أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-7-2017
1250
التاريخ: 25-7-2017
791
التاريخ: 12-3-2018
1070
التاريخ: 26-7-2017
990
|
ثورة الحسين صاحب فخ:
لقد كانت فترة حكم الهادي من الفترات القاسية الرهيبة في تأريخ الطالبيين، فقد استمر الحاكم على سياسة آبائه في كراهية العلويين وعامة الطالبيين ومحاربتهم والتضييق عليهم، مما اضطر العلويين وأتباعهم إلى إعلان الثورة عليه بقيادة الحسين بن علي صاحب فخ سنة 169هـ في عهد الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام)، وفيما يلي نستعرض مجمل أحداث هذه الثورة ونتائجها، وفقا للمصادر التاريخية التي ذكرتها.
الحسين بن علي بن الحسن صاحب فخ (1) نسبه:
الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، ويكنى أبا عبد الله، وأمه زينب بنت عبد الله بن الحسن بن الحسن ابن علي بن أبي طالب، وكان يقال لزينب وزوجها علي بن الحسن الزوج الصالح لعبادتهما، ولما قتل أبو جعفر المنصور العباسي أباها وأخاها وعمومتها وبنيهم وزوجها، كانت تلبس المسوح، ولا تجعل بين جسدها وبينها شعارا، حتى لحقت بالله عز وجل، وكانت تندبهم وتبكي حتى يغشى عليها، ولا تذكر أبا جعفر بسوء تحرجا من ذلك، وكراهة لأن تشفي نفسها بما يؤثمها، ولا تزيد على أن تقول: يا فاطر السماوات والأرض، يا عالم الغيب والشهادة، الحاكم بين عباده، احكم بيننا وبين قومنا بالحق، وأنت خير الحاكمين (2).
فضل شهداء فخ:
1 - روى أبو الفرج الأصفهاني بإسناده عن يحيى بن زيد، عن زيد بن علي، قال: انتهى رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى موضع فخ، فصلى بأصحابه صلاة الجنازة، ثم قال: يقتل ها هنا رجل من أهل بيتي في عصابة من المؤمنين، ينزل لهم بأكفان وحنوط من الجنة، تسبق أرواحهم أجسادهم إلى الجنة.
2 - وروى بإسناده عن محمد بن إسحاق، عن أبي جعفر محمد بن علي، قال: مر النبي (صلى الله عليه وآله) بفخ، فنزل فصلى ركعة، فلما صلى الثانية بكى وهو في الصلاة، فلما رأى الناس النبي (صلى الله عليه وآله) يبكي بكوا، فلما انصرف قال: ما يبكيكم، قالوا: لما رأيناك تبكي بكينا يا رسول الله. قال: نزل علي جبرئيل لما صليت الركعة الأولى فقال: يا محمد، إن رجلا من ولدك يقتل في هذا المكان، وأجر الشهيد معه أجر شهيدين.
3 - وبإسناده عن النضر بن قرواش، قال: أكريت جعفر بن محمد (عليه السلام) من المدينة إلى مكة، فلما ارتحلنا من بطن مر، قال لي: يا نضر، إذا انتهيت إلى فخ فأعلمني، قلت: أو لست تعرفه؟ قال: بلى، ولكن أخشى أن تغلبني عيني، فلما انتهينا إلى فخ دنوت من المحل، فإذا هو قائم فتنحنحت فلم ينتبه، فحركت المحمل فجلس، فقلت: قد بلغت. فقال: حل محملي. فحللته، ثم قال: صل القطار، فوصلته، ثم تنحيت به عن الجادة، فأنخت بعيره، فقال: ناولني الإداوة والركوة، فتوضأ وصلى ثم ركب. فقلت له: جعلت فداك، رأيتك قد صنعت شيئا. أفهو من مناسك الحج؟ قال: لا، ولكن يقتل ها هنا رجل من أهل بيتي في عصابة تسبق أرواحهم أجسادهم إلى الجنة......
4 - وبإسناده عن موسى بن عبد الله بن الحسن، قال: حججت مع أبي، فلما انتهينا إلى فخ أناخ محمد بن عبد الله بعيره، فقال لي أبي: قل له يثير بعيره. فقلت له فأثاره، ثم قلت لأبي: يا أبه، لم كرهت له هذا؟ قال: إنه يقتل في هذا الموضع رجل من أهل بيتي يتعاوى عليه الحاج، فنفست أن يكون هو (3).
