المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

الخمائر العامة General Yeasts
4-6-2018
أركان جريمة التحريض على الحرب الاهلية او الاقتتال الطائفي
2024-02-29
يجب طرده من المجتمع
29-8-2019
شرح الدعاء (الثاني والأربعون) من الصحيفة السجّاديّة.
2023-10-27
السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي
20-12-2017
POSTPONING
2023-03-24


حجة الوداع  
  
2881   02:04 مساءً   التاريخ: 5-7-2017
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيد المرسلين
الجزء والصفحة : ج‏2،ص628-631.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-7-2017 3386
التاريخ: 2-7-2017 2891
التاريخ: 17-5-2017 3054
التاريخ: 15-6-2017 2750

تعتبر مراسيم الحج ومناسكه من أعظم العبادات الاسلامية الجماعية التي يؤديها المسلمون، جلالا وابهة، وذلك لأنّ أداء مراسيم الحج ومناسكه في كل سنة مرة واحدة يمثّل بالنسبة للامة الإسلامية أكبر مظاهر الاتحاد، والوحدة ودليلا كاملا على الترفع على المناصب والدرجات وتكون نموذجا بارزا للمساواة بين جميع أبناء البشر، وسبيلا إلى تقوية أواصر الاخوة المتينة بين المسلمين، فاذا كان المسلمون لا ينتفعون بهذه المائدة الكبرى التي منحها ربهم لهم، واذا كانوا لا يستفيدون من هذا المؤتمر الاسلامي السنوي العظيم ( الذي يمكنه بحقّ أن يجيب ويعالج الكثير من مشكلاتنا الاجتماعية، ويكون نقطة تحول عميق في حياتنا ) استفادة كاملة لائقة، فانّ ذلك ليس ـ وبدون ريب او شك ـ ناشئا من قصور في القانون الاسلامي، بل هو دليل على قصور قادة المسلمين وتقصير حكامهم الذين لا يولون هذه المراسم وهذا الموسم العظيم اهتماما مناسبا، ولا يفكرون في استغلاله على الوجه المطلوب.
فمنذ أن فرغ إبراهيم الخليل (عليه السلام) من اقامة صرح الكعبة المعظّمة ودعا الموحّدين إلى زيارتها، والحج إليها لم تزل هذه البنية الشريفة كعبة القلوب، ومطاف الشعوب والاقوام والجماعات الموحّدة التي تأتي إليها كل عام من شتى نقاط العالم، ومن مختلف انحاء الجزيرة العربية، ويؤدّون عندها المناسك التي علّمها إياهم النبي العظيم إبراهيم الخليل عليه وعلى نبينا السّلام.
ولكن تقادم العهد، وانقطاع شعب الحجاز عن قيادة الأنبياء، وأنانية قريش، وسيادة الوثنية على عقول العرب أوجب أن تتعرض مراسم الحج ومناسكه ـ من حيث الزمان والمكان ـ لعملية تحريف وتغيير، وان تفقد صبغتها الحقيقية ووجهها الواقعيّ.
لهذه الجهات امر رسول الله (صلى الله عليه واله) في السنة العاشرة من الهجرة، ومن قبل الله سبحانه ان يشارك في مراسم الحج شخصيا، ويقوم بتعليم مناسك الحج للناس، ويوقفهم على واجباتهم في هذه العبادة الكبرى عمليا، كما يقوم بإزالة كلّ ما علق بها من زوائد طيلة السنوات الغابرة، ويعيّن حدود عرفات و منى ويوم الإفاضة منها ولهذا فانّ السفر كان سفرا ذا طابع تعليمي، قبل أن يكون ذا طابع سياسيّ واجتماعي.
