المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 18729 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الحديد Iron
2025-04-13
المرتفعات الجوية والجبهات الهوائية
2025-04-13
التوزيع الجغرافي للمنخفضات الجوية على الكرة الأرضية
2025-04-13
أسباب نشوء المرتفعات الحديثة
2025-04-13
تعريف المنخفض الجوي
2025-04-13
الكبريت Sulfur
2025-04-13

معنى كلمة سبط‌
24-11-2015
اخباره بما يغيب عن العامة
19-05-2015
شرحبيل بن شريح الهمداني
23-11-2017
علامات نضج الفول
2025-01-14
Lakes and Ponds
21-10-2015
هل يمكن استخدام المسببات المرضية للنبات في المكافحة الحيوية للأدغال؟
22-12-2021


تفسير آية (100) من سورة النساء  
  
6475   03:16 مساءً   التاريخ: 14-2-2017
المؤلف : اعداد : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
الكتاب أو المصدر : تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة : .......
القسم : القرآن الكريم وعلومه / التفسير الجامع / حرف النون / سورة النساء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-2-2017 23048
التاريخ: 10-2-2017 3940
التاريخ: 3-2-2017 13062
التاريخ: 22-2-2017 5638

قال تعالى : {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء : 100] .

تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير  هذه الآية (1) :

 

قال سبحانه {ومن يهاجر} يعني : يفارق أهل الشرك ويهرب بدينه من وطنه إلى أرض الإسلام {في سبيل الله} أي : في منهاج دين الله ، وطريقه الذي شرعه لخلقه ، {يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة} أي : متحولا من الأرض ، وسعة في الرزق ، عن ابن عباس ، والضحاك ، والربيع . وقيل : مزحزحا عما يكره ، وسعة من الضلالة إلى الهدى ، عن مجاهد وقتادة . وقيل : مهاجرا فسيحا متسعا ، مما كان فيه من تضييق المشركين عليه . {ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله} : أخبر سبحانه أن من خرج من بلده مهاجرا من أرض الشرك ، فارا بدينه إلى الله ورسوله {ثم يدركه الموت} قبل بلوغه دار الهجرة ، وأرض الإسلام ، {فقد وقع أجره على الله} أي ثواب عمله ، وجزاء هجرته ، على الله تعالى {وكان الله غفورا} أي : ساترا على عباده ذنوبهم بالعفو عنهم {رحيما} بهم رفيقا ومما جاء في معنى الآية من الحديث ، ما رواه الحسن ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : " من فر بدينه من أرض إلى أرض ، وإن كان شبرا من الأرض ، استوجب الجنة ، وكان رفيق إبراهيم ، ومحمد عليهما السلام " . وروى العياشي بإسناده ، عن محمد بن أبي عمير :

حدثني محمد بن حليم قال : وجه زرارة بن أعين ابنه عبيدا إلى المدينة ، ليستخبر له خبر أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام ، وعبد الله ، فمات قبل أن يرجع إليه عبيد ابنه . قال محمد بن أبي عمير : حدثني محمد بن حكيم قال : ذكرت لأبي الحسن عليه السلام زرارة ، وتوجيهه عبيدا ابنه إلى المدينة ، فقال : إني لأرجو أن يكون زرارة ممن قال الله فيهم : {ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله} الآية .

_________________________

1. مجمع البيان ، ج3 ، ص 171-172.

 

تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنيه في تفسير  هذه الآية (1) :

 

الفقهاء ووجوب الهجرة :

وقد استدل الفقهاء بهذه الآية على ان المسلم لا يجوز له أن يقيم في بلد الكفر إذا تعذر عليه إقامة الدين فيه ، حتى ولو كان وطنه ، وله فيه أملاك ومصالح .

ولا موضوع اليوم لهذا الحكم ، لأن لكل إنسان في كل بلد أن يعبد اللَّه بالشكل الذي يريد ، فإذا ترك فهو وحده المسؤول .

وتسأل ، إذا علم ان إقامته في بلد غير مسلم تؤدي به إلى ترك الفريضة . .

لا لأن أحدا يمنعه عنها ، بل لضعف الدافع عليها ، ووجود الصارف عنها ، كالملاهي ونحوها : فهل تجوز له الإقامة في هذا البلد ؟ .

