المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الحديث والرجال والتراجم
عدد المواضيع في هذا القسم 6197 موضوعاً

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

التناظر المجسامي للسكريات الأحادية Stereoisomerism of monosaccharides
2023-11-09
Naming the Alkenes : The Basic Rules
8-1-2020
النفقات العامة
27-10-2016
الكون لم يخلق عبث والانسان خليفة في الارض
9-11-2014
جينات الجوع Prestarvation Genes
17-9-2019
علي (عليه السلام) خير البرية
29-01-2015


أبو عبد الله الحسين بن علي العابد بن الحسن المثلث بن الحسن المثنى  
  
3549   01:04 مساءً   التاريخ: 13-6-2017
المؤلف : السيد محسن الأمين.
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة.
الجزء والصفحة : ج 6 - ص 97.
القسم : الحديث والرجال والتراجم / اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-7-2017 2458
التاريخ: 24-10-2017 1546
التاريخ: 17-9-2017 2005
التاريخ: 7-8-2017 1832

أبو عبد الله الحسين بن علي العابد بن الحسن المثلث بن الحسن المثنى بن الحسن السبط ابن علي بن أبي طالب ع الحسني المدني المعروف بالحسين صاحب فخ.
استشهد بفخ في ذي الحجة يوم التروية سنة 169 أو 170.
وفخ بفتح الفاء وتشديد الخاء المعجمة بئر بينه وبين مكة نحو فرسخ. وفي مروج الذهب فخ على ستة أميال من مكة أقول وهو ميقات الاحرام بالصبي للحج إذ يجوز تأخير الاحرام به إلى فخ.
أمه:
في مقاتل الطالبيين أمه زينب بنت عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب وأمها هند بنت أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة ابن الأسود وهي أخت محمد وإبراهيم وموسى لأبيهم وأمهم وكانت زينب ترقص الحسين وهو صغير وأخاه الحسن وتقول:
تعلم يا ابن زينب بن هند * كم لك بالبطحاء من معد من خال صدق ماجد وجد

وكان يقال لزينب وزوجها علي بن الحسن الزوج الصالح لعبادتهما ولما قتل أبو جعفر أباها وأخاها وعمومتها وبنيهم وزوجها كانت تلبس المسوح ولا تجعل بين جسدها وبينها شعارا حتى لحقت بالله عز وجل وكانت تندبهم وتبكي ولا تذكر أبا جعفر بسوء لئلا ينقص أجرها ولا تزيد أن تقول:
يا فاطر السماوات والأرض يا عالم الغيب والشهادة الحاكم بين عباده أحكم بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الحاكمين اه‍.

أقوال العلماء فيه:

قال الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع: الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب مدني اه‍، وفي التعليقة: آخر دعاة الزيدية قتل في زمن الهادي موسى بن المهدي العباسي وحمل رأسه إليه نقل البخاري النسابة عن الجواد ع أنه قال لم يكن لنا بعد الطف مصرع أعظم من فخ. وفي البلغة: ممدوح وفيه ذم أيضا اه‍.
ولعل المراد بالذم خروجه بالسيف ودعوته الامام إلى البيعة.

ويمكن دفعه بأنه خرج داعيا إلى الرضا من آل محمد آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر كما يرشد إليه ما رواه أبو الفرج في المقاتل أنه لما كانت بيعة الحسين بن علي صاحب فخ قال أبايعكم على كتاب الله وسنة رسوله وعلى أن يطاع الله ولا يعصى وأدعوكم إلى الرضا من آل محمد ص. وعن عدة من رجاله أنهم قالوا جاء الجند بأرؤس إلى موسى بن عيسى العباسي وفيها رأس الحسين بن علي وعنده جماعة من ولد الحسن والحسين ع فلم يسأل أحدا منهم الا موسى بن جعفر قال له هذا رأس الحسين؟ فقال نعم إنا لله وإنا إليه راجعون مضى والله مسلما صالحا صواما آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر ما كان في أهل بيته مثله فلم يجبه بشئ اه‍.

وكان هذا هو المراد بالمدح الذي ذكره ويؤيد ما ذكرناه ما جاء من المدح الكثير في حق زيد الشهيد مع خروجه بالسيف. أما دعوته الامام إلى البيعة فلم تكن بيعته على أنه امام وخليفة بل كانت إلى ما مر مما ذكره أبو الفرج فأراد ان يتقوى ببيعة الامام له على ذلك. فلما قال له الامام ما قال لم يلزمه وأجابه بكل أدب.

وروى الكليني في الكافي بسنده انه لما خرج الحسين بن علي المقتول بفخ واحتوى على المدينة دعا موسى بن جعفر إلى البيعة فاتاه فقال له يا ابن عم لا تكلفني ما كلف ابن عمك عمك أبا عبد الله فيخرج مني ما لا أريد كما خرج من أبي عبد الله ما لم يكن يريد، فقال له الحسين: انما عرضت عليك أمرا فان أردته دخلت فيه وان كرهته لم أحملك عليه والله المستعان، ثم ودعه، فقال له أبو الحسن موسى بن جعفر ع حين ودعه:
يا ابن عم انك مقتول فأجد الضراب فان القوم فساق يظهرون ايمانا ويسرون خلافه وانا لله وانا إليه راجعون واحتسبكم عند الله من عصبة، ثم خرج الحسين وكان من أمره ما كان قتلوا كلهم اه‍. وروى أبو الفرج في المقاتل بسنده ان الحسين قال لموسى بن جعفر في الخروج، فقال له انك مقتول فأجد الضرب فان القوم فساق يظهرون ايمانا ويضمرون نفاقا وشكا فانا لله وإنا إليه راجعون وعند الله جل وعز أحتسبكم من عصبه.

