المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6767 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

الميرزا السيد علي نياز
17-8-2020
Limestone
29-11-2018
اشتراط النية في صحة الصوم.
18-1-2016
رقية بنت الحسين ع
19-8-2017
آثار الضباب
27-9-2017
الخياطة البديلة Alternative Splicing
3-5-2017


جغرافية شبة الجزيرة العربية  
  
12798   02:20 مساءً   التاريخ: 14-1-2017
المؤلف : محمد بيومي مهران
الكتاب أو المصدر : دراسات في تاريخ العرب القديم
الجزء والصفحة : ص81-92
القسم : التاريخ / احوال العرب قبل الاسلام / عرب قبل الاسلام /

موقع بلاد العرب:

تقع شبه الجزيرة العربية بين خطي عرض 12 َ، 32 درجة شمالا، 30 َ، 12 جنوبًا، أي أنها تمتد عشرين درجة من درجات العرض كما أنها تمتد بين خطي الطول 40 َ، 34، 40 َ، 58 شرقًا، وبذا يصبح امتدادها من الغرب إلى الشرق، أربعًا وعشرين درجة، وهي بهذا تأخذ شكلا مستطيلا، وتبلغ مساحتها أكثر من مليون ميل مربع بقليل، ومن ثم فهي أكبر شبه جزيرة في العالم، أما أبعاد شبه الجزيرة، فيبلغ طول ساحلها الغربي من رأس خليج العقبة حتى خليج عدن 1400 ميل، ويبلغ طول ساحلها الشرقي من رأس الخليج العربي شمالا، حتى رأس الحد جنوبًا "أقصى اتساع لخليج عمان" 1500 ميل، ويبلغ امتدادها من بحر العرب جنوبًا إلى الحدود الشمالية للمملكة العربية السعودية 1600 ميل، أما عرضها في أضيق نطاق بين البحر الأحمر والخليج العربي فهو 750 ميلا، وأما بين خليج عمان والبحر الأحمر، فيصل الاتساع إلى 1200 ميل(1).

وتقع شبه الجزيرة العربية بين بادية الشام شمالا، والخليج العربي وبحر عمان شرقًا، والمحيط الهندي جنوبًا، والبحر الأحمر غربًا، وهكذا يبدو واضحًا أن المياه تحيط بها من أطرافها الثلاثة فقط، ومن ثم أخطأ مؤرخو العرب وجغرافيوهم حين أطلقوا عليها اسم "جزيرة العرب" وربما كان ذلك لأن مياه البحار تحيط بها من ثلاث جهات، ثم يعقد لها نهر الفرات والعاصي عند اقترابهما في أعالي الشام حدًّا من الماء(2)، ومن ثم كان التعليل "إحاطة البحار والأنهار بها من أقطارها وأطرارها "أو أطرافها" فصاروا منها في مثل الجزيرة من جزائر البحر، وذلك أن الفرات القافل من بلاد الروم قد ظهر بناحية "قنسرين"، ثم انحطَّ على الجزيرة وسواد العراق، حتى دفع في البحر من ناحية البصرة والأيلة وامتد إلى "عبادان"(3)، أو "لأن بحر فارس وبحر الحبش والفرات ودجلة أحاطت بها، وهي أرض العرب ومعدنها"(4).

على أن شبه جزيرة العرب ليست وحدها هي مسكن العرب، فقد كانت لهم مساكن فيما حولها، إلا أنها مساكن أكثرهم، وأهم مساكنهم، ومن ثم فقد أضيفت إليهم(5)، وذلك لأن العرب قد سكنوا في العراق من ضفة الفرات الغربية، حتى بلغوا أطراف الشام، كما سكنوا في فلسطين وسيناء إلى ضفاف النيل الشرقية حتى أعلى الصعيد، وهي أرضون يرى الكتاب القدامى -من يونان ولاتين وعبريين وسريان- أنها من مساكن العرب، ومن ثم فقد دعوها "بالعربية" و"بلاد العرب" لأن أغلب سكانها إنما كانوا عربًا(6)، وأما بلاد العرب في التوراة فهي موطن "الإسماعيليين و"القطوريين"(7)، وهي بواد تقع في شمال بلاد العرب، وفي الأقسام الشمالية(8) منها.

