أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-7-2017
841
التاريخ: 5-7-2017
1989
التاريخ: 4-7-2017
1000
التاريخ: 6-7-2017
929
|
وهو الذي فعل ببني الحسن ما فعل، أخذ مشايخ السادات منهم، وهم: عبد الله المحض بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، عليهم السلام، وكان شيخ الطالبيين في عصره وبينه وإخوته وبني إخوته سادات بني الحسن، عليهم السلام، فحبسهم عنده وماتوا في حبسه.
روي أنه خرج حاجبه فقال: من كان على الباب من بني الحسين فليدخل.
فدخل مشايخ بني الحسين، عليهم السلام، ثم خرج فقال: من كان بالباب من بني الحسن فليدخل. فدخل مشايخ بني الحسن، عليه السلام، فعدل بهم إلى مقصورة، ثم أدخل الحدادين من باب آخر فقيدهم وحملهم إلى العراق فحبسهم حتى ماتوا في حبسه بالكوفة، لا جزاه الله خيراً عن فعله.
ومن طريف ما وقع في ذلك أن رجلاً من بني الحسن، عليه السلام، جاء حتى وقف على المنصور، فقال: ما جاء بك؟ قال: جئت حتى تحبسني عند أهلي فإني لا أريد الدنيا بعدهم، فحبسه معهم. وكان ذلك الرجل علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب. وكان منهم محمد بن إبراهيم بن الحسن ابن الحسن بن علي بن أبي طالب، عليهم السلام، وكان من أحسن الناس صورة، وكان يسمى الديباج الأصفر لحسنه وجماله، فأحضره المنصور وقال له: أنت الديباج الأصفر؟ قال: كذا يقولون. قال: لأقتلنك قتلةً لم أقتلها أحداً، ثم أمر به فبنى عليه أسطوانة وهو حي فمات فيها.
ذكر السبب في فعل المنصور ما فعل ببني الحسن، عليهم السلام:
كان بنو هاشم الطالبيون والعباسيون قد اجتمعوا في ذيل دولة بني أمية وتذاكروا حالهم وما هم عليه من الاضطهاد وما قد آل إليه أمر بني أمية من الاضطراب، وميل الناس إليهم ومحبتهم لأن تكون لهم دعوة، واتفقوا على أن يدعوا الناس سراً، ثم قالوا لابد لنا من رئيس نبايعه، فاتفقوا على مبايعة النفس الزكية محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، عليهم السلام، وكان محمد من سادات بني هاشم ورجالهم فضلاً وشرفاً وعلماً، وكان هذا المجلس قد حضره أعيان بني هاشم علويهم وعباسيهم ، فحضره من أعيان الطالبيين: الصادق جعفر بن محمد، عليهما السلام، وعبد الله بن الحسن ابن الحسن بن علي بن أبي طالب وابناه محمد النفس الزكية وإبراهيم قتيل باخمري وجماعة من الطالبيين، ومن أعيان العباسيين: السفاح والمنصور وغيرهما من آل العباس. فاتفق الجميع على مبايعة النفس الزكية، إلا الإمام جعفر بن محمد الصادق، فإنه قال لأبيه عبد الله المحض: إن ابنك لا ينالها يعني الخلافة، ولن ينالها إلا صاحب القباء الأصفر، يعني المنصور، وكان على المنصور حينئذٍ قباء أصفر.
وأثبت أبوه هذا في نفوس طوائف من الناس. وكان يروى أن الرسول، صلوات الله عليه وسلامه، قال: لو بقي من الدنيا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه مهدينا أو قائمنا، اسمه كاسمي واسم أبيه كاسم أبي. فأما الإمامية فيروون هذا الحديث خالياً من: واسم أبيه كاسم أبي.
فكان عبد الله المحض يقول للناس عن ابنه محمد: هذا هو المهدي الذي بشر به، هذا محمد بن عبد الله. ثم ألقى الله محبته على الناس فمالوا إليه كافة، ثم عضد ذلك أن أشراف بني هاشم بايعوه ورشحوه للأمر فقدموه على نفوسهم، فزادت رغبته في طلب الأمر، وزادت رغبة الناس فيه، وما - زال متغرباً منذ أمضت الدولة إلى بني العباس خوفاً منهم على نفسه فلما علم بما جرى لوالده ولقومه ظهر بالمدينة وأظهر أمره وتبعه أعيان المدينة، ولم يتخلف عنه إلا نفر يسير، ثم غلب على المدينة وعزل عنها أميرها من قبل المنصور، ورتب عليها عاملاً وقاضياً وكسر أبواب السجون وأخرج من بها واستولى على المدينة.
ومنذ خرج محمد بن عبد الله وفعل ما فعل بالمدينة توجه رجل يقال له أوس العامري من المدينة إلى المنصور في تسعة أيام وقدم ليلاً، فوقف على أبواب المدينة فصاح حتى علموا به فأدخلوه. فقال الربيع الحاجب: ما حاجتك في هذه الساعة وأمير المؤمنين نائم؟ قال: لابد - لي منه، فدخل الربيع وأخبر المنصور خبره وأدخله إليه، فقال: يا أمير المؤمنين خرج محمد بن عبد الله بالمدينة وفعل وصنع. قال: أنت رأيته ؟ قال: نعم! وعاينته على منبر رسول الله، صلوات الله عليه وسلامه، وخاطبته. فأدخله المنصور بيتاً. ثم تواترت الأخبار عليه بذلك، فأخرجه وقال له: سوف أفعل معك وأصنع وأغنيك. في كم ليلة وصلت من المدينة؟ قال: في تسع ليال. فأعطاه تسعة آلاف درهم.
ثم قام المنصور وقعد وتراخت المدة حتى تكاتبا وتراسلا، فكتب كل واحد منهما إلى صاحبه كتاباً نادراً معدوداً من محاسن الكتب احتج فيه وذهب في الاحتجاج كل مذهب. وفي آخر الأمر ندب ابن أخيه عيسى بن موسى لقتاله، فتوجه إليه عيسى بن موسى في عسكر كثيف فالتقوا في موضع قريب من المدينة، فكانت الغلبة لعسكر المنصور، فقتل محمد بن عبد الله وحمل رأسه إلى المنصور وذلك في سنة خمس وأربعين ومائة.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|