أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-5-2017
5563
التاريخ: 5-11-2015
3431
التاريخ:
3563
التاريخ: 7-6-2017
3538
|
منذ أن هاجر رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى المدينة، وأصبحت المدينة مركز الإسلام وقاعدته، وموضع تمركز المسلمين وعاصمتهم، ظلّ رسول الله (صلى الله عليه واله) يراقب أوضاع أعداء الاسلام، ويرصد تحركاتهم، ومؤامراتهم، وكان يولي مسألة تحصيل المعلومات المفصّلة عن المتآمرين من المشركين وغيرهم اهتماما كبيرا، ويعمد دائما إلى اختيار أفضل العناصر لإرسالهم ـ بمختلف الحجج ـ إلى نواحي مكة، وبثّهم في القبائل المشركة المختلفة لتجسس أخبارهم، والتعرف على نواياهم، وتدابيرهم.
ولقد استطاع النبي (صلى الله عليه واله) بفضل الاطّلاع المبكّر والدقيق على المؤامرات التي كانت تحاك ضدّه أن يفشّل الكثير من خططهم.
فقد كان (صلى الله عليه واله) يباغت العدوّ، ويحاصره قبل أن يتحرك من مكانه، عن طريق المجموعات العسكرية التي كان يقودها بنفسه، أو التي كان يؤمّر عليها أحد أركان جيشه ويوجّهها صوب مكان تجمع العدو، فيفرّقون جمعهم، ويشتتون شملهم، ويقضون على المؤامرة في مهدها، وبهذا كان الكيان الاسلامي في أمن من خطر الأعداء، وكان هذا العمل وهذا التدبير يجنّب الطرفين المزيد من إراقة الدماء، وإزهاق الأرواح.
إنّ الاطّلاع المبكّر على أسرار العدوّ العسكرية، ومعرفة حجم طاقاته، ومبلغ استعدادته، واكتشاف خططه، وتكتيكاته يعدّ من العوامل الجوهرية، والمؤثرة في الظفر والانتصار.
فللدّول الكبرى اليوم أجهزة طويلة وعريضة، وتشكيلات واسعة، ومعقّدة لإعداد وتخريج الجواسيس البارعين، وإرسالهم إلى النقاط والمراكز المطلوب اكتشاف أسرارها، والتعرف على أوضاعها وخصوصياتها، وترصد هذه الدول ميزانيات ضخمة لهذا الغرض.
وكان رسول الله (صلى الله عليه واله) أوّل من ابتكر في تاريخ الاسلام هذا العمل في صورته المنظّمة، وتبعه في ذلك الخلفاء الذين جاءوا من بعده، وبخاصّة الامام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب الذي كان يستعين بجواسيس وعيون كثيرين في مجالات مختلفة، عسكرية، وإدارية.
فكان (عليه السلام) إذا نصب واليا على بلد، جعل عليه عينا يراقب أعماله وتصرّفاته، ويخبر الإمام بها أوّلا بأوّل، فكان الإمام يكتب إلى ذلك الوالي، ويوبّخه على تصرفاته وانحرافاته إن بلغه شيء من ذلك.
ولقد كلّف رسول الله (صلى الله عليه واله) في السنة الثانية ثمانية رجال من المهاجرين، بالتوجّه تحت إمرة عبد الله بن جحش إلى موضع معين، والنزول فيه، للتعرف على نشاطات قريش، ومؤامراتهم.
وقد كان عدم مفاجأة قريش للنبيّ (صلى الله عليه واله) في معركة احد وخروجه المبكّر من المدينة بقواه، وجنوده، والنزول في منطقة مناسبة عسكريا خارجها، وحفره المبكّر أيضا للخندق المعروف في شمال المدينة، والذي منع العدو ( جيش الأحزاب ) من اقتحام المدينة المنوّرة، كل ذلك كان نابعا من معرفة رسول الله (صلى الله عليه واله) المسبقة والدقيقة بأسرار العدوّ، ونواياه، هذا وقد بحثنا موضوع الاستخبارات والتجسس في النظام الاسلامي بصورة مسهبة في كتابنا : معالم الحكومة الاسلامية، فراجع.
وحجم قواته، وبالأرض، وذلك عن طريق عيونه وجواسيسه الاذكياء اللبقين، اليقظين الذين كانوا يرصدون ـ بدقة وباستمرار ـ أوضاع العدوّ، وتحركاته، وينقلون معلوماتهم إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) وبذلك كانوا يقومون بواجبهم الديني في مجال الحفاظ على عقيدة التوحيد، وصيانتها من خطر السقوط.
إنّ هذا التدبير الذكيّ، والطريقة الحكيمة التي ابتكرها وأخذ بها رسول الله (صلى الله عليه واله) تعتبر أكبر درس للمسلمين اليوم، ودائما.
ولهذا يتوجب على قادة المسلمين المخلصين أن يعرفوا بكل ما يحاك ـ في بلاد الاسلام او في غيرها من بلاد العالم ـ من مؤامرات ضدّ المسلمين، وما يدبّر من خطط لتقويض دعائم الاسلام، ويبادروا إلى إطفاء شرارات الفتن في مهدها، وقبل اشتعالها، وأن يسلكوا نفس المسلك الذي سلكه رسول الاسلام (صلى الله عليه واله) ليحصلوا على ذات النتيجة، ولا شك أنّ مثل هذا العمل لا يتيسّر من دون أجهزة مناسبة، ومن دون تشكيلات خاصّة.
ولقد استطاع رسول الله (صلى الله عليه واله) في غزوة ذات السلاسل الذي هو موضوع بحثنا الآن، أن يطفئ نار الفتنة عن طريق استخدام المعلومات الدقيقة التي حصل عليها عن العدوّ.
ولو أنّ رسول الله (صلى الله عليه واله) أغلق على نفسه هذا الباب لتحمّل خسائر لا تجبر، ولتعرّضت الكثير من جهوده المباركة في سبيل نشر الدعوة الاسلامية لخطر الفشل والاخفاق .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|