وبسنده انه رئي موسى بن جعفر بعد عتمة وقد جاء إلى الحسين صاحب فخ وقال أحب ان تجعلني في سعة من تخلفي عنك، فاطرق الحسين طويلا لا يجيبه، ثم رفع رأسه إليه فقال أنت في سعة وفي عمدة الطالب: من ولد العابد ابن الحسن المثلث الحسين بن علي وهو الشهيد صاحب فخ خرج ومعه جماعة من العلويين زمن الهادي موسى بن المهدي بن المنصور بمكة وجاء موسى بن عيسى بن علي ومحمد بن سليمان بن المنصور فقتلاهم بفخ يوم التروية سنة 169 وقيل سنة 170 وحملا رأسه إلى الهادي فأنكر الهادي فعلهما وامضاءهما حكم السيف فيهم ونقل أبو نصر البخاري عن محمد الجواد بن علي الرضا (1) أنه قال لم يكن لنا بعد الطف مصرع أعظم من فخ اه‍. وفي غاية الاختصار كان الحسين بن علي شهيد فخ جوادا عظيم القدر لحقته ذلة زمن الخليفة الهادي من أمير المدينة فخرج عليه. وقال ابن الأثير: كان الحسين شجاعا كريما اه‍.
ما جاء في كرم الحسين صاحب فخ قال ابن الأثير: قدم الحسين على المهدي فأعطاه أربعين ألف دينار ففرقها في الناس ببغداد والكوفة. وفي مقاتل الطالبيين بسنده عن الحسن بن هذيل ابتعت (2) من الحسين بن علي صاحب فخ حائطا بأربعين ألف دينار فنثرها على بابه فما دخل إلى أهله منها حبة كان يعطيني منها كفا كفا فاذهب به إلى فقراء أهل المدينة.

وبسنده عن الحسن بن هذيل: قال لي الحسين صاحب فخ اقترض لي أربعة آلاف درهم فذهبت إلى صديق لي فأعطاني ألفين وقال تعال غدا حتى أعطيك ألفين فخرجت فوضعتها تحت حصير كان يصلي عليه فلما كان من الغد أخذت الألفين الآخرين ثم جئت أطلب الذي وضعته تحت الحصير فلم أجده فقلت له يا ابن رسول الله ص ما فعلت بالألفين فقال لا تسأل عنها واعذر تبعني رجل من أهل المدينة فقلت أ لك حاجة فقال لا ولكني أحب أن أصل جناحك فأعطيته إياها اما انني أحسبني ما اجرت على تلك لأني لم أجد لها حبا وقال الله عز وجل لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون. وبسنده عن يحيى بن سليمان اشترى الحسين بن علي صاحب فخ ثوبين فكسى أحدهما خادمه أبا حمزة وارتدى هو بالآخر فاتاه سائل وهو ذاهب إلى المسجد فقال أعطه يا أبا حمزة ثوبك فقلت له أمشي بغير رداء فلم يزل بي حتى أعطيته ثم مشى السائل معه حتى أتى منزله فنزع رداءه وقال ائتزر برداء أبي حمزة وارتد بهذا فتبعته فاشتريت الثوبين منه بدينارين وأتيته بهما فقال بكم اشتريتهما قلت بدينارين فأرسل إلى السائل يدعوه فقلت له امرأتي طالق ان رددتهما عليه فحين حلفت تركه. وبسنده أتى رجل الحسين بن علي صاحب فخ فسأله فقال ما عندي شئ أعطيك ولكن أخي حسنا يجئ فيسلم علي فإذا جاء فقم خذ الحمار وما كان بأسرع من أن جاء الحسن مكفوفا فأشار الحسين إلى الرجل أن قم فخذ الحمار فجاء ليأخذه فمنعه الغلام فأشار إليه الحسين أن يدفعه إليه فدفعه فلما أراد الحسن الانصراف قال يا غلام قدم الحمار قال جعلت فداك أمرني أخوك أن أدفعه إلى رجل فدفعته إليه فقال لأخيه جعلت فداك أعرت أم وهبت بل ما أرى والله أن مثلك يعير يا غلام قدني.
وبسنده أنه ركب الحسين بن علي صاحب فخ دين كثير فقال لغرمائه الحقوني إلى باب المهدي وجاء فقال لآذنه: قل له هذا ابن عمك على الباب، وكان راكبا على جمل، فقال له: ويلك أدخله إلي على جمله فادخله حتى أناخه في وسط الدار فوثب المهدي فسلم عليه وعانقه وأجلسه إلى جنبه وجعل يسأله عن أهله، ثم قال يا ابن عم ما جاء بك؟ قال ما جئتك وورائي أحد يعطيني درهما، قال أ فلا كتبت إلينا قال أحببت ان أحدث بك عهدا فدعا المهدي بعشر بدر دنانير وعشر بدر دراهم وعشر تخوت ثياب فدفعها إليه وخرج فطرح ذلك في دار ببغداد وجعل يقول للواحد من غرمائه: كم لك علينا؟ فيقول: كذا وكذا فيعطيه إياه، ثم يقول: هذا صلة منا لك حتى لم يبق من ذلك المال الا شئ يسير ثم انحدر إلى الكوفة يريد المدينة فنزل قصر ابن هبيرة في خان فقيل لصاحب الخان هذا رجل من ولد رسول الله ص فاخذ له سمكا فشواه وجاء به ومعه رقاق وقال له لم أعرفك يا ابن رسول الله فقال لغلامه كم بقي معك من المال قال شئ يسير والطريق بعيد قال ادفعه إليه فدفعه. وبسنده جاء رجل إلى حسين بن علي صاحب فخ فسأله فلم يكن عنده شئ فبعث إلى أهل داره أن يغسلوا ثيابه فأخرجوها ليغسلوها فلما اجتمعت قال للرجل خذها.

