أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-12-2014
3546
التاريخ: 11-12-2014
3867
التاريخ: 15-6-2017
3198
التاريخ: 17-2-2019
7869
|
لقد أشار القرآن الكريم إلى أبرز النقاط في معركة الأحزاب ( الخندق ) ضمن سبع عشرة آية وها نحن ندرجها برمتها ونشير باختصار إلى ما تضمنته من حقائق :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا * إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا * وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا * وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا * وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا * وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا * قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا * قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا * قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا * أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا * يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا * لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا * وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا * مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا * لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا * وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا } [الأحزاب: 9 - 25]
ويمكن تقسيم هذه الآيات الى ثلاثة أقسام :
القسم الاول وهي الآيات التي ترسم الوضع العام للمسلمين عند ما أتتهم عساكر الاحزاب.
القسم الثاني وهي الآيات التي تتعرض لذكر موقف المنافقين وضعاف الايمان.
القسم الثالث وهي الآيات التي تتعرض لذكر موقف المؤمنين الصادقين.
وإليك بيانا لمفاد هذه الآيات على وجه الاختصار.
1 ـ تبدأ هذه المجموعة من الآيات بتذكير المؤمنين ـ في الآية الاولى ـ بنعمة الله عليهم أن ردّ عنهم الجيش الذي قصد استئصالهم لو لا عناية الله ومدده العظيم، وفي هذا إشعار قوي بأن الله هو الذي يحمي القائمين على دعوته ومنهجه من عدوان الكافرين والمتآمرين.
2 ـ ثم تشرح الآية الثانية الحالة العسكرية الخطيرة التي كان يواجهها المسلمون، فهم محاصرون من قبل الاعداء والمتواطئين معهم من كل جهة محاصرة ألقت الرعب في قلوب الكثيرين من أهل المدينة فزاغت الابصار هولا، وبلغ القلوب الحناجر خوفا، وظنّ البعض أن ما أعطاهم الله ورسوله من الوعد بالتأييد والنصرة لم يكن صحيحا.
3 ـ ثم تحدثت الآية الثالثة عن الابتلاء والاختبار الذي أفرزه هذا الوضع الخطير، فقد ابتلى المسلمون في هذه الواقعة، وتملكهم خوف شديد.
4 ـ ولكن المنافقين، والذين في قلوبهم مرض كانوا أشد هولا وخوفا حتى أن ذلك الكرب والهول أخرج خبيئة نفوسهم، فشككوا في وعود الله الصادقة، وقالوا : ما وعدنا الله إلاّ غرورا، فهو خدعنا إذ وعدنا بالغلبة على أعدائنا.
5 ـ ولم يكتف المنافقون باشاعة هذه التشكيكات بين المسلمين بل دعوا أهل المدينة إلى الانسحاب من الميدان إلى داخل المدينة، وبالتالي حرّضوهم على ترك الصفوف. واحتجوا لذلك بالخوف على النساء والصبيان من كيد الاعداء قائلين : بيوتنا عورة وهم لا يريدون إلاّ الفرار جبنا وخوفا.
6 ـ ثم تكشف الآية السادسة والسابعة عن حقيقة ما في نفوس اولئك المنافقين، فهم لا يريدون الانسحاب إلى داخل المدينة للمحافظة على الذراري والصبيان، انما هو نقض العهد، وخلف الوعد وفقدان الايمان القلبي فهم اذا دخل عليهم العدوّ المدينة وطلبوا منهم الرجوع عن الاسلام لرجعوا إلى الكفر دون تأخير. ولكن الله سيسألهم عن العهد الذي أعطوه من قبل بأن يثبتوا امام العدو، وكان عهد الله مسئولا.
7 ـ ثم إن الله تعالى يوبخهم ـ في الآية في الآيات اللاحقة ـ على موقفهم المتخاذل هذا، ويقول لهم : بأن الفرار والانسحاب لن ينجيهم من الموت ان كان مقدّرا عليهم، وحتى لو عاشوا أياما فلن يعيشوها في خير وأمان.
كما ويقول لهم : بأن الله لا يخفى عليه ما يقومون به من تخذيل وعرقلة لمسيرة الاسلام الصاعدة، ولا تخفى عليه سبحانه مواقفهم في أوقات المحنة، من كف الايدى عن مساعدة المؤمنين، أو سلقهم بألسنتهم وتحميلهم عوامل المحنة والشدة، حتى بعد الانتصار.
وهنا يبدو ويبرز دور المنافقين، وتظهر حالاتهم العجيبة في الحرب والسلم.
فهم يخافون خوفا شديدا، وهم يظنون بالله ظن السوء وهم يشيعون الخوف وروح الهزيمة في الناس وهم ينسحبون ويدعون إلى الانسحاب من الصفوف وهم مستعدون في كل وقت للارتداد والرجوع عن الاسلام الى الكفر، وهم بالتالي اشحة بخلاء، في نفوسهم كزازة على المسلمين كزازة بالجهد وكزازة بالمال وكزازة بالعواطف والمشاعر على السواء.
8 ـ إنهم لكونهم لم تخالط قلوبهم بشاشة الايمان ولم يهتدوا بنوره يفقدون الشجاعة والقوة حتى بعد ذهاب عوامل الخوف والهول.
فهم ما يزالون يرتعشون، ويتخاذلون، ويأبون أن يصدقوا أن الاحزاب قد ذهبت وولّت مهزومة. ويودون لو أن الاحزاب دخلت المدينة أن لا يكونوا فيها مبالغة في النجاة من الأهوال!!
9 ـ ولكن في مقابلة هذا الفريق المتخاذل الجبان يرسم القرآن الكريم في الآيات 21 إلى 25 صورة المؤمنين الصادقين وفي مقدمتهم رسول الله (صلى الله عليه واله) القدوة الحسنة لجميع المسلمين في جميع الحالات والظروف.
فان هذه الجماعة المؤمنة الصادقة لما رأت الاحزاب قالت : هذا ما وعدنا الله ورسوله، هذا الهول لا بد أن يجيء فيه النصر فهو وعد الله الصادق المحقق.
فصمدوا وصدقوا ما عاهدوا الله عليه، فجزاهم الله بصدقهم إذ ردّ الذين كفروا بغيظهم، لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال، وكان الله قويا عزيزا خلافا لما ظنه المنافقون، وتوهموه.
وقد كانت هذه الواقعة في منظور القرآن الكريم امتحانا عظيما، واختبارا دقيقا للنفوس والقلوب وهو امتحان لا بد منه حتى يتميز الصادق عن المنافق، والموفون بعهدهم والناقضون له.
كما أن هذه الواقعة وما جاء حولها من الآيات كشفت عن أن وعود الله صادقة ومحققة اذا توفرت شرائطها، ومقدماتها، ومنها استخدام الوسائل الطبيعية المناسبة، والاتكال على الله واستمداد العون منه.
وفي هذه الآيات إشارة إلى دور ما يسمى الآن بالطابور الخامس وإلى خطورة الشائعات السيئة في المجتمع، وبخاصة في ظروف الحرب.
كما أن فيها اشارة إلى كيفية مواجهة هذه الشائعات والتعامل مع فعاليات هذا الفريق الخطر.
ولقد لا حظنا خلال ما مضى من السيرة كيف أن رسول الله (صلى الله عليه واله) كان يبطل بتكتيكاته العسكرية مفعول تلك النشاطات التخريبية والمضرة.
فقد كان يعتمد اسلوب الدعاء، والذكر، والتشجيع، والتكبير، وارسال الدوريات العسكرية والعمل المباشر والمشاركة الفعلية في عمليات الدفاع والحراسة وما شاكل ذلك ممّا ذكرناه وممّا لم تسع هذه الدراسة لذكره.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|