أقرأ أيضاً
التاريخ:
3185
التاريخ: 6-4-2022
2058
التاريخ: 10-4-2022
1787
التاريخ: 18-4-2017
3195
|
يقول المؤلف: يكفينا في هذا الباب ما سنروي عن اخبار أمير المؤمنين (عليه السّلام) بالمغيّبات لأنّه (عليه السّلام) اقتبسها من مشكاة النبوّة و قال شيخنا البهائي: «جميع احاديثنا الّا ما ندر تنتهي الى أئمتنا الاثني عشر و هم ينتهون الى النبي (صلّى اللّه عليه وآله)لأنّ علومهم مقتبسة من تلك المشكاة» ...فنذكر نبذة من هذه الاخبار تيمّنا و تبرّكا:
الاول: روى الحميري عن الصادق (عليه السّلام)انّه قال: كان النبي (صلّى اللّه عليه و آله)أخذ من العباس يوم بدر دنانير كانت معه، فقال: يا رسول اللّه ما عندي غيرها، فقال: فأين الذي استخبيته عند أمّ الفضل؟.
فقال: أشهد أن لا إله الّا اللّه و أشهد انّك رسول اللّه، ما كان معها أحد حين استخبيتها .
فأنزل اللّه تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنفال: 70] .
الثاني: روى ابن بابويه و الراوندي عن ابن عباس انّه قال: «دخل أبو سفيان على النبي (صلّى اللّه عليه و آله) يوما، فقال: يا رسول اللّه أريد أن أسألك عن شيء، فقال (صلّى اللّه عليه و آله): ان شئت أخبرتك قبل أن تسألني، قال: افعل، قال: أردت أن تسأل عن مبلغ عمري، فقال: نعم يا رسول اللّه، فقال: انّي أعيش ثلاثا و ستين سنة، فقال: أشهد انك صادق، فقال (صلّى اللّه عليه و آله) بلسانك دون قلبك.
قال ابن عباس: و اللّه ما كان الّا منافقا، قال: و لقد كنّا في محفل فيه أبو سفيان و قد كفّ بصره و فينا عليّ (عليه السّلام) فأذّن المؤذن، فلمّا قال: اشهد أنّ محمدا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، قال أبو سفيان:
هاهنا من يحتشم؟ قال واحد من القوم: لا، فقال: للّه درّ أخي بني هاشم، انظروا أين وضع اسمه! فقال عليّ (عليه السّلام) : أسخن اللّه عينك يا أبا سفيان، اللّه فعل ذلك بقوله عز من قائل وَ رَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ ، فقال أبو سفيان: أسخن اللّه عين من قال لي ليس هاهنا من يحتشم» .
الثالث: روى الراوندي عن أبي سعيد الخدري انّه قال: «كنّا نخرج في الغزوات مترافقين تسعة وعشرة، فنقسّم العمل، فيقعد بعضنا في الرحل و بعضنا يعمل لأصحابه، يصنع طعامهم و يسقي ركابهم، و طائفة تذهب الى النبي (صلّى اللّه عليه و آله).
فاتفق في رفقتنا رجل يعمل عمل ثلاثة نفر يحتطب و يستقي و يصنع طعامنا، فذكر ذلك للنبي (صلّى اللّه عليه و آله) فقال: ذلك رجل من أهل النار، فلقينا العدو فقاتلنهم فجرح فأخذ الرجل سهما فقتل به نفسه، فقال (صلّى اللّه عليه و آله): أشهد انّي رسول اللّه و عبده» .
الرابع: روى الراوندي: «انّ رجلا جاء الى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فقال: ما طعمت طعاما منذ يومين فقال: عليك بالسوق، فلمّا كان من الغد، أتاه فقال: يا رسول اللّه أتيت السوق أمس فلم أصب شيئا فبتّ بغير عشاء.
قال: فعليك بالسوق، فأتى بعد ذلك أيضا، فقال (صلّى اللّه عليه و آله) : عليك بالسوق، فانطلق إليها فاذا عير قد جاءت و عليها متاع فباعوه بفضل دينار فأخذه الرجل و جاء الى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) وقال: ما أصبت شيئا.
قال: هل أصبت من عير آل فلان شيئا؟ قال: لا، قال: بلى، ضرب لك فيها بسهم، و خرجت منها بدينار؟ قال: نعم، قال: فما حملك على أن تكذب؟ قال: أشهد انّك صادق و دعاني الى ذلك ارادة أن أعلم أتعلم ما يعمل الناس؟ و أن ازداد خيرا الى خير، فقال له النبي (صلّى اللّه عليه و آله) : صدقت، من استغنى أغناه اللّه، و من فتح على نفسه باب مسألة فتح اللّه عليه سبعين بابا من الفقر لا يسدّ أدناه شيء، فما رؤي سائل بعد ذلك اليوم» .