الجواب : إذا علم علما يقينيا ان الذهاب إلى أي مكان كان بلدا أو مجلسا أو سوقا يوقعه حتما في ترك الواجب ، أو فعل الحرام وجب عليه الأحجام عنه ، وإذا كان مقيما فيه وجب عليه الرحيل عنه ، لأن السبب التام الذي يستلزم حتما الحرام فهو حرام . . قال تعالى : { فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } [الأنعام : 68]. وقال الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « والهجرة قائمة على حدها الأول » أي لم يزل حكمها الوجوب على من يتعذر عليه القيام بأحكام دينه إلا في بلد مسلم . أما قول النبي (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله وسلم‌) : « لا هجرة بعد الفتح » فان المراد به الهجرة من مكة ، وتدل عليه لفظة الفتح .

{ ومَنْ يُهاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُراغَماً كَثِيراً وسَعَةً } . ان الأرزاق لا تنحصر بالأوطان ، والهجرة لا تستوجب الحرمان ، فبلاد اللَّه واسعة ، ورزقه أوسع ، ونعمه في كل بلد لا تعد ولا تحصى . . وان كثيرا من الفقراء قد جمعوا من مهاجرهم أموالا لم يحلموا بجزء منها ، وهم في أوطانهم . . ولو ان المتخلفين هاجروا لوجدوا من الرزق والعزة ما يرغمون به أنوف المشركين الذين أذاقوهم ألوانا من الذل والاضطهاد . . ولكن المتخلفين رفضوا الهجرة ، وتحملوا الهوان والإذلال من أعداء دينهم ، لا لشيء إلا لأن الشيطان وعدهم الفقر ، ان هاجروا ، فركنوا إلى وعده ، وآثروه على مغفرة اللَّه وفضله :

{ الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ ويَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ واللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وفَضْلًا واللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة : 268] .

{ ومَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ ورَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ } . كل من قصد بجد وإخلاص عملا من أعمال الطاعة ، ثم عجز عنه فان اللَّه سبحانه يكتب له ثوابه تاما كاملا تفضلا منه وكرما . وتكلمنا عن ذلك مفصلا عند تفسير الآية 144 من سورة آل عمران ، فقرة لكل امرئ ما نوى . . وروي ان جندب بن ضمرة لما سمع آية الهجرة قال لبنيه : واللَّه لا أبيت في مكة ، حتى أخرج منها ، فاني أخاف أن أموت فيها ، وكان مريضا شديد المرض ، فخرجوا يحملونه على سرير ، حتى إذا بلغ مكانا في الطريق يقال له التنعيم مات ، فنزل قوله تعالى : } ومَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ ورَسُولِهِ } الخ . .

بين هجرة الرسول من مكة المكرمة  وهجرة الفلسطينيين من الأرض المقدسة :

من عجيب الصدف وغرائبها أن يتفق - من غير قصد - وصولي بتفسير القرآن الكريم إلى آيات الهجرة - مع أول السنة الهجرية لعام 1388 ، وإسرائيل تحتل أرضنا المقدسة ، وأهلنا يهاجرون منها فرارا من التنكيل والتقتيل الجماعي الذي مارسته إسرائيل ، وما زالت تمارسه .

وقد أوحت إليّ هذه الصدفة بالمقارنة بين اعتداء المشركين في مكة على المسلمين ، وإخراجهم من ديارهم ، وبين الاعتداء الإسرائيلي - وبالأصح - الاعتداء الاستعماري على الأرض المقدسة ، وإخراج أهلها من ديارهم . ثم انتقلت من هذه المقارنة إلى استخراج العبرة والعظة من جهاد النبي (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله وسلم‌) والمسلمين في هجرتهم ، وتدبير الخطط وأحكامها الذي بلغ بالمسلمين إلى أوج النصر على عدوهم ، وتحطيم طغيانه وعدوانه ، وأوقف صناديد قريش الذين أخرجوا النبي من مكة ، أوقفهم بين يديه أذلاء مستسلمين ، يستمعون إليه ، وهو يقول لهم : « ما تظنون اني فاعل بكم » ؟

وقد يظن البعض ان الهدف الأول من هجرة النبي والمسلمين هو مجرد الهروب بدينهم من المشركين الذين تعرضوا لهم بالأذى ، ومنعوهم من ممارسة الشعائر والأعمال الدينية ، تماما كما يلتجئ العابد الزاهد إلى المسجد ، لقيم فيه صلاته بعيدا عن الضوضاء والغوغاء . . . كلا ، لقد كانت هجرة المسلمين أبعد وأعمق من ذلك . . . والدليل ما حققته من نتائج وأهداف . لقد كانت هجرة الرسول بالإضافة إلى الهروب بالدين - خطة مرسومة ومدبرة تمهيدا للمعركة الفاصلة ، تماما كانسحاب الجيش من ميدان القتال إلى موقع آخر من مواقعه استعدادا للهجوم المعاكس والانقضاض على العدو بضربة قاضية لا تقوم له بعدها قائمة .