وبسنده عن الحسن بن هذيل: كنت أصحب الحسين بن علي صاحب فخ فقدم إلى بغداد فباع ضيعة له بتسعة آلاف دينار فخرجنا فنزلنا سوق أسد فبسط لنا على باب الخان فجاء رجل معه سلة فقال له مر الغلام يأخذ مني هذه السلة فقال له وما أنت قال أصنع الطعام الطيب فإذا نزل هذه القرية رجل من أهل المروة أهديته له قال يا غلام خذ السلة منه وعد إلينا لتأخذ سلتك ثم اقبل رجل عليه ثياب رثة فقال أعطوني مما رزقكم الله فقال لي الحسين ادفع إليه السلة وقال له خذ ما فيها ورد الإناء وقال لي إذا رد السائل السلة فادفع إليه خمسين دينارا وإذا جاء صاحب السلة فادفع إليه مائة دينار فقلت له جعلت فداك بعت عينا لتقتضي دينا عليك فسالك سائل فأعطيته طعاما هو مقنع له فلم ترض حتى أمرت له بخمسين دينارا وجاءك رجل بطعام لعله يقدر فيه دينارا أو دينارين فأمرت له بمائة دينار فقال يا حسن ان لنا ربا يعرف الحساب إذا جاءك السائل فادفع إليه مائة دينار وإذا جاء صاحب السلة فادفع إليه مائتي دينار والذي نفسي بيده اني لأخاف ان لا يقبل مني لان الذهب والفضة والتراب عندي بمنزلة واحدة اه‍.

خبر مقتله والسبب:

فيه روى أبو الفرج في مقاتل الطالبيين بأسانيده عن رواة حديثه ويدخل في بعضه ما ذكره ابن الأثير، قالوا: كان سبب خروج الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب أن موسى الهادي ابن محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور ولى المدينة إسحاق بن عيسى بن علي بن عبد الله بن العباس فاستخلف عليها رجلا من ولد عمر بن الخطاب يعرف بعبد العزيز بن عبد الله ابن عمر بن الخطاب فحمل على الطالبيين وأساء إليهم وأفرط في التحامل عليهم وطالبهم بالعرض اثبات الوجود في كل يوم وكانوا يعرضون في المقصورة وأخذ كل واحد منهم بكفالة قريبه ونسيبه.
وأخذ الحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسن ومسلم بن جندب الهذلي الشاعر وعمر بن سلام مولى آل عمر بن الخطاب وهم مجتمعون، وأشاع أنه وجدهم على شراب، وابن الأثير قال على نبيذ فامر بضربهم فضرب الحسن ثمانين سوطا وابن جندب خمسة عشر سوطا وابن سلام سبعة أسواط وجعل في أعناقهم حبال وطيف بهم في المدينة مكشفي الظهور ليفضحهم. قال المؤلف: الظلم بالسوية عدل فان كان وجدهم على شراب كما أشاع فليجعل حد كل واحد ثمانين.
قال أبو الفرج فبعثت الهاشمية صاحبة الراية السوداء في أيام محمد بن عبد الله فقالت له: ولا كرامة لا تشهر أحد من بني هاشم وتشنع عليهم وأنت ظالم، فكف عن ذلك وخلى سبيلهم. وقولها وأنت ظالم دال على أن ذلك مجرد إشاعة لا حقيقة له. وقال ابن الأثير: فجاء الحسين بن علي إلى العمري وقال له: قد ضربتهم ولم يكن لك ان تضربهم لأن أهل العراق لا يرون بالنبيذ بأسا، فلم تطوف بهم؟ فامر فردوا وحبسهم، ثم أن الحسين بن علي بن عبد الله بن الحسن كفل الحسن بن محمد فأخرجه العمري من الحبس.