ذكر مقتله (رضوان الله عليه ورحمته):
1 - روى أبو الفرج الأصفهاني بأسانيد متعددة وطرق مختلفة عن رجال عدة، قالوا: كان سبب خروج الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن ابن علي بن أبي طالب (عليه السلام) أن موسى الهادي ولى المدينة إسحاق بن عيسى ابن علي، فاستخلف عليها رجلا من ولد عمر بن الخطاب يعرف بعبد العزيز بن عبد الله، فحمل على الطالبيين وأساء إليهم، وأفرط في التحامل عليهم، وطالبهم بالعرض كل يوم، وكانوا يعرضون في المقصورة، وأخذ كل واحد منهم بكفالة قرينه ونسيبه، فضمن الحسين بن علي ويحيى بن عبد الله بن الحسن، الحسن بن محمد ابن عبد الله بن الحسن، ووافى أوائل الحاج، وقدم من الشيعة نحو من سبعين رجلا، فنزلوا دار ابن أفلح بالبقيع وأقاموا بها، ولقوا حسينا وغيره، فبلغ ذلك العمري فأنكره. وكان قد أخذ قبل ذلك الحسن بن محمد بن عبد الله، وابن جندب الهذلي الشاعر، ومولى لعمر بن الخطاب، وهم مجتمعون، فأشاع أنه وجدهم على شراب، فضرب الحسن ثمانين سوطا، وضرب ابن جندب خمسة عشر سوطا، وضرب مولى عمر سبعة أسواط، وأمر بأن يدار بهم في المدينة مكشفي الظهور ليفضحهم، فبعثت إليه الهاشمية صاحبة الراية السوداء في أيام محمد بن عبد الله، فقالت له: لا ولا كرامة، لا تشهر أحدا من بني هاشم، وتشنع عليهم وأنت ظالم، فكف عن ذلك وخلى سبيلهم. فلما اجتمع النفر من الشيعة في دار ابن أفلح، أغلظ العمري أمر العرض، وولى على الطالبيين رجلا يعرف بأبي بكر بن عيسى الحائك مولى الأنصار، فعرضهم يوم الجمعة فلم يأذن لهم بالانصراف حتى بدأ أوائل الناس يجيئون إلى المسجد، ثم أذن لهم فكان قصارى أحدهم أن يغدو ويتوضأ للصلاة ويروح إلى المسجد، فلما وصلوا حبسهم في المقصورة إلى العصر ثم عرضهم، فدعا باسم الحسن بن محمد فلم يحضر، فقال ليحيى والحسين بن علي، لتأتياني به أو لأحبسنكما، فإن له ثلاثة أيام لم يحضر العرض ولقد خرج أو تغيب، فراده بعض المرادة وشتمه يحيى، وخرج فمضى ابن الحائك هذا، فدخل على العمري فأخبره، فدعا بهما فوبخهما وتهددهما، فتضاحك الحسين في وجهه، وقال: أنت مغضب يا أبا حفص. فقال له العمري: أتهزأ بي وتخاطبني بكنيتي؟! فقال له: قد كان أبو بكر وعمر، وهما خير منك، يخاطبان بالكنى، فلا ينكران ذلك، وأنت تكره الكنية وتريد المخاطبة بالولاية! فقال له: آخر قولك شر من أوله، فقال: معاذ الله، يأبى الله لي ذلك ومن أنا منه. فقال له: أفإنما أدخلتك إلي لتفاخرني وتؤذيني؟ فغضب يحيى بن عبد الله فقال له: فما تريد منا؟ فقال: أريد أن تأتياني بالحسن بن محمد. فقال: لا نقدر عليه، وهو في بعض ما يكون فيه الناس، فابعث إلى آل عمر بن الخطاب فاجمعهم كما جمعتنا، ثم اعرضهم رجلا رجلا، فإن لم تجد فيهم من قد غاب أكثر من غيبة الحسن عنك فقد أنصفتنا. فحلف بطلاق امرأته وحرية مماليكه أنه لا يخلي عنه أو يجيئه به في باقي يومه وليلته، وإنه إن لم يجئ به ليركبن إلى سويقة فيخربها ويحرقها، وليضربن الحسين ألف سوط، وحلف بهذه اليمين إن وقعت عينه على الحسن بن محمد ليقتلنه من ساعته. فوثب يحيى مغضبا، فقال له: أنا أعطي الله عهدا، وكل مملوك لي حر إن ذقت الليلة نوما حتى آتيك بالحسن بن محمد، أو لا أجده، فاضرب عليك بابك حتى تعلم أني