أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-5-2018
2013
التاريخ: 10-5-2018
986
التاريخ: 24-05-2015
933
التاريخ: 24-05-2015
7626
|
إنّ ظهور هذا الاصطلاح [التشيع] على لسان النبي صلى الله عليه واله ، وكذلك تميّز النواة الأولى لهذا الاتجاه على عهده صلى الله عليه واله ، خير ما يؤكد تلك النتيجة ، ويرفعها إلى مستوى الحقيقة التاريخية.
ولادة الاصطلاح :
فأما على مستوى الاصطلاح ، فقد جاء أكثر من حديث نبوي ، يعلن عنه ، في إطاره التام ، الكاشف عن أغراضه وأبعاده المطابقة لثمرات التحليل السابق :
1 ـ أخرج أصحاب التفسير ، أنه لما نزل قول تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} [البينة: 7] قال رسول اللّه صلى الله عليه واله : «هم أنت يا علي وشيعتك» (1).
وفي رواية أخرى : «هم أنت وشيعتك ، تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين ، ويأتي عدوك غضابا مقمحين» (2).
2 ـ أخرج ابن عساكر ، عن جابر بن عبداللّه الانصاري ، قال : كنا عند النبي صلى الله عليه واله فأقبل علي ، فقال النبي صلى الله عليه واله : «والذي نفسي بيده ، إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة» (3).
وأخرجه أيضا الخوارزمي (4) ، والكنجي الشافعي (5).
النواة الأولى للتشيع :
وعلى هذا المستوى أيضا كان الظهور مبكرا ، وفي عهد النبي صلى الله عليه واله إذ كان قلة من صفوة الصحابة قد عرفوا بهذا اللقب «شيعة علي» وتميزوا به منذ ذلك الوقت ، وهم : أبو ذر ، وعمار ، والمقداد ، وسلمان .
فقد كان هؤلاء الصحابة الكرام يعرفون بشيعة علي.
ولذا قال أبو حاتم الرازي : إن أول إسم لمذهب ظهر في الإسلام هو «الشيعة» وكان هذا لقب أربعة من الصحابة : أبو ذر ، وعمار ، والمقداد ، وسلمان (6).
وفي السياق نفسه يأتي التأكيد النبوي على حبّ علي ، مائزا بين المؤمنين وبين المنافقين :
أخرج مسلم والترمذي والنسائي وغيرهم ، عن علي عليه السلام ، قال : «والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنّه لعهد النبيّ إليّ : لا يحبني إلاّ مؤمن ، ولا يبغضني إلاّ منافق» (7).
حتى اشتهر عن الأنصار معرفتهم المنافقين ببغضهم علي عليه السلام : عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : إنا كنا لنعرف المنافقين ـ نحن معاشر الانصار ـ ببغضهم علي بن أبي طالب.
ورُوي مثله عن جابر بن عبداللّه الانصاري أيضا (8).
وعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه قال : ماكنا نعرف المنافقين إلاّ بتكذيبهم اللّه ورسوله ، والتخلف عن الصلوات ، والبغض لعلي بن أبي طالب ... (9).
هكذا إذن نشأ التشيع؛ نتيجة طبيعية لمسار الرسالة الإسلامية ، وتلبية ضرورية لمتطلباتها.
وقد نشأ لا في عهد النبي صلى الله عليه واله وحسب ، بل بتأسيس منه وتأكيد ورعاية.
______________
(1) تفسير الطبري 30 : 320 ، الدر المنثور / السيوطي 6 : 379 ، فتح القدير / الشوكاني 5: 398 ، روح المعاني / الآلوسي 30 : 207.
(2) الصواعق المحرقة : باب 11 ، فصل 1 ، الآية 11.
(3) ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق 2 : 442.
(4) المناقب : 111.
(5) كفاية الطالب : 214.
(6) كتاب الزينة / أبو حاتم الرازي : 259 ، تحقيق عبداللّه سلوم السامرائي.
(7) صحيح مسلم 1 : 86 / 131 (كتاب الإيمان) ، سنن الترمذي 5 : 643 / 3736 ، سنن النسائي 8 : 116 (كتاب الإيمان)، سنن ابن ماجة 1 : 42 / 114 ، مصابيح السنة 4 : 171 / 4763 ، البداية والنهاية 7 : 368.
(8) سنن الترمذي 5 : 635 / 3717 ، الاستيعاب 3 : 36 ، اُسد الغابة 4 : 30 ، جامع الاُصول 9 : 473 / 6486.
(9) المستدرك على الصحيحين 3 : 129 ، وقال : صحيح على شرط مسلم.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|