المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

انضاج ثمار الكاكي صناعيا
3-1-2016
Organic Compounds Containing Halogens
6-8-2019
التعريف الاصطلاحي للضبط الاداري.
6-4-2017
Euler-Mascheroni Constant Continued Fraction
30-4-2020
اي من الذباب من غير البعوض تهاجم الإنسان؟
13-4-2021
مقالة تشخيصية عن مبنى مخصص لذوي الاحتياجات الخاصة
22-10-2019


الإمامة من أصول العقائد  
  
1099   09:50 صباحاً   التاريخ: 11-4-2017
المؤلف : الفاضل محمد بن عبد الفتاح المشتهر بسراب التنكابني
الكتاب أو المصدر : سفينة النجاة
الجزء والصفحة : ص 52- 57
القسم : العقائد الاسلامية / الامامة / الامامة تعريفها ووجوبها وشرائطها /

قد اختلف أهل الإسلام في أن الإمامة من أصول العقائد أو من فروعها ، قال الإمامية الاثنا عشرية بالأول ، والمشهور بين أهل السنة والزيدية هو الثاني .

وقال صاحب إحقاق الحق : إن القاضي البيضاوي قد صرح في مبحث الأخبار من كتاب المنهاج وجمع من شارحي كلامه بأن مسألة الإمامة من أعظم مسائل أصول الدين الذي مخالفته توجب الكفر والبدعة ، وقال الأسروشني من الحنفية في كتابه المشهور بينهم بالفصول الأسروشني بتكفير من لا يقول بإمامة أبي بكر (1) انتهى .

والدليل على المذهب الأول أمور :

أحدها : ما رواه العامة والخاصة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال : من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية (2) .

وجه الدلالة : أنه يدل على كون الإمامة مقصودة بالمعرفة ، وكون الجهل بها موجبا للهلاك الدائم ، لكون الميتة الجاهلية كذلك وهذا هو المراد من الأصول .

ويؤيد ما ذكرته ما رواه ابن الأثير في جامع الأصول ، من صحيح أبي داود عن معاوية ، قال : قام فينا رسول الله  (صلى الله عليه وآله) فقال : ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة ، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ، ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي الجماعة (3) .

زاد في رواية : وإنه سيخرج في أمتي أقوام يتجارى بهم الأهواء ، كما يتجارى الكلب (4) بصاحبه ، لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله (5) .

ومن صحيح الترمذي وأبي داود ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله  (صلى الله عليه وآله) قال : تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، أو اثنتين وسبعين فرقة ، والنصارى مثل ذلك ، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة . وفي رواية أبي داود قال : وتفرقت النصارى على إحدى وسبعين أو اثنتين وسبعين وذكر الحديث (6) .

ومن صحيح الترمذي ، عن ابن عمرو بن العاص ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل ، حتى إن كان منهم من أتى أمه علانية ليكونن في أمتي من يصنع ذلك ، وإن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة كلها في النار إلا ملة واحدة ، قالوا : من هي يا رسول الله ؟ قال : من كان على ما أنا عليه وأصحابي (7) انتهى .

والمراد ما عليه أصحابه (صلى الله عليه وآله) في حياته ، لأن كثيرا من أصحابه ارتدوا بعد رسول الله  (صلى الله عليه وآله) ... ، والذين أنكروا كون الإمامة من الأصول لما لم يكونوا قادرين على إنكار الرواية ، لغاية الشهرة بين فرق الإسلام ، والتكرر في الكتب المعتبرة ، أولوها بلا معارض من الكتاب والسنة ، فزعم بعضهم أن المراد من الإمام هو القرآن ، وبعضهم زعم أنه هو الرسول (صلى الله عليه وآله) ، والإضافة شاهدة على بطلان الزعمين.

والعجب من الفاضل التفتازاني أنه حكم على وفق مشايخه بوجوب نصب الإمام على الخلق سمعا ، لقوله (صلى الله عليه وآله) " من مات ولم يعرف " الخ ، مع أن مقتضى الرواية دوام الإمامة ، لأن وجوب معرفة كل مكلف إمام زمانه موقوف على تحققه في جميع الأزمان ، وهو لا يقول به ، وكيف يأمر الله تعالى بمعرفة الإمام في كل زمان مع عدم تحققه إلا في قليل من الزمان وخلو عامة الأزمنة منه ؟ وأيضا كيف يوجب نصب الإمام على الأنام ؟ مع عدم تمكنهم على نصبه في عامة الأزمنة والأيام ، لانجراره إلى الاختلاف والفساد ، كما يقولون بأن ترك نصب الإمام في زمن سلاطين الجور كان لعدم الاقتدار عليه .

وأيضا كيف تجتمع هذه الرواية المعتبرة مع ما نسبوه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال : الخلافة بعدي ثلاثون سنة ، ثم تصير ملكا عضوضا (8) .

مع أن الإمامة انقطعت مع الخلافة على ما يزعمه بعضهم ، أو قبلها على ما يزعمه هو على وفق بعضهم ، لأنه يزعم أن عمر بن عبد العزيز من المروانية والسلاطين العباسية خلفاء ، وعلى التقديرين لا يكون الإمامة عندهم بعد الثلاثين .

