أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-6-2017
2895
التاريخ: 15-6-2017
3128
التاريخ: 5-7-2017
3109
التاريخ: 15-6-2017
3011
|
لقد استسلمت مكة التي كانت مركزا رئيسيا للشرك والوثنية طوال أعوام عديدة ومديدة، أمام قوات التوحيد الظافرة، وسيطر جنود الاسلام على جميع نقاط تلك المدينة المقدسة.
ولقد استراح رسول الله (صلى الله عليه واله) في الخيمة التي ضربوها له في الحجون بعض الوقت.
ثم انه (صلى الله عليه واله) بعد أن اطمأنّ واغتسل ركب راحلته القصواء وتوجّه الى المسجد الحرام لزيارة بيت الله المعظم والطواف به، بينما كان يحمل معه السلاح، والمغفر على رأسه، وتحيط به هالة من العظمة والجلال، ويحدق به المهاجرون والانصار، وقد صفّ له الناس من المسلمين والمشركين، بعض يغمره الفرح والسرور، وآخرون يكادون ينفجرون من الغيظ.
ولما انتهى (صلى الله عليه واله) إلى الكعبة فرآها ومعه المسلمون تقدّم على راحلته، ولم يترجّل منها لأسباب خاصة فاستلم الركن بمحجنه بدل استلامه بيده، وكبّر فكبّر المسلمون لتكبيره، ورجّعوا التكبير حتى ارتجّت مكة لتكبيرهم ودوّى صوتهم في الجبال والوهاد، وسمعه المشركون الذين كانوا قد تفرّقوا فوق الجبال ينظرون إلى ذلك المشهد وقد بلغ من هياج المسلمين، وهم يطوفون بالبيت من شدة سرورهم جدا كاد أن يمنع رسول الله (صلى الله عليه واله) من الطواف بالبيت بفكر هادئ فاشار إليهم (صلى الله عليه واله) أن اسكتوا، فسكت الجميع بأمره، وساد الصمت كل أرجاء المسجد الحرام، فطاف رسول الله (صلى الله عليه واله) بالبيت على راحلته، وقد أخذ بزمامها محمّد بن مسلمة وفيما احتبست الاصوات في الصدور، واتجهت الأبصار إليه (صلى الله عليه واله) فوقعت عيناه الشريفتان ـ في الشوط الأول من طوافه ـ على الاصنام الكبرى هبل و اساف و نائلة منصوبة فوق الكعبة، فجعل رسول الله (صلى الله عليه واله) كلّما مرّ بصنم منها يشير بقضيب في يده ويقول : جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا فيقع الصنم لوجهه.
وأمر (صلى الله عليه واله) بهبل اكبر أصنام المشركين فحطم وكسر في مرأى من المشركين، ولقد كان هذا الصنم الكبير يهيمن على عقول الجاهليين في الجزيرة العربية، ويسيطر على أفكارهم أعواما عديدة.
ولما كسر المسلمون ذلك الصنم قال الزبير لأبي سفيان وكان ينظر إلى ذلك المشهد : يا أبا سفيان لقد كسر هبل، أما إنك قد كنت منه يوم احد في غرور، حين تزعم أنه قد أنعم.
فقال أبو سفيان : دع هذا عنك يا ابن العوام فقد أرى لو كان مع إله محمّد غيره لكان غير ما كان.
ولما انتهى رسول الله (صلى الله عليه واله) من طوافه بالبيت انصرف فجلس ناحية من المسجد، والناس حوله، ثم أرسل بلالا إلى عثمان بن طلحة يأتيه بمفتاح الكعبة، وكان عثمان يومذاك سادن الكعبة، وقد كانت السدانة تتوارث جيلا بعد جيل.
فجاء بلال إلى عثمان فقال : إن رسول الله (صلى الله عليه واله) يأمرك أن تأتي بمفتاح الكعبة، فاستجاب عثمان، إلاّ أنّ امّه منعته عن ذلك، وكان المفتاح يومئذ عندها وقالت له : اعيذك بالله أن تكون الذي تذهب مأثرة قومه على يديه.
فقال لها عثمان : فو الله لتدفعنّه إليّ، أو ليأتينّك غيري فيأخذ منك، فسلّمته إياه.
ففتح رسول الله (صلى الله عليه واله) به باب الكعبة ودخل البيت، ودخل من بعده (صلى الله عليه واله) اسامة بن زيد وبلال وعثمان وسادتها، ثم أمر النبيّ بأغلاق باب الكعبة، ووقف خالد بن الوليد على الباب يذبّ الناس عن الباب.
وكانت جدران الكعبة من الداخل مغطّاة بصور الأنبياء والملائكة وغيرهم، فأمر النبيّ (صلى الله عليه واله) بمحوها جميعا، وغسلها بماء زمزم.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|