التقسيم اليوناني لبلاد العرب:

هذا ويقسم اليونان واللاتين شبه الجزيرة العربية إلى أقسام ثلاثة:

1- العربية الصحراوية: Arabia Deserta

ويعنون بها بادية الشام في أغلب الأمر(9)، وبادية السماوة في بعض الأحايين(10)، بل إن "ديودور الصقلي" إنما يذهب إلى أنها المناطق الصحراوية التي تسكنها القبائل المتبدية، وأن سكانها من الآراميين والنبط(11)، وأنها تقع بين سورية ومصر، كما أنها مقسمة بين شعوب ذات مزايا وصفات متباينة، وإن كان يبدو أن الرجل لم يكن لديه خط واضح يفصل بين العربية الصحراوية والصخرية، كما عند الجغرافيين الرومان(12)، وأما "إيراتو سثينيس"- وربما سترابو كذلك- فقد أطال حدود العربية الصحراوية من الشمال الغربي وجعلها حتى "هيرابوليس" في نهاية خليج السويس، وإن وضع الحد الجنوبي لها عند بابل(13).

ونقرأ في النصوص الآشورية من عهد "شلمنصر الثالث" "859-824ق. م" أن من بين أعدائه في موقعة "قرقر" عام 853ق. م، مجموعة عربية(14)، ولعلهم يكونون مشيخة أو إمارة، على رأسها "جندب"، وجدت هناك منذ الألف الثانية قبل الميلاد، وكانت مصدر قلق للحكومات المسيطرة على الهلال الخصيب، وأنها كانت تنتقل في هذه البادية بحرية، لا تعترف بحدود أو فواصل، وإنما كانت تقيم بحيث الماء والكلأ والمكان الذي يتلاءم وطباعها(15).

2- العربية الصخرية: Arabia Peteaee

وكان مركزها سيناء وبلاد الأنباط، وعاصمتها البتراء، وأنها سميت كذلك، إما نسبة إلى عاصمتها، أو إلى طبيعة المنطقة الصخرية، ويرى بعض الباحثين أنها إضافة من بطليموس الجغرافي، وقد قصد بها شبه جزيرة سيناء، وما يتصل بها من فلسطين والأردن(16)، ويرى "ديودور" أنها تقع إلى الشرق من مصر، وإلى الجنوب والجنوب الغربي من البحر الميت، وفي شمال العربية السعيدة وغربها، وأن الأنباط كانوا يقيمون في المنطقة الجبلية منها، فضلا عن المرتفعات المتصلة بها في شرق البحر الميت ووادي عربة، وفي جنوب اليهودية، وحتى خليج العقبة، وأما الأقسام الباقية فقد سكنتها قبائل عربية، دعاها الكتاب اليونان والرومان "سبئية"، الأمر الذي تكرر كثيرًا في كتاباتهم عن القبائل التي كانوا لا يعرفون أسماءها، والتي كانت تقطن فيما وراء نفوذ الأنباط والرومان، ولعلهم يعنون بذلك أنها قبائل جنوبية في غالب الأمر(17).

3- العربية السعيدة: Arabia Feiix

وهي أكثر الأقسام الثلاثة اتساعا، وتشتمل على كل المناطق التي دعاها الكتاب العرب -من مؤرخين وجغرافيين- "بلاد العرب"، كما أن حدودها الشمالية لم تكن ثابتة، وإنما كانت تتغير طبقًا للظروف السياسية، التي تقع إلى الشمال منها، ويتجه البعض إلى أن جهل القدماء بداخل بلاد العرب، هو الذي دعاهم إلى احتساب هذا الجزء من بلاد العرب السعيدة أو الخضراء، مع أنه في الواقع يعتبر من بلاد العرب الصحراوية، وأما الجزء الذي يمكن أن يطلق عليه "بلاد العرب السعيدة"، فهو الجزء الجنوبي الغربي، حيث تقع بلاد اليمن(18)، لغنى محاصيلها وتنوعها، ولاعتدال مناخها، على النقيض من المناطق المستعرة الحر وراءها، وقد أدت هذه الظروف منذ الألف الأول قبل الميلاد، إلى قيام مجتمعات سياسية مستقرة في تلك المنطقة، امتد أثرها إلى الساحل الأثيوبي المقابل في صورة تجارة واسعة، وموجات من المهاجرين المستوطنين(19).

