أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-04-2015
1512
التاريخ: 27-11-2014
1550
التاريخ: 27-04-2015
2040
التاريخ: 27-11-2014
1568
|
هم المحدّثون الذين أوردوا في مصنّفاتهم جميع ما رووه أو طرفاً منه ، مع عدم الإلتزام بالصحة سنداً ومتناً ودلالة ، فهم يروون أحاديث نقصان القرآن كما يروون أحياناً أحاديث الغلو والجبر والتفويض والتجسيم ، وما شاكل ذلك مما لا يعتقدون به لا يذهبون إليه ، وقد ذكرنا أنّ الرواية أعمّ من الإعتقاد.
وعلى أساس الامور الأربعة التي ذكرناها من قبل ـ مع الإلتفات إلى كلام الصدوق ابن بابويه ... وغير ذلك ـ نقول بعدم صحة نسبة القول بالتحريف إلى هذه الطائفة من الرواة فضلاً عن نسبته إلى الطائفة إستناداً إلى رواية هؤلاء لتلك الإخبار ، مضافاً إلى نقاط متعلقة بهم أو بأخبارهم سنشير إليها.
ومن هذه الطائفة :
1 ـ الشيخ محمد بن مسعود العياشي ، صاحب التفسير المعروف ، ترجم له الشيخ النجاشي فقال : « ثقة صدوق ، عين هذه الطائفة ، وكان يروي عن الضعفاء كثيراً ، وكان في أول عمره عامّي المذهب ، وسمع حديث العامة فأكثر » (1) وقال الشيخ الطوسي : « أكثر أهل المشرق علماً وأدباً وفضلاً وفهماً ونبلاً في زمانه ، صنّف أكثر من مائتي مصنّف ، ذكرناها في الفهرست ، وكان له مجلس للخاصّي ومجلس للعامي ، رحمة الله » (2) وقال شيخنا الجدّ المامقاني : « وربما حكي من بعض شرّاح التهذيب ـ والظاهر أنّه المحقق الشيخ محمد نجل الشهيد الثاني ـ أنه قدح في توثيقه بكونه في أول عمره عامياً ، فلا يعلم أن الجرح والتعديل للرجال الذي ينسب إليه هل كان قبل التبصّر أو بعده » (3).
فهو ـ وإن كان ثقة في نفسه ـ يروي عن الضعفاء كثيراً ، وأخبار تفسيره مراسيل كما هو معلوم ، ويتلخص عدم صحة نسبة القول بالتحريف إليه ، وعدم جواز الإعتماد على أخبار تفسيره في هذا المضمار.
2 ـ الشيخ محمد بن الحسن بن فروخ الصفار القمي ، الثقة الثبت المعتد عند جميع علماء الرجال ، ولا حاجة إلى نقل نصوص كلماتهم.
روى هذا الشيخ بعض الأخبار المذكورة سابقاً في كتابه ( بصائر الدرجات ) ولكن لا وجه لنسبة القول بالتحريف إليه ، وقد تكلّمنا هناك على تلك الأخبار سنداً ومتناً على ضوء كلمات علماء الحديث والرجال ، ومن الضروري النظر في أسانيد أخبار كتابه ( بصائر الدرجات ) ومعانيها كسائر الكتب الحديثيّة.
3 ـ الشيخ أبو عمرو محمد بن عمر الكشي صاحب كتاب ( الرجال ).
قال النجاشي « كان ثقة عيناً ، روى عن الضعفاء كثيراً ، وصحب العياشي ، وأخذ عنه وتخرّج عليه في داره التي كانت مرتعاً للشيعة وأهل العلم ، له كتاب الرجال كثير العلم وفيه أغلاط كثيرة » (4) وقال الشيخ أبو علي الرجالي : « ذكر جملة من مشايخنا أن كتاب رجاله المذكور كان جامعاً لرواة العامة والخاصة ، خالطاً بعضهم ببعض ، فعمد إليه شيخ الطائفة ـ طاب مضجعه ـ فلخّصه وأسقط منه الفضلات » (5).
وعلى ضوء ما تقدم ليس الشيخ الكشي من القائلين بالتحريف ، ولا يجوز الإستناد إلى الأخبار الواردة في ( رجاله ) لأنه كان يروي عن الضعفاء كثيراً على ما نصّ عليه النجاشي ، وكان من أصحاب العياشي ، والمتخرجين عليه كما نصوا عليه ، وقد تقدّم أن العياشي ـ وإن كان ثقة جليلاً ـ كان يروي عن الضعفاء كثيراً أيضاً ، فلا اعتبار بكلّ أخبار هذا الكتاب حتى بعد تهذيب الشيخ إيّاه ، لكون نظر إلى الرجال المذكورين فيه لا الأخبار المرويّة في غضونه.
