المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الخرشوف Artichoke (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24



غزوة مؤتة  
  
3634   03:25 مساءً   التاريخ: 11-12-2014
المؤلف : الشيخ ابي علي الفضل بن الحسن الطبرسي
الكتاب أو المصدر : إعلام الورى بأعلام الهدى
الجزء والصفحة : ج1, ص212-215.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-5-2017 3279
التاريخ: 23-5-2017 3463
التاريخ: 15-6-2017 3300
التاريخ: 5-11-2015 3561

كانت غزوة مؤتة(1)في جمادى من سنة ثمان، بعث جيشاً عظمياً وأمّر عليه السلام على الجيش زيد بن حارثة ثمّ قال: «فإن اُصيب زيد فجعفر، فإن اُصيب جعفر فعبدالله بن رواحة، فإن اُصيب فليرتض المسلمون رجلاً فليجعلوه عليهم»(2).

 وفي رواية أبان بن عثمان عن الصادق عليه السلام: أنّه استعمل عليهم جعفراً، فإن قتل فزيد، فإن قتل فابن رواحة. ثمّ خرجوا حتّى نزلوا معان(3) ، فبلغهم أنّ هرقل قد نزل بمأرب في مائة ألف من الروم ومائة ألف من المستعربة(4).

 وفي كتاب أبان بن عثمان: بلغهم كثرة عدد الكفّار من العرب والعجم من لخم وجذام وبلّي وقضاعة، وانحاز المشركون إلى أرض يقال لها: المشارف، وإنّما سمّيت السيوف المشرفيّة لأنها طبعت لسليمان بن داود بها، فأقوا بمعان يومين فقالوا: نبعث إلى رسول الله فنخبره بكثرة عدوّنا حتّى يرى في ذلك رأيه. فقال عبدالله بن رواحة: يا هؤلاء إنّا والله ما نقاتل الناس بكثرة وإنّما نقاتلهم بهذا الدين الذي  كرمنا الله به، فقالوا: صدقت.

فتهيّؤوا ـ وهم ثلاثة آلاف ـ حتّى لقوا جموع الروم بقرية من قرى البلقاء يقال لها: شرف، ثمّ انحاز المسلمون إلى مؤتة، قرية فوق الأحساء(5).

 وعن أنس بن مالك قال: نعى النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) جعفراً وزيد بن حارثة وابن رواحة، نعاهم قبل أن يجيء خبرهم وعيناه تذرفان. رواه البخاري في الصحيح(6).

 قال أبان: وحدّثني الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر عليه السلام قال: «اُصيب يومئذ جعفر وبه خمسون جراحة، خمس وعشرون منها في وجهه»(7).

قال عبدالله بن جعفر: أنا احفظ حين دخل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) على اُمّي فنعى لها أبي، فأنظر إليه وهو يمسح على رأسي ورأس أخي وعيناه تهرقان الدموع حتّى تقطر على لحيته، ثمّ قال: «اللهم إنّ جعفراً قد قدم إليك إلى أحسن الثواب، فاخلفه في ذرّيّته بأحسن ما خلّفت أحداً من عبادك في ذرّيّة». ثمّ قال: «يا أسماء ألا اُبشّرك؟».

قالت: بلى بأبي أنت واُمّي يا رسول الله.

قال: «إنّ الله جعل لجعفر جناحين يطير بهما في الجنّة». قالت: فاعلم الناس ذلك. فقام رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأخذ بيدي يمسح بيده رأسي حتّى رقى المنبر وأجلسني أمامه على الدرجة السفلى والحزن يعرف عليه، فقال: «إن المرء كثير بأخيه وابن عمّه، ألا إنّ جعفراً قد استشهد وجُعل له جناحان يطير بهما في الجنّة».

ثمّ نزل عليه السلام ودخل بيته وأدخلني معه، وأمر بطعام يصنع لأجلي، وأرسل إلى أخي فتغذينا عنده غذاء طيّباً مباركاً، وأقمنا ثلاثة أيّام في بيته ندور معه كلّما صار في بيت إحدى نسائه، ثمّ رجعنا إلى بيتنا، فأتانا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأنا اُساوم شاة أخ لي فقال: «اللّهم بارك له في صفقته» قال عبدالله: فما بعت شيئاً ولا اشتريت شيئاً إلاّ بورك لي فيه(8). قال الصادق عليه السلام: «قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لفاطمة عليها السلام: إذهبي فابكي على ابن عمّك، ولا(9) تدعي بثكل فما قلت فقد صدقت»(10).

 وذكر محمّد بن إسحاق عن عروة قال: لمّا أقبل أصحاب مؤتة تلقّاهم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والمسلمون معه، فجعلوا يحثون عليهم التراب ويقولون: يا فرّار، فررتم في سبيل الله، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «ليسوا بفرّار ولكنّهم الكرّار إن شاء الله»(11).

 

___________________________________
 
(1) مؤتة: قرية من قرى البلقاء في حدود الشام.

 

وقيل : مؤتة من مشارف الشرف، وبها كانت تطبع السيوف، واليها تُنسب المشرفية من

السيوف. «معجم البلدان 5: 220».

(2) المغازي للواقدي 2: 756، وسيرة ابن هشام 4: 15، الطبقات الكبرى 2: 128، وصحيح

لبخاري 5: 182، وتاريخ اليعقوبي 2: 65، وتاريخ الطبري 3: 36، ودلائل النبوة للبيهقي 4: 361، وسيرة ابن كثير3: 455.

(3) معان: مدينة في طرف بادية الشام تلقاء الحجاز من نواحي البلقاء. «معجم البلدان 5: 153».

(4) المناقب لابن شهر آشوب 1: 205، وانظر: تاريخ اليعقوبي 2: 65، ونقله المجلسي في

بحار الأنوار 21: 55|8.

(5) انظر: المناقب لابن شهر آشوب 1: 205، وسيرة ابن هشام 4: 19، وتاريخ الطبري 3: 37، ودلائل النبوة للبيهقي 4: 360، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 21: 56.

(6) صحيح البخاري 5: 182، وكذا في: دلائل النبوة للبيهقي 4: 366. ونقله المجلسي في

حار الأنوار 21: 56.

(7) المناقب لابن شهر آشوب 1: 205، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 21: 56.

 (8) المغازي للواقدي 2: 766، ودلائل النبوة للبيهقي 4: 371، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 21: 56.

(9) في نسخة «م»: فأن لم.

 

(10) نقله المجلسي في بحار الأنوار 21: 57.
(11) المناقب لابن شهر آشوب 1: 206، وسيرة ابن هشام 4: 24، وتاريخ الطبري 3: 42، ودلائل النبوة للبيهقي 4: 374، والكامل في التاريخ 2: 238، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 21: 57.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.