أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-6-2017
3144
التاريخ: 23-5-2017
3352
التاريخ: 5-11-2015
3798
التاريخ: 21-6-2017
3111
|
لم يكن دافع جيش العرب ومن عاونهم ومالأهم من اليهود الى محاربة الاسلام واحدا، فاليهود كانوا يخشون من اتساع رقعة الحكومة الاسلامية الفتيّة، المتزائد، واما دافع قريش فكان هو العداء القديم للاسلام والمسلمين. وأما قبائل غطفان و فزارة وغيرها من القبائل فلم يحرّكها إلاّ الطمع في محاصيل خيبر التي وعدهم بها اليهود.
فعلى هذا الاساس لم يكن محرّك الأحزاب المشاركة في جيش الشرك أمرا واحدا، فقد كان محرّك الطوائف الأخيرة أمرا ماديا، ولو أنّ هذا الهدف تحقّق عن طريق المسلمين لعادت هذه القبائل إلى أوطانها مسرورة راضية، وخاصّة أن البرد، وقلّة الطعام، والعلف، وطول مدّة المحاصرة قد أوجدت في
نفوسهم كللا ومللا، من جهة، وعرّضت أنعامهم لخطر الهلاك والفناء من ناحية اخرى.
من هنا كلّف رسول الله (صلى الله عليه واله) جماعة بأن يتصلوا بهذه القبائل ( الأخيرة ) ويذكروا لهم بأنّ المسلمين مستعدّون لإعطائهم ثلث تمر المدينة إن هم تركوا قريشا وعادوا إلى ديارهم، فأعدّوا عهدا وجاءوا به إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) ليمضيه، ولكنه شاور فيه سعد بن معاذ، وسعد بن عبادة قبل أن يمضيه، فقالا : يا رسول الله إن كان أمرا من السماء فامض له، وان كان أمرا لم تؤمر فيه فان الرأي عندنا هو السيف، فإنهم ما طمعوا بهذا منّا قطّ في الجاهلية أن يأخذوا تمرة، الا بشرى أو قرى، فحين أتانا الله تعالى بك، وأكرمنا بك، وهدانا بك نعطي الدنيّة؟ لا نعطيهم أبدا إلاّ السيف؟
فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) مبيّنا علة إقدامه على مثل هذا الصلح : إني رأيت العرب رمتكم عن قوس واحدة، فقلت ارضيهم ولا أقاتلهم، الآن قد عرفت ما عندكم فكونوا على ما أنتم عليه، فان الله تعالى لن يخذل نبيّه، ولن يسلمه حتى ينجز له ما وعده .
فمحى سعد بن معاذ ما في الصحيفة باذن رسول الله (صلى الله عليه واله) وقال : ليجهدوا علينا.
وبهذا كشف رسول الله (صلى الله عليه واله) عن صفحة اخرى من سياسته الحكيمة، فقد كان إقدامه على ثني القبائل المتحالفة مع قريش في جيش الاحزاب بإعطاء بعض التنازلات المادية ( لا المعنوية ) وتحييدها خطوة سياسية وعسكرية صحيحة، ورائعة، وكان مشورته مع أصحابه من الانصار ( خاصة ) عملا حكيما أيضا لانه استشار بذلك هممهم، وشدّ من عزائمهم، فوعدوا بالصمود والمقاومة في ذلك الظرف العصيب وعدم تقديم اية تنازلات ولهذا انصرف رسول الله (صلى الله عليه واله) عن ما اراد أولا، فكان مجموع هذه الخطوات عملا حكيما جدا، يكشف عن حنكة سياسية عظيمة، ودراية عسكرية عميقة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|