وبعد أن وصل النبي إلى المدينة آخى بين أصحابه ، وجمع القلوب المتخاصمة ، وأذاب ما فيها من عصبية وأحقاد ، وحين تم له ذلك بدأ يرغَّب المسلمين في الجهاد ، ويحثهم على الدفاع عن كيانهم وعقيدتهم ، ويضمن الجنة لمن يقتل في سبيل اللَّه ، والعزة والكرامة دنيا وآخرة لمن ينجو من القتل . ولما أخذت هذه التعاليم سبيلها إلى نفوسهم شرع في تجنيدهم وتأليف السرايا ، يبعثها هنا وهناك . .

وقادها بنفسه أكثر من مرة ، وحققت الاستقرار والأمن للمسلمين ، كما أقلقت راحة قريش وسلامتها . . ثم تحولت السرايا إلى معارك كبرى ، والمسلمون يبذلون أرواحهم وأموالهم ، حتى جاء نصر اللَّه والفتح : { وجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى وكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيا } .

وأحسب ان هذه الإشارة كافية لاستخراج العبرة التي يجب أن ننتفع بها في نكبتنا بإسرائيل ومن ساند إسرائيل .

هاجر النبي (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله وسلم‌) من مكة لاعتداء المشركين عليه وعلى أصحابه ، وهاجر الفلسطينيون من الأرض المقدسة لاعتداء الصهيونية والاستعمار عليهم وعلى نسائهم وأطفالهم . وكانت هجرة المسلمين آنذاك ابتعادا عن الوقوع في التهلكة ، وانسحابا من ميدان المعركة لتجميع القوى ، والاستعداد للضربة القاضية على العدو . ويجب أن يكون خروج الفلسطينيين من ديارهم بهذا القصد والروح ، ولهذه الغاية بالذات ، لا بقصد إخلاء البيت للصوص يسرحون فيه ويمرحون .

وبدأ النبي هجرته بالتآخي بين أصحابه . . وعلى قادة العرب والمسلمين أن يبدؤا بالتآخي والتصافي بين القلوب ، وان يوحدوا كلمتهم لمجابهة العدو ، تماما كما فعل النبي قبل أن يجابه المشركين . ومن حاد عن هذا السبيل فقد التقى مع إسرائيل ، وحقق أمنيتها من حيث يريد أو لا يريد .

وأرسل النبي السرايا ليقلق أمن المشركين ، وأمدّ المسلمون هذه السرايا بكل ما يحتاجون . . ويجب على العرب والمسلمين أن يشجعوا الفدائيين من الفلسطينيين وغيرهم ، ويمدوهم بالمال والعتاد ويتعاونوا معهم إلى أقصى الحدود ، ليقلقوا راحة إسرائيل وأمنها . . وعبأ النبي جميع المسلمين للمعركة الفاصلة الكبرى ، واستأصل الشرك من جذوره بعد أن رسخ قرونا في كل جزء من أرض الجزيرة العربية . . وهذا ما يجب أن يفعله قادة العرب والمسلمين .

وإذا لم نعتبر بهذا الدرس من تراثنا وتاريخنا ، ونكون جميعا جنودا من جنود اللَّه والوطن فلسنا جديرين باسم العرب والعروبة ، ولا باسم الإسلام والمسلمين . .

بل ولا باسم الإنسان والإنسانية بعد أن أصبح هذا العصر عصر الفداء والكفاح والتحرر من كل ما فيه شائبة الظلم والاستغلال .

ونختم هذه الكلمة بالتحية والإكبار لأبنائنا الفدائيين الأشاوس الذين ضربوا أروع الأمثلة للبطولة والفروسية ، والفداء والتضحية في أرضنا المحتلة ، وأثبتوا للعالم كله إننا في مستوى عصر الكفاح والنضال من أجل الحرية والكرامة .

___________________________

1. تفسير الكاشف ، ج2 ، ص 419-423 .

 

تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير  هذه الآية (1) :

 

قوله تعالى : { وَمَنْ يُهاجِرْ فِي سَبِيلِ اللهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُراغَماً كَثِيراً وَسَعَةً } قال الراغب : الرغام ( بفتح الراء ) التراب الرقيق ، ورغم أنف فلان رغما وقع في الرغام ، وأرغمه غيره ، ويعبر بذلك عن السخط كقول الشاعر :

إذا رغمت تلك الأنوف لم أرضها                ولم أطلب العتبي ولكن أزيدها

فمقابلته بالإرضاء مما ينبه على دلالته على الإسخاط ، وعلى هذا قيل : أرغم الله أنفه ، وأرغمه أسخطه ، وراغمة ساخطة ، وتجاهدا على أن يرغم أحدهما الآخر ثم يستعار المراغمة للمنازعة قال الله تعالى : { يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُراغَماً كَثِيراً } أي مذهبا يذهب إليه إذا رأى منكرا يلزمه أن يغضب منه كقولك : غضبت إلى فلان من كذا ورغمت إليه (انتهى) .