قال أبو الفرج: ووافى أوائل الحاج وقدم من الشيعة نحو من سبعين رجلا فنزلوا دار ابن أفلح بالبقيع ولقوا حسينا وغيره وبلغ ذلك العمري فأنكره وغلظ أمر العرض وولى على الطالبيين رجلا يعرف بأبي بكر بن عيسى الحائك مولى الأنصار فعرضهم يوم جمعة فلم يأذن لهم في الانصراف حتى بدأ أوائل الناس يجيئون إلى المسجد، ثم أذن لهم فكان قصارى أحدهم أن يغدو ويتوضأ للصلاة ويروح إلى المسجد، فلما صلوا حبسهم في المقصورة إلى العصر ثم عرضهم فدعا باسم حسن بن محمد فلم يحضر، فقال ليحيى وحسين بن علي لتأتياني به أو لأحبسنكما فان له ثلاثة أيام لم يحضر العرض، وقال ابن الأثير فغاب الحسن بن محمد عن العرض يومين، قال أبو الفرج: فراده بعض المرادة وأسمعه يحيى وخرج فمضى ابن الحائك فدخل على العمري فأخبره فدعا بهما فتهددهما وأغلظ لهما قال المؤلف هنا موضع قول أبي تمام:
فعلتم بأبناء النبي ورهطه * أفاعيل أدناها الخيانة والغدر

وقول الشريف الرضي:
ليس هذا لرسول الله يا * أمة الطغيان والبغي جزا وتسليط

الحائك عبد الأنصار على آل رسول الله ص يحبسهم ويتهددهم بغير ذنب أقل بقليل مما فعل معهم من الفظائع. قال أبو الفرج:
فتضاحك حسين في وجه العمري وقال أنت مغضب يا أبا حفص، فقال له العمري أتتهزؤني وتخاطبني بكنيتي، فقال لقد كان أبو بكر وعمر وهما خير منك يخاطبان بالكني فلا ينكران ذلك وأنت تكره الكنية وتريد المخاطبة بالولاية. فقال له: آخر قولك شر من أوله، فقال معاذ الله يأبى الله لي ذلك ومن انا منه فقال له: أفإنما أدخلتك إلي لتفاخرني وتؤدبني، فغضب يحيى فقال له فما تريد منا؟ قال أريد ان تأتياني بحسن بن محمد، فقالا لا نقدر عليه، هو في بعض ما يكون فيه الناس، فابعث إلى آل الخطاب فاجمعهم كما جمعتنا ثم أعرضهم رجلا رجلا فان لم تجد فيهم من قد غاب أكثر من غيبة حسن عنك قد أنصفتنا. فحلف على الحسين بطلاق امرأته وحرية مماليكه أنه لا يخلي عنه أو يجيئه به في باقي يومه وليلته وانه ان لم يجئ به ليركبن إلى سويقة وهي موضع قرب المدينة فيه مساكن ونخيل للحسنيين فيخربها أو يحرقها وليضربن الحسين ألف سوط، وحلف بهذه اليمين ان عينه ان وقعت على الحسن بن محمد ليقتله من ساعته.
قال المؤلف بمثل هذه السياسات الخرقاء كانت تدار بلاد الاسلام يولى على أشراف الناس من في قلبه الضغائن عليهم حتى يحرجهم ويضطرهم إلى فعل ما لا يمكن أن يفعلوه أو الخروج عليه فتراق الدماء وتنتهك حرمات الله وتنهب الأموال ويجري أفظع الظلم والفساد، كيف يمكن أن يجئ حسين ويحيى بابن عمهما إلى العمري فيقتله، أو لا يجيئان به فيخرب ملكهما الذي به معاشهما ويضرب الحسين ألف سوط، وهل بعد هذا مخرج الا الخروج عليه وما هو الذنب الذي استوجبوا به هذا؟ فوثب يحيى مغضبا فقال له أنا أعطي الله عهدا وكل مملوك لي حر ان ذقت الليلة نوما حتى آتيك بحسن بن محمد، أو لا أجده فاضرب عليك بابك حتى تعلم أني قد جئتك. وخرجا من عنده مغضبين وهو مغضب، فقال حسين ليحيى: بئس لعمر الله ما صنعت حين تحلف لتأتينه به وأين تجد حسنا؟
فقال لم أرد ان آتيه بحسن لا والله بل أردت أن دخل عيني نوم حتى أضرب عليه بابه ومعي السيف اقتله به ان قدرت عليه فقال حسين هذا ينقض علينا ما كان بيننا وبين أصحابنا من الميعاد وكانوا تواعدوا ان يظهروا بالموسم فقال يحيى قد كان ذلك وانما بيننا وبين ذلك عشرة أيام حتى نسير إلى مكة فوجه الحسين إلى حسن بن محمد فقال يا ابن عم قد بلغك ما كان بيني وبين هذا الفاسق فامض حيث أحببت فقال الحسن لا والله يا ابن عم بل أجئ معك الساعة حتى أضع يدي في يده فقال له الحسين ما كان الله ليطلع علي وأنا جاء إلى محمد ص وهو خصيمي وحجيجي في أمرك ولكني أفديك بنفسي لعل الله أن يقي نفسي من النار وعملا في الخروج من ليلتهم ووجه الحسين فجاءه يحيى وسليمان وإدريس بنو عبد الله بن حسن بن عبد الله بن حسن وعبد الله بن حسن الأفطس وإبراهيم بن إسماعيل طباطبا وعمر بن الحسن بن علي بن حسن بن حسن وعبد الله بن إسحاق بن إبراهيم بن حسن بن حسن بن علي وعبد الله بن جعفر بن محمد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب ووجهوا إلى فتيان من فتيانهم ومواليهم فاجتمعوا ستة وعشرين رجلا من ولد علي ع وعشرة من الحاج ونفر من الموالي وجاء يحيى فضرب على العمري باب داره فلم يجده وجاءوا فاقتحموا المسجد وقت الصبح ثم نادوا: أحد، أحد.

