أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-5-2017
2953
التاريخ: 2023-02-08
3280
التاريخ: 2-4-2017
3555
التاريخ: 6-4-2022
2098
|
كان مسيلمة من الأشخاص الذين وفدوا على رسول الله (صلى الله عليه واله) في المدينة في السنة العاشرة من الهجرة وأسلم في من اسلم، ولكنه بعد أن عاد إلى موطنه ادّعى النبوة، وأجابه طائفة من السذّج والبسطاء، وربما من المتعصبين من قومه.
ولم يكن نجاح دعوته الباطلة في اليمامة دليلا على شخصيته الواقعية، بل التفّ حوله فريق ممن تبعه تعصبا وحمية مع أنهم علموا بكذبه، وزيف دعوته إذ كانوا يقولون : كذّاب ربيعة أحب إلينا من صادق مضر ، وقد قال هذه العبارة أحد اتباعه لما سأل مسيلمة ذات مرة : من يأتيك؟ قال : رحمان، قال : أفي نور أو في ظلمة؟ فقال : في ظلمة، فقال أشهد أنّك كذاب وأن محمّدا صادق ولكن كذّاب ربيعة احبّ إلينا من صادق مضر.
إن من المسلّم أنّ الرجل قد ادعى النبوّة، وتبعه على ذلك فريق من قومه، ولكنه لم يثبت قط أنه تصدّى لمعارضة القرآن، وما اثر عنه ـ في النصوص التاريخية ـ من عبارات وجمل في معارضة القرآن لا يمكن أن تكون من كلام رجل فصيح كمسيلمة لأن عباراته العادية واحاديثه الأخرى في غاية البلاغة والإتقان، فكيف تصدر منه هذه العبارات الضعيفة.
ولهذا يمكن القول بأن ما نقل عنه ـ على غرار ما نقل عن معاصره الاسود بن كعب العنسي الذي ادعى النبوة معه في اليمن ـ إنما هي امور نسبت إليه، والصقت به الصاقا لأسباب خاصّة لان عظمة القرآن وبلاغته الفائقة في حدّ لا يجرأ معها أحد على التفكير في معارضة القرآن ومقابلته، ويعلم كل عربيّ بحكم فطرته الالهية أنّ هذا الاسلوب الجذّاب وأنّ عظمة المعاني القرآنية وسمّوها تجعل القرآن الكريم فوق حدود الطاقة البشرية، فكيف يحاول أحد معارضته ومقابلته.
ثم ان مواجهة المرتدين من العرب كان أول ما قام به الخلفاء بعد رسول الله (صلى الله عليه واله) ولهذا حوصرت منطقة مسيلمة من قبل جنود الاسلام، وضيّق عليه الحصار شيئا فشيئا، حتى اذا اتضحت هزيمة ذلك الكذاب، قال له بعض اتباعه السذج : أين ما كنت تعدنا ( من النصر الالهي ) فقال مسيلمة : أما الدين فلا، قاتلوا عن أحسابكم.
ولكن الدفاع عن الاحساب والكرامة لم يجد مسيلمة ولا اتباعه شيئا، فقد قتل هو وفريق منهم في بستان على أيدي المسلمين، وانتهت بذلك خرافة نبوته المدّعاة.
إن هذه العبارة القصيرة تكشف عن انه كان رجلا فصيحا وناطقا بليغا، كما انها تفيد انه لم يكن صاحب تلك العبارات الباردة الخاوية التي نسبت إليه ـ في التاريخ والسيرة ـ في معارضة القرآن الكريم.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|