وعلى أية حال، فإن الجغرافيين اليونان لم يفرقوا بين بلاد العرب الصحراوية والصخرية، حيث يكون الفاصل بينهما صعبًا جدًّا بالنسبة إليهم، فاعتبار اليونان القسم الشمالي من شبه الجزيرة العربية منطقة واحدة يمكن ملاحظته في تعليق "إريان" على سفرتي رسل قمبيز وبطليموس الأول عبر صحراء جرداء(20)، وكذلك اعتبر "إيراتوسثينيس" -كما أشرنا آنفًا- الخط الفاصل بين بلاد العرب السعيدة والصحراوية هو الذي يبدأ من "هيرابوليس" إلى بابل مارًّا بالبتراء، علمًا بأن الجغرافيين اليونانيين- وحتى الرومان من بعدهم- لم يضعوا صحراء النفود الكبرى ضمن بلاد العرب الصحراوية، وإنما جعلوها جزءًا من العربية السعيدة(21).

أضف إلى ذلك أننا لم نقرأ في كتاباتهم شيئًا عن المدن الهامة كتيماء ودومة الجندل، فضلا عن وادي السرحان الذي ذكره الجغرافيون وبعض المؤرخين التالين لهم تحت اسم "سيرميون- بيديون" "Syrmaion Pedion"، مما يدل على أنهم لم يذهبوا إلى هذه المناطق، وإنما اعتمدوا في الكتابة عنها على معلومات شفهية متداولة، وإن كان هذا لا يعني أن التغلغل اليوناني في المناطق الشمالية من بلاد العرب كان معدومًا، فهناك معالم كثيرة يغلب عليها الطراز اليوناني في العمارة، إلى جانب كثرة ما وجد من النقود اليونانية(22).

التقسيم العربى:

وأما الكتاب العرب، فقد قسموا شبه الجزيرة العربية إلى خمسة أقسام، هي:

اليمن وتهامة والحجاز ونجد واليمامة "وتسمى أيضًا العروض"(23)، وكان أساس تقسيمهم "جبل السراة" -أعظم جبال بلاد العرب- وهو سلسلة جبال تبدأ من اليمن، وتمتد شمالا حتى أطراف بادية الشام، على مدى 1100 ميل تقريبًا، ويطلق عليها عدة أسماء، فهي جبال السراة "السراة هي الأرض المرتفعة"، وهي جبال السروات "جمع سراة" وهي جبال الحجاز، كما كانت تسمى باسم الإقليم الذي هي فيه، فيقال جبال الحجاز في الحجاز، وجبال عسير في إقليم عسير(24), وقد أضاف بعض الكتاب قسمًا سادسًا هو البحرين- والذي يسمى كذلك "هجر"- وهو في نظر البعض جزء من اليمامة، وفي نظر آخرين جزء من العراق، وأخيرًا فهناك من يقسم بلاد العرب إلى قسمين اثنين، الواحد: اليمن والحجاز، والآخر: تهامة ونجد واليمامة(25).

1- اليمن:

وتمتد على طول المحيط الهندي، ويحدها البحر الأحمر من الغرب، والحجاز من الشمال، وفيها التهائم والنجد، وهي في عرف بعض الباحثين، إنما تقع من وراء تثليث وما سامتها إلى صنعاء، وما قاربها إلى حضرموت والشحر وعمان، إلى عدن أبين وما يلي ذلك من التهائم والنجود، وتخترق "السراة" اليمن من الشمال إلى الجنوب حتى البحر، وتتخللها الأودية التي تنساب فيها الأمطار، وتمتد بين الهضاب والشعاب فلاة تتفرع من الدهناء من ناحية اليمامة والفلج يقال لها "الغائط"، وتظهر في أواسطها، وتقع بين مأرب وحضرموت(26).

واليمن -في رأي القلقشندي(27) قطعة من جزيرة العرب، يحدها من الغرب بحر القلزم، ومن الجنوب بحر الهند، ومن الشرق بحر فارس، ومن الشمال حدود مكة، حيث الموضع المعروف بطلحة الملك، وما على سمت ذلك إلى بحر فارس، وهكذا كان اليمن لا يقتصر على الجنوب الغربي لشبه جزيرة العرب فحسب، ولكنه يشمل كل دويلات جنوب شبه الجزيرة العربية، كسبأ وأوسان وحضرموت وعمان(28) وغيرها.

