المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

التوحيد ليس فطرياً
15-11-2016
هل يحدث أن تكون أجزاء الفم للأطوار غير البالغة والبالغة لنفس النوع الحشري مختلفة؟
12-1-2021
مصادر العلف في العراق
2024-03-21
حب علي ميزان الاعمال
29-01-2015
مخطط سهمي Lattice Diagram
9-12-2015
زنى أعضاء البدن
24-7-2019


معجزاته في اخباره (صلّى اللّه عليه و آله) بالمغيّبات  
  
3356   12:18 مساءً   التاريخ: 11-12-2014
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص62-67.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / معجزاته /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 3185
التاريخ: 6-4-2022 2058
التاريخ: 10-4-2022 1787
التاريخ: 18-4-2017 3195

يقول المؤلف: يكفينا في هذا الباب ما سنروي عن اخبار أمير المؤمنين (عليه السّلام) بالمغيّبات لأنّه (عليه السّلام) اقتبسها من مشكاة النبوّة و قال شيخنا البهائي: «جميع احاديثنا الّا ما ندر تنتهي الى أئمتنا الاثني عشر و هم ينتهون الى النبي (صلّى اللّه عليه وآله)لأنّ علومهم مقتبسة من تلك المشكاة» ...فنذكر نبذة من هذه الاخبار تيمّنا و تبرّكا:

الاول: روى الحميري عن الصادق (عليه السّلام)انّه قال: كان النبي (صلّى اللّه عليه و آله)أخذ من العباس يوم بدر دنانير كانت معه، فقال: يا رسول اللّه ما عندي غيرها، فقال: فأين الذي استخبيته عند أمّ الفضل؟.

فقال: أشهد أن لا إله الّا اللّه و أشهد انّك رسول اللّه، ما كان معها أحد حين استخبيتها .

فأنزل اللّه تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنفال: 70] .

الثاني: روى ابن بابويه و الراوندي عن ابن عباس انّه قال: «دخل أبو سفيان على النبي (صلّى اللّه عليه و آله) يوما، فقال: يا رسول اللّه أريد أن أسألك عن شي‏ء، فقال (صلّى اللّه عليه و آله): ان شئت أخبرتك قبل أن تسألني، قال: افعل، قال: أردت أن تسأل عن مبلغ عمري، فقال: نعم يا رسول اللّه، فقال: انّي أعيش ثلاثا و ستين سنة، فقال: أشهد انك صادق، فقال (صلّى اللّه عليه و آله) بلسانك دون قلبك.

قال ابن عباس: و اللّه ما كان الّا منافقا، قال: و لقد كنّا في محفل فيه أبو سفيان و قد كفّ بصره و فينا عليّ (عليه السّلام) فأذّن المؤذن، فلمّا قال: اشهد أنّ محمدا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، قال أبو سفيان:

هاهنا من يحتشم؟ قال واحد من القوم: لا، فقال: للّه درّ أخي بني هاشم، انظروا أين وضع اسمه! فقال عليّ (عليه السّلام) : أسخن اللّه عينك يا أبا سفيان، اللّه فعل ذلك بقوله عز من قائل‏ وَ رَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ‏ ، فقال أبو سفيان: أسخن اللّه عين من قال لي ليس هاهنا من يحتشم» .

الثالث: روى الراوندي عن أبي سعيد الخدري انّه قال: «كنّا نخرج في الغزوات مترافقين تسعة وعشرة، فنقسّم العمل، فيقعد بعضنا في الرحل و بعضنا يعمل لأصحابه، يصنع طعامهم و يسقي ركابهم، و طائفة تذهب الى النبي (صلّى اللّه عليه و آله).

فاتفق في رفقتنا رجل يعمل عمل ثلاثة نفر يحتطب و يستقي و يصنع طعامنا، فذكر ذلك للنبي (صلّى اللّه عليه و آله) فقال: ذلك رجل من أهل النار، فلقينا العدو فقاتلنهم فجرح فأخذ الرجل سهما فقتل به نفسه، فقال (صلّى اللّه عليه و آله): أشهد انّي رسول اللّه و عبده» .

الرابع: روى الراوندي: «انّ رجلا جاء الى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فقال: ما طعمت طعاما منذ يومين فقال: عليك‏ بالسوق، فلمّا كان من الغد، أتاه فقال: يا رسول اللّه أتيت السوق أمس فلم أصب شيئا فبتّ بغير عشاء.

قال: فعليك بالسوق، فأتى بعد ذلك أيضا، فقال (صلّى اللّه عليه و آله) : عليك بالسوق، فانطلق إليها فاذا عير قد جاءت و عليها متاع فباعوه بفضل دينار فأخذه الرجل و جاء الى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) وقال: ما أصبت شيئا.

