أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-7-2017
3386
التاريخ: 2-7-2017
2891
التاريخ: 17-5-2017
3054
التاريخ: 15-6-2017
2750
|
تعتبر مراسيم الحج ومناسكه من أعظم العبادات الاسلامية الجماعية التي يؤديها المسلمون، جلالا وابهة، وذلك لأنّ أداء مراسيم الحج ومناسكه في كل سنة مرة واحدة يمثّل بالنسبة للامة الإسلامية أكبر مظاهر الاتحاد، والوحدة ودليلا كاملا على الترفع على المناصب والدرجات وتكون نموذجا بارزا للمساواة بين جميع أبناء البشر، وسبيلا إلى تقوية أواصر الاخوة المتينة بين المسلمين، فاذا كان المسلمون لا ينتفعون بهذه المائدة الكبرى التي منحها ربهم لهم، واذا كانوا لا يستفيدون من هذا المؤتمر الاسلامي السنوي العظيم ( الذي يمكنه بحقّ أن يجيب ويعالج الكثير من مشكلاتنا الاجتماعية، ويكون نقطة تحول عميق في حياتنا ) استفادة كاملة لائقة، فانّ ذلك ليس ـ وبدون ريب او شك ـ ناشئا من قصور في القانون الاسلامي، بل هو دليل على قصور قادة المسلمين وتقصير حكامهم الذين لا يولون هذه المراسم وهذا الموسم العظيم اهتماما مناسبا، ولا يفكرون في استغلاله على الوجه المطلوب.
فمنذ أن فرغ إبراهيم الخليل (عليه السلام) من اقامة صرح الكعبة المعظّمة ودعا الموحّدين إلى زيارتها، والحج إليها لم تزل هذه البنية الشريفة كعبة القلوب، ومطاف الشعوب والاقوام والجماعات الموحّدة التي تأتي إليها كل عام من شتى نقاط العالم، ومن مختلف انحاء الجزيرة العربية، ويؤدّون عندها المناسك التي علّمها إياهم النبي العظيم إبراهيم الخليل عليه وعلى نبينا السّلام.
ولكن تقادم العهد، وانقطاع شعب الحجاز عن قيادة الأنبياء، وأنانية قريش، وسيادة الوثنية على عقول العرب أوجب أن تتعرض مراسم الحج ومناسكه ـ من حيث الزمان والمكان ـ لعملية تحريف وتغيير، وان تفقد صبغتها الحقيقية ووجهها الواقعيّ.
لهذه الجهات امر رسول الله (صلى الله عليه واله) في السنة العاشرة من الهجرة، ومن قبل الله سبحانه ان يشارك في مراسم الحج شخصيا، ويقوم بتعليم مناسك الحج للناس، ويوقفهم على واجباتهم في هذه العبادة الكبرى عمليا، كما يقوم بإزالة كلّ ما علق بها من زوائد طيلة السنوات الغابرة، ويعيّن حدود عرفات و منى ويوم الإفاضة منها ولهذا فانّ السفر كان سفرا ذا طابع تعليمي، قبل أن يكون ذا طابع سياسيّ واجتماعي.
أمر رسول الله (صلى الله عليه واله) في الشهر الحادي من العام العاشر للهجرة ( أي شهر ذي القعدة ) بأن ينادى في المدنية وبين القبائل بأن رسول الله (صلى الله عليه واله) يقصد مكة للحج هذا العام، فاحدث هذا الاعلان شوقا وابتهاجا عظيمين في نفوس جمع كبير من المسلمين، فتهيّأ عدد هائل منهم لمرافقة رسول الله (صلى الله عليه واله) وضربت مضارب وخيم كثيرة خارج المدينة المنورة بانتظار حركة النبي (صلى الله عليه واله) وتوجّهه الى مكة.
وفي اليوم السادس والعشرين من شهر ذي القعدة خرج رسول الله (صلى الله عليه واله) من المدينة متوجها الى مكة وقد استخلف مكانه في المدينة أبا دجانة الانصاري، وقد ساق معه ما يزيد عن ستين بدنة.
وعندما بلغ الموكب النبوي العظيم إلى ذي الحليفة ( وهي نقطة فيها مسجد الشجرة أيضا ) أحرم بلبس قطعتين عاديتين من القماش الأبيض من مسجد الشجرة، ودخل الحرم، ولبّى عند الاحرام قائلا : لبّيك اللهم لبّيك، لبّيك لا شريك لك لبّيك إنّ الحمد والنعمة لك والملك لبّيك لا شريك لك لبّيك.
وهو بذلك يلبي نداء إبراهيم، كما أنّه (صلى الله عليه واله) كان يكرّر هذه التلبية كلّما شاهد راكبا، أو علا مرتفعا من الأرض، أو هبط واديا.
ولما شارف مكة قطع التلبية المذكورة.
وفي اليوم الرابع من شهر ذي الحجة، دخل (صلى الله عليه واله) مكة المكرمة وتوجّه نحو المسجد الحرام رأسا، ثم دخله من باب بني شيبة وهو يحمد الله ويثني عليه ويصلي على إبراهيم (عليه السلام).
ثم بدأ من الحجر الأسود فاستلمه أولا، ثم طاف سبعة أشواط حول الكعبة المعظمة، ثم صلى ركعتين خلف مقام إبراهيم وعند ما فرغ من صلاته سعى بين الصفا والمروة ثم التفت إلى حجاج بيت الله الحرام وقال : من لم يسق منكم هديا فليحلّ وليجعلها عمرة ( أي فليقصّر أي يأخذ من شعره وظفره فيحلّ له ما حرم عليه بالأحرام ) ومن ساق منكم هديا فليقم على إحرامه.
وقد كره البعض هذا واعتذروا بانه يعزّ عليهم ( أولا يلذّ لهم ) أن يخرجوا من الاحرام فيحلّ لهم ما يحرم على المحرم فيلبسوا الثياب ويقربوا النساء ويتدهنوا ورسول الله (صلى الله عليه واله) على إحرامه أشعث أغبر.
وربّما قالوا : لا يصحّ هذا، كيف تقطر رؤوسنا من الغسل ونحن زوّار بيت الله؟
فالتفت النبي (صلى الله عليه واله) الى عمر وكان ممن بقى على احرامه وقال له : ما لي أراك يا عمر محرما؟ أسقت هديا؟
قال عمر : لم أسق.
فقال النبي : فلم لا تحلّ وقد أمرت من لم يسق بالإحلال؟
قال عمر : والله يا رسول الله لا أحللت وأنت محرم.
فغضب النبي لموقف الناس المتلكئ هذا وقال : لو كنت استقبلت من أمري ما استدبرت لفعلت كما أمرتكم.
وهو (صلى الله عليه واله) يعني : أنني لو كنت أعلم بالمستقبل ولو عرفت بموقف الناس المتردّد وخلافهم هذا من قبل لما سقت الهدي، ولفعلت ما فعلتموه من عدم سوق الهدي، ولكن ما ذا عساي أن أفعل الآن وقد سقت الهدي، ولا يمكنني الإحلال من الإحرام، فيجب عليّ أن أبقى على إحرامي حتى يبلغ الهدي محلّه أي أنحر هديي بمنى كما أمر الله سبحانه، وأما أنتم فمن لم يسق الهدي منكم فانّ عليه أن يحلّ إحرامه، واحسبوها عمرة، ثم أحرموا للحج مرة اخرى.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|