قد جئتك. وخرجا من عنده وهما مغضبان، وهو مغضب. فقال الحسين ليحيى بن عبد الله: بئس لعمر الله ما صنعت حين تحلف لتأتينه به، وأين تجد حسنا! قال: لم أرد أن آتيه بالحسن والله، وإلا فأنا نفي من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن علي (عليه السلام)، بل أردت إن دخل عيني نوم حتى أضرب عليه بابه ومعي السيف، وإن قدرت عليه قتلته. فقال له الحسين: بئسما تصنع، تكسر علينا أمرنا. قال له يحيى: وكيف أكسر عليك أمرك، وإنما بيني وبين ذلك عشرة أيام حتى تسير إلى مكة، فوجه الحسين إلى الحسن بن محمد فقال: يا بن عمي، قد بلغك ما كان بيني وبين هذا الفاسق، فامض حيث أحببت. فقال الحسن: لا والله يا بن عمي، بل أجئ معك الساعة حتى أضع يدي في يده. فقال له الحسين: ما كان الله ليطلع علي وأنا جاء إلى محمد (صلى الله عليه وآله) وهو خصمي وحجيجي في دمك، ولكن أقيك بنفسي لعل الله أن يقيني من النار. قال: ثم وجه، فجاءه يحيى وسليمان وإدريس بنو عبد الله بن الحسن، وعبد الله بن الحسن الأفطس، وإبراهيم بن إسماعيل طباطبا، وعمر بن الحسن ابن علي بن الحسن بن الحسين بن الحسن، وعبد الله بن إسحاق بن إبراهيم ابن الحسن بن الحسن بن علي (عليه السلام)، وعبد الله بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب، ووجهوا إلى فتيان من فتيانهم ومواليهم، فاجتمعوا ستة وعشرين رجلا من ولد علي (عليه السلام)، وعشرة من الحاج، ونفر من الموالي، فلما أذن المؤذن للصبح دخلوا المسجد ثم نادوا: أحد، أحد، وصعد عبد الله بن الحسن الأفطس المنارة التي عند رأس النبي (صلى الله عليه وآله) عند موضع الجنائز، فقال للمؤذن: أذن بحي على خير العمل، فلما نظر إلى السيف في يده أذن بها، وسمعه العمري فأحس بالشر ودهش وصاح: أغلقوا الباب وأطعموني حبتي ماء. قال علي بن إبراهيم العلوي في حديثه: فولده إلى الآن بالمدينة يعرفون ببني حبتي ماء. قالوا: ثم اقتحم إلى دار عمر بن الخطاب وخرج في الزقاق المعروف بزقاق عاصم بن عمر، ثم مضى هاربا على وجهه يسعى ويضرط حتى نجا، فصلى الحسين ابن علي بالناس الصبح، ودعا بالشهود العدول الذين كان العمري أشهدهم عليه أن يأتي بالحسن إليه، ودعا بالحسن وقال للشهود: هذا الحسن قد جئت به، فهاتوا العمري، وإلا والله خرجت من يميني ومما علي. قال: وخطب الحسين بن علي بعد فراغه من الصلاة، فحمد الله وأثنى عليه، وقال: أنا ابن رسول الله، على منبر رسول الله، وفي حرم رسول الله، أدعوكم إلى سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله). أيها الناس، أتطلبون آثار رسول الله في الحجر والعود، وتتمسحون بذلك، وتضيعون بضعة منه؟! قالوا: فأقبل خالد البربري، وكان مسلحة للسلطان بالمدينة، في السلاح، ومعه أصحابه، حتى وافوا باب المسجد الذي يقال له: باب جبرئيل، فقصده يحيى ابن عبد الله وفي يده السيف، فأراد خالد أن ينزل، فبدره يحيى فضربه على جبينه، وعليه البيضة والمغفر والقلنسوة، فقطع ذلك كله، وأطار قحف رأسه، وسقط عن دابته، وحمل على أصحابه فتفرقوا وانهزموا. وحج في تلك السنة مبارك التركي - أحد قواد بني العباس - فبدأ بالمدينة للزيارة، فبلغه خبر الحسين، فبعث إليه من الليل: إني والله ما أحب أن تبتلي بي ولا أبتلي بك، فابعث