أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-5-2017
2895
التاريخ: 12-5-2016
3445
التاريخ: 2024-11-01
306
التاريخ: 17-5-2017
2795
|
بعد فتح مكة دبّت حركة خاصة في قبائل هوازن وثقيف، وجرت اتصالات مكثفة بينها، وكان حلقة الاتصال، والمدبر الحقيقي لهذه التحركات شاب عرف بالفروسية والشجاعة يدعى مالك بن عوف النصري.
وقد تقرّر بعد سلسلة من الاتصالات والمداولات بين زعماء هوازن وثقيف أن تبادر القبيلتان المذكورتان الى توجيه ضربة قوية الى جيش الاسلام عبر خدعة عسكرية، قبل أن يغزوها جنود الاسلام في عقر دورها.
فقد اختارت لقيادة هذه المهمة شابا متهورا في العقد الثالث من عمره هو مالك بن عوف النصري الذي أشرنا إليه عما قريب، واشترك في هذه الغزوة جميع قبائل هوازن وثقيف بصورة موحّدة.
فكان من تدبير هذا القائد أن اقترح على جيشه أن يجعلوا النساء والاطفال والاموال وراء ظهورهم وعند ما سألوه عن علة ذلك الاجراء قال : اردت من جعل كل رجل أهله وماله وولده ونساءه خلفه حتى يقاتل عنهم.
فقبل المشتركون في تلك العملية بأمر قائدهم هذا بالأجماع، وجعلوا أموالهم وأهليهم خلفهم.
وقد خالف شيخ مجرب حنّكته الحروب منهم يدعى دريد بن الصمة هذه الخطة عند ما سمع رغاء البعير، وثغاء الشاء، وخوار البقر، وبكاء الصغير، وجادل فيها مالكا، واعتبرها خطة فاشلة من الناحية العسكرية وقال للناس : يا قوم إن هذا فاضحكم في عورتكم، وممكّن منكم عدوّكم، وهل يرد المنهزم شيء؟
ولكن مالكا لم يعر كلام هذا الشيخ ونصيحته اهتماما وقال : ـ وهو يتهمه بالجهل بفنون القتال الحديثة ـ : أنك قد كبرت، وكبر علمك، وحدث بعدك من هو أبصر بالحرب منك.
ولقد اثبت المستقبل صحة ما قاله ذلك الشيخ المحنّك فان إشراك النساء والاطفال والانعام في الحرب، وإخراجهم إلى ساحة القتال أحدث لمقاتلي ثقيف وهوازن مشاكل كثيرة، فيما بعد.
ثم إنّ رسول الله (صلى الله عليه واله) لما سمع بتحركات هاتين القبيلتين بعث عبد الله بن حدرد الأسلمي ، وأمره أن يدخل في هوازن وثقيف فيقيم فيهم حتى يعرف بنواياهم وخططهم، ثم يأتيه بخبرهم، فانطلق الرجل إليهم ثم عاد الى رسول الله (صلى الله عليه واله) بأخبارهم.
وكان مالك بن عوف قائد هوازن وثقيف قد بعث بدوره ثلاثة جواسيس ليتجسسوا له على المسلمين، ويأتوه بأخبارهم، فعادوا بأجمعهم فزعين ممّا شاهدوه من قوة المسلمين وكثرتهم.
فقرر قائد العدوّ أن يجبر ضعف جنوده وقلتهم باستخدام الخدع العسكرية، والتوسل بأسلوب المباغتة ليفرق ـ بهجوم مفاجئ ـ صفوف المسلمين، ويهدم نظامهم وانسجامهم، ويصيبهم بالهرج والمرج، والفوضى والحيرة ليختلّ باختلال الجيش أمر القيادة، فلا تتمكن من ضبط الامور، وتحقيق انتصار على المسلمين.
ولتحقيق هذا الهدف هبط مالك بن عوف بجيشه في واد ينحدر الى منطقة حنين ، وأمر بأن يختفي الجنود والمقاتلون خلف الصخور والاحجار، وفي شغاف الجبال، وكل ما ارتفع من ذلك الوادي ونشز، حتى إذا انحدر جنود الاسلام في هذا الوادي في غفلة من هذا التدبير خرج رجال هوازن وثقيف من مكامنهم، وكمائنهم، ورموا المسلمين الغافلين عن خطة العدو، بالحجارة والنبل، ثم يخرج إليهم فريق في أسفل الوادي ويضربونهم بالسيوف!!
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|