تأتي المحاصيل البقولية في المرتبة الثانية من حيث الأهمية بعد محاصيل الحبوب الغذائية. ويقع هذا المحصول ضمن العائلة البقولية التي تسمى الليجومينوسية التي تضم عددا من المحاصيل مثل: الفول والفاصوليا واللوبيا والحمس والعدس. وهذه المحاصيل البقولية هامة جدا فهي تعد من المواد الغذائية الأساسية للإنسان، وكذلك بالنسبة للحيوان. ويستعمل بعض هذه المحاصيل كمواد أولية لبعض الصناعات مثل صناعة الزيوت النباتية. وهي ذات قيمة غذائية عالية لاحتوائها على نسبة عالية من مادة البروتين والنشا والمواد الدهنية والاملاح المعدنية.

كما تبرز أهمية هذه المحاصيل بالنسبة للتربة، فهي تساعد على خصوبة التربة، واحيانا تغني عن استخدام المخصبات الصناعية. ولذلك تعتبر البقوليات ذات أهمية كبيرة في الدورة الزراعية لما لها من دور كبير في خصوبة التربة.

ومساهمة هذه المحاصيل في خصوبة التربة تأتي نتيجة تعمق جذور هذه النباتات في طبقات الأرض وتشعبها في التربة وجلبها الغذاء من الطبقات الباطنية، وكذلك التعايش الذي يحدث مع البكتريا المتكونة فوق جذورها حيث تجذب الآزوت الموجود في الهواء، وتعمل على توسيله الى جذور النباتات البقولية، ثم تخزن كميات منه في العقد التي تتحلل بعد ذلك كيماويا، ثم تترك آزونا صالحا داخل التربة تستفيد منه المحاصيل التي تعقب زراعة المحاصيل البقولية.

وتنتشر هذه المحاصيل في كثير من جهات العالم، وخاصة تلك التي تتوافر فيها الظروف الطبيعية التي تساعد على نمو النباتات الزهرية سواء ما ينمو في المناطق الحارة او الدفيئة او الباردة. ويعد الفول الذي سنتناوله فيما يلي من اهم هذه المحاصيل:

الفول Broad Bean:

يعد الفول من اهم محاصيل البقول، فهو من المحاصيل المجددة لخصوبة التربة، وله قيمة غذائية كبيرة، وهو محصول شتوي, ويعتقد ان هذا المحصول نشا في جنوب غرب آسيا. فقد وجد من الآثار ما يدل على زراعته في الشام، كما وجد ما يدل عليه في مصر. وهناك أبحاث تدل على انه وجد في الجزائر حيث كان ينمو بريا.

واهمية هذا المحصول تأتي في كونه يستخدم في حالته الخضراء كمادة غذائية، كما يستخدم بعد تجفيفه كغذاء للإنسان، وكما يستخدم كعلف للحيوان. فهو يزيد اللن بالنسبة للأبقار، كما يسعد على التسمين، ويساعد كذلك على خصوبة التربة، ولذلك يراعى ان يكون ضمن الدورة الزراعية لتستعيد التربة خصوبتها بدلا من استعمال المخصبات الصناعية التي تزيد من نفقات انتاج المحاصيل.