وأما سبب تسميتها باليمن، فذلك أمر ما يزال موضع خلاف، فهناك من يذهب إلى أن ذلك إنما كان نسبة إلى أول من قطنها من العرب، الذي قال له والده قحطان أنت أيمن ولدي، أو لأنها تقع إلى يمين الكعبة، بينما يتجه فريق ثالث إلى أن السبب إنما كان في طبيعة البلاد نفسها، فهي بلاد اليمن والخير والبركة، على أن رأيًا رابعًا يذهب إلى أنها سميت بذلك لتيامن العرب إليها، أو لأن الناس قد كثروا بمكة فلم تحملهم فالتأمت بنو يمن إلى اليمن، وهي أيمن الأرض فسميت بذلك، وأخيرًا فهناك من يرجح أنها سميت اليمن من كلمة "يمنات" الواردة في نص يرجع إلى أيام الملك "شمر يهرعش"(29) غير أن كل تلك الآراء لم تقل شيئًا عن الاسم الذي كان يطلق عليها قبل أن تسمى باليمن.

وتشتهر بلاد اليمن بغنى محاصيلها وتنوعها، واعتدال مناخها، حتى لقد سميت -كما يقول الهمداني- باليمن الخضراء، لكثرة أشجارها وثمارها وزروعها، على أن فريقًا من المستشرقين إنما يرى أن ما نسب إلى اليمن من غنى وخصب مبالغ فيه، وأن معظم الحاصلات التي كان يظن أن بلاد اليمن مصدرها، إنما كان يستجلبها العرب -والمصريون الذين كانوا يحتكرون التجارة في البحر الأحمر- من جزائر الهند وسواحل أفريقية الشرقية، وأنهم كانوا يخفون هذا عن جيرانهم، حتى لا يزاحموهم في الحصول عليها من هذه الأنحاء، إلا أن هناك حقيقة واضحة، هي أنها كانت بسبب الجبال التي تقع في داخلها عرضة للرياح الموسمية، فتسقط الأمطار التي تجعل أرض اليمن تجود بالبن أهم حاصلاتها، وبالفاكهة والقمح والأعناب والتوابل(30).

2- تهامة:

ورد اسم تهامة في النصوص العربية الجنوبية "تهمت" "تهمتم"(31)، وقد حاول بعض الباحثين إيجاد صلة بين هذه اللفظة وكلمة "Tiamtu" البابلية، ومعناها البحر، وكلمة "تيهوم" "Tehom" العبرية(32)، بينما يتجه "جواد علي" إلى أن الكلمة إنما ترجع إلى أصل ساميٍّ قديم، له علاقة بالمنخفضات الواقعة على البحر، ومن ثم فهي شديدة الرطوبة والحرارة في الصيف، ومن هنا سميت "تهامة" من التهم، وهو شدة الحر وركود الريح، إلا أن هناك من يرى أن السبب إنما هو تغير هوائها، كما أن هناك من يرى أن التهمة هي الأرض المتصوبة نحو البحر(33)، ولعل انخفاض أرض تهامة كان هو السبب في أن يسمى "بالغور" و"بالسافلة"، وعلى أي حال، فهي تتكون من المنطقة الساحلية الضيقة الموازية لامتداد البحر الأحمر من اليمن جنوبًا إلى العقبة شمالا(34).

وهي تتألف من تهائم، فهناك تهامة اليمن، وتهامة عسير، وتهامة الحجاز، وفي الواقع أن التهائم ليست هي المنطقة الساحلية السهلة فحسب، ولكنها تشتمل كذلك على أكثر المناطق الواقعة إلى المنحدر الغربي لسفوح جبال الحجاز(35)، وتختلف في عرضها باختلاف قرب السلاسل الجبلية من البحر وبعدها عنه، وقد يبلغ عرضها خمسين ميلا في بعض الأماكن(36)، وقد تضيق في أماكن أخرى إلى أن تصبح الهضاب القريبة من الساحل متصلة بالشاطئ رأسًا، هذا إلى أن أكثر هذه المنطقة الساحلية رملي شديد الحرارة، قليل الإنبات، كما أن جميع المدن الساحلية إنما تقع في هذه المنطقة(37).