4 ـ الشيخ محمد بن إبراهيم النعماني : الثقة الجليل عند علماء الرجال والجرح والتعديل (6).
له في كتابه ( الغيبة ) رواية صريحة في مخالفة القرآن على عهد الإمام المهدي (عليه السلام) للقرآن الموجود الآن ، وقد بيّنا في محلّه وجه التعارض بين روايته تلك مع روايتين اخريين له ، ... ثم نقلنا حديثاً عن ( الإرشاد ) و ( روضة الواعظين ) يوضح المراد من تلك الأحاديث الثلاثة.
وذكرنا هناك أن سند ذلك الحديث الصريح غير قوي ، كما بيّنّا في الكلام على الشبهة الثالثة أنه لا يمكن الإعتماد على ما ظاهره مخالفة القرآن في عهد الإمام المنتظر عجّل الله فرجه لهذا القرآن.
والحق أنه لا سبيل إلى نسبة القول بالتحريف إليه ، وكلامه في مقدمة كتابه لا يدل على التزامه بالصحّة وإن توهم ذلك ، فليراجع.
5 ـ الشيخ أحمد بن علي الطبرسي ، المتوفى سنة 548 صاحب كتاب ( الاحتجاج على أهل اللجاج ) من مشايخ ابن شهر آشوب ، ومن أجلاء أصحابنا المتقدمين ، عالم فاضل محدّث ثقة (7).
روى في كتابه المذكور ما يفيد التحريف ، ومن ذلك ما رواه في احتجاجات سيّدنا أمير المؤمنين (عليه السلام) مع المهاجرين والأنصار ، المتضمن مخالفة مصحفه الذي جمعه مع المصحف الذي اتخذوه ، وقد أشرنا إلى ذلك في الكلام على الشبهة الثانية.
وكتاب ( الاحتجاج ) وإن كان من الكتب الجليلة إلاّ أن أكثر أخباره مراسيل كما صرّح بذلك الشيخ المجلسي في مقدمة ( البحار ) ، والشيخ الطّهراني في ( الذريعة إلى تصانيف الشيعة ).
وعلى هذا ، فلا يصلح ما رواه في هذا الباب للإعتماد ، ولا دليل على أن ينسب إليه هذا الإعتقاد ، وإن جاء في كلام بعض علمائنا الأمجاد.
6 ـ السيّد هاشم البحراني ، من مشاهير محدّثي الإمامية ، وكان على جانب عظيم من الجلالة ، يضرب به المثل في الورع والتقوى ، وله تصانيف كثيرة ، منها ( البرهان في تفسير القرآن ) ، توفي سنة 1107 (8).
روى هذا المحدّث الجليل في كتابه المذكور طائفة من الأخبار الظاهرة في نقصان القرآن عن العياشي وأمثاله ، لكن تفسيره المذكور يشتمل على أنواع الأخبار وأقسامها ، وكأنّه ـ رحمه الله ـ قصد من تصنيفه جمع الروايات الواردة في تفسير الآيات ووضع كلّ حديثٍ في ذيل الآية التي يناسبها ، بل كانت هذه طريقته في جميع كتبه ، فقد قال المحدّث البحراني ما نصه : « وقد صنّف كتباً عديدة تشهد بشدة تتبعه وإطلاعه ، إلاّ أنّي لم أقف له على كتاب فتاوى في الأحكام الشرعية بالكلية ولا في مسألة جزئية ، وإنما كتبه مجرّد جمع وتأليف ، ولم يتكلّم في شيء منها مما وقفت عليه على ترجيح في الأقوال أو بحث أو إختيار مذهب وقول في ذلك المجال ، ولا أدري أن ذلك لقصور درجته عن رتبة النظر والإستدلال أم تورّعاً من ذلك ... » (9).
__________________
(1) رجال النجاشي : 247.
(2) رجال الشيخ الطوسي : 497.
(3) تنقيح المقال 3 : 183.
(4) رجال النجاشي : 263.
(5) رجال أبي علي. وانظر مقباس الهداية : 121.
(6) نقيح المقال 3 : 55 حرف الميم.
(7) نظر : معالم : ص 25 ، أمل الآمل 2 : 17 ، روضات الجنات 1 : 19 ، تنقيح المقال 1 : 69 ، الكنى والألقاب 2 : 404.
(8) انظر : لؤلؤة البحرين : 63 ، أمل الآمل 2 : 341 ، الكنى والألقاب 3 : 93.
(9) لؤلؤة البحرين : 63.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|