ولو فرض إطلاق الإمام على السلاطين الذين كانوا بعد الثلاثين بمعنى آخر – ولم يناقش في هذا الاطلاق - لا يتعلق غرض ديني بمعرفة الإمام بهذا المعنى ، حتى يصير الموت عند عدم معرفته ميتة جاهلية ، هل يجوز العاقل أن يعذب الله تعالى بأنواع العذاب من أطاعه في جميع ما أمر به من الواجبات بل المندوبات أيضا واجتنب عن جميع المنهيات بل المكروهات أيضا ؟ مع غاية الخلوص ونهاية الخضوع ، بسبب أنه قصر في معرفة المتوكل العباسي ، أو من هو مثله في الخصال الذميمة والجهالات .

ويجوز أن يجاب بعد سؤال أحد أنه ألم يكن المتوكل باغضا لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) ؟ مع شيوع نقله في الألسنة والتواريخ ، أم لم يكن ما نقل في الصحاح من أن بغض أمير المؤمنين (عليه السلام) علامة النفاق حقا ، أم كان كلاهما حقين ومع ذلك كان الجهل به موجبا للميتة الجاهلية ، بأن كليهما وإن كانا حقين ، لكن الجهل به موجب للميتة الجاهلية والعذاب الأبدي ، لأن النفاق وإن كان موجبا لدخول النار لكن معرفة بعض المنافقين منقذة عنه .

ومع سخافة أمثال تلك الكلمات هل يعمم الإمام بحيث يندرج فيه يزيد وسلاطين الكفر ، مثل جنكيز وأولاده الذين انتقل سلطنة معظم بلاد المسلمين إليهم ، وغيرهما من سلاطين الكفر والطغيان ، أو تخصيصه بغيرهم ؟ والثاني يشتمل بعد السخافة المذكورة على تخصيص العام بلا دليل ، لأنه إذا كانت معرفة المنافق منقذة عن النار ، يمكن أن يكون معرفة الكافر أيضا منقذة عنها ، فلا وجه للتخصيص ، والأول على مزيد ركاكة على السخافة .

وبما ذكرته ظهر أن كلام الأسروشني لا يصح أصلا ، لأن من قال بإمامة أبي بكر قال بانتهاء (9) الإمامة إلى الثلاثين ، وإن قول البيضاوي بكون الإمامة من الأصول حق ، وإن كان اعتقاده بانقطاعها بعد الثلاثين باطلا .

وثانيها : الرواية المستفيضة ، وهي : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك (10) .

وجه الدلالة : توقف تحقق النجاة والاجتناب عن الهلاك على معرفة السفينة المذكورة .

وثالثها : ما يظهر بعد إثبات إمامة الاثني عشر وعصمتهم ، لأن كلامهم ( عليهم السلام ) يدل بطرق متواترة على هذا المدعى .

وغرضي من تأسيس هذا الأصل أن لا تعد معرفة أمر الإمامة سهلا ، ولا تجعلها من المسائل الاجتهادية ، ولا تقلد فيها العلماء ، ولا تتبع فيها الأهواء ، وتهتم فيها غاية الاهتمام ، وتفرضك في يوم المحشر عند حضور الأنبياء والمرسلين والملائكة المقربين مسؤولا عن هذا الأصل ، وتهيأ جوابا وافيا وبرهانا شافيا يمكن ذكره في مثل هذا المجمع ، حتى تصير به من الفائزين ولا تكون بالتهاون وبتبعيته ما لا يليق تبعيته من الخائبين خيبة لا يمكن التدارك ولا ينفع الحسرة والندامة .

فخل نفسك عن جميع العادات ، وافرض أنك لم تكن مأنوسا بمذهب من المذاهب ولا معتقدا بعالم من العلماء ، فانظر الأدلة بعد هذا حتى تصل إلى الحق مجاهدتك ، ولا يكون مثلك مثل الذين حكى الله تعالى مقالتهم الرديئة بقوله عز وجل { إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ} [الزخرف: 23] فإذا خليت نفسك فانظر إلى ما أقول واطمئن بظهور الحق عليك {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت: 69] وهذه فائدة مهمة ينتفع ملازم هذه الطريقة بها انتفاعا عظيما في مسائل الأصول والفروع ، كما أن المتخلف عنها يتضرر به فيهما تضررا واضحا .

________________

(1) إحقاق الحق 2 : 307 .

(2) كنز العمال 1 : 103 .

(3) جامع الأصول 10 : 407 برقم : 7468 .

(4) يتجارى الكلب تفاعل من الجري ، وهو الوقوع في الأهواء الفاسدة ، والتداعي فيها ،

تشبيها بجري الفرس . والكلب داء معروف يعرض للكلب إذا عض حيوانا عرض له

أعراض رديئة فاسدة قاتلة ، فإذا تجارى بالإنسان وتمادى به هلك . الجامع 10 : 504 .

(5) جامع الأصول 10 : 407 - 408 .

(6) جامع الأصول 10 : 408 برقم : 7469 .

(7) جامع الأصول 10 : 408 برقم : 7470 .

(8) جامع الأصول 4 : 439 برقم : 2022 .

(9) فلا يمكن توهم دلالة الخبر المذكور عليه ، وظاهر أنه لا يدل عليه دليل آخر " منه " .

(10) راجع حول مصادر الحديث إلى إحقاق الحق 9 : 270 - 293 .

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.