المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

StAmE pronunciation
2024-03-15
الأعمال التجارية المنفردة
24-11-2020
فقدان الأمن
30-4-2017
ION LASERS
22-3-2016
استنتاج حكم فقهي من الآية من الاية29 سورة البقرة
2023-06-30
اصناف الكاكي الاكثر انتشارا في العالم
3-1-2016


هل اهتم الاسلام بالتربية ؟  
  
3008   12:19 مساءً   التاريخ: 4-1-2017
المؤلف : ام زهراء السعيدي
الكتاب أو المصدر : التربية من منظور اسلامي
الجزء والصفحة : ص23-25
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

إن الرسالة الاسلامية اهتمت ببناء الفرد بناءً ذاتيا ليكون عضوا صالحا في بناء الحياة الاجتماعية، وتجسد هذا المفهوم في قول الرسول الكريم (صلى الله عليه واله) : (خير الناس من نفع الناس)(1)، وقد اهتم الاسلام في البناء الاجتماعي في كل مجال من المجالات التي قام بتأسيسها وبتنظيمها، حتى العبادات التي شرعها الاسلام كالصلاة والصوم والحج والدعاء... لها آثارها ونتائجها الاجتماعية والتربوية الفردية ذات الطابع الاجتماعي. فمن فضل الاسلام على البشرية ان جاءنا بمنهاج شامل قويم في تربية النفوس، وتنشئة الاجيال وتكوين الامم، وبناء الحضارات وصدق الله القائل في محكم كتابه : {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ* يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}[المائدة: 15،16]. وما تربية الاولاد إلا فرع من تربية الفرد الذي يسعى الاسلام الى اعداده وتكوينه ليكون عضوا نافعا وانسانا صالحا في الحياة، بل ان تربية الولد ان احسنت ووجهت فما هي في الحقيقة الا اساس متين في اعداد الفرد الصالح، وتهيئته للقيام بأعباء المسؤولية وتكاليف الحياة ؛ لان الطفل هو اللبنة الاولى في المجتمع ان احسنت وضعها بشكل سليم كان البناء العام مستقيما مهما ارتفع او تعاظم؛ لذلك فان بناء شخصية الطفل ضرورية من جهة ان الطفل نفسه هدف للتربية ومن جهة كونه مقدمة لبناء المجتمع الصالح.

ومن هنا علينا ان نتعرف على اصول التربية والتعليم في الاسلام، وهل أن الاسلامي يعطي اهتماما لأمر التعليم من اجل التربية والتوعية او لا؟ وما هو التعليم الذي يدعو له الاسلام؟.

إن اول الآيات التي اوحى الله تعالى بها تقول : {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ }[العلق:1- 5] فالقلم مظهر الكتابة، قوله تعالى {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}[الزمر:9] وقوله تعالى : {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا} [القصص: 80].

وقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : (بالتعليم ارسلت)(2). وآية اخرى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ}[الجمعة:2] ان كلمة {يُزَكِّيهِمْ} تناسب التربية اكثر من التعليم. وكذلك قوله تعالى : {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا}[البقرة: 269] فقد دعا الاسلام الى التعليم والتعلم بشكل عام، بل ان هدف الاسلام وطموحه ان تصبح الامة الاسلامية عالمة، ويريد منا ان نزكي انفسنا وذلك لا يمكن دون العلم.

اذن تعلم المسائل الروحية والاخلاقية مقدمة لتزكية النفس، وكذلك عندما نريد ان نتعلم اوامر القرآن الكريم وارشاداته يكون بديهيا وجوب تعلم القرآن وتفسيره؛ لان الاسلام لم يقل تعلموا الدين بل قال طبقوا الدين، وعندما نريد ان نطبق الدين لا يأتي لنا ذلك من دون تعلمه، فأذن علينا ان نتعلم الدين لنعمل به. وان الانسان لا يصل الى الكمال اللائق به من بدون التعلم والتربية، ولا يمكن ان يسر من دونهما في الطريق الذي ينبغي ان يسير فيه. اذن يريد الاسلام ان ينطوي الناس تحت لوائه لكي ينقذهم من الذنوب والحيرة التي هم عليها، ويوصلهم الى الطريق المستقيم.. طريق السلامة وليكون الجميع إخوة فيما بينهم ومتحابين مثل أهل الجنة {خْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ}[الحجر:47] اذ لا يوجد أي حقد او حسد هنالك والكل طاهرون.

______________

1ـ ميزان الحكمة : 1/845.

2- بحار الانوار : 1/20.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.