أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-7-2017
449
التاريخ: 25-7-2017
421
التاريخ: 12-3-2018
558
التاريخ: 13-2-2019
2148
|
وزارة الفيض بن أبي صالح:
هو من أهل نيسابور، وكانوا نصارى، فانتقلوا إلى بني العباس وأسلموا. وتربى الفيض في الدولة العباسية وتأدب وبرع، وكان سخياً مفضالاً متخرقاً في ماله جواداً عزيز النفس كبير الهمة كثير الكبر والتيه، حتى قال فيه بعض الشعراء:
أبــا جعفر جئنــاك نسأل نائلاً *** فــأعوزنا من دون نائلك البشر
فما برقت بالوعد منك غمامة *** يرجى بها من سيب نائلك القطر
فلو كنت تعطينا المنى وزيادة *** لنغصهـــا منـــــك التجبر والكبر
قالوا: كان يحيى بن خالد بن برمك إذا استعظم أحد كرمه وجوده قال: لو رأيتم الفيض لصغر عنكم أمري. وفي الفيض يقول أبو الأسود الحماني الشاعر يمدحه:
ولائمـــة لامتك يا فيض فـــي الندى *** فقلت لها: لن يقــــدح اللوم في البحر
أرادت لتثني الفيض عن سنن الندى *** ومن ذا الذي يثني السحاب عن القطر
مواقع جود الفيض فـــي كــــل بلدةٍ *** مواقع مـــــاء المـــــزن في البلد القفر
كان وفود الفيـض لمـــــا تحملــــوا *** إلى الفيض وافـــــوا عــــنده ليلة القدر
قالوا: كان الفيض بن أبي صالح متوجهاً في بعض الأيام إلى بعض أغراضه فصادفه صديق له، فسأله الفيض إلى أين يذهب. فقال: إن وكيل السيدة أم جعفر زبيدة قد حبس فلاناً على بقية ضمان مبلغها مائة ألف دينار، وفلان، يعني المحبوس، صديقي وصديقك أيضاً، وأنا متوجه إلى الوكيل المذكور لأشفع فيه، فهل لك أن تصل جناحي وتساعدني على هذه المكرمة؟ فقال الفيض: إي والله ! ثم مضى معه فحضر عند وكيل أم جعفر زبيدة وشفعا في الرجل المحبوس.
فقال الوكيل: الأمر في هذا إليها وما أستطيع أن أفرج عنه إلا بقولها، ولكني أخاطبها وأحسن لها الإفراج عنه.
ثم كتب إليها شيئاً. فخرج الجواب أنه لابد من استيفاء هذا المال منه، ولا سبيل إلى قبول شفاعة في هذا الباب، فاعتذر الوكيل إليهما وأراهما الخط. فقال الرجل للفيض: قم حتى نمضي، فقد فعلنا ما يجب علينا. فقال الفيض: لا والله ما فعلنا ما يجب علينا فكأننا ما جئنا إلى هنا إلا لنؤكد حبس صاحبنا. قال الرجل: فما نصنع؟ قال الفيض: حيث قد تعذر علينا خلاصه من هذه الجهة نؤدي عنه هذا المال من خاصنا ونخرجه، أنت نصفه وأنا نصفه. فأجاب الرجل إلى ذلك. فقالا للوكيل: كم لك عليه؟ قال: مائة ألف دينار. قالا: هي علينا، وهذا خطنا بها فادفع إلينا صاحبنا. قال: مائة ألف دينار . قالا: هي علينا، وهذا خطنا بها فادفع إلينا صاحبنا. قال: هذا أيضاً لا أقدر أن أفعله حتى أعلمها بالحال. قالا: فأعلمها. فكتب إليها الوكيل يخبرها بما قال الفيض وبصورة الحال. فخرج الخادم وقال: لا يكون الفيض أكرم منا، وقد وهبناه المائة الألف، فادفع إليهم صاحبهم. فأخذاه وخرجا.
وكان الفيض قد وصف للمهدي لما عزم على يعقوب بن داود، فلما قبض عليه أحضر الفيض واستوزره وفوض الأمور إليه. ومات المهدي، وهو وزيره، فلما ولي الهادي لم يستوزره ، وبقي الفيض إلى أول أيام الرشيد، ثم مات، وذلك في سنة ثلاث وسبعين ومائة.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|