قال: هل أصبت من عير آل فلان شيئا؟ قال: لا، قال: بلى، ضرب لك فيها بسهم، و خرجت منها بدينار؟ قال: نعم، قال: فما حملك على أن تكذب؟ قال: أشهد انّك صادق و دعاني الى ذلك ارادة أن أعلم أتعلم ما يعمل الناس؟ و أن ازداد خيرا الى خير، فقال له النبي (صلّى اللّه عليه و آله) : صدقت، من استغنى أغناه اللّه، و من فتح على نفسه باب مسألة فتح اللّه عليه سبعين بابا من الفقر لا يسدّ أدناه شي‏ء، فما رؤي سائل بعد ذلك اليوم» .

الخامس: في رواية انّ جعفر بن أبي طالب (رضي اللّه عنه) لما قدم من بلاد الحبشة بعثه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) الى مؤتة في السنة الثامنة و هي اسم قرية من قرى بلقاء في أراضي الشام و تبعد بمنزلين عن بيت المقدس، فجعله رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) أميرا على الجيش و معه زيد بن حارثة و عبد اللّه بن رواحة فجعلهما امراء بعده بالترتيب، فلمّا وصلوا الى مؤتة بعث إليهم القيصر جيش عظيم لحربهم و صدّهم، فلمّا استعدّوا للقتال خرج جعفر من الصف شاهرا سيفه فصاح بجيشه: يا قوم انزلوا من جيادكم و قاتلوهم مشاة، و ذلك لكثرة عدد الكفار و قلّة عددهم فأراد اعلام المسلمين بانّه لا مفرّ و لا ملجأ لهم الّا القتال.

فاستثقل جيشه النزول، عن الجياد لكن ترجّل هو و عقر فرسه و أخذ الراية بيده فهجم على الاعداء و حاربهم من كل جانب فبدأت الحرب و حمى الوطيس و حصر جعفر بين‏ الاعداء فبدؤوا بضربه بالسهام و النبال و السيوف حتى قطعت يده اليمنى، فأخذ الراية بشماله و حاربهم حتى أثخن بالجراح و أصيب بخمسين جرحا من أمامه، و في رواية أصيب ب (92) جرحا، ثم قطعوا شماله فاحتضن الراية بساعديه، فمرّ عليه كافر و ضربه بالسيف فاستشهد (رضي اللّه عنه) وسقطت الراية على الارض.

قال جابر: «فلمّا كان اليوم الذي وقع فيه حربهم صلّى النبي (صلّى اللّه عليه و آله) بنا الفجر ثم صعد المنبر، فقال: قد التقى اخوانكم مع المشركين للمحاربة»، فأقبل يحدّثنا بكرّات بعضهم على بعض الى أن قال: «قتل زيد بن حارثة و سقطت الراية»، ثم قال: «قد أخذها جعفر بن أبي طالب و تقدم للحرب بها»، ثم قال: «قد قطعت يده و قد أخذ الراية بيده الاخرى»، ثم قال:

«قطعت يده الاخرى و قد أخذ الراية  في صدره»، ثم قال: «قتل جعفر بن ابي طالب و سقطت الراية ثم أخذها عبد اللّه بن رواحة و قد قتل من المشركين كذا و قتل من المسلمين كذا فلان و فلان»، الى أن ذكر جميع من قتل المسلمين بأسمائهم، ثم قال: «قتل عبد اللّه بن رواحة و أخذ الراية خالد بن الوليد فانصرف المسلمون»، ثم نزل عن المنبر و صار الى دار جعفر فدعا عبد اللّه بن جعفر فأقعده في حجره، و جعل يمسح على رأسه، فقالت والدته اسماء بنت عميس: يا رسول اللّه انّك لتمسح على رأسه كأنّه يتيم، قال: قد استشهد جعفر في هذا اليوم و دمعت عينا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) وقال: قطعت يداه قبل أن يستشهد و قد أبدله اللّه من يديه جناحين من زمرّد أخضر فهو الآن يطير بهما في الجنّة مع الملائكة كيف يشاء» .

وفي رواية عن الصادق (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) لفاطمة: اذهبي فابكي على ابن عمّك فإن لم تدّعي بثكل فما قلت فقد صدقت‏ .

وقال: على مثل جعفر فلتبك الباكية .

وفي رواية أخرى: أمر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فاطمة (عليها السّلام) أن تتخذ طعاما لأسماء بنت عميس و تأتيها و تسليها ثلاثة أيّام.

وبالجملة أخبر النبي (صلّى اللّه عليه و آله)عن رسالة حاطب بن أبي بلتعه الى أهل مكة و اخبارهم بتوجّه النبي (صلّى اللّه عليه و آله) لفتح مكة، و أخبر أبا ذر عمّا يصيبه من البلايا و المحن و انّه يعيش وحده و يموت وحده و يغسله و يكفنه رجل من أهل العراق، و أخبر عن احدى نسائه انّها تركب الجمل و تحارب وصيّه و تنبح عليها كلاب الحوأب، و أخبر أنّ عمارا تقتله الفئة الباغية، و انّ اللبن آخر زاده من الدنيا، و أخبر انّ الزهراء (عليها السّلام) اوّل من يلحق به من أهل بيته، و أخبر عن خضاب لحية أمير المؤمنين (عليه السّلام) بدم رأسه، و كان (عليه السّلام) يترقب ما وعده النبي (صلّى اللّه عليه و آله).

وأخبر (صلّى اللّه عليه و آله)عن استشهاد الحسين (عليه السّلام) واصحابه البررة و مقتلهم و قاتليهم، و أعطى تراب كربلاء الى أم سلمة و أخبرها بأنّه اذا صار التراب دما عبيطا فقد قتل الحسين، و أخبر عن استشهاد الامام الرضا (عليه السّلام)و انّه يدفن بأرض طوس، و قال للزبير: انّك اوّل عربي تنكث بيعة أمير المؤمنين، و قوله لعمّه العباس: ويل لذريتي من ذريّتك، واخباره عن الارضة التي أكلت صحيفة قريش الّا اسم اللّه، و أخبر عن بناء مدينة بغداد، و عن موت رفاعة بن يزيد المنافق، و عن مدة ملك بني اميّة بأنّها ستكون ألف شهر، وعن قتل معاوية لحجر بن عدي و أصحابه ظلما.

وأخبر عن واقعة الحرة، و عن ذهاب بصر ابن عباس، و زيد بن أرقم، و عن موت‏ النجاشي ملك الحبشة، و عن قتل أسود العنسي في اليمن في الليلة التي قتل فيها، و أخبر عن ولادة محمد بن الحنفيّة لعليّ (عليه السّلام) وأعطاه اسمه و كنيته، و أخبر عن دفن ابي أيّوب الانصاري في جنب قلعة القسطنطنيّة ... الى غير ذلك من المعاجز.

و قال العلامة المجلسي في كتابه حياة القلوب، بعد ذكر جملة من معاجزه (صلّى اللّه عليه وآله):

«انّ ما ذكرناه من معاجز رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) في الحقيقة قطرة من بحر و قليل من كثير معاجزه، و في الواقع فانّ جميع أقواله و أطواره و أخلاقه (صلّى اللّه عليه و آله) معجزة لا سيّما هذا النوع و هو الاخبار بالمغيّبات، و قد كان كلام سيّد الانام دائما مشتملا على هذا النوع.

وكان المنافقون يقولون: لا تتحدّثوا فانّ هذه الجدران و الحصى و الاحجار تخبر محمدا بما تقولون، و لو تفكر عاقل و حكّم عقله، يرى أنّ كل حديث من احاديثه و أحاديث أهل بيته (عليهم السّلام) و كل كلمة من كلماتهم و كل حكم من احكام الشريعة المقدّسة، معجزة شافية و خارقة للعادة.

هل يظنّ عاقل أن احداث هذه الشريعة المقدّسة العظيمة و تأسيس هذا الدين المبين يتيسّر لشخص من دون وحي و الهام الهي؟

ونرى اليوم انّ العمل بأحكام و قوانين هذه الشريعة هو السبب في تنظيم امور المعاش و المعاد، وسدّا في قبال الفتن و الفساد، و من الواضح انّ كل فساد و فتنة تجيء من عدم المراعاة لقوانين هذه الشريعة.

وهذه الشريعة- كما قلنا- منظّمة لحياة الناس الاجتماعية و ذلك من خلال تنظيمها للبيوع و العقود و التجارات و المضاربات و المعاملات و حلّ المنازعات و المواريث و تبيينها لكيفيّة معاشرة الوالدين و الأقربين و كيفيّة معاملة الأب مع الابن، و الابن مع الاب، و المولى مع العبد و بالعكس، و المرأة مع الزوج و بالعكس، و كيفيّة معاملة أهل البلد و الامراء و الوزراء وغيرها من القوانين المنظّمة و الحكيمة، و من جانب آخر بيّنت لنا الاخلاق الحسنة و الفعال الحميدة بأضعاف ما جاء به الحكماء و الفلاسفة.

وقد بيّنت في مدّة قليلة من المعارف الربّانيّة ما لم يتمكّن العلماء و الفحول من الوصول الى كنهها و معرفة سرّها حتّى لو فكّروا الى قيام الساعة، مع ما جرى عليها من فساد و تضييع من قبل الطالبين لحطام الدنيا.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.