وصعد عبد الله بن حسن الأفطس المنارة التي عند رأس النبي ص عند موضع الجنائز فقال للمؤذن أذن بحي على خير العمل فلما نظر إلى السيف بيده أذن بها وسمعه العمري فأحس بالشر ودهش وصاح أعلقوا البغلة بالباب وأطعموني حبتي ماء فولده الآن بالمدينة يعرفون ببني حبتي ماء ثم مضى هاربا على وجه يسعى ويخرج منه الريح هذه رواية المقاتل وتدل رواية ابن الأثير الآتية ان العمري بقي إلى ما بعد ذلك فصلى بالناس الصبح فلما فرع من الصلاة صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال أيها الناس انا ابن رسول الله على منبر رسول الله وفي حرم مسجد رسول الله أدعوكم إلى سنة رسول الله ص وفي رواية أدعوكم إلى كتاب الله وسنة رسول الله استنقاذا مما تعملون أيها الناس أتطلبون آثار رسول الله في الحجر والعود تتمسحون بذلك وتضيعون بضعة منه فقام الناس فبايعوه. وروى أبو الفرج في المقاتل بسنده أنه لما كانت بيعة الحسين بن علي صاحب فخ قال أبايعكم على كتاب الله وسنة رسول الله ص وعلى ان يطاع الله ولا يعصي وأدعوكم إلى الرضا من آل محمد وعلى أن نعمل فيكم بكتاب الله وسنة نبيه ص والعدل في الرعية والقسم بالسوية وعلى ان تقيموا معنا وتجاهدوا عدونا فان نحن وفينا لكم وفيتم لنا وان نحن لم نف لكم فلا بيعة لنا عليكم.

قال أبو الفرج ودعا بالشهود العدول الذين كان العمري أشهدهم عليه بان يأتي بالحسن إليه وقال للشهود هذا الحسن قد جئت به فهاتوا العمري والا والله أخرجت من يميني ولم يتخلف عنه أحد من الطالبيين الا الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن فإنه استعفاه فلم يكرهه وموسى بن جعفر بن محمد ع.

قال وجاء حماد البريدي (3) وكان مسلحة للسلطان بالمدينة ومعه أصحابه في السلاح حتى وافوا باب المسجد الذي يقال له باب جبرئيل فقام إليه يحيى فضربه بالسيف على جبينه وعليه البيضة والمغفرة والقلنسوة فقطع ذلك كله وأطار مخ رأسه وحمل على أصحابه فانهزموا ويدل كلام ابن الأثير ان يحيى وإدريس معا قتلا البريدي فإنه قال: وجاء خالد البريدي في مائتين من الجند وجاء العمري ومعهم ناس كثير فدنا خالد منهم فقام إليه يحيى وإدريس ابنا عبد الله بن الحسن فضربه يحيى على أنفه فقطعه ودار إدريس من خلفه فضربه فصرعه ثم قتلاه فانهزم أصحابه ودخل العمري في المسودة فحمل عليهم أصحاب الحسين فهزموهم من المسجد وانتهبوا بيت المال وفيه بضعة عشر ألف دينار وقيل سبعون ألفا وتفرق الناس وأغلق أهل المدينة أبوابهم فلما كان الغد اجتمع عليهم شيعة بني العباس فقاتلوهم وفشت الجراحات في الفريقين واقتتلوا إلى الظهر وكان مبارك التركي قد حج في تلك السنة فبدأ بالمدينة فبلغه خبر حسين وقد اختلف قول المؤرخين في أمره فقيل أنه أتى شيعة بني العباس فقاتل معهم فاقتتلوا أشد قتال إلى منتصف النهار ثم تفرقوا ورجع أصحاب الحسين إلى المسجد وواعد مبارك الناس في الرواح إلى القتال فلما غفلوا عنه ركب رواحله وانطلق وراح الناس فلم يجدوه فقاتلوا شيئا من قتال إلى المغرب ثم تفرقوا وقيل إن مباركا لم يقاتل الحسين بل ارسل إلى الحسين من الليل اني والله ما أحب ان تبتلي بي ولا ابتلي بك والله لأن أسقط من السماء فتخطفني الطير أيسر علي أن تشوكك شوكة أو أقطع من رأسك شعرة فابعث الليلة إلي نفرا من أصحابك ولو عشرة يبيتون عسكري حتى انهزم واعتل بالبيات فوجه حسين عشرة من أصحابه فلما دنوا من عسكره صاحوا وكبروا في نواحي عسكره فطلب دليلا يأخذ به على غير الطريق فوجده فمضى به حتى انتهى إلى مكة فصار مع بني العباس واعتل عليهم بالبيات فغضب عليه الهادي وأخذ ماله وجعله سائس الدواب.
قال ابن الأثير وأقام الحسين وأصحابه أياما يتجهزون فكان مقامهم بالمدينة أحد عشر يوما ثم خرجوا إلى مكة لست بقين من ذي القعدة فعاد الناس إلى المسجد. ونقل ابن الأثير هنا ما لا يمكن وقوعه من أن أهل المدينة وجدوهم قد أحدثوا في المسجد فغسلوه فان الحسين مع ما عرف من دينه لم يكن يدعهم ان يفعلوا ذلك لو أرادوه ولكن أهل المدينة لم تكن سيرتهم مع أهل البيت ع بمستحبة.