3- الحجاز:

وهو منطقة جبلية تقع غرب تهامة، وتحاذيها من الشمال إلى الجنوب، وتمتد رقعته -في رأي أكثر علماء الجغرافية المسلمين- من تخوم الشام عند العقبة إلى "الليث"، وهو واد بأسفل السراة يدفع في البحر، فتبدأ عندئذ أرض تهامة(38)، أو هو من تخوم صنعاء من العبلاء وتبالة إلى تخوم الشام(39)، وقد ذهب البعض إلى أن تبوك وفلسطين، إنما هما من أرض الحجاز، بينما سمي القسم الشمالي من الحجاز بأرض مدين وحسمي، نسبة إلى جبال "حسمي" التي تتجه من الشمال إلى الجنوب(40)، والتي تتخللها أودية محصورة بين التيه وإيله، وبين أرض "بني عذرة" من ظهر حرة "نهيل"(41)، وكانت تسكنها في العصر الجاهلي قبائل "جذام"(42)، وعرب الحويطات في أيامنا هذه والذين يرى بعض الباحثين فيهم بقايا الأنباط(43).

وأما سبب تسميته حجازًا، فلأنه يحجز بين ساحل البحر الأحمر، وهو هابط مستواه، وبين النجاد الشرقية المرتفعة بالنسبة إلى الساحل الغربي(44)، أو لأنه احتجز بالجبال(45)، أو لأنه يحجز بين الغور والشام(46)، أو لأنه يحجز بين تهامة ونجد، وما سال من "ذات عرق" مقبلا فهو نجد إلى أن يقطعه العراق(47)، أو لأنه يحجز بين الشام واليمن والتهائم(48)، أو بين تهامة والعروض، وفيما بين اليمن ونجد.

4- نجد:

وهي في الكتب العربية اسم للأرض العريقة التي أعلاها تهامة واليمن، وأسفلها العراق والشام(49)، وحدها "ذات عرق" في الحجاز، وما ارتفع عن بطن الرمة فهو نجد إلى أطراف العراق وبادية السماوة(50) -وهي ما بين جرش وسواد العراق- وليست في الكتب العربية حدود واضحة دقيقة لنجد، فهم يقولون "إذا خرجت من المدينة فأنت منجد إلى أن تتصوب في مدارج العرج -وهو واد بين مكة والمدينة(51)- فإذا تصوبت فيها فقد أتهمت إلى مكة"(52)، ويقولون "إذا خلفت عمان مصعدًا فقد أنجدت، فلا تزال منجدًا حتى تنزل في ثنايا ذات عرق فإذا فعلت ذلك فقد أتهمت إلى البحر(53)، وعلى أي حال، فإن "نجدًا" بصفة عامة إنما هي الهضبة التي تكون قلب شبه الجزيرة العربية(54)، وهي ليست قاحلة- كما يتصورها معظم الناس- وإنما نثرت فيها أراض صالحة للزراعة، بل هي دون شك أصح بلاد العرب، وأجودها هواء، ومن ثم فقد ترنم الشعراء برباها ورياضها.

وتتألف نجد من الوجهة الطبيعية من مناطق ثلاثة: منطقة وادي الرمة، فالمنطقة الوسطى، ثم المنطقة الجنوبية، أما علماء العرب فقد قسموا نجدًا إلى عالية وسافلة، أما نجد العالية: فما ولي الحجاز وتهامة، وأما السافلة فما ولي العراق(55)، وكانت نجد حتى القرن السادس الميلادي ذات أشجار وغابات ولا سيما في "الشربة" جنوب وادي الرمة وفي "وجرة"(56).

 5- العروض:

وتشمل اليمامة والبحرين وما والاهما، وسميت عروضًا لأنها تعترض بين اليمن ونجد والعراق(57).

أما اليمامة فقد سميت كذلك نسبة إلى اليمامة أشهر بلادها، والتي كانت تعرف من قبل "جو والقرية"(58)، وإن هذا التغيير في الاسم، إنما تم -طبقًا لرواية الأخباريين- بعد القضاء على "طسم" التي كانت تسكن الخضراء، و"جديس" التي كانت تسكن الخضرمة(59) هذا وقد عثر "جون فلبي"، وبعض رجال شركة النفط العربية السعودية، و"ألبرت جام" وبعثة جامعة الرياض، على كتابات ونقوش في موضع "قرية الفاو" -على مبعدة 120 كيلو مترًا من نجران- مكتوبة باللهجات العربية الجنوبية، وترجع إلى ما قبل الميلاد(60)، كما عثروا على مقابر وعلى أدوات فخارية، ظهر من فحصها أنها تعود إلى القرن الثاني قبل الميلاد(61).

