المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4957 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



الأنبياء أفضل من الملائكة  
  
1134   10:47 صباحاً   التاريخ: 31-3-2017
المؤلف : شرف الدين مقداد بن عبد اللَّه السيوري الأسدي
الكتاب أو المصدر : اللوامع الالهية
الجزء والصفحة : ص291
القسم : العقائد الاسلامية / النبوة / الانبياء /

الحق عندنا أنّ الأنبياء أفضل من الملائكة، وهو مذهب الأشاعرة أيضاً.

لنا وجوه:

أ- إنّهم يعبدون اللَّه مع المعاوق الداخلي كالشهوة والغضب والقوى البدنية، والخارجي كالأهل والولد، بخلاف الملائكة  فإنّهم مجبولون على الخير، فيكون الأوّل أشق، وهو ظاهر، فيكون أفضل، لقوله عليه السلام: «أفضل الأعمال‏  أحمزها»  أي: أشقّها.

ب- قوله تعالى‏: «إن اللَّه اصطفى‏ آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على‏ العالمين» فتدخل الملائكة.

ج- أمر الملائكة بالسجود لآدم، وهو أعظم ما يكون من الخشوع، وأمر العالي بذلك للسافل منافٍ للحكمة. وأيضاً:  فإنّه معلّمهم بقوله: «أنبئهم بأسمائهم»  والمعلّم أفضل.

وخالف في ذلك المعتزلة  والحكماء، محتجّين  بأنّهم خير محض ونفوسهم خالية من القوى البشرية الشريرة كالشهوة والغضب بخلاف البشر، وبأنّ علومهم أكمل لكون نفوسهم أقوى‏، وبأنّ نسبة النفس إلى النفس كنسبة البدن إلى البدن، ولا شكّ في أفضلية السماوات على‏ أبداننا فنفوسها أشرف من نفوسنا، و بأنّهم دائماً في العبادة لقوله تعالى‏: «يسبّحون الليل والنهار لا يفترون»  ولقوله تعالى‏: «لن‏ يستنكف المسيح أنْ يكون عبداً للَّه ‏ولا الملائكة المقرّبون»  وتأخير النفي في مثل هذه الصورة يدلّ على الأفضلية، كما يقال: لن يستنكف فلان من خدمة الملك ولا الأمير، وبأن تقديمهم‏  في العبادة أولى‏ لأنّهم طرق تعليم الدين لقوله: «والسابقون السابقون اولئك المقرّبون»  ولقوله تعالى‏: «ولا أقول لكم إنّي‏ مَلَك»   ولأنّهم أعلم باللَّه لقول علي عليه السلام: «هم أعلم خلقك بك»  وبتقديمهم في الذكر على الأنبياء في مواضع كثيرة في القرآن.

ويمكن التكلّف لأجوبة هذه، لكن الأولى‏ عندي الاستدلال على المدّعى‏ بإجماع الفرقة لدخول المعصوم فيهم.

ثم اعلم أنّ ها هنا فوائد:

أ- إنّ الملائكة عليهم السلام معصومون، أمّا الرسل منهم  فلأنّه لولاه لما أمن من تغيير الشرع وتبديله، وأمّا غيرهم فلقوله تعالى‏ في الخزنة: «لا يعصون اللَّه ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون»  وكلّ من قال بها فيهم قال بها في غيرهم، وللإجماع.

ب- أنّهم أجسام شفّافة نورانية

قادرة على التشكّل بالأشكال مجبولون على الخير والطاعة، فاعلون لذلك اختياراً، لدلالة النقل والإجماع على‏ ذلك.

ج- إنّ الأنبياء عليهم السلام يعلمون كون الآتي إليهم ملكاً رسولًا من عند اللَّه بامورٍ:

1- أن يخلق اللَّه تعالى‏ فيهم علماً ضرورياً بذلك.

2- أنْ يخلق المعجز على‏ يده ليدلّ على‏ صدقه كما في حقّ النبي عندنا، فيكون ذلك واجباً عليه تعالى‏، وإلّا لكان ناقضاً لغرضه.

3- أنْ يعمل عملًا يعلم به ذلك ككشف العورة ورأس المرأة فإنّ الملك لا يثبت حينئذٍ بخلاف الجن والشيطان.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.