الخامس: في رواية انّ جعفر بن أبي طالب (رضي اللّه عنه) لما قدم من بلاد الحبشة بعثه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) الى مؤتة في السنة الثامنة و هي اسم قرية من قرى بلقاء في أراضي الشام و تبعد بمنزلين عن بيت المقدس، فجعله رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) أميرا على الجيش و معه زيد بن حارثة و عبد اللّه بن رواحة فجعلهما امراء بعده بالترتيب، فلمّا وصلوا الى مؤتة بعث إليهم القيصر جيش عظيم لحربهم و صدّهم، فلمّا استعدّوا للقتال خرج جعفر من الصف شاهرا سيفه فصاح بجيشه: يا قوم انزلوا من جيادكم و قاتلوهم مشاة، و ذلك لكثرة عدد الكفار و قلّة عددهم فأراد اعلام المسلمين بانّه لا مفرّ و لا ملجأ لهم الّا القتال.
فاستثقل جيشه النزول، عن الجياد لكن ترجّل هو و عقر فرسه و أخذ الراية بيده فهجم على الاعداء و حاربهم من كل جانب فبدأت الحرب و حمى الوطيس و حصر جعفر بين الاعداء فبدؤوا بضربه بالسهام و النبال و السيوف حتى قطعت يده اليمنى، فأخذ الراية بشماله و حاربهم حتى أثخن بالجراح و أصيب بخمسين جرحا من أمامه، و في رواية أصيب ب (92) جرحا، ثم قطعوا شماله فاحتضن الراية بساعديه، فمرّ عليه كافر و ضربه بالسيف فاستشهد (رضي اللّه عنه) وسقطت الراية على الارض.
قال جابر: «فلمّا كان اليوم الذي وقع فيه حربهم صلّى النبي (صلّى اللّه عليه و آله) بنا الفجر ثم صعد المنبر، فقال: قد التقى اخوانكم مع المشركين للمحاربة»، فأقبل يحدّثنا بكرّات بعضهم على بعض الى أن قال: «قتل زيد بن حارثة و سقطت الراية»، ثم قال: «قد أخذها جعفر بن أبي طالب و تقدم للحرب بها»، ثم قال: «قد قطعت يده و قد أخذ الراية بيده الاخرى»، ثم قال:
«قطعت يده الاخرى و قد أخذ الراية في صدره»، ثم قال: «قتل جعفر بن ابي طالب و سقطت الراية ثم أخذها عبد اللّه بن رواحة و قد قتل من المشركين كذا و قتل من المسلمين كذا فلان و فلان»، الى أن ذكر جميع من قتل المسلمين بأسمائهم، ثم قال: «قتل عبد اللّه بن رواحة و أخذ الراية خالد بن الوليد فانصرف المسلمون»، ثم نزل عن المنبر و صار الى دار جعفر فدعا عبد اللّه بن جعفر فأقعده في حجره، و جعل يمسح على رأسه، فقالت والدته اسماء بنت عميس: يا رسول اللّه انّك لتمسح على رأسه كأنّه يتيم، قال: قد استشهد جعفر في هذا اليوم و دمعت عينا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) وقال: قطعت يداه قبل أن يستشهد و قد أبدله اللّه من يديه جناحين من زمرّد أخضر فهو الآن يطير بهما في الجنّة مع الملائكة كيف يشاء» .
وفي رواية عن الصادق (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) لفاطمة: اذهبي فابكي على ابن عمّك فإن لم تدّعي بثكل فما قلت فقد صدقت .
وقال: على مثل جعفر فلتبك الباكية .
وفي رواية أخرى: أمر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فاطمة (عليها السّلام) أن تتخذ طعاما لأسماء بنت عميس و تأتيها و تسليها ثلاثة أيّام.