وإنه لمن الأهمية الإشارة إلى أن "برترام توماس" إنما يذهب إلى أن آبار "العويفرة" القريبة من "القرية" إنما هي موضع "أوفير(62)"، التي أرسل إليها سليمان ملك اليهود، و"حيرام" ملك صور، بأساطيلهما لإحضار الذهب والأخشاب النفيسة وكل ما هو نادر وغريب(63)، وأن الاسم العربي القديم إنما هو "عفرة" وقد تحرف بالنقل إلى العبرانية واليونانية فصار "Ophir"، وهذا الموضع قريب من مناجم الذهب(64). ويبدو أن هناك عدة عوامل أثرت في اليمامة وفي أواسط شبه الجزيرة العربية، فحولت أرضها إلى مناطق صحراوية، على حين أننا نجد في الكتب العربية، أنها كانت غزيرة المياه، ذات عيون وآبار ومزارع(65).

وأما البحرين، أو "هجر"، فهي منطقة تمتد من البصرة شمالا إلى عمان جنوبًا، وتتكون من: قطر، والتي تمتد من عمان إلى حدود الإحساء، ثم الإحساء، وكانت تسمى قديمًا "هجر والبحرين" "والتي سميت بالبحرين من أجل نهرها محلم ولنهر عين الجريب" وأما أغنى مناطق الإحساء فهي منطقة الإحساء والقطيف حيث تكثر الآبار والعيون(66).

وهناك على مقربة من القير -وهي ميناء صغير يقع قريبًا من القطيف- توجد خرائب "جرها" "الجرعاء" المدينة التجارية القديمة، وملتقى طرق القوافل التي كانت ترد من جنوب بلاد العرب إلى العراق وإلى البتراء(67)، وإن كان "جرانت" يذهب إلى أن الجزء الأوسط من هذا الطريق -والذي يمر في صحراء النفود- يصل حدًّا يستحيل معه المرور(68)، ويؤيد "ألويس موسل" هذا الاتجاه مضيفًا إليه بأن تركيبات "اللافا" للتربة مسؤولة عن هذه الصعوبة(69).

وأما القسم الشمالي من هذه المنطقة فهو "الكويت"، ومعظم أرضه منبسطة، وأكثر سواحله رملي، إلا بعض الهضاب أو التلال البارزة، وأكثر ما يزرع هناك النخيل، وليس في الكويت من الأنهار الجارية غير مجرى واحد يقال له "المقطع" وأشهر مدنه الكويت وجهرة، وهي من أخصب بقاع الكويت حاليًّا، كما أنها كانت مأهولة بالسكان منذ عصر ما قبل الإسلام(70).

_____________

(1) محمود طه أبو العلا: جغرافية شبه الجزيرة العربية، الجزء الأول- القاهرة 1956 - 5-7.

(2) عمر فروخ: تاريخ الجاهلية، ص26، ياقوت 3/ 100، وكذا L.D. STAMP, ASIA, AN ECONOMIC AND REGIONAL GEOGRAPHY, P.133

(3) البكري 1/ 6-7، ياقوت 2/ 137، الهمداني: صفة جزيرة العرب ص47.

(4) البكري 1/ 6.

(5) أحمد أمين: فجر الإسلام ص1.

(6) أحمد مختار عمر: تاريخ اللغة العربية في مصر، القاهرة 1970 ص12-13، المقريزي: البيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب، القاهرة 1961 ص89، مصطفى كامل الشريف: عروبة مصر من قبائلها، القاهرة 1965 ص22، دائرة المعارف الإسلامية 6/ 480 "طبعة دار الشعب".

وكذا DELACY O.htm'LEARY, ARABIA BEFORE MUHAMMAD, P.5

وكذا انظر: مادة KIBT, في EL, P.991.

(7) نسبة إلى "قطورة" الكنعانية، زوجة الخليل الثالثة، بعد سارة وهاجر "انظر كتابنا "إسرائيل" ص213-214".

