المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24



وضع بني هاشم المأساوي في الشِعب  
  
4667   10:49 صباحاً   التاريخ: 4-5-2017
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيد المرسلين
الجزء والصفحة : ج‏1،ص504-512.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد البعثة /

لقد بلغ الجهد والجوع بالمحاصَرين في الشعب حدّاً جعلهم يأكلون كل ما تقع عليه ايديهم من الخبط وورق السمر حتّى أن سعد بن أبي وقاص يقول : لقد جعت حتّى أني وطئتُ ذات ليلة على شيء رطب فوضعته في فمي وبلعته وما أدري ما هو إلى الآن.

هذا وقد بثّت قريش جواسيسها على الطرق المؤدّية إلى الشعب ليمنعوا من إيصال الطعام إلى من فيه فلا يصل إليهم شيء إلاّ سراً ومستخفى به ممّن أراد صلتهم من قريش.

فقد روي أن حكيم بن حزام ( ابن اخ خديجة ) و أبو العاص بن الربيع و هشام بن عمرو كانوا يسرّبون إلى بني هاشم في الشعب سرّاً وفي أواسط الليل تحت جنح الظلام فكان الواحد منهم يحمل قمحاً وتمراً على بعير ويأتي به إلى باب الشعب ثم يصيحُ بها فتدخلُ الشعب ويأكله بنو هاشم.

وربما صادفهم بعض جواسيس قريش فهمُّوا بقتله أو سبّبوا له بعض المتاعب.

فقد روي أن حكيم بن حزام خرج يوماً ومعه انسان يحمل طعاماً إلى عمته خديجة بنت خويلد ( زوجة رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) وكانت معه في الشعب طيلة أعوام الحصار ) إذ لقيه أبو جهل فقال له : تذهب بالطعام إلى بني هاشم؟ واللّه لا تبرح أنت ولا طعامَك حتّى أفضحَك عند قريش بمكة.

فقال له أبو البختريّ ـ وكانَ من أعداء الإسلام هو أيضاً ـ : تمنعه أن يرسل إلى عمته بطعام كان لها عنده؟

فأبى ابو جهل أن يدعَه إلا أن يأخذه إلى قريش فقام إليه ابو البختري بساق بعير فضربه ووطأه وطئاً شديداً .

وخلاصة القول ؛ أن قريشاً بالغت في تضييق الحصار على رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) ومن تبعه حتّى أن من كان يدخل مكة من العرب كان لا يجسر على أن يبيع من بني هاشم شيئاً ومن باع منهم شيئاً انتهبوا ماله وكان أبو جهل و العاص بن وائل و النضر بن الحارث بن كلدة و عقبة بن أبي معيط يخرجون إلى الطرقات الّتي تدخل مكة فمن رأوه معه ميرة وطعام نهوه ان يبيع من بني هاشم شيئاً ويحذرون إن باع شيئاً منهم نهبوا ماله.

كما وعدوا على من أسلم فاوثقوهم وآذوهم واشتدّ البلاء عليهم وأبدت قريش لبني عبد المطلب الجفاء.

ولكن لم يستطع كلُ ذلك أن يفتَّ في عضد النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) ويقلل من إصراره وثباته على الطريق ولا مِن اصرار أتباعه وثباتهم وإيمانهم.

وأخيراً تركت صرخاتُ أطفالُ بني هاشم في الشعب من الجوع والعري والجهد والضر وأوضاعهم المأساوية أثرها في نفوس بعض المشركين الموقعين على تلك الصحيفة الظالمة وذلك الميثاق المشؤوم فندموا على إمضائهم لتلك المقاطعة بشدة وصاروا يفكّرون في نفضها بشكل من الأشكال.

فمشى هشام بن عمرو إلى زهير بن أبي اُمية ( وكان من أحفاد عبد المطلب من جانب بناته ) وقال له وهو يحثه على نقض الصحيفة : يا زهير أقد رضيت أن تأكلّ الطعام وتلبس الثياب وتنكح النساء وأخوالك حيث قد علمت لا يُباعون ولا يُبتاع منهم ولا يُنكحون ولا يُنكحُ إليهم؟

أمّا إني أحلِفُ باللّه أن لو كانُوا أخوال أبي الحكم ( أي أبي جهل ) ثم دعوته إلى ما دعاك إليه منهم ما أجابك إليه أبداً؟

فقال زهير : ويحك يا هشام فماذا أصنع؟ إنما أنا رجلٌ واحدٌ واللّه لو كان معي رجلٌ آخر لقمتُ في نقضها حتّى أنقضَها.

قال : قد وجدتَ رجلا.