وبالجملة أخبر النبي (صلّى اللّه عليه و آله)عن رسالة حاطب بن أبي بلتعه الى أهل مكة و اخبارهم بتوجّه النبي (صلّى اللّه عليه و آله) لفتح مكة، و أخبر أبا ذر عمّا يصيبه من البلايا و المحن و انّه يعيش وحده و يموت وحده و يغسله و يكفنه رجل من أهل العراق، و أخبر عن احدى نسائه انّها تركب الجمل و تحارب وصيّه و تنبح عليها كلاب الحوأب، و أخبر أنّ عمارا تقتله الفئة الباغية، و انّ اللبن آخر زاده من الدنيا، و أخبر انّ الزهراء (عليها السّلام) اوّل من يلحق به من أهل بيته، و أخبر عن خضاب لحية أمير المؤمنين (عليه السّلام) بدم رأسه، و كان (عليه السّلام) يترقب ما وعده النبي (صلّى اللّه عليه و آله).
وأخبر (صلّى اللّه عليه و آله)عن استشهاد الحسين (عليه السّلام) واصحابه البررة و مقتلهم و قاتليهم، و أعطى تراب كربلاء الى أم سلمة و أخبرها بأنّه اذا صار التراب دما عبيطا فقد قتل الحسين، و أخبر عن استشهاد الامام الرضا (عليه السّلام)و انّه يدفن بأرض طوس، و قال للزبير: انّك اوّل عربي تنكث بيعة أمير المؤمنين، و قوله لعمّه العباس: ويل لذريتي من ذريّتك، واخباره عن الارضة التي أكلت صحيفة قريش الّا اسم اللّه، و أخبر عن بناء مدينة بغداد، و عن موت رفاعة بن يزيد المنافق، و عن مدة ملك بني اميّة بأنّها ستكون ألف شهر، وعن قتل معاوية لحجر بن عدي و أصحابه ظلما.
وأخبر عن واقعة الحرة، و عن ذهاب بصر ابن عباس، و زيد بن أرقم، و عن موت النجاشي ملك الحبشة، و عن قتل أسود العنسي في اليمن في الليلة التي قتل فيها، و أخبر عن ولادة محمد بن الحنفيّة لعليّ (عليه السّلام) وأعطاه اسمه و كنيته، و أخبر عن دفن ابي أيّوب الانصاري في جنب قلعة القسطنطنيّة ... الى غير ذلك من المعاجز.
و قال العلامة المجلسي في كتابه حياة القلوب، بعد ذكر جملة من معاجزه (صلّى اللّه عليه وآله):
«انّ ما ذكرناه من معاجز رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) في الحقيقة قطرة من بحر و قليل من كثير معاجزه، و في الواقع فانّ جميع أقواله و أطواره و أخلاقه (صلّى اللّه عليه و آله) معجزة لا سيّما هذا النوع و هو الاخبار بالمغيّبات، و قد كان كلام سيّد الانام دائما مشتملا على هذا النوع.
وكان المنافقون يقولون: لا تتحدّثوا فانّ هذه الجدران و الحصى و الاحجار تخبر محمدا بما تقولون، و لو تفكر عاقل و حكّم عقله، يرى أنّ كل حديث من احاديثه و أحاديث أهل بيته (عليهم السّلام) و كل كلمة من كلماتهم و كل حكم من احكام الشريعة المقدّسة، معجزة شافية و خارقة للعادة.
هل يظنّ عاقل أن احداث هذه الشريعة المقدّسة العظيمة و تأسيس هذا الدين المبين يتيسّر لشخص من دون وحي و الهام الهي؟
ونرى اليوم انّ العمل بأحكام و قوانين هذه الشريعة هو السبب في تنظيم امور المعاش و المعاد، وسدّا في قبال الفتن و الفساد، و من الواضح انّ كل فساد و فتنة تجيء من عدم المراعاة لقوانين هذه الشريعة.
وهذه الشريعة- كما قلنا- منظّمة لحياة الناس الاجتماعية و ذلك من خلال تنظيمها للبيوع و العقود و التجارات و المضاربات و المعاملات و حلّ المنازعات و المواريث و تبيينها لكيفيّة معاشرة الوالدين و الأقربين و كيفيّة معاملة الأب مع الابن، و الابن مع الاب، و المولى مع العبد و بالعكس، و المرأة مع الزوج و بالعكس، و كيفيّة معاملة أهل البلد و الامراء و الوزراء وغيرها من القوانين المنظّمة و الحكيمة، و من جانب آخر بيّنت لنا الاخلاق الحسنة و الفعال الحميدة بأضعاف ما جاء به الحكماء و الفلاسفة.
وقد بيّنت في مدّة قليلة من المعارف الربّانيّة ما لم يتمكّن العلماء و الفحول من الوصول الى كنهها و معرفة سرّها حتّى لو فكّروا الى قيام الساعة، مع ما جرى عليها من فساد و تضييع من قبل الطالبين لحطام الدنيا.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|