المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

Aromatic Compounds with more than one ring
25-8-2019
dispersion (n.)
2023-08-15
القرآن غض
30-7-2016
geopolitics
19-6-2017
Substituent Effects on the Acidity of Carboxylic Acids
12-7-2018
الصحافة الحزبية في العراق
22-10-2015


تفاصيل غزوة ذات السلاسل  
  
2891   07:15 صباحاً   التاريخ: 21-6-2017
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيد المرسلين
الجزء والصفحة : ج‏2،ص454-457.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-6-2017 3113
التاريخ: 7-6-2017 2961
التاريخ: 1-6-2017 2900
التاريخ: 5-11-2015 3909

لقد أبلغ العيون وعناصر المخابرات الاسلامية رسول الله (صلى الله عليه واله) بأن آلافا من الناس قد تحالفوا وتعاقدوا في ما بينهم في منطقة تدعى بـ : وادي اليابس على التوجّه إلى المدينة المنوّرة للقضاء على الاسلام بكل ما لديهم من قوة، فإمّا أن يقتلوا في هذا السبيل، أو يقتلوا محمّدا أو فارسه البطل الفاتح علي بن أبي طالب !!

ويقول علي بن إبراهيم في تفسيره : نزل جبرئيل على محمّد (صلى الله عليه واله) وأخبره بقصتهم، وما تعاقدوا عليه وتواثقوا.

غير أنّ شيخ الشيعة ومحققهم الكبير المرحوم الشيخ المفيد  ( المتوفى عام 413 ه‍ ) يقول : بأنّ أعرابيا جاء إلى النبيّ (صلى الله عليه واله)، وأخبره باجتماع قوم من العرب بوادي الرمل  للتآمر عليه، وعلى الاسلام، ( واضاف ) بأنهم يعملون على أن يبيّتوه بالمدينة.

فرأى رسول الله (صلى الله عليه واله) أن يطلع المسلمين على هذا الأمر، فأمر مؤذنه بان ينادي : الصلاة جامعة وهي جملة كان يراد منها اجتماع الناس للصلاة واستماع أمر مهمّ وذي بال.

فعلا مؤذن النبي (صلى الله عليه واله) مكانا مرتفعا ونادى : الصلاة جامعة، فسارع المسلمون إلى الاجتماع في مسجد النبي (صلى الله عليه واله) ثم رقى النبيّ (صلى الله عليه واله) المنبر وقال في ما قال :

أيّها الناس، إنّ هذا عدوّ الله وعدوّكم قد عمل على أن يبيّتكم فمن لهم؟.

فانتدب جماعة أنفسهم لهذا الأمر، وأمّر عليهم النبيّ (صلى الله عليه واله) أبا بكر، فتوجه أبو بكر بتلك المجموعة إلى قبيلة بني سليم ، ولما سار بهم مسافة واجه أرضا خشنة وكانت قبيلة بني سليم  تسكن في شعب واسع، فلمّا أراد المقاتلون المسلمون ان ينحدروا إلى الشعب عارضهم بنو سليم وقاوموهم، فلم ير قائد المجموعة بدّا من الانسحاب بمجموعته والرجوع بهم من حيث أتى!!

يقول علي بن إبراهيم في تفسيره : قالوا ( أي بني سليم لابي بكر ) : ما أقدمك علينا؟

قال : أمرني رسول الله (صلى الله عليه واله) أن أعرض عليكم الاسلام فان تدخلوا فيما دخل فيه المسلمون لكم ما لهم، وعليكم ما عليهم، وإلاّ فالحرب بيننا وبينكم.

فهدّده زعماء تلك القبيلة ـ وهم يباهون بكثرة رجالهم ومقاتليهم ـ بقتله وقتل من معه، فارعب لتهديدهم وعاد بجماعته إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) رغم أن أفراده كانوا يصرّون على مقاتلة بني سليم تنفيذا لأوامر النبي (صلى الله عليه واله)!!

ولقد أزعجت عودة الجيش الاسلامي بهذه الصورة المهينة رسول الله (صلى الله عليه واله)، فأمر عمر بن الخطاب أن يتولى قيادة تلك المجموعة ويتوجه بها إلى وادي اليابس ، ففعل عمر ذلك.

ولكن العدوّ كان قد ازداد ـ هذا المرة ـ يقظة وتحسبا فكمن عناصره عند فم الوادي، واختبئوا وراء الاحجار والاشجار بحيث يرون المسلمين، ولا يراهم من المسلمين أحد.

ولهذا خرجوا على المسلمين بغتة عند ما حلّ الجيش الاسلامي بذلك الوادي، وقابلوهم ببسالة وشجاعة، فأمر قائد المجموعة الاسلامية أفراده بالانسحاب، وعاد بهم إلى المدينة مهزوما مذعورا كسابقه، فلقي من رسول الله (صلى الله عليه واله) ما لقيه صاحبه من قبل من الاستياء، والكراهية.

وهنا قال عمرو بن العاص وكان من دهاة العرب وساسته الماكرين، وقد كان يومئذ قريب عهد بالاسلام : ابعثني يا رسول الله إليهم، فإن الحرب خدعة، فلعلّي أخدعهم!

فانفذه رسول الله (صلى الله عليه واله) مع جماعة ووصّاه فلما صار إلى الوادي خرج إليه بنو سليم فهزموه، وقتلوا من أصحابه جماعة!




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.