أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-3-2022
1701
التاريخ: 10-12-2014
3437
التاريخ: 17-2-2019
2775
التاريخ:
3590
|
لقد تخلّف أبو ذر عن رسول الله (صلى الله عليه واله) إذ أبطأ به بعيره، فانتظره المسلمون ريثما يقوم بعيره، ولكن دون جدوى فترك أبو ذر البعير، وأخذ متاعه فحمله على ظهره ثم خرج يتبع أثر رسول الله (صلى الله عليه واله) ماشيا، ونزل رسول الله (صلى الله عليه واله) في بعض منازله ونزل المسلمون ليستريحوا فيه بعض الوقت، وفجأة لاح من بعيد رجل، فلما نظر إليه ناظر من المسلمين قال : يا رسول الله هو والله أبو ذر، فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : رحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده .
وقد كشف المستقبل عن صحة هذه النبوءة، فقد توفي أبو ذر في صحراء الربذة ، وعنده ابنته بعيدا عن الناس في حالة مأساوية.
لقد تحققت نبوءة رسول الله (صلى الله عليه واله) في معركة تبوك بعد ثلاثة وعشرين عاما، فقد نفي هذا الصحابي المجاهد الصادق إلى الشام ثم الى الربذة لا لشيء إلاّ لأنّه جهر بالحق، وطالب بالعدل، وفقد قواه وطاقاته البدنية شيئا فشيئا حتى غدى طريح الفراش، في تلك المنطقة الوعرة.
وفيما كان يمضي الدقائق الاخيرة من حياته الحافلة بالأحداث والتطورات، وامرأته جالسة عنده ترمق محيّاه المشرق المتعب وقد عرق جبينه، وهي تمسح بيدها العرق وتبكي قال لها : ما يبكيك؟
فقالت : أبكي أنه لا يد لي بتغييبك ( أي ليس لي من يعينني على دفنك، أوليس عندي ثوب يسعك كفنا )!
فارتسمت على شفتي أبي ذر ابتسامة مرّة وقال : لا تبكي عليّ، فاني سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) ذات يوم وأنا عنده في نفر يقول : ليموتنّ رجل منكم بفلاة من الأرض تشهده عصابة من المؤمنين ( ثم قال : ) فكلّ من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة وقرية، فلم يبق منهم غيري، وقد أصبحت بالفلاة أموت فراقبي الطريق، فانك سوف ترين ما أقول لك فاني والله ما كذبت ولا كذبت.
قال هذا وفاضت روحه المباركة.
ولقد صدق أبو ذر، فقد كانت ثمة قافلة من المسلمين تضم شخصيات كبرى مثل عبد الله بن مسعود و حجر بن عدي و مالك الاشتر تتقدم نحو تلك المنطقة.
رأى عبد الله من بعيد مشهدا عجيبا... مشهد جسد بلا روح على قارعة الطريق، وعند ذلك الجسد امرأة وصبيّ وهما يبكيان.
فعطف عبد الله زمام راحلته نحو ذينك الشخصين وتبعه من معه في القافلة أيضا، وما أن وقعت عينا عبد الله على ذلك الجسد حتى عرف صاحبه، فهذا هو رفيقه وأخوه في الاسلام أبو ذر!!
فاغرورقت عيناه بالدموع، ووقف عند جثمان أبي ذر، وتذكّر نبوءة رسول الاسلام (صلى الله عليه واله) في غزوة تبوك وقال : رحم الله أبا ذر يمشي وحده، ويموت وحده، ويبعث وحده.
ثم صلى ابن مسعود على أبي ذر، ثم واراه الثرى، وبعد أن فرغ من دفنه، وقف مالك الاشتر عند قبره وقال : اللهمّ إنّ هذا صاحب رسول الله (صلى الله عليه واله) عبدك في العابدين، وجاهد فيك المشركين، لم يغيّر ولم يبدّل لكنّه رأى غريبا منكرا فغيّره بلسانه وقلبه، حتى جفي ونفي وحرم واحتقر ثم مات وحيدا غريبا.
وقد اشار السبكي في ابيات له إلى هذا كما في السيرة الحلبية :
وعاش أبو ذر كما قلت وحده ... ومات وحيدا في بلاد بعيدة
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|