قال ابن الأثير: وبلغ خبرهم إلى الهادي وكان جماعة من أهل بيته قد حجوا في تلك السنة منهم سليمان بن المنصور ومحمد بن سليمان بن علي والعباس بن محمد بن علي وموسى وإسماعيل ابنا عيسى بن موسى فولى الهادي محمد بن سليمان على الحرب وعسكروا بذي طوى قال المسعودي وكانوا أربعة آلاف فارس وروى بسنده ان موسى بن عيسى دعا جمالا فجاءه بمائة جمل ذكر فختم أعناقها وقال لا أفقد منها وبرة الا ضربت عنقك ثم تهيا للمسير إلى حسين فسار حتى أن بستان بني عامر فنزل وأرسل من ينظر له عسكر حسين فرجع الرسول له وقال ما رأيت خللا ولا فللا ولا رأيت الا مصليا أو مبتهلا أو ناظرا في مصحف أو معدا السلاح فقال هم والله أكرم خلق الله وأحق بما في أيدينا منا ولكن الملك عقيم ثم سار إليهم قال ولقيته الجيوش بفخ فامر موسى بن عيسى بالتعبئة فصار محمد بن سليمان في الميمنة وموسى في الميسرة وسليمان بن المنصور والعباس بن محمد في القلب فالتقوا في يوم التروية وقت صلاة الصبح وكان أول من بدأهم موسى فحملوا عليه فاستطرد لهم شيئا حتى انحدروا في الوادي وحمل عليهم ابن سليمان من خلفهم فقتل أكثر أصحاب الحسين وجعلت المسودة تصيح يا حسين: لك الأمان، فيقول الأمان أريد؟ ما أريد الأمان، ويحمل عليهم يحيى وكان حماد التركي ممن حضر وقعة فخ فقال أروني حسينا فاروه إياه فرماه بسهم فقتله فوهب له محمد بن سليمان مائة ألف درهم ومائة ثوب وقال ابن الأثير اقتتلوا يوم التروية فانهزم أصحاب الحسين وقتل منهم وجرح وانصرف محمد بن سليمان ومن معه إلى مكة ولا يعلمون ما حال الحسين فلحقهم خراساني يقول البشرى البشرى هذا رأس الحسين فأخرجه وبجبهته ضربة طولى وعلى قفاه أخرى وقال المسعودي: قتل الحسين وأكثر من كان معه وأقاموا ثلاثة أيام لم يواروا حتى أكلتهم السباع والطير قال أبو الفرج وأصاب الحسن بن محمد وهو الذي تأخر عن العرض كما مر نشابة في عينه فتركها فيها وجعل يقاتل أشد القتال فناداه محمد بن سليمان يا ابن خال اتق الله في نفسك لك الأمان فقال والله ما لكم أمان ولكن أقبل منكم ثم كسر سيفا هنديا كان في يده ودخل إليهم فصاح العباس بابنه عبد الله قتلك الله ان لم تقتله فقال له موسى بن عيسى أي والله عاجلوه فحمل عليه عبد الله فطعنه وضرب العباس وقيل موسى بن عيسى عنقه بيده صبرا ونشب الخصام بين العباس ابن محمد ومحمد بن سليمان وقال آمنت ابن خالي فقتلتموه فقالوا نحن نعطيك رجلا من العشيرة تقتله مكانه وانتهت مهزلة نكث الأمان بهذا الجواب الفارع وقال ابن الأثير: كانوا قد نادوا بالأمان فجاء الحسن ابن محمد بن عبد الله فوقف خلف محمد بن سليمان والعباس بن محمد فأخذه موسى بن عيسى وعبد الله بن العباس بن محمد فقتلاه فغضب محمد بن سليمان غضبا شديدا ولكن غضبه هذا الشديد لم يكن له اثر) وغضب الهادي على موسى بن عيسى في قتل الحسن بن محمد وقبض أمواله وكان يحيى الأقطع والد الفراء النحوي قد قطعت يده في الحرب مع الحسين صاحب فخ قال ابن الأثير واخذت رؤوس القتلى فكانت مائة رأس ونيفا وفيها رأس الحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي واختلط المنهزمون بالحاج وأفلت من المنهزمين إدريس بن عبد الله بن الحسن فاتى مصر وخرج منها إلى ارض المغرب فأسس هناك دولة الأدارسة اه‍.
وقال أبو الفرج وجاء الجند بالرؤوس إلى موسى والعباس وعندهما جماعة من ولد الحسن والحسين فلم يسأل موسى أحدا منهم الا موسى بن جعفر إلى آخر ما مر. قال المسعودي: وكان معه سليمان ابن عبد الله بن الحسن بن الحسن ابن علي فأسر في هذا اليوم وضربت رقبته بمكة صبرا وقتل معه عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم أبي الحسن ابن علي وأخذ لعبد الله بن الحسن بن علي وللحسين بن علي الأمان فحبسا عند جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك وقتلا بعد ذلك قال أبو الفرج: قالوا: ولما بلغ العمري وهو بالمدينة قتل حسين بن علي صاحب فخ عمد إلى داره ودور أهله فحرقها وقبض أموالهم ونحلهم فجعلها في الصوافي المقبوضة وهكذا يكون سوء الغلبة وحملت الرؤوس والأسرى إلى الهادي ببغداد قال ابن الأثير فلما وضع رأس الحسين بين يديه قال كأنكم جئتم برأس طاغوت من الطواغيت أن أقل ما أجزيكم أن أحرمكم جوائزكم فلم يعطهم شيئا وقال المسعودي: غضب الهادي على موسى بن عيسى لقتل الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن وترك المصير به إليه ليحكم فيه بما يرى وقبض أموال موسى وقال ابن الأثير غضب الهادي على موسى بن عيسى في قتل الحسين بن محمد وقبض أمواله قال المسعودي وأظهر الذين أتوا بالرأس الاستبشار فبكى الهادي وزجرهم وقال أتيتموني مستبشرين كأنكم أتيتموني برأس رجل من الترك أو الديلم أنه رجل من عترة رسول الله ص الا أن أقل جزائكم عندي أن لا أثيبكم شيئا قال ابن الأثير واتي الهادي بستة أسرى فقتل بعضهم واستبقى بعضهم وقال أبو الفرج حملت الاسرى إلى موسى الهادي وفيهم العذافر الصيرفي وعلي بن سابق القلانسي ورجل من ولد حاجب بن زرارة فامر بهم فضربت أعناقهم وبين يديه رجل آخر من الاسرى واقف فقال له من أنت قال أنا مولاك يا أمير المؤمنين فقال مولاي يخرج علي ومع موسى الهادي سكين فقال والله لأقطعنك بهذه السكين مفصلا مفصلا وغلبت عليه العلة فمكث ساعة طويلة ثم مات وسلم الرجل من القتل وروى بسنده أنه لما قتل أصحاب فخ جلس موسى بن عيسى بالمدينة وأمر الناس بالرفيعة على آل أبي طالب أي بذكر قصص تشينهم أو إقامة دعاوى عليهم كأنه لم يكف في عقابهم قتلهم وبقاؤهم ثلاثا بلا دفن حتى أكلتهم السباع والطير وقتل أسراهم وحرق دورهم وسلب عقارهم حتى يؤمر بالرفيعة عليهم فجعل الناس يرفعون عليهم حتى لم يبق أحد فقال أ بقي أحد قيل له بقي موسى بن عبد الله كأنه موسى الجون بن عبد الله المحض وأقبل موسى بن عبد الله على أثر ذلك وعليه مدرعة وازار غليظ وفي رجليه نعلان من جلود الإبل وهو أشعث أغبر حتى قعد مع الناس ولم يسلم عليه أي على موسى بن عيسى، والى جنبه أي إلى جنب موسى بن عيسى  اليسر بن عبد الله من ولد الحارث بن عبد المطلب فقال اليسر لموسى بن عيسى دعني أكسف إليه بآله وأعرفه نفسه قال أخافه عليك قال دعني فاذن له فقال له: يا موسى، قال أسمعت، فقل. قال: كيف رأيتم مصارع البغي الذي لا تدعونه لبني عمكم المنعمين عليكم؟ آ فقال موسى: أقول في ذلك:
بني عمنا ردوا فضول دمائنا * ينم ليلكم أولا لا يلمنا اللوائم