(8) جواد علي 1/ 143-144 وكذا J. HASTINGS, OP. CIT., P.585

(9) C. FORSTER, OP. CIT., P.110F

(10) A. MUSIL, IN THE ARABIA DESERT, P.235

(11) IBID., P.449

(12) سامي الأحمد: نظرة في جغرافية شبه الجزيرة العربية، مجلة العرب، العدد السابع، أبريل 1969م ص599

DIODORUS SICULUS, II, 48 "LONDON 1932" وكذا

(13) سامي الأحمد: المرجع السابق ص602، وكذا

STRABO, GEOGRAPHY, EDITED BY H.L. JONES, LONDON, 1917, 1, 2: 32

(14) انظر: مقالنا: العرب وعلاقاتهم الدولية في العصور القديمة "مجلة اللغة العربية"، العدد السادس، الرياض 1976 ص287-437 وانظر:

D.D. LUCKENBILL, ANCIENT RECORDS OF ASSYRIA AND BABYLONIA, I, CHICAGO, 1927, P.611

(15) جواد علي 1/ 165-166 وكذا C. FORSTER, OP. CIT., P.112

(16) W.SMITH, A DICTIONARY OF THE BIBLE, I, P.91 وكذا DIODORUS SICULUS, 11: 48.

(17) البكري 4/ 1401، سامي أحمد: المرجع السابق 597، جواد علي 1/ 166،

وكذا DIODORUS SICULUS, 11: 48 وكذا A. MUSIL, IN THE ARABIAN DESERT, P.449

وكذا A. MUSIL, THE NORTHERN HEGAS, P.309

(18) محمد مبروك نافع: عصر ما قبل الإسلام ص51.

(19) موسكاتي: الحضارات السامية القديمة ص35، وكذا DIODORUS, 11: 48

(20) سامي الأحمد: المرجع السابق ص603-604 وكذا

ARRIAN, ANABASIS OF ALEXANDER THE GREAT AND INDICA, EDITED BY E.J, CHINNOCK, "LONDON, 1893", CH.43

(21) سامي سعيد الأحمد: نظرات في جغرافية شبه الجزيرة العربية في المصادر اليونانية القديمة، مجلة العرب، العدد السابع، السنة الثالثة، أبريل 1969، ص604.

(22) سامي الأحمد: المرجع السابق ص604.

(23) ياقوت 2/ 137، صبح الأعشى 4/ 245، المفضليات للمفضل الضبي ص416، "دار المعارف- القاهرة 1952" الهمداني: صفة جزيرة العرب ص47.

(24) محمود طه أبو العلا: المرجع السابق ص34-36.

(25) محمد مبروك نافع: عصر ما قبل الإسلام ص18.

(26) ياقوت 2/ 237، 219، 5/ 447، البكري 1/ 16، جواد علي 1/ 170-171، وانظر: الهمداني: صفة جزيرة العرب، تحقيق محمد بن علي الأكوع الحوالي، منشورات دار اليمامة، الرياض 1974 ص65-68 وكذا Ei. 4, P.764

(27) القلقشندي: صبح الأعشى 5/ 6.

(28) محمود أبو العلا: جغرافية جزيرة العرب- الجزءان الثالث والرابع، القاهرة 1972 ص8.

(29) ياقوت 5/ 447، كتاب التيجان ص32، مروج الذهب 2/ 43، تاريخ ابن خلدون 2/ 42، عبد العزيز سالم: المرجع السابق ص113، سعد زغلول: في تاريخ العرب قبل الإسلام، بيروت 1975 ص69-70، محمد مبروك نافع: عصر ما قبل الإسلام ص19، جواد علي 1/ 171، الإكليل 1/ 46

(30) محمد مبروك نافع: عصر ما قبل الإسلام ص19-20.

(31) ENCY. OF ISLAM, 4, P.1155

(32) جواد علي 1/ 170، وكذا

E. SCHRADER, DIE KEILINCHRIFTEN UND DAS ALTE TESTAMENT., BERIN, 1903, P.492

(33) ياقوت 2/ 63، جواد علي 1/ 170، مبروك نافع: المرجع السابق ص21، البكري 1/ 322.

(34) عبد العزيز سالم: المرجع السابق ص109، ياقوت 2/ 137.

(35) فؤاد حمزة: قلب جزيرة العرب ص18، الهمداني: صفة جزيرة العرب ص258-260 "طبعة الرياض 1974".

(36) جواد علي 1/ 167.

