المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17761 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

محلول مفرط التوتر Hypertonic Solution
29-8-2018
الخطوات الأساسية لتصميم برنامج الحوافز
17-10-2016
خصائص القانون الإداري
30-4-2019
أجر وفضل حب أهل البيت
21-8-2016
الحاجات العامة
31-10-2016
أديب إسحاق
4-8-2018


بعض أدلّة إعجاز القرآن  
  
2371   09:13 صباحاً   التاريخ: 23-09-2014
المؤلف : محمد باقر الحكيم
الكتاب أو المصدر : علوم القرآن
الجزء والصفحة : ص 129-135
القسم : القرآن الكريم وعلومه / الإعجاز القرآني / مواضيع إعجازية عامة /

 بهذا الصدد يجب أن نأخذ النقاط التالية بعين الاعتبار، والتي يمكن أن تكون كلّ واحدةٍ منها دليلاً على إعجاز القرآن :

1- إنّ القرآن شعَّ على العالم من جزيرة العرب، ومن مكّة بصورة خاصّة، وهي منطقة لم تمارس أيَّ لونٍ من ألوان الحضارة والمدنيّة، التي مارستها مختلف المجتمعات الراقية نسبيّاً يومئذ؛ وكانت هذه أُولى المفارقات التي برهنت على أنّ الكتاب لم يجرِ وفق القوانين الطبيعية الاعتيادية؛ لأنّ هذه القوانين التجريبيّة تحكم بأنّ الكتاب مرآةٌ لثقافة عصره ومجتمعه، الذي عاشه صاحب الكتاب، وتثقّف فيه، فهو يعبِّر عن مستوىً من مستويات الثقافة في ذلك المجتمع، أو يعبِّر على أفضل تقدير عن خطوة إلى الأمام في تلك الثقافة، وأمّا أن يطفر الكتاب طفرةً كبيرة جدّاً، ويأتي ـ بدون سابق مقدّمات وبلا إرهاصات ـ بثقافة من نوع آخر لا تمتّ إلى الأفكار السائدة بصلة ولا تستلهمها، وإنّما تقلبها رأساً على عَقِب، فهذا ما لا يتّفق مع طبيعة الأشياء في حدود التجربة التي عاشها الناس في كلِّ عصر.

وهذا ما وقع للقرآن تماماً فإنّه اختار أكثر المناطق والمجتمعات تأخُّراً وبدائيّةً، وضيق أفق، وبعداً عن التيارات الفلسفية والعلمية، ليفاجئ العالم بثقافة جديدة، كان العالم كلّه بحاجة إليها، وليثبت أنّه ليس تعبيراً عن الفكر السائد في مجتمعه، ولا خطوة محدودة إلى الأمام، وإنّما هو شيءٌ جديد بدون سابق مقدّمات.

وهكذا نعرف أنّ اختيار البيئة والمجتمع، كان هو التحدّي الأوّل للقوانين الطبيعية التي تقتضي أن تولد الثقافة الجديدة في أرقى البيئات من الناحية الفكرية والاجتماعية.

2- إنّ القرآن بشّر به النبيُّ، وأعلنه على العالم فَرْدٌ من أفراد المجتمع المكّي، ممّن لم ينل ما يناله حتّى المكّيّون من ألوان التعلّم والتثقيف، فهو أُمّي، لا يقرأ ولا يكتب، وقد عاش بين قومه أربعين سنة فلم تؤثِّر عنه طيلة هذه المدّة محاولة تعلّم أو إثارة من علم أو أدب، كما أشار القرآن إلى ذلك:

{وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} [العنكبوت: 48].

{قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [يونس: 16].

وهذا يُعتبر تحدّياً آخر من القرآن للقوانين الطبيعيّة، إذ لو كان القرآن جارياً وفق هذه القوانين، لما كان من الممكن أن يجيء به فردٌ أُمّي، لم يشارك حتّى في ثقافة مجتمعه، بالرّغم من بساطتها، ولم يُؤْثر عنه أيّ بروزٍ في عالم اللُّغة بمختلف مجالاتها، فيُبَذّ به الإنتاج الأدبي كلّه ويبهر بروعته وحكمته وبلاغته، أعاظم البلغاء والعلماء.