فانا وايلكم وما كان بيننا * كذي الدين يقضي دينه وهو راغم

فقال اليسر: والله ما يزيدكم البغي الا ذلة ولو كنتم مثل بني عمكم سلمتم يعني موسى بن جعفر لو كنتم مثله فقد عرف بني عمه وفضلهم عليه فهو لا يطلب ما ليس له فقال له موسى بن عبد الله:
فان الأولى تثني عليهم تعيبني * أولاك بنو عمي وعمهم

أبي فإنك ان تمدحهم بمديحه * تصدق وان تمدح أباك تكذب

وفي مقاتل الطالبيين بسنده عن جماعة من موالي محمد بن سليمان انه لما حضرته الوفاة جعلوا يلقنونه الشهادة وهو يقول:
الا ليت أمي لم تلدني ولم أكن * لقيت حسينا يوم فخ ولا حسن

مراثي شهداء فخ قال المسعود وفي الحسين بن علي صاحب فخ يقول بعض شعراء ذلك العصر من أبيات وفي مقاتل الطالبيين مسندا انها لعيسى بن عبد الله:
فلأبكين على الحسين * بعولة وعلى الحسن

وعلى ابن عاتكة الذي * أثووه ليس له بذي كفن

تركوا بفخ غدوة * في غير منزلة الوطن

كانوا كراما قتلوا هيجوا * لا طائشين ولا جبن

غسلوا المذلة عنهم * غسل الثياب من الدرن

هدي العباد بجدهم * فلهم على الناس المنن

وفيهم يقول دعبل بن علي الخزاعي:
قبور بكوفان وأخرى بطيبة * وأخرى بفخ نالها صلواتي

وفي مقاتل الطالبين: أنشدني أحمد بن عبد الله بن عمار: أنشدني عمر بن شبة: أنشدني سليمان بن داود بن علي العباسي لابنه لأبيه ظ يرثي من قتل بفخ وأنشدنيها أحمد بن سعد: أنشدنا يحيى بن الحسن:
أنشدني موسى بن داود السلمي لأبيه يرثيهم فلا أدري الوهم ممن هو:
يا عين بكي بدمع منك منهتن * فقد رأيت الذي لاقى بنو حسن

