ، ثم يطرحها فيما بعد على أساس  أنها حقيقة ، كأن يتصور في ذهنه أن القطة  مثلاً قد دخلت المطبخ وأكلت اللحم ، فيأتي الى أمه فيخبرها بذلك ، فتسرع الأم فلا ترى ما يؤيد ذلك ؛ وتوجد هذه الظاهرة بكثرة عند الأطفال الذين لا يتجاوزون سن الخامسة ، وكثيراً ما يثير هذا التصرف استهزاء الوالدين وغضبهما ويدفعهما الى اتهامه بالكذب .

عاشراً :الألعاب الصبيانية :

يميل الطفل بطبيعته الى اللعب واللهو بكل ما يجد فيه متعة ولهواً ، وقد يعمد أحياناً الى الكذب في سبيل أن يتلهى ويلهي معه الآخرين ، فيرعب الآخرين على سبيل المثال .

الحادي عشر : الجهل بالشؤون  التربوية :

أثبتت الدراسات ان الوالدين اللذين يجعلان أجواء البيت مليئة بالصدق والمحبة ويرعيان الضوابط الأخلاقية في المنزل وينتبهان الى جميع تصرفاتهما وأقوالهما سوف ينشأ اطفالهما على الصدق والاخلاص ؛ ولكن يؤسف له أن بعض الآباء والأمهات يفتقرون لهذا الوعي ويتصرفون بلا تفكر وادراك ، فالأم على سبيل المثال تفعل شيئاً ، أمام طفلها وتقول له : اذا سألك أبوك عن هذا فلا تقل له شيئاً فمثل هذا الموقف يعّد بحد ذاته درساً في الكذب ، أو حينما يكثر الطفل من الإلحاح على أمه بطلب نوع من الطعام فتقول له: لقد انتهى ولا يوجد شيء حالياً ، فهذا كذلك درساً في الكذب وأسلوباً فجّاً في تربية الأطفال.

الثاني عشر : الأسوة السيئة :

تعتبر الأطفال وعيونهم نوافذ منها يطلّون على العالم المحيط  بهم فهم ينظرون الى ما تفعلون ويسمعون لما تقولون ، فمن المؤكد أنكم تنصحون أطفالكم دوماً بصدق القول الا ان عملكم يكون خلافاً لذلك ، فهو يراكم تقولون للآخرين أثناء وجود الأب في البيت انه غير موجود ، وهو يتعلم منكم اعطاء المواعيد وعدم الوفاء بها ، وهو يتعلم منكم أيضاً حينما يطلب جاركم شيئاً فتقولون له ليس لدينا هذا الشيء مع أنه لديكم أن يكذب كما كذبتم ، ولا تنسوا أن الطفل يتعلم منكم كل ما يراه من أفعال أو يسمعه من أقوال ، وهو يمارس اليوم وغداً ما تعلمه منكم في علاقاته الاجتماعية ؛ فكل تصرفاتكم اليومية درس أو دروس يأخذه الطفل عنكم ، وينتقل اليه منكم .

الثالث عشر : التشجيع في غير موضعه :

نلاحظ ان بعض صغار السن يردد بعض الأكاذيب التي سمعها من الآخرين ويقولها أمام أبويه بلسانه المحبوب وكلامه الجميل فيلقى التشجيع منهما من غير ان يلتفتا الى عواقب مثل هذا الموقف وانه غير صحيح ، ويشعر الطفل بدوره بالارتياح لمثل هذا الموقف لأنه جاهل لكل هذه المسائل ويواصل انتهاج السلوك نفسه في الأيام اللاحقة بل ويعمد الى اكاذيب أكبر حول هذه المسائل لأجل الحصول على مزيد من التشجيع والمحبة حتى يتعود هذه الخصلة تدريجياً .

الرابع عشر : اختبار الوالدين :

قد يبادر الطفل في بعض المواقف الى الكذب لأجل اختبار أبيه وأمه والاطلاع على موقفهما في امر من الأمور ؛ ونحن نعلم ان الاطفال لا يعلمون الكثير من أسرار هذا العالم وما يدور فيه ويجهلون الكثير مما يجري حولهم بسبب صغر سنهم وقلة تجربتهم وعدم معرفتهم بالمواقف الصحيحة التي يجب عليهم اتخاذها في مختلف الظروف فيبادرون الى اختلاف أكذوبة يتاح لهم من خلالها معرفة رأي الوالدين في هذا الموضوع أو ذاك ؛ فان كان الرد من الوالدين سلبياً قالوا: انما نحن نمزح وانها مجرد أكذوبة. واذا كان ايجابياً ، واصلوا انتهاج الاسلوب نفسه(1).

نستنتج من خلال هذه الفقرات ضرورة ان يلتفت الآباء الامهات والمربون وكل من له علاقه بحقل التربية والتعليم الى خطورة ظاهرة الكذب وما ينجم عنها من مخلفات سلبية تعود بالضرر على الفرد اولاً : والمجتمع ثانياً . ولذا ينبغي تلافي الاسباب المفضية لهذه الظاهرة.

وهذه وظيفة شرعية وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر وهو أحد فروع الدين المهمة في قالب الدائرة الاسلامية, وعليها يدور مدار التشريع الاسلامي اضافة الى انه وظيفة اخلاقية واجتماعية وسلوكية يجب القيام بها من الآباء والمربين لان الكذب مفتاح لدار ملؤها الخبائث كما ورد في الحديث.

___________

1ـ اقتبسنا هذا الموضوع من كتاب تربية الطفل دينياً واخلاقياً.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.