المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الحالة الاجتماعية للحيرة
12-11-2016
النمو الجداري Wall Growth
18-9-2020
Basic Properties of Functions on R1 - The Intermediate-Value Theorem
22-11-2016
Centered Cube Number
22-12-2020
موقفنا من هذه الاتجاهات في تعيين مدلول كلمة التأويل والتفسير
10-10-2014
تفسير الاية (33-41) من سورة النجم
10-10-2017


المبادرة إلى التعليم  
  
2280   10:57 صباحاً   التاريخ: 2-1-2017
المؤلف : السيد شهاب الدين الحسيني
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل في الاسلام
الجزء والصفحة : ص ٩٩– 102
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

التعليم في هذه المرحلة ضروري للطفل، فهي أفضل مرحلة للمبادرة إلى التعليم، لنضوج القوى العقلية عند الطفل، وللرغبة الذاتية لدى الطفل في (اكتساب المهارة العلمية) (1).

والطفل في هذه المرحلة لديه الاستعداد التام لحفظ كل ما يُلقى على مسامعه، والتعليم في هذهِ المرحلة يساعد على رسوخ المعلومات في ذهنه وبقائها محفوظة في الذاكرة، قال رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه ‌و آله ‌وسلم) : (مثل الذي يتعلّم في صغره كالنقش في الحجر) (2).

وقال (صلى‌ الله ‌عليه ‌و آله ‌وسلم) : (حفظ الغلام كالوسم على الحجر) (3).

ولضرورة تعليم الطفل أوصى رسول الله (صلى ‌الله ‌عليه ‌و آله ‌وسلم) الوالدين به: (مروا أولادكم بطلب العلم) (4).

وجعل رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه ‌و آله‌ وسلم) تعليم الطفل باباً من ابواب الرحمة الالهية للأب فقال : (رحم الله عبداً أعان ولده على برّه بالإحسان إليه، والتألف له وتعليمه وتأديبه) (5).

والتعليم حق للطفل على والديه، قال الإمام علي بن الحسين (عليه‌ السلام): (... وأمّا حق الصغير فرحمته وتثقيفه وتعليمه...) (6).

وقال رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه ‌و آله ‌وسلم) : (من حقِّ الولد على والده ثلاثة: يحسّن اسمه ويعلّمه الكتابة، ويزوّجه اذا بلغ) (7).

والتعليم على القراءة والكتابة في عصرنا الراهن تقوم به المؤسسات التعليمية وخصوصاً المدرسة، ولكنّ ذلك لا يعني انتفاء الحاجة إلى الوالدين في التعليم، بل يجب التعاون بين المدرسة والوالدين في التعليم.

ويجب ان يكون التعليم غير مقتصر على القراءة والكتابة بل يكون شاملاً لكلِّ جوانب العلم، في مجالاته المختلفة كعلوم الطبيعة والعلوم الإنسانية كالأدب والتاريخ والفلسفة وغيرها، اضافة إلى التركيز على الجوانب الروحية والعبادية قال رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه ‌و آله ‌وسلم) في تأكيده على تعليم القرآن : (... ومن علّمه القرآن دُعي بالأبوين فكسيا حلّتين تضيء من نورهما وجوه أهل الجنة) (8).

وتعليم القرآن يكون شاملاً لجميع جوانبه ابتداءً بتعلّم القراءة الصحيحة وفق الضوابط اللغوية ثم التشجيع على الحفظ مع مراعاة المستوى العقلي للطفل، والتعليم على التفسير الصحيح لبعض الآيات والسور التي يحتاجها الطفل في هذه المرحلة، وخصوصاً ما يتعلّق بالجانب العقائدي والاخلاقي، والجانب الفقهي المتعلّق بالأحكام الشرعية المختلفة من العبادات والمعاملات.

وفي هذه المرحلة يجب تعليم الطفل على كيفية العبادات ومقدماتها كالوضوء والصلاة، قال الإمام محمد بن علي الباقر عليه ‌السلام : (... حتى يتمّ له سبع سنين قيل له اغسل وجهك وكفّيك فاذا غسلهما قيل له صلِّ، ثم يترك حتى يتم له تسع سنين فاذا تمّت له تسع سنين علّم الوضوء...) (9).

والطفل بحاجة إلى تعلّم الحديث لتحصينه من التأثر بالتيارات المنحرفة، قال الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه‌ السلام) : (بادروا أولادكم بالحديث قبل أن يسبقكم إليه المرجئة) (10).

وقال الإمام الحسن (عليه ‌السلام) موضحاً ما تعلّمه من رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه‌ و آله‌ وسلم) :

 (علّمني جدّي رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه‌ و آله) ‌وسلم كلمات أقولهنّ في قنوت الوتر... اللهمّ اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن تولّيت) (1١).

ويجب على الوالدين تعليم الطفل على كلِّ ما ينفعه في حياته ففي الرواية التالية يعلم أمير المؤمنين (عليه ‌السلام) ولده الحسن على الخطابة (قال علي ابن أبي طالب (عليه ‌السلام) للحسن : (يا بنيّ قم فأخطب حتى اسمع كلامك ، قال : يا أبتاه كيف أخطب وأنا أنظر إلى وجهك استحيي منك) ؟ فجمع عليّ بن أبي طالب (عليه ‌السلام) أمهات أولاده ثم توارى عنه حيثُ يسمع كلامه...) (1٢).

ومن مصاديق التعليم تعليم الرمي والسباحة كما تقدّم، ولأهمية التعليم شجّع رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه ‌و آله‌ وسلم) المعلّم والصبي والوالدين على حدٍ سواء فقال (صلى ‌الله‌ عليه‌ و آله‌ وسلم) : (إنّ المعلّم إذا قال للصبيّ : بسم الله ، كتب الله له وللصبي ولوالديه براءة من النار) (1٣).

وكان أمير المؤمنين (عليه ‌السلام) يشجّع على تعليم الاطفال شعر أبي طالب (عليه ‌السلام) ، فعن جعفر بن محمد الصادق (عليه ‌السلام) قال : (كان أمير المؤمنين (عليه‌ السلام) يعجبه أن يروي شعر أبي طالب وأن يدوّن، وقال : تعلّموه وعلّموه أولادكم فانه كان على دين الله وفيه علم كثير) (1٤).

_______________

1ـ حديث إلى الامهات ص ٢١٧.

2ـ كنز العمال ج١٠ ، ص ٢٩٤ / ٢٩٣٣٦.

3ـ كنز العمال ج١٠ ،ص ٢٣٨ / ٢٩٢٥٨.

4ـ كنز العمال ج ١٦ ، ص ٨٥٤ / ٤٥٩٥٣.

5ـ مستدرك الوسائل ج٢ ، ص٦٢٦.

6ـ تحف العقول ص ١٩٤.

7ـ مكارم الاخلاق ص٢٢٠.

8ـ الكافي ج٦ ، ص ٤٩ / ١ باب بر الاولاد.

9ـ من لا يحضره الفقيه ج ١ ، ص ١٨٢.

10ـ الكافي ج٦ ، ص ٤٧ / ٥ باب تأديب الولد

11ـ مختصر تاريخ دمشق ج ٧ ، ص ٥.

12ـ بحار الانوار ج٤٣ ، ص ٣٥١.

13ـ مستدرك الوسائل ج ٢ ، ص ٦٢٥.

14ـ مستدرك الوسائل ج ٢ ، ص ٦٢٥.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.