أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-2-2017
8956
التاريخ: 19-4-2016
26253
التاريخ: 26-2-2021
2205
التاريخ: 31-10-2020
2456
|
ظهرت نظرية جديدة عند علماء الغرب في مجال التربية وهي ان التربية اساسا مجرد التنمية، وكان بحثهم في التربية الاخلاقية، ودخلوا البحث من الناحية العقلية لا من ناحية الحس الديني وحس الجمال فقالوا (ان التربية هي تنمية القوى العقلية والارادة الاخلاقية فقط)، وينبغي عدم تعويد الانسان على أي شيء، جيدا كان او رديئاً، لان التعويد سيء مطلقا، لان الانسان اذا اعتاد شيئا سيخضع لحكومته، ولا يمكنه تركه، وعندها يقدم عليه لا بحكم العقل ولا بحكم الارادة الخلقية. ولا بحكم كونه عملا جيدا او غير جيد، وانما يفعله بحكم العادة، ولو تركه سيضطرب. وقد توافقهم الشريعة في بعض الامور، لأنه ذكر هذا الامر في حديث للرسول (صلى الله عليه واله) (لا تنظروا الى كثرة صلاتكم وصومكم وكثرة الحج والمعروف وطنطنتكم بالليل. ولكن انظروا الى صدق الحديث واداء الامانة)(1) وكذلك حديث للإمام الصادق (عليه السلام) قال: (لانتظروا الى طول ركوع الرجل وسجوده، فان ذلك شيء اعتاده فلو تركه استوحش لذلك، ولكن انظروا الى صدق حديثه واداء امانته)(2) ان هذا الحديث يدل على ان التعويد يفقد القيمة الاخلاقية للعمل، ولا يمكن ان يكون ملاكا للإنسان والايمان، وعلماء الغرب يجرون ذلك على كل شيء حتى اذا كان افضل الاعمال والفضائل الانسانية. فبمجرد ان يصبح عادة يفقد قيمته، لأنه في هذه الصور تكون الملكة هي المتحكمة في الانسان سواء رضي العقل بها او لا. ان احد مؤسسي هذه النظرية وهو العالم (روسو) يقول في كتاب (ميل) (يجب ان اعود إميل على ان لا يتعود على شيء) تماما في النقطة المقابلة لاعتقاد القدماء بان التربية هي في التعويد. فأذن ما التربية اذا لم تكن تعويد الروح؟ وهي تقوية الروح والارادة، وان يفكر العقل بحرية وان تصميم الارادة الخلقية بلا تقييد، وان تحارب التعويد بخاصة، ومن هنا يجوز هؤلاء الاشخاص الشيء الذي نعده سيئاً، بدليل ان الشيء الجيد صار عادة للإنسان وينبغي التمرد بوجه العادة.
وفي الواقع ان مؤسسي هذه النظرية يدافعون عن الحرية في الاخلاقية، ويرون الحرية جوهر روح الانسان. ويقولون (لا ينبغي سلب حرية الانسان بأية وسيلة، ويجب ان يكون حرا في ان يعمل فقط وفقا لحكم العقل والارادة الخلقية. وان لا تتحكم به أية قدرة حتى قدرة التعويد)(3) وان كلامهم يدور في الاكثر حول مكافحة التعويد، ولكن هل ان هذه النظرية صحيحة؟ هل يجب ان لا يعتاد الانسان حتى على الاعمال الحسنة؟. وتقول ان هذه النظرية عند علمائنا غير صحيحة مئة بالمئة. ولكن هذا لا يدل على ان التعويد سيء دائما وان لا نعتاد على شيء يجعلنا لا نمتثل لأمر العقل والايمان، فقد كان اصحاب الرسول (صلى الله عليه واله) يترددون كثيرا على الرسول (صلى الله عليه واله)، ويطلبون ان يسمح لهم في عملية تعقيم انفسهم. فكان يقول (صلى الله عليه واله) (لا يجوز ذلك في ديننا) فإنه ليس فخراً ان يعقم الانسان نفسه لتغلب على شهوته الجنسية، بل الفخر بان توجد الشهوة، ولكن تكون قدرة العقل والايمان بنحو تخضع تلك الطاقة الجنسية ويتحكم بها، والحديث القائل (لا تنظروا الى طول ركوع الشخص وسجوده. فان هذا الامر اعتاده وانه يستوحش لو تركه) ناظر الى ان التعويد احيانا يغدو بنحو يسقط قيمة العمل الحسن.
___________
1ـ التربية والتعليم في الإسلام: 71 /9 .
2ـ اصول الكافي : 2/605.
3ـ التربية والتعليم في الاسلام ص48.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|