المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

مذهب المعتزلة في إعجاز القرآن في نظمه
15-1-2016
الصدق أشرف الصفات النفسية
15-6-2022
اصفرار الكرفس
5-5-2021
أهمية الإنتاج التلفزيوني للمؤسسات
31-5-2022
الكالس Callus
19-9-2017
ماركوني ،غوليلمو
30-11-2015


قصيدة ابو طالب الدالية بحق الرسول (صلى الله عليه واله)  
  
6097   02:55 مساءً   التاريخ: 11-12-2014
المؤلف : الشيخ ابي علي الفضل بن الحسن الطبرسي
الكتاب أو المصدر : إعلام الورى بأعلام الهدى
الجزء والصفحة : ج1, ص68-69.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / أسرة النبي (صلى الله عليه وآله) / آبائه /

في ذلك يقول أبو طالب في قصيدته الدالية ـ أوردها محمّد بن إسحاق بن يسارـ:

إنّ ابن آمنــــة (الـنـبي)(1) محمّداً * عندي بـمـــثــــل منـــازل الاَولادِ

لمـّا تعـلـّـق بالـزّمامِ رحـمـتــهُ * والعيشُ قـــد (قـــــلصن)(2) بالأزواد

(فــارفضِّ)(3) من عـينيّ دمعٌ ذارفٌ * مثل الجـمــانِ مــفرّد الاَفـــــــرادِ

راعــــيتُ فـــيه قرابة موصولة * وحفظتُ فـــيه وصــيــّة الاَجــــدادِ

وأمــرتـه بـالـسيـرِ بـين عمومةٍ * بــيــضُ الوجــــوِه مصالت أنجـــادِ

ســــاروا لاَبـعـد طيــّة معلومةٍ * ولـقـد تــبــاعــــد طـيــّة المرتادِ

حـتى إذا مــا الـقوم بُصرى عاينوا * لا قـــــوا على شرفٍ من الـمــرصـادِ

حـــبـراً فـأخـبرهم حديـثاً صادقاً * عــنـه وردّ مـعــاشـــر الحـسـّـادِ

قـــوماً يهـوداً قـد رأوا ما قد رأى * ظـــــلّ (الغمــام وغــرّ ذا الاكبادِ)(4)

 (سـاروا)(5) لـقـتـل

مـحـمّدٍ فنهاهم * عـنـه وأجـهـد أحـسـن الاِجهاد(6)(7)

(هذا ويقول المؤلف)

وأمثال ما ذكرناه كثيرة، لو قصدنا إيراد جميعها لخرجنا من الفرض المقصود بهذا الكتاب.

 

___________________________________
 
(1) كذا في نسخنا، وفي ديوان شيخ الاباطح، وكتاب شعر ابي طالب: الامين، وهي الصواب، لان رسول الله صلّى الله عليه وآله كان لم يبعث بعد حين قال أبو طالب رحمه الله تعالى هذا الشعر.

 

كما ان هذا البيت برواية ابي هفان ورد هكذا:

ان الامين محمّداً في قومه * عندي يفوق منازل الاولاد

(2) قلصن: ارتفعن ونهضن للمسير «انظر: لسان العرب 7: 81».

(3)ارفضّ: سال وتفرّق. «اُنظر: لسان العرب 7: 81».

(4) كذا في نسخنا وفي سيرة ابن اسحاق: وغرّ ذي الاكياد، إلاّ أن الصواب ما ورد في ديوان شيخ الاباطح، وشعر أبي طالب لابي هفان حيث ورد بهذا الشكل: ظل الغمامة ناغري الاكباد، لوضوح العبارة وصحة كلماتها، فالرواية المعروفة تذكر بان غمامة واحدة كانت تظل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وهو منطقي ومعقول، فالفرد الواحد تكفيه غمامة واحدة، فما جدوى أكثر من ثمّ ان باقي الكلام الوارد في العجز اعلاه لا معنى له عكس ما جاء في الديوانين لا نه يوفي بالغرض الذي جاء من أجله.

فالنغر شدة الغيظ، وحيث يقال للرجل الذي يغلي جوفه من الغيظ رجل ناغر «اُنظر: الصحاح ـ نغرـ 2: 833» أي ان اليهود لعنهم الله تعالى كانوا ينظرون إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم والغمامة تظله واجوافهم تضطرم غيظاً وغضباً.

(5) في الديوانين: ثاروا، وفي سيرة ابن اسحاق كما في كتابنا.

(6) في الديوانين: التجهاد، وفي سيرة ابن اسحاق موافق لما في كتابنا.

(7) اُنظر: سيرة ابن اسحاق: 76، شعر ابن طالب وأخباره: 63، ديوان شيخ الاباطح: 33.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.