أمر رسول الله (صلى الله عليه واله) في الشهر الحادي من العام العاشر للهجرة ( أي شهر ذي القعدة ) بأن ينادى في المدنية وبين القبائل بأن رسول الله (صلى الله عليه واله) يقصد مكة للحج هذا العام، فاحدث هذا الاعلان شوقا وابتهاجا عظيمين في نفوس جمع كبير من المسلمين، فتهيّأ عدد هائل منهم لمرافقة رسول الله (صلى الله عليه واله) وضربت مضارب وخيم كثيرة خارج المدينة المنورة بانتظار حركة النبي (صلى الله عليه واله) وتوجّهه الى مكة.
وفي اليوم السادس والعشرين من شهر ذي القعدة خرج رسول الله (صلى الله عليه واله) من المدينة متوجها الى مكة وقد استخلف مكانه في المدينة أبا دجانة الانصاري، وقد ساق معه ما يزيد عن ستين بدنة.
وعندما بلغ الموكب النبوي العظيم إلى ذي الحليفة  ( وهي نقطة فيها مسجد الشجرة أيضا ) أحرم بلبس قطعتين عاديتين من القماش الأبيض من مسجد الشجرة، ودخل الحرم، ولبّى عند الاحرام قائلا : لبّيك اللهم لبّيك، لبّيك لا شريك لك لبّيك إنّ الحمد والنعمة لك والملك لبّيك لا شريك لك لبّيك.
وهو بذلك يلبي نداء إبراهيم، كما أنّه (صلى الله عليه واله) كان يكرّر هذه التلبية كلّما شاهد راكبا، أو علا مرتفعا من الأرض، أو هبط واديا.
ولما شارف مكة قطع التلبية المذكورة.
وفي اليوم الرابع من شهر ذي الحجة، دخل (صلى الله عليه واله) مكة المكرمة وتوجّه نحو المسجد الحرام رأسا، ثم دخله من باب بني شيبة وهو يحمد الله ويثني عليه ويصلي على إبراهيم (عليه السلام).
ثم بدأ من الحجر الأسود فاستلمه أولا، ثم طاف سبعة أشواط حول الكعبة المعظمة، ثم صلى ركعتين خلف مقام إبراهيم وعند ما فرغ من صلاته سعى بين الصفا والمروة ثم التفت إلى حجاج بيت الله الحرام وقال : من لم يسق منكم هديا فليحلّ وليجعلها عمرة ( أي فليقصّر أي يأخذ من شعره وظفره فيحلّ له ما حرم عليه بالأحرام ) ومن ساق منكم هديا فليقم على إحرامه.
وقد كره البعض هذا واعتذروا بانه يعزّ عليهم ( أولا يلذّ لهم ) أن يخرجوا من الاحرام فيحلّ لهم ما يحرم على المحرم فيلبسوا الثياب ويقربوا النساء ويتدهنوا ورسول الله (صلى الله عليه واله) على إحرامه أشعث أغبر.
وربّما قالوا : لا يصحّ هذا، كيف تقطر رؤوسنا من الغسل ونحن زوّار بيت الله؟
فالتفت النبي (صلى الله عليه واله) الى عمر وكان ممن بقى على احرامه وقال له : ما لي أراك يا عمر محرما؟ أسقت هديا؟
قال عمر : لم أسق.
فقال النبي : فلم لا تحلّ وقد أمرت من لم يسق بالإحلال؟
قال عمر : والله يا رسول الله لا أحللت وأنت محرم.
فغضب النبي لموقف الناس المتلكئ هذا وقال : لو كنت استقبلت من أمري ما استدبرت لفعلت كما أمرتكم.
وهو (صلى الله عليه واله) يعني : أنني لو كنت أعلم بالمستقبل ولو عرفت بموقف الناس المتردّد وخلافهم هذا من قبل لما سقت الهدي، ولفعلت ما فعلتموه من عدم سوق الهدي، ولكن ما ذا عساي أن أفعل الآن وقد سقت الهدي، ولا يمكنني الإحلال من الإحرام، فيجب عليّ أن أبقى على إحرامي حتى يبلغ الهدي محلّه أي أنحر هديي بمنى كما أمر الله سبحانه، وأما أنتم فمن لم يسق الهدي منكم فانّ عليه أن يحلّ إحرامه، واحسبوها عمرة، ثم أحرموا للحج مرة اخرى.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.