فهل رأيت في مجرى القوانين الطبيعية شخصاً جاهلاً بالطب لم يدرس عنه شيئاً يتقدّم بكتابٍ في الطب يبهر عقول الأطباء بما يضم من أسرار العلم وآياته؟

وهل رأيت في مجراها شخصاً لا يحسن أن يكتب في لغةٍ ما، ولا يجيد شيئاً من علومها، يأتي بالرائعة التاريخية في حياة تلك اللُّغة، ويكشف عن إمكانيّاتٍ أدبيّةٍ كبيرة جداً في تلك اللُّغة لم تكن تخطر على بالٍ، حتّى يتصوّر الناس أنّه ساحر؟

والواقع أنّ المشركين في عصر (البعثة النبويّة) أحسّوا بهذا التحدِّي العظيم، وكانوا حائرين في كيفيّة تفسيره، ولا يجدون تفسيراً معقولاً له وفق القوانين الطبيعية، ولدينا عدّة نصوصٍ تاريخيةٍ تصوِّر حيرتهم في تفسير القرآن، وموقفهم القلق من تحدِّيه للقوانين والعادات الطبيعية.

فمن ذلك : أنّ الوليد بن المغيرة استمع يوماً إلى النبي في المسجد الحرام وهو يقرأ القرآن، فانطلق إلى مجلس قومه بني مخزوم فقال :

(والله لقد سمعت من محمّدٍ آنفاً كلاماً ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن، وإنّ له لحلاوة وإنّ عليه لطلاوة وإنّ أعلاه لمثمر وإنّ أسفله لمعذق وإنّه ليعلوا وما يعلى) (1)

ثمّ انصرف إلى منزله، فقالت قريش:

صبا والله الوليد والله ليصبأن قريش كلّهم، فقال أبو جهل : أنا أكفيكموه، فانطلق فقعد إلى جانب الوليد حزيناً، فقال له الوليد مالي أراك حزيناً يا بن أخي؟

فقال له: هذه قريش يصيبونك على كبر سنِّك، ويزعمون أنّك زيّنت كلام محمّد، فقام الوليد مع أبي جهل حتّى أتى مجلس قومه، فقال لهم: تزعمون أنّه كاهن، فهل رأيتم عليه شيئاً من ذلك؟!

قالوا : اللّهمّ لا، فقال : تزعمون أنّه شاعر فهل رأيتموه ينطق بشعرٍ قط؟!

قالوا : اللّهمّ لا، قال : تزعمون أنّه كذّاب فهل جرّبتم عليه شيئاً من الكذب؟!

فقالوا : اللّهمّ لا، فما هو إذاً؟

فغرق الوليد في الفكر، ثمّ قال : ما هو إلاّ ساحر! أما رأيتموه يفرِّق بين الرجل وأهله وولده ومواليه، فنزل قوله تعالى :

{إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ} [المدثر: 18 - 24].

وقد افترض بعض العرب ـ لتعليل هذه الحيرة أمام تحدِّي القرآن لهم بنزوله على شخصٍ أُمِّي ـ أن يكون أحدٌ من البشر قد علَّم النبيَّ القرآن، ولم يجرؤا وهم الأُمِّيّون على دعوى تعلّمه من أحدٍ منهم، فقد أدركوا بالفطرة أنّ الجاهل لا يعلِّم الناس شيئاً، وإنّما زعموا أنّ غلاماً روميّاً أعجميّاً نصرانيّاً، يشتغل في مكّة قيناً (حدّاداً) يصنع السيوف، هو الذي علّم النبيَّ القرآن، وكان ذلك الغلام على عاميّته يعرف القراءة والكتابة؛ وقد تحدّث القرآن الكريم عن افتراض العرب هذا، وردّ عليه ردّاً بديهيّاً، قال تعالى :

{.... لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} [النحل: 103].

3 ـ إنّ القرآن الكريم يمتدُّ بنظره إلى الغيب المجهول في الماضي البعيد، وفي المستقبل على السواء، فهو يقصُّ أحسن القصص عن أُممٍ خلت، وما وقع في حياتها من عِظاتٍ وعِبَر، وما اكتنفها من مضاعفات.

يتحدّث عن كلِّ ذلك، حديث مَن شاهد الأحداث كلَّها، وراقب جريانها، وعاش في عصرها بين أصحابها، قال الله تعالى :

{تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ} [هود: 49].

وقال :

{وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (44) وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ} [القصص: 44، 45].

وقال :

{ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ} [آل عمران: 44].

وكلّ هذه الآيات الكريمة تُأكِّد تحدّي القرآن للقوانين الطبيعية في استيعابه لتلك الأحداث، وإحاطته بالماضي المجهول، إذ كيف يمكن بحكم القوانين الطبيعية أن يتحدّث شخصٌ في كتابٍ عن أحداث أُممٍ في الماضي السحيق لم يعشها ولم يعاصرها؟

وقد أحسَّ المشركون بهذا التحدّي أيضاً:

{وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا } [الفرقان: 5].

وكانت حياة محمّدٍ (صلّى الله عليه وآله) ردّاً مفحماً لهم، فقد عاش في مكّة ولم تتهيّأ له أيّة دراسةٍ لأساطير الأوّلين، أو كتب العهدين: التوراة والإنجيل، ولم يخرج من المنطقة إلاّ مرّتين، سافر فيهما إلى الشام:

إحداهما : في طفولته مع عمّه، لقي فيها بحيرا، وهو ابن تسع سنين، فقال هذا الراهب لعمِّه:

(سيكون لابن أخيك هذا شأنٌ عظيم) (2).

والأُخرى : في تجارة خديجة، وهو شابٌّ وكان بصحبته ميسرة غلام خديجة، ولم يتجاوز (صلّى الله عليه وآله) سوى مدينة بصرى، في كلتا الرحلتين القصيرتين .

فأين تأتَّى للنبيِّ أن يدرس التوراة أو يكتب أساطير الأوّلين؟!

والحقيقة أن مقارنة القصص التي جاءت في القرآن الكريم بالعهد القديم تؤكِّد التحدّي، إذ تُبرز إعجاز القرآن بصورةٍ أوضح؛ لأنّ التوراة التي شهد القرآن بتحريفها كانت قصصها وأحاديثها ـ عن ماضي الأُمم وأحداثها ـ مشحونةً بالخرافات والأساطير، وما يُسيء إلى كرامة الأنبياء، ويبتعد بالقصّة عن أهداف التبليغ والدعوة، بينما نجد قصص تلك الأُمم في القرآن، قد نقِّيت من تلك العناصر الغريبة، وأُبرزت فيها الجوانب التي تتصل بأهداف التبليغ، واستعرضت بوصفها عِظَة وعِبْرة، لا مجرّد تجميع أعمى للمعلومات.

وكما كان القرآن محيطاً بالماضي، كذلك كان محيطاً بالمستقبل، فكم من خبر مستقبل كشف القرآن حجابه؛ فتحقّق وفقاً لما أخبر به، ورآه المشركون؛ ومن هذا القبيل أخبار القرآن بانتصار الروم على الفرس في بضع سنين، إذ قال تعالى :

{غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ...} [الروم: 2 - 4].

وقد أخبر القرآن بذلك على أعقاب هزيمةٍ فضيعةٍ مُني بها الروم، وانتصارٍ ساحقٍ سجّله الفرس عليهم، ففرح المشركون بذلك؛ لأنّهم رأوا فيه انتصاراً للشرك والوثنيّة على رسالات السماء، نظراً إلى أنّ الفرس المنتصرين كانوا وثنيّين والروم كانوا نصارى، فنزل القرآن يؤكِّد انتصار الروم في المستقبل القريب، فهل يمكن لكتابٍ غير نازلٍ من الله تعالى أن يؤكِّد خبراً غيبيّاً في المستقبل القريب من هذا القبيل، ويربط كرامته ومصيره بالغيب المجهول، وهو يهدّد مستقبله بالفضيحة إذا ظهر كذبه في نبوءته؟

وهكذا نجد أنّ القرآن يتحدّى الغيب في الماضي والمستقبل، على السواء، ويتحدّث بلغة المطمئن الواثق، الذي لا يخالجه شكٌّ فيما يقوله، وهذا ما لا يقدر عليه إنسان، أو كتاب إنسان، وِفقاً للقوانين الطبيعية.

كما أنّنا يمكن أن نجد أدلّةً أُخرى على إعجاز القرآن، في مقدّمتها ما أشرنا إليه في بحث الهدف من نزول القرآن، من التغيير العظيم الذي أحدثه في أُمّة العرب وبمدّةٍ زمنيّةٍ قياسيّة.
_________________

 1- البداية والنهاية 3: 78.

 2- بحار الأنوار 35: 139.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .