أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-1-2017
2233
التاريخ: 20-11-2016
716
التاريخ: 20-11-2016
818
التاريخ: 20-11-2016
683
|
[جواب الشبهة] :
اتفق أتباع مذهب أهل البيت (عليهم السلام) على عدم جواز السجود على غير الأرض، ويعتقدون أيضاً بجواز السجود على ما تنبته الأرض، بشرط أن لا يكون من المأكول والملبوس، مثل: أوراق وأغصان الأشجار والحصير والقصب وأمثالها.
في الوقت الذي يعتقد فيه عموم فقهاء السنّة بجواز السجود على كل شيء، نعم هناك مجموعة استثنت من ذلك العموم تقول: لا يجوز السجود على كم الثياب وأطراف العمامة وأمثالها.
ويصر أتباع مذهب أهل البيت (عليهم السلام) على هذا الاعتقاد ، استناداً إلى الروايات المنقولة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأئمّة أهل البيت (عليهم السلام)، ولذا يرجحون عدم السجود على السجاد الموجود في المسجد الحرام ومسجد النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، ولابدّ من السجود على الحجر أو على الحصير الذي يجلبونه معهم عادة.
إنّ جميع المساجد الموجودة في إيران والعراق والبلاد الشيعية الأخرى مفروشة بالسجاد، لذلك قاموا بإعداد قرص من التراب يطلق عليه (التربة) ووضعها فوق السجاد في حالة الصلاة ليسجدوا عليها، ولتلامس الجبهة ـ وهي من أشرف أعضاء الإنسان ـ التراب في حضرة الله تعالى، ليظهر تمام الخضوع والتذلل له تعالى، وتنتخب هذه التربة عادة من تراب الشهداء، ليستحضر تضحيات هؤلاء في سبيل الله ليكون دافعاً لحضور القلب في الصلاة، ويرجحون تربة شهداء كربلاء على غيرها، وهم غير مقيدين دائماً بهذه التربة، أو هذا التراب، كما ذكرنا سابقاً بجواز السجود على الأحجار التي تغطي أرض المسجد كما هو الحال في المسجد الحرام والمسجد النبوي (صلى الله عليه وآله).
وعلى كل حال فأتباع أهل البيت (عليهم السلام) لديهم أدلة كثيرة لإثبات وجوب السجود على الأرض، ومن جملتها أحاديث مروية عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وسيرة الصحابة ... ، والروايات المروية عن أئمّة أهل البيت(عليهم السلام) ... والعجيب في الأمر هنا هو لماذا اتخذ بعض أهل السنّة ردة فعل سلبية اتجاه هذه الفتوى، حيث اعتبروها بدعة تارة وكفراً وعبادة للأصنام تارة أخرى.
فإذا أثبتنا من خلال الكتب التي هي مورد قبول هؤلاء الإخوة بأنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) وأصحابه قد سجدوا على الأرض، فهل يكون هذا بدعة أيضاً؟!
وإذا أثبتنا أنّ بعض أصحاب النبي(صلى الله عليه وآله) كجابر بن عبدالله الأنصاري، إنّه كان يأخذ قبضة من الحصى في يده ويضعها في يده الأخرى لتبرد ـ وذلك لشدّة الحرارة وسخونة الحصى والرمل ـ ليتمكن من وضع جبهته عليها حين الصلاة، فهل يعتبرون جابر بن عبد الله عابداً للأصنام أو سانّاً لبدعة؟!
فهل من يسجد على الحصير أو يرجح السجود على الأحجار التي تغطي أرضية المسجد الحرام أو المسجد النبوي (صلى الله عليه وآله)، يصبح عابداً للحصير، أو لتلك الأحجار؟!
أفلا يجب على هؤلاء الإخوة قراءة كتبنا الفقهية العديدة، ـ باب ما يمكن السجود عليه ـ ، ليروا أنّ ما ينسب إلينا عار عن الحق والصحة.
فهل يعفو الله سبحانه وتعالى يوم القيامة عن الذين يتهمون الآخرين بالبدعة والكفر وعبادة الأصنام بسهولة؟
وبعد الالتفات إلى هذا الحديث المروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) يتضح لماذا يسجد الشيعة على الأرض؟
وهو: عن هشام بن الحكم ـ وهو من الحكماء وأتباع الإمام(عليه السلام) ـ قال: قلت لأبي عبد الله(عليه السلام) أخبرني عمّا يجوز السجود عليه وعمّا لا يجوز؟ قال: «السّجودُ لا يَجُوزُ إِلاّ على الأَرْضِ أوْ مَا أنْبَتَتِ الأرضُ إلاّ مَا اُكِلَ أوْ لُبِسَ»، فقلت له: جعلت فداك، ما العلة في ذلك ؟ قال: «لأَنّ السّجُودَ هُوَ الخُضُوْعُ لِلّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَلاَ يَنْبَغِي أنْ يَكُوْنَ عَلَى مَا يُؤْكَلُ وَيُلْبَسُ; لأنَّ أَبْنَاءَ الدُّنْيَا عَبِيْدُ مَا يَأكُلُونَ وَيَلْبَسُونَ، وَالسَّاجِدُ فِي سُجُودِهِ فِي عِبَادَةِ اللهِ تَعَالى فَلاَ يَنْبَغِي أنْ يَضَعَ جَبْهَتَهُ فِي سُجُودِهِ عَلَى مَعْبُودِ أبْنَاءِ الدُّنيَا الَّذِينَ اغْتَرُّوا بِغُرُورِهَا، والسُّجُودُ عَلَى الأَرْضِ أفْضَلُ; لأَنهُ أبْلَغُ في التَّواضُعِ وَالخُضُوعِ لِلّهِ عَزَّ وَجَلَّ» (1).
________________
1. علل الشرائع للصدوق، ج 2، ص 341 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|