أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-12-2018
1877
التاريخ: 9-5-2017
2176
التاريخ: 17-11-2016
883
التاريخ: 17-11-2016
629
|
كان عبد الملك ملكاً جباراً، قوي الهيبة شديد السياسة حسن التدبير للدنيا. في أيامه نقل الديوان من الفارسية إلى العربية واخترعت سياقة المستعربين، وهو أول من نهى الرعية عن كثرة الحديث بحضرة الخلفاء ومراجعتهم، وكانوا يتجرؤون عليهم. وهو الذي سلط الحجاج بن يوسف على الناس وغزا الكعبة وقتل عبد الله بن الزبير وأخاه مصعباً من قبله.
ومن طريف ما وقع في ذلك أن عبد الملك لما أرسل يزيد بن معاوية الجيش لقتال أهل المدينة وغزو الكعبة امتعض عبد الملك من ذلك غاية الامتعاض، وقال: ليت السماء انطبقت على الأرض. فلما صار خليفةً فعل ذلك وأشد منه، فإنه أرسل الحجاج لحصار ابن الزبير وغزو مكة، وكان عبد الملك قبل الخلافة أحد فقهاء المدينة، وكان يسمى حمامة المسجد لمداومته تلاوة القرآن. فلما مات أبوه وبشر بالخلافة أطبق المصحف، وقال: هذا فراق بيني وبينك، وتصدى لأمور الدنيا. وقيل إنه قال يوماً لسعيد بن المسيب: يا سعيد قد صرت أفعل الخير فلا أسر به وأصنع الشر فلا أساء به، فقال له سعيد بن المسيب: الآن تكامل فيك موت القلب.
في أيامه قتل عبد الله بن الزبير وأخوه مصعب أمير العراق .
مقتل عبد الله بن الزبير :
فأما عبد الله بن الزبير فإنه كان قد اعتصم بمكة وبايعه أهل الحجاز وأهل العراق، وكان عظيم الشح فلذلك لم يتم أمره، فأرسل الحجاج إليه فحاصره بمكة ورمى الكعبة بالمنجنيق، وحاربه وخذله أهله وأصحابه، فدخل على أمه وقال لها: ً يا أمت قد خذلني الناس حتى ولدي وأهلي، ولم يبق معي غير مفرٍ يسير ومن ليس عنده أكثر من صبر ساعة، والقوم يعطونني ما أردت من الدنيا فما رأيك؟ فقالت له: ً أنت أعلم بنفسك، إن كنت تعلم أنك على حق فامض لشأنك ولا تمكن من رقبتك غلمان بني أمية، وإن كنت إنما أردت الدنيا فبئس العبد أنت أهلكت نفسك ومن معك، وكم خلودك في الدنيا؟ القتل أحسنً فقال: يا أمت! إني أخاف إن قتلوني أن يمثلوا بي. قالت: يا بني إن الشاة لا يضرها سلخها بعد ذبحها. ومازالت تحرضه بهذا وأشباهه حتى خرج فصمم على المناجزة فقتل، وأرسل الحجاج بالبشارة إلى عبد الملك، وكان ذلك سنة ثلاث وسبعين.
مقتل مصعب بن الزبير:
وأما أخوه مصعب بن الزبير أمير العراق فكان شجاعاً جميلاً ممدحاً، .... .ثم تجهز عبد الملك لقتال مصعب وودع زوجته عاتكة بنت يزيد بن معاوية. فلما ودعها بكت فبكى جواريها لبكائها. فقال عبد الملك: قاتل الله كثير عزة كأنه شاهد هذا حين قال:
إذا ما أراد الغزو لم يثن همه *** حصان عليها نظم درٍ يزينها
نهتــه فلما لم تر النهي نافعاً ***بكت فبكى مما شجاها قطينها
ثم ثار إلى حرب مصعب، فالتقيا بأرض دجيل، فاقتتلوا قتالاً شديداً وقتل مصعب، وذلك في سنة إحدى وسبعين......
وقال عبد الملك يوماً لجلسائه: ما تقولون في قول القائل:
أهيم بدعدٍ ما حييت فإن أمت *** فوا حربا ممن يهيم بها بعدي
قالوا: معنى حسن. قال: هذا ميت كثير الفضول، ليس هذا معنى جيداً. قالوا: صدقت. قال: فكيف كان ينبغي أن يقول؟ فقال رجل منهم: كان ينبغي أن يقول:
أهيم بدعد ما حييت فإن أمت *** أوكل بدعد من يهيم بها بعدي
قال عبد الملك: هذا ميت ديوث. قالوا: فكيف ينبغي أن يكون؟ قال: كان ينبغي أن يقول:
أهيم بدعد ما حييت فإن أمت *** فلا صلحت دعد لذي خلة بعدي
قالوا: أنت يا أمير المؤمنين أشعر الثلاثة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|