المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



اساليب التوعية للطفل  
  
2643   10:51 صباحاً   التاريخ: 1-1-2017
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص171ـ172
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

يمكن للمربين سواء الوالدين أو المعلمين وكل من يشعر بالمسؤولية امام المجتمع ممارسة دور في التعليم والتوعية، إذ تتحمل وسائل الإعلام من إذاعة وتلفزيون وصحف ومجلات وكتب وحتى الدراسية منها مسؤولية كبيرة وثقيلة، وفي هذا السياق كان للتراجم والتفاسير وتوضيح النقاط الغامضة وطريقة الفهم والإستدلال دور مفيد أيضاً.

تعد القصة والتمثيلية والشعر ولغة المخاطبة من بين الاساليب الكثيرة المتبعة في التوعية والتعليم، كما ان الكتب الدراسية تتضمن مثل هذه الإشارات التي تحمل في طياتها جوانب تربوية وأخلاقية وكل هذه الأمور ينبغي درجها في الثورة التعليمية والثقافية.

يعد التشجيع على المطالعة بحد ذاته اسلوباً في تعرف الشخص على عيوبه وأخطائه بينما كانت مطالعة حياة الشخصيات الأسوة مدعاة ليقظة وانتباه الشخص لما في حياة هذه النماذج من عِبر توقف المرء على كثير من حقائق الحياة واساليب المعيشة، وعلى هذا بإمكان المرء ان يقف على حقائق الحياة بواسطة مطالعة الكتب والتدبر في الآفاق والانفس والاعتبار وهكذا الأمر بالنسبة الى تحفيز المرء على التفكّر والتدبّر.

إن تشجيع الأطفال على ارتياد المساجد وتحفيزهم على الالتزام بالأوامر وكذلك الخطابة يعد خطوة قيمة على هذا المسير مع أن من الضروري مسايرة الأطفال بلغة المنطق والاستدلال بما يتناسب مع عمر الطفل نفسه لأن ذهن الطفل لا يمكنه استيعاب كافة الاستدلالات التي نفهمها نحن أو ان يتحملها، إن قدرته على التفكير وإرادته محدودة ولا يستطيع الخروج بنتيجة في كافة هذه القضايا.

ـ القابليات الكامنة في الطفل :

تتوافر في الطفل قابليات هي في الواقع جزء من الفطرة مثل نَشد العدالة وطلب وحب الحق والصفاء والصدق والرقة والعاطفة الدينية والميول السامية و.. وهذه كلها تساعد في تحقيق الأهداف المرجوة ولا بد من الاستفادة منها.

ثم إن الطفل يقبل التربية ويتأثر بإيحاءات وإرشادات الآخرين وخصوصاً الوالدين والمعلم حيث لمس منهم الحنان والصفاء وهو محتاج لهما كما لمس إحسانهما ومحبتهما.

نعلم ان الإنسان عبد للإحسان ومتلهف للمحبة وهذه الجوانب بحد ذاتها أرضية إيجابية يمكن للمربي الاستفادة منها في تربية الطفل.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.