فالمعنى : { وَمَنْ يُهاجِرْ فِي سَبِيلِ اللهِ } ، أي طلبا لمرضاته في التلبس بالدين علما وعملا يجد في الأرض مواضع كثيرة كلما منعه مانع في بعضها من إقامة دين الله استراح إلى بعض آخر بالهجرة إليه لإرغام المانع وإسخاطه أو لمنازعته المانع ومساخطته ، ويجد سعة في الأرض .

وقد قال تعالى في سابق الآيات : { أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ واسِعَةً } ، ولازم التفريع عليه أن يقال : ومن يهاجر يجد في الأرض سعة إلا أنه لما زيد قوله { مُراغَماً كَثِيراً } وهو من لوازم سعة الأرض لمن يريد سلوك سبيل الله قيدت المهاجرة أيضا بكونها في سبيل الله لينطبق على الغرض من الكلام ، وهو موعظة المؤمنين القاطنين في دار الشرك وتهييجهم وتشجيعهم على المهاجرة وتطييب نفوسهم.

قوله تعالى : { وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ } (إلخ) المهاجرة إلى الله ورسوله كناية عن المهاجرة إلى أرض الإسلام التي يتمكن فيها من العلم بكتاب الله وسنة رسوله ، والعمل به.

وإدراك الموت استعارة بالكناية عن وقوعه أو مفاجاته فإن الإدراك هو سعي اللاحق بالسير إلى السابق ثم وصوله إليه ، وكذا وقوع الأجر على الله استعارة بالكناية عن لزوم الأجر والثواب له تعالى وأخذه ذلك في عهدته ، فهناك أجر جميل وثواب جزيل سيوافي به العبد لا محالة ، والله سبحانه يوافيه بألوهيته التي لا يعزها شيء ولا يعجزها شيء ولا يمتنع عليها ما أرادته ، ولا تخلف الميعاد. وختم الكلام بقوله {وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً} تأكيدا للوعد الجميل بلزوم توفيه الأجر والثواب .

_________________________

1. تفسير الميزان ، ج5 ، ص 47-48 .

 

تفسير الأمثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير  هذه الآية (1) :

 

الهجرة حكم إسلامي بنّاء :

تشرح الآية الأخيرة بشكل صريح وحاسم أهمية الهجرة في قسمين :

في القسم الأوّل : تشير هذه الآية إلى نعم وبركات الهجرة في الحياة الدنيا ، فتقول إن الذي يهاجر في سبيل الله إلى أي نقطة من نقاط هذه الأرض الواسعة ، سيجد الكثير من النقاط الآمنة الواسعة ليستقر فيها ، ويعمل هناك بالحقّ ويرغم أنف المعارضين {وَمَنْ يُهاجِرْ فِي سَبِيلِ اللهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُراغَماً كَثِيراً وَسَعَةً ...} .

ويجب الالتفات إلى أن عبارة «مراغم» مشتقة من المصدر «رغام» على وزن «كلام» والذي يعني التراب ، والإرغام معناه التمريغ في التراب والإذلال و«مراغم» صيغة لاسم المفعول واسم مكان أيضا .

وقد وردت في الآية هذه بمعنى اسم مكان كذلك ، أي أنّها المكان الذي يمكن فيه تحقيق الحق وتطبيقه والعمل به ، كما يمكن فيه إدانة المعارضين للحق وتمريغ أنفهم بالتراب .

بعد ذلك تشير الآية في القسم الثاني منها إلى الجانب المعنوي الأخروي للهجرة : {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً} ، وعلى هذا الأساس فإن المهاجرين في كل الأحوال سينالهم نصر كبير ، سواء وصلوا إلى المكان الذي يستهدفونه ليتمتعوا فيه بحرية العمل بواجباتهم ، أو لم يصلوا إليه فيفقدوا حياتهم في هذا الطريق ، وفي هذا المجال وعلى الرغم من بداهة حقيقة تلقي الصالحين أجرهم من الله سبحانه وتعالى ، إلّا أنّ الآية موضوع البحث قد صرحت بهذا الأمر بقولها : {فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ ...} وهذا يوضح مدى عظمة وأهمية الثواب والأجر الذي يناله المهاجرون .

___________________________

1. تفسير الأمثل ، ج3 ، ص 272-273 .

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .