أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-6-2017
2892
التاريخ: 5-11-2015
3910
التاريخ: 2-4-2022
1518
التاريخ: 4-4-2022
1663
|
لقد كان كل عاقل لبيب يحسن تقدير الامور يسمع نشيد الحريّة من ثنايا هذا الصلح التاريخيّ، ومع أن كل بنود هذه المعاهدة جديرة بالاهتمام والاكبار، إلاّ أن النقطة التي تستحق الاهتمام والتقدير أكثر من سواها هي المادّة الثانية في هذا الصلح، وهي المادّة التي أزعجت بعض الصحابة يوم انعقاد تلك المعاهدة.
فقد انزعج صحابة النبي (صلى الله عليه واله) من هذا التمييز الصارخ، وقالوا حول قرار القيادة الحكمية المتمثلة في قائد محنّك كرسول الله (صلى الله عليه واله) ما كان ينبغي أن لا يقولوه، في حين تعتبر هذه المادة من أعظم بنود الوثيقة إذ تعكس نظرة رسول الاسلام، وتفكيره حول كيفيّة تبليغ الاسلام، وإشاعته ونشره، فانه يظهر منها ـ وبجلاء ـ مدى احترام رسول الاسلام لمبدإ الحرية.
ولقد قال رسول الله (صلى الله عليه واله) في معرض الاجابة على من اعترض من صحابته على البند القاضي بتسليم كل مسلم فرّ من قريش إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) والمسلمين إلى قريش، دون العكس قائلا : من جاءهم منّا فأبعده الله ومن جاءنا منهم رددناه إليهم فلو علم الله الاسلام من قلبه جعل له مخرجا.
وأراد رسول الله (صلى الله عليه واله) أن الذي يهرب من جماعة المسلمين ويلجأ إلى المشركين فلا قيمة لإيمانه وإسلامه، إذ أن ذلك يدل على أنه لم يؤمن بهذه الدين حق الإيمان فلا داعي لأن يعاد إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) إذ
لا اكراه في الدين وأما من هرب من المشركين الى المسلمين فلو علم الله منه الصدق لنجاه حتما.
ولقد كانت نظرية النبي (صلى الله عليه واله) ورأيه متطابقا كل التطابق مع موازين العقل والمنطق السليم، وقد تجلت صوابيته وحقانيته مع مضيّ الزمن في ما بعد، لأنه لم يمض زمن طويل إلاّ وقريش ـ وبعد سلسلة من الحوادث المؤسفة ـ طلبت بنفسها إلغاء هذه المادّة كما سيأتي بيانه في ما بعد.
إن هذه المادة تعد ردا قاطعا على تقوّلات وتخرّصات المستشرقين المغرضين الذين يصرّون على القول بانّ الاسلام انتشر بالسيف.
إنهم حيث لا يتحملون رؤية هذا الامتياز العظيم الذي كسبه الاسلام الحنيف، حيث انتشر في مدة قصيرة جدا في شتى نقاط العالم وبقاعه، حتى كاد أن يعمّ المعمورة كلّها، ولهذا اضطروا إلى إعزاء انتشار الاسلام الى عامل استخدام القوة، وقالوا : ان الاسلام انتشر بالقوة، ليشوهوا بذلك ملامح الاسلام، ويخفوا الحقيقة خلف غطاء من الاراجيف، في حين أن هذا الميثاق الذي عقد في الجزيرة العربية أمام اعين المئات من المسلمين وغير المسلمين يعكس بجلاء روح الاسلام وحقيقة تعاليمه السامية، ومع هذا يكون من مجانبة الواقع القول بأن الاسلام انتشر بقوة السيف. لا بالدعوة الحرة، والتبليغ والارشاد.
هذا ولقد تحالفت قبيلة خزاعة ـ مع المسلمين في ضوء المادة الثالثة من الميثاق، بينما تحالفت قبيلة بني كنانة ـ وكانوا أعداء تقليديّين لخزاعة مع قريش.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|