الليلة إلي نفرا من أصحابك ولو عشرة يبيتون عسكري حتى أنهزم واعتل بالبيات، ففعل ذلك الحسين، ووجه عشرة من أصحابه فجعجعوا بمبارك وصبحوا في نواحي عسكره، فطلب دليلا يأخذ به غير الطريق فوجده، فمضى به حتى انتهى إلى مكة. وحج في تلك السنة العباس بن محمد، وسليمان بن أبي جعفر، وموسى ابن عيسى، فصار مبارك معهم، واعتل عليهم بالبيات. وخرج الحسين بن علي قاصدا إلى مكة ومعه من تبعه من أهله ومواليه وأصحابه وهم زهاء ثلاثمائة، واستخلف على المدينة دينار الخزاعي، فلما قربوا من مكة فصاروا بفخ وبلدح تلقتهم الجيوش، فعرض العباس على الحسين الأمان والعفو والصلة، فأبى ذلك أشد الإباء. ولما أن رأى الحسين المسودة أقعد رجلا على جمل معه سيف يلوح به والحسين يملي عليه حرفا حرفا، يقول: ناد، فنادى: يا معشر الناس، يا معشر المسودة، هذا الحسين بن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وابن عمه، يدعوكم إلى كتاب الله وسنة رسول الله (صلى الله عليه وآله). وعن أرطأة قال: لما كانت بيعة الحسين بن علي صاحب فخ، قال: أبايعكم على كتاب الله وسنة رسول الله، وعلى أن يطاع الله ولا يعصى، وأدعوكم إلى الرضا من آل محمد، وعلى أن نعمل فيكم بكتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله)، والعدل في الرعية، والقسم بالسوية، وعلى أن تقيموا معنا، وتجاهدوا عدونا، فإن نحن وفينا لكم وفيتم لنا، وإن نحن لم نف لكم فلا بيعة لنا عليكم. ولقيته الجيوش بفخ، وقادها العباس بن محمد، وموسى بن عيسى، وجعفر ومحمد ابنا سليمان، ومبارك التركي، ومنارة، والحسن الحاجب، والحسين بن يقطين، فالتقوا في يوم التروية سنة 169هـ وقت صلاة الصبح، فأمر موسى بن عيسى بالتعبئة، فصار محمد بن سليمان في الميمنة، وموسى في الميسرة، وسليمان بن أبي جعفر والعباس بن محمد في القلب، فكان أول من بدأهم موسى فحملوا عليه، فاستطرد لهم شيئا حتى انحدروا في الوادي، وحمل عليهم محمد بن سليمان من خلفهم، فطعنهم طعنة واحدة حتى قتل أكثر أصحاب الحسين، وجعلت المسودة تصيح للحسين: يا حسين، لك الأمان، فيقول: ما أريد الأمان، ويحمل عليهم حتى قتل، وقتل معه سليمان بن عبد الله بن الحسن، وعبد الله بن إسحاق بن إبراهيم بن الحسن. وجعل الحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي (عليه السلام) يقاتل أشد القتال، فناداه محمد بن سليمان: يا بن خال، اتق الله في نفسك، ولك الأمان. فقال: والله ما لكم أمان، ولكني أقبل منك، ثم كسر سيفا هنديا كان في يده، ودخل إليهم، فصاح العباس بن محمد بابنه عبيد الله: قتلك الله إن لم تقتله، أبعد تسع جراحات تنتظر هنا؟! فقال له موسى بن عيسى: إي والله عاجلوه! فحمل عليه عبيد الله فطعنه. وضرب العباس بن محمد عنقه بيده صبرا، ونشبت الحرب بين العباس بن محمد ومحمد بن سليمان، وقال: أمنت ابن خالي فقتلتموه! فقال: نحن نعطيك رجلا من العشيرة تقتله مكانه! وفي رواية أحمد بن الحارث: أن موسى بن عيسى هو الذي ضرب عنق الحسن بن محمد.
2 - قال أحمد بن الحارث: حدثني يزيد بن عبد الله الفارسي، قال: كان عمار التركي ممن حضر وقعة فخ، فقال للقوم: أروني حسينا، فأروه إياه، فرماه بسهم فقتله، فوهب له محمد بن سليمان مائة ألف درهم ومائة ثوب.