صرعي بفخ تجر الريح فوقهم * أذيالها وغوادي دلج المزن

حتى عفت أعظم لو كان شاهدها * محمد ذب عنها ثم لم تهن

ما ذا يقولون والماضون قبلهم * على العداوة والبغضاء والإحن

ما ذا يقولون إذ قال النبي لهم * ما ذا صنعتم بنا في سالف الزمن

لا الناس من مضر حاموا ولا غضبوا * ولا ربيعة والاحياء من يمن

يا ويحهم كيف لم يرعوا لهم حرما * وقد رعى الفيل حق البيت ذي الركن

الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب المدني ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع بعد ما ذكر الذي قبله وظاهره أنهما اثنان وان الأول ابن عم هذا ولكن ينافي ذلك قول صاحب عمدة الطالب ان الحسن المثنى أعقب من خمسة رجال عبد الله وإبراهيم والحسن المثلث وداود وجعفر وعلى كونهما اثنين يكون قد أعقب من ستة والسادس علي فإذا هما واحد وأسقط اسم الحسن المثلث من ترجمة المذكور ثانيا ويؤيده وجوده في بعض النسخ دون بعض والتكرير في رجال الشيخ غير عزيز ويمكن كونه هنا من النساخ والله أعلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) تعبير صاحب العمدة عن الإمام الجواد وأبيه الإمام الرضا بهذه العبارة المجردة بما يشعر بما يقال من أنه كان زيديا مع امارات أخر والله أعلم بحاله.
(2) الذي في النسخة المطبوعة بعت الحسن ولكن السياق يقتضي أن يكون الصواب ابتعت من الحسن. المؤلف

(3) سماه ابن الأثير فيما يأتي خالد البريدي ولا شك انه صحف أحدهما بالآخر.




علم من علوم الحديث يختص بنص الحديث أو الرواية ، ويقابله علم الرجال و يبحث فيه عن سند الحديث ومتنه ، وكيفية تحمله ، وآداب نقله ومن البحوث الأساسية التي يعالجها علم الدراية : مسائل الجرح والتعديل ، والقدح والمدح ؛ إذ يتناول هذا الباب تعريف ألفاظ التعديل وألفاظ القدح ، ويطرح بحوثاً فنيّة مهمّة في بيان تعارض الجارح والمعدِّل ، ومن المباحث الأُخرى التي يهتمّ بها هذا العلم : البحث حول أنحاء تحمّل الحديث وبيان طرقه السبعة التي هي : السماع ، والقراءة ، والإجازة ، والمناولة ، والكتابة ، والإعلام ، والوجادة . كما يبحث علم الدراية أيضاً في آداب كتابة الحديث وآداب نقله .، هذه عمدة المباحث التي تطرح غالباً في كتب الدراية ، لكن لا يخفى أنّ كلاّ من هذه الكتب يتضمّن - بحسب إيجازه وتفصيله - تنبيهات وفوائد أُخرى ؛ كالبحث حول الجوامع الحديثية عند المسلمين ، وما شابه ذلك، ونظراً إلى أهمّية علم الدراية ودوره في تمحيص الحديث والتمييز بين مقبوله ومردوده ، وتوقّف علم الفقه والاجتهاد عليه ، اضطلع الكثير من علماء الشيعة بمهمّة تدوين كتب ورسائل عديدة حول هذا العلم ، وخلّفوا وراءهم نتاجات قيّمة في هذا المضمار .





مصطلح حديثي يطلق على احد أقسام الحديث (الذي يرويه جماعة كثيرة يستحيل عادة اتفاقهم على الكذب) ، ينقسم الخبر المتواتر إلى قسمين : لفظي ومعنوي:
1 - المتواتر اللفظي : هو الذي يرويه جميع الرواة ، وفي كل طبقاتهم بنفس صيغته اللفظية الصادرة من قائله ، ومثاله : الحديث الشريف عن النبي ( ص ) : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) .
قال الشهيد الثاني في ( الدراية 15 ) : ( نعم ، حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) يمكن ادعاء تواتره ، فقد نقله الجم الغفير ، قيل : أربعون ، وقيل : نيف وستون صحابيا ، ولم يزل العدد في ازدياد ) .



الاختلاط في اللغة : ضمّ الشيء إلى الشيء ، وقد يمكن التمييز بعد ذلك كما في الحيوانات أو لا يمكن كما في بعض المائعات فيكون مزجا ، وخالط القوم مخالطة : أي داخلهم و يراد به كمصطلح حديثي : التساهل في رواية الحديث ، فلا يحفظ الراوي الحديث مضبوطا ، ولا ينقله مثلما سمعه ، كما أنه ( لا يبالي عمن يروي ، وممن يأخذ ، ويجمع بين الغث والسمين والعاطل والثمين ويعتبر هذا الاصطلاح من الفاظ التضعيف والتجريح فاذا ورد كلام من اهل الرجال بحق شخص واطلقوا عليه مختلط او يختلط اثناء تقييمه فانه يراد به ضعف الراوي وجرحه وعدم الاعتماد على ما ينقله من روايات اذ وقع في اسناد الروايات، قال المازندراني: (وأما قولهم : مختلط ، ومخلط ، فقال بعض أجلاء العصر : إنّه أيضا ظاهر في القدح لظهوره في فساد العقيدة ، وفيه نظر بل الظاهر أنّ المراد بأمثال هذين اللفظين من لا يبالي عمّن يروي وممن يأخذ ، يجمع بين الغثّ والسمين ، والعاطل والثمين)