قال فمن هو؟ قال : أنا.

قال له زهير : أبغنا رجلا ثالثاً.

فذهب إلى المطعم بن عدي فقال له يا مطعم أقد رضيت أن يهلك بطنان من بني عبد مناف وأنت شاهدٌ على ذلك موافقٌ لقريش فيه! أما واللّه لئن أمكنتُموُهم من هذه لتجدنَّهم إليها منكم سراعاً؟

قال : ويحك! فماذا أصنع؟ انما أنا رجلٌ واحدٌ.

قال : قد وجدتَ ثانياً.

قال : من هو؟ قال : أنا.

قال : أبغِنا ثالثاً.

قال : قد فعلتُ.

قال : مَن هوَ؟

قال : زهير بن أبي اُمية.

قال : ابغِنا رابعاً.

فذهب إلى البَختري بن هشام فقال له نحواً مما قال للمطعم بن عدي فقال : وهل من أحد يعين على هذا؟

قال : نعم.

قال : من هُوَ؟

قال : زهير بن أبي اُمية و المطعم بن عديّ وأنا معك.

فقال : ابغنا خامساً.

فذهب إلى زمعة بن الأسود بن المطلب فكلَّمه وذكر له قرابتهم وحقّهم فقال له : وهل على هذا الأمر الّذي تدعوني إليه من أحد؟

قال : نعم ... ثم سمّى له القوم الذين وعدوه بالمساعدة على نقض تلك الصحيفة القاطعة الظالمة.

فاتفقوا على أن يحضروا في أندية قريش في المسجد ويُعلِنُوا مخالفَتهم لتلك الصحيفة.

فلمّا أصبحوا غَدوا إلى مجلس قريش في المسجد الحرام فأقبل زهير بن أبي اُميّة على الناس وقال :

يا أهل مكة أنأكل الطعام ونلبسُ الثياب وبنو هاشم هلكى لا يُباع لهم ولا يُبتاعُ منهم؟ واللّه لا أقعد حتّى تشقّ هذه الصحيفة القاطعة الظالمة.

فقال أبو جهل وكان في ناحية المسجد : كذبتَ واللّه لا تُشقّ.

فانتصر زمعة لزهير وردَّ على أبي جهل قائلا : أنت واللّه أكذبُ ما رضينا كتابَها حيث كتبت.

وقال أبو البختري من ناحية مؤيّداً موقف زميله : صدق زمعةُ لا نرضى ما كتب فيها ولا نقرّ به.

وقال المطعم بن عدي : صدقتما وكذب من قال غير ذلك نبرأ إلى اللّه منها وممّا كتب فيها.

وقال هشام بن عمرو نحواً من ذلك.

فأحسّ أبو جهل بأنَّ ذلك كان أمراً مبيَّتاً مدبَّراً من قبل فقال : هذا أمرٌ قُضِيَ بليل تُشُوور فيه بغير هذا المكان.

وكان أبو طالب ـ حسب بعض الروايات التاريخية ـ جالساً ذلك اليوم في ناحية المسجد فقام المطعم إلى الصحيفة ليشقَّها فوجد ( الإرضة ) قد أكلتها إلاّ باسمك اللَّهمَ الّتي صُدرَت بها تلك الصحيفة وهي جملة كانت قريش تبدأ بها عهودَها ورسائلها.

فلما رأى أبو طالب ذلك رجع إلى الشعب وأخبر رسول اللّه ( (صـلى الله علـيه وآله) ) بما جرى وعاد المحاصَرون في الشعب إلى منازلهم مرة اُخرى بعد المشورة مع أبي طالب .

ويروي طائفةٌ من المؤرخين أنّ خديجة و أبا طالب أنفقا أموالَهما برمّتها خلال سنوات المحاصرة.

وفجأة نزل ملك الوحي جبرئيل على رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) في الشعب وأخبره بان اللّه قد بعث على صحيفة المشركين القاطعة دابّة الأرض فلحست ( أو اكلت ) جميع ما فيها من قطيعة وظلم وتركت جملة باسمك اللّهمّ فأخبر رسولُ اللّه أبا طالب بذلك قائلا يا عمّ إنّ ربّي اللّه قد سلّط الإرضة على صحيفة قريش فلم تَدع فيها إسماً هو للّه إلاّ أثبتتهُ فيها ونفت منها الظلم والقطيعة والبهتان.

فقال أبو طالب : إذن لا يدخلُ عليك أحَدٌ .

