أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-7-2017
565
التاريخ: 25-7-2017
497
التاريخ: 25-7-2017
571
التاريخ: 25-7-2017
851
|
وأما المهدي:
الذي حبس وزيره يعقوب بن داوود، وبني على المطبق الذي هو فيه قبة، وبقي فيه حتى عمي، وطال شعر بدنه، حتى صار كالأنعام ـ وحبسه ـ لاتهامه إياه بأنه يمالئ الطالبيين،....
المهدي الذي عرفنا فيما تقدم موقفه من أبي عون، وولده، الذي كان يذهب مذهب الشيعة في الخلافة.. وكذلك موقفه من وصية القاسم ابن مجاشع.
أما المهدي هذا فقد اتخذ الزندقة ذريعة للقضاء على كل مناوئيه، وخصوصاً العلويين، والمتشيعين لهم:
وقال الدكتور أحمد شلبي: «إن الرمي بالزندقة اتخذ وسيلة للإيقاع بالأبرياء في كثير من الأحايين» (1).
وقال الدكتور أحمد أمين المصري: «الحق أن بعض الناس اتخذوا الزندقة ذريعة للانتقام من خصومهم، سواء في ذلك: الشعراء، والعلماء، والأمراء، والخلفاء» (2).
وقد ألف له ـ أي للمهدي ـ ابن المفضل كتاباً في الفرق، اخترع فيه فرقا من عند نفسه، ونسبها لأولئك الذين يريد المهدي أن يتتبعهم، ويقضي عليهم. مع أنهم لم يكونوا أصحاب فرق أصلاً. كزرارة، وعمار الأسباطي، وابن أبي يعفور، وأمثالهم، فاخترع فرقة سماها «الزرارية» نسبة لزرارة. وفرقة سماها «العمارية» نسبة لعمار، وفرقة سماها «اليعفورية» وأخرى سماها «الجواليقية»، وأصحاب سليمان الأقطع.
وهكذا. إلا أنه لم يذكر «الهشامية» نسبة لهشام بن الحكم (3).
وقال عبد الرحمان بدوي: «إن الاتهام بالزندقة في ذلك العصر، كان يسير جنباً إلى جنب مع الانتساب إلى مذهب الرافضة، كما لاحظ ذلك الأستاذ [فيدا]» (4).
يقول أبو حنيفة أو الطغرائي في جملة أبيات له:
قتلوه أو وصموه بالإلحاد(5). ... ومتى تولى آل أحمد مسلم
إلى غير ذلك مما لا يمكننا تتبعه واستقصاؤه في مثل هذه العجالة..
وأما الهادي:
«فقد أخاف الطالبيين خوفاً شديداً، وألح في طلبهم، وقطع أرزاقهم وأعطياتهم، وكتب إلى الآفاق بطلبهم..» (6).
ولم تكن واقعة فخ المشهورة إلى بسبب الاضطهاد الذي لحق العلويين، والمعاملة القاسية لهم. حسبما نص عليه المؤرخون.. والتي بلغ عدد الرؤوس فيها مئة ونيفا، وسبيت فيها النساء والأطفال، وقتل السبي حتى الأطفال منهم على ما قيل.
____________
(1) التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية ج 3 ص 200.
(2) ضحى الإسلام ج 1 ص 157. هذا. وقد اتهم شريك بن عبد الله القاضي بالزندقة، لأنه لم يكن يرى الصلاة خلف الخليفة المهدي، فراجع: البداية والنهاية ج 10 ص 153، وحياة الإمام موسى بن جعفر ج 2 ص 137، والإمام الصادق والمذاهب الأربعة المجلد الثاني جزء 3 ص 232. وأيضاً. فقد أراد هارون أن يقتل عمه، الذي قال: كيف لقي آدم موسى؟ عندما ذكرت رواية مفادها ذلك. وذلك بتهمة الزندقة، راجع: تاريخ بغداد ج 14 ص 7، 8 والبداية والنهاية ج 10 ص 215، وحياة الإمام موسى بن جعفر ج 2 ص 138، وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص 285، والبصائر والذخائر ص 81..
وهذا يعني أن لفظ الزنديق قد أطلق على كل من يناقش في أحاديث الصحابة، وعلى كل من يعارض نظام الحكم، والحكام وأهوائهم، وأطلق أيضاً على كل ماجن خليع كما يبدو لمن راجع رواية شريك القاضي في مظانها وغيرها..
ولا بأس بمراجعة عبارة هامة لأحمد أمين تتعلق بهذا الموضوع في كتاب الإمام الصادق والمذاهب الأربعة، المجلد الثاني جزء 3 ص 232.
(3) رجال المامقاني ج 3 ص 296، وقاموس الرجال ج 9 ص 324، والبحار ج 48 ص 195، 196، ورجال الكشي ص 27، طبع كربلاء،. وأشار إلى ذلك المسعودي أيضاً، فراجع: ضحى الإسلام ج 1 ص 141، واليعقوبي في كتابه مشاكلة الناس لزمانهم ص 24.
(4) من تاريخ الالحاد في الإسلام ص 37.
(5) نسب إلى الأول ملحقات إحقاق الحق ج 9 ص 688 نقلاً عن مفتاح النجا في مناقب آل العبا للعلامة البدخشي ص 12 مخطوط وعن قلندر الهندي الحنفي في روض الأزهر ص 359 طبع حيدر آباد وهو منسوب للطغرائي أيضاً وهو مثبت في إحدى قصائده في ديوانه فلعله أخذه على سبيل الاستشهاد على عادة الشعراء في ذلك..
(6) تاريخ اليعقوبي ج 3 ص 136، 137.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|