3 - قالوا: وغضب موسى الهادي على مبارك التركي لانهزامه عن الحسين، وحلف ليجعلنه سائسا، وغضب على موسى بن عيسى في قتله الحسن بن محمد صبرا، وقبض أموالهم. وكان يقول: متى توافي فاطمة أخت الحسين بن علي، والله لأطرحنها إلى السواس، فمات قبل أن يوافي بها.
4 - وعن القاسم بن إبراهيم، عمن ذكره، قال: رأيت الحسين بن علي صاحب فخ وقد دفن شيئا، فظننت أنه شيء له مقدار، فلما كان من أمره ما كان نظرنا فإذا هو قطعة من جانب قد قطع فدفنه، ثم عاد فكر عليهم.
5 - وعن أبي العرجاء الجمال، قال: إن موسى بن عيسى دعاه فقال له: أحضرني جمالك، قال: فجئته بمائة جمل ذكر، فختم أعناقها وقال: لا أفقد منها وبرة إلا ضربت عنقك، ثم تهيأ للمسير إلى الحسين صاحب فخ، فسار حتى أتينا بستان بني عامر فنزل فقال لي: إذهب إلى عسكر الحسين حتى تراه وتخبرني بكل ما رأيت، فمضيت فدرت، فما رأيت خللا ولا فللا، ولا رأيت إلا مصليا أو مبتهلا، أو ناظرا في مصحف أو معدا للسلاح، قال: فجئته فقلت: ما أظن القوم إلا منصورين. فقال: وكيف ذلك يا بن الفاعلة؟ فأخبرته: فضرب يدا على يد وبكى، حتى ظننت أنه سينصرف، ثم قال: هم والله أكرم عند الله وأحق بما في أيدينا منا، ولكن الملك عقيم، ولو أن صاحب القبر - يعني النبي (صلى الله عليه وآله) - نازعنا الملك ضربنا خيشومه بالسيف!!! يا غلام، اضرب بطبلك، ثم سار إليهم، فوالله ما انثنى عن قتلهم.
6- قال: وحملت الأسرى إلى موسى الهادي، وفيهم العذافر الصيرفي، وعلي ابن سابق القلانسي، ورجل من ولد الحاجب بن زرارة (4)، فأمر بهم فضربت أعناقهم، ومن بين يديه رجل آخر من الأسرى واقف، فقال: أنا مولاك يا أمير المؤمنين. فقال: مولاي يخرج علي، ومع موسى سكين، فقال: والله لأقطعنك بهذه السكين مفصلا مفصلا، قال: وغلبت عليه العلة، فمكث ساعة طويلة ثم مات، وسلم الرجل من القتل، فأخرج من بين يديه.
7 - وعن عمر بن خلف الباهلي، عن بعض الطالبيين، قال: لما قتل أصحاب فخ جلس موسى بن عيسى بالمدينة، وأمر الناس بالوقيعة على آل أبي طالب، فجعل الناس يوقعون عليهم حتى لم يبق أحد.
8 - قالوا: ولما بلغ العمري وهو بالمدينة قتل الحسين بن علي صاحب فخ، عمد إلى داره ودور أهله فحرقها وقبض أموالهم ونخلهم، فجعلها في الصوافي المقبوضة (5).
9 - قال ياقوت: بقي قتلاهم ثلاثة أيام حتى أكلتهم السباع، ولهذا يقال: لم تكن مصيبة بعد كربلاء أشد وأفجع من فخ (6).
10 - وروى أبو نصر البخاري عن أبي جعفر الجواد (عليه السلام) أنه قال: لم يكن لنا بعد الطف مصرع أعظم من فخ (7).
___________
(1) أنظر تفصيل أخباره في تأريخ الطبري 8: 192. تأريخ اليعقوبي 3: 142. مروج الذهب 3: 326. مقاتل الطالبيين: 285 - 303. الأخبار الطوال: 386. الكامل في التأريخ 6: 90. أعيان الشيعة6: 97. تأريخ ابن خلدون 3: 269. أعلام الزركلي 2: 244. البداية والنهاية 10: 162.
(2) مقاتل الطالبيين: 285 - 286.
(3) مقاتل الطالبيين: 290.
(4) في متن المصدر: زارة، والصحيح ما أثبتناه.
(5) مقاتل الطالبيين: 294 - 303.
(6) معجم البلدان 4: 269.
(7) بحار الأنوار 48: 165.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|