ثم قامَ ولبسَ ثيابَه ومشى هو ورسولُ اللّه وشخصٌ آخر حتّى دخلوا المسجد على قريش وهم مجتمعون فيه فلما دَنا أبو طالب منهم قامُوا إليه وعظَّموه وتباشروا وظنّوا أن الحصَر والبلاء حمل أبا طالب على التخلّي عن موقفه فقالوا له : قد آن لك أن تطيب نفسُك عن قتل رجل في قتله صلاحُكم وجماعتكم ( أو قد آن لك أن تسلّم إلينا ابن أخيك ).

فقال أبو طالب : واللّه ما جئت لهذا ولكنَّ ابن أخي أخبرني ولم يكذّبني أنّ اللّه تعالى أخبَرهُ أنه بعث على صحيفتكُم القاطعة دابَّة فلحست جميع ما فيها من قطيعة رحم وظلم وجور وترك اسم اللّه فهلم صحيفتكم فان كان حقاً فاتقوا اللّه وارجعُوا عمّا أنتم عليه من الظلم والجور وقطيعة الرَّحم.

وإن كان باطلا دفعتُه إليكم فان شئتم قتلتمُوهُ وإن شئتم استحييتموه.

فقالوا : رضينا وتعاقدوا على ذلك.

ثم بعثوا إلى الصحيفة وأنزلوها من الكعبة وعليها أربعون خاتماً.

فلما أتَوابها نَظر كلُ رجل منهم إلى خاتمه ثم فكوها فاذا ليس فيها حرفٌ واحدٌ إلاّ باسمك اللّهمَّ كما اخبرهم بذلك رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله).

غير أنَّ هذا لم يوجب هدايتهم بل زادهم شراً وعناداً ورجع بنو هاشم مرّة اُخرى الى الشعب وبقوا محاصرين فيه مدّة من الزمن ولم يمكنهم الرجوعُ إلى منازلهم بمكة إلاّ بعد أن نقضها هشام.

وقد قال أبو طالب في مدح هذا ( أي نقض الصحيفة القاطعة والنَفر الذين قاموا بنقضها ) قصيدة مطوَّلة جاء في مطلعها.

ألا هل أتى بَحريُّنا صنعُ ربّنا

                   على نأيهم واللّه بالناس أرودُ

فيخبرهم أنَّ الصحيفة مُزّقَت

                   وان كلُّ ما لم يَرضه اللّه مُفسدُ

هذه أمثلةٌ ونماذجُ من رُدود الفعل الظالمة والمواقف المناوئة الّتي اتخذتها قريشٌ تجاه الدعوة المحمدية.

على أنه لا يمكن الادّعاء القطعيّ بأن جميع هذه الردود قد وقعت على الترتيب الّذي ذكرناه تماماً ولكن يمكن بمراجعة النصوص التاريخيّة تحصيل مثل هذا الترتيب وخاصّة أن مسألة انتهاء المحاصرة الاقتصادية قد وقعت في منتصف شهر رجب من السنة العاشرة للبعثة الشريفة.

كما أنَّ أذى قريش وردود فعلها ضدّ الإسلام والمسلمين وضدّ رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) خاصّة لم تنحصر في ما ذكرناه في هذه الفصول بل كانت هناك أساليب اُخرى سلكتها قريش لتحطيم شخصية النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) وأضعاف عزيمته مثل وصفهم للنبي (صـلى الله علـيه وآله) بالأبتر.

فقد كان العاصُ بن وائل السهمي إذا ذكر رسول اللّه قال : دعوهُ فانَّما هو رجلٌ أبترٌ لا عقب له لومات لا نقطع ذكره واسترحتم منه.

فانزل اللّه تعالى في ذلك سورة الكوثر الّتي يقول فيها : بسم اللّه الرحمن الرَّحيم {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} [الكوثر: 1 - 3] .

وقد أخبر بها اللّه نبيَّه بأنه سيهبُه ذريّة كثيرة .

ولقد كتبَ العلاّمة الفخر الرازي في تفسيره لهذه السورة : المعنى أنه يعطيه نسلا يبقون على مرّ الزمان فانظر كم قُتِلَ من أهل البيت؟ ثم العالم ممتلئ منهم ولم يبق من بني اُميّة في الدنيا أحدٌ يُعبأبه.

ووجه المناسبة أن الكافر شمت بالنبيّ حين مات أحد أولاده وقال : ان محمَّداً ابتر فان مات مات ذكره فانزل اللّه هذه السورة على نبيّه تسلية له كأنه تعالى يقول : ان كان ابنك قد مات فانا اعطيناك فاطمة وهي وإن كانت واحدة وقليلة ولكن اللّه سيجعل هذا الواحد كثيراً.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.