(37) فؤاد حمزة: قلب جزيرة العرب ص18-19.

(38) جواد علي 1/ 167، ياقوت 2/ 137.

(39) الحسن بن عبد الله الأصفهاني: بلاد العرب، تحقيق حمد الجاسر، الدكتور صالح العلي، دار اليمامة، الرياض 1968 ص14.

(40) ياقوت 2/ 137، البكري 1/ 12، جواد علي 1/ 167

وكذا HANDBOOK OF ARABIA, BY BRITISH ADMIRALTY, I, P.96 وكذا EL, I, P.368

(41) لسان العرب 15/ 24، ياقوت 3/ 276

(42)C.M. DOUGHTY, TRAVELS IN ARABIA DESERTA, 2, N.Y., 1946, P.624.

وكذا EL, I, P.368

EL, I, P.349

(43) فؤاد حمزة، المرجع السابق ص17.

(44) البكري 1/ 11.

(45) ياقوت 2/ 137، أبو العباس أحمد بن علي القلقشندي، صبح الأعشى في صناعة الإنشاء؛ القاهرة 1913؛ 4 / 246.

(46) الأصفهاني: المرجع السابق ص14-16.

(47) مروج الذهب 2/ 35-43.

(48) ياقوت 2/ 63-262، البكري 1/ 10-11.

(49) ياقوت 4/ 262، محمود شكري الألوسي: تاريخ نجد ص7.

(50) ياقوت 2/ 137، 5/ 262-265، البكري 1/ 14، جواد علي 1/ 181، الهمداني: صفة جزيرة العرب ص48.

(51) من عجب أن الأخباريين قد اختلفوا في مكة والمدينة، فرأى البعض أن المدينة من نجد، ومكة من تهامة اليمن، ورأى آخرون أن المدينة حجازية ومكة تهامية، بل لقد ذهب فريق ثالث إلى أن المدينة نفسها بعضها حجازي وبعضها تهامي "الإصطخري: المسالك والممالك ص21، الأصفهاني ص14، ياقوت2/ 219".

(52) الأصفهاني: المرجع السابق ص337-338.

(53) ياقوت 2/ 63.

(54) جواد علي 1/ 181 وكذا K.S. TWITCHELL, SAUDI ARABIA, 1953, P.6.

وكذا L.D. STAMP, CP. CIT., P.137

(55) ياقوت 2/ 262، جواد علي 1/ 182، تاريخ نجد ص8، عصر ما قبل الإسلام ص21.

(56) J.B. PHILBY, THE HEART OF ARABIA, I, P.115. وكذا EL, 3, P.895

(57) ياقوت 4/ 112، الأصفهاني: المرجع السابق ص336، عبد العزيز سالم: المرجع السابق ص112.

(58) ياقوت 5/ 442.

(59) تاريخ الطبري 1/ 630.

(60) J.B.PHILBY, GJ, CXII, 1949, P.86F. وكذا LE MUSEON, LXII, 1949, 1-2, P.87

(61) جواد علي 1/ 179-180

وكذا J.B. PHILPY, GJ, CXII, 1949, P.92 وكذا R.H. SANGER, OP. CIT., P.139

(62) انظر مقالنا "العرب وعلاقاتهم الدولية" ص287-437، وكتابنا "إسرائيل" ص444-448.

(63) ملوك أول 9: 27، 10: 11-12

(64) B.THOMAS, ARABIA FELIX, P.163. وكذاJ.B. PHILBY, THE EMPTY QUARTER, P.177

(65) جواد علي 1/ 180.

(66) ياقوت 5/ 3-3، حافظ وهبه: جزيرة العرب في القرن العشرين ص68، الهمداني: المرجع السابق ص279-280 "طبعة1974" جواد علي: المرجع السابق ص174-185، وكذا

HANDBOOK OF ARABIA, P.298

(67) جواد علي 1/ 175، فضلو حوراني: المرجع السابق ص43-45، 59-60 وكذا

C.FORSTER, OP. CIT., P.217

(68) سامي الأحمد: المرجع السابق ص603 وكذا

P.C. GRANT, THE SYRIAN DESERT, LONDON, 1947, P.36

(69) A. MUSIL, ARABIA DESERT, P.265

(70) جواد علي 1/ 176-177، وكذا C. FORSTER, OP. CIT., P.214

 

 




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).