المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

الندبة
2024-10-16
المصنفات متعددة المترجمين (المساهمة في الترجمة ) المشمولة بالحماية.
30-5-2016
أيام التشريق
2024-09-22
Hybridomas
19-5-2016
قيود التخطيط الإعلامي
2023-02-18
أجهزة التصوير الجوية Aerial Cameras
30-3-2022


ترك حب الوالدين والعطف عليهما  
  
2314   01:35 مساءاً   التاريخ: 7-12-2016
المؤلف : الشيخ ياسين عيسى
الكتاب أو المصدر : التربية الفاشلة وطرق علاجها
الجزء والصفحة : ص226-228
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /

 قال رسول الله (صلى الله عليه واله): (خير الرجال من أمتي الذي لا يتطاولون على أهليهم ويحنون عليهم ولا يظلمونهم) (1) .

من الأمور التي تؤدي الى فشل الأبناء في حياتهم مع آبائهم هو ممارسة قسوة القلب معهم والتعامل بالجفاء, كما في رؤيتهم يتعذبون من مرض معين ولا يحركون ساكنا أو يجدونهم يحملون حملا ثقيلا فلا يساعدونهم أو يرونهم يعيشون في ضيق فلا يوسعوا عليهم خاصة عند تقدم سنهم .

ومثله الجفاء القولي كتوجيه الكلام الثقيل والقاسي لهم أو سبهم.

لقد أودع الباري في الأطفال حبا فطريا للوالدين خاصة الأم لينمو معهم يوما بعد يوم وليترجم ذلك الحب عند الكبر برا وعطفا ورحمة بهما .

وعلى الأبناء متابعة هذا الحب والحنان  وللتعبير عنه بأشكال مختلفة كالمصافحة او المعانقة او تقبيل اليدين للتعبير عن الحب والعاطفة المودعة في قلوبهم, ومن مصاديق ذلك السؤال عن أحوال الوالدين المادية والمعنوية, والاطلاع على حوائجهم ولا يحيجونهما حتى الى السؤال ولكي لا يعتري الآباء الخجل أو الاحساس بالمذلة , لأنهما اعتادا على إعطاء الأبناء بعزة نفس  فكيف يهون عليهم طلب الحاجة ؟ ولذا أمر أهل البيت (عليهم السلام) التأدب مع الوالدين في كيفية الإعطاء والهدية إليهما, وذلك بأن توضع الحاجة على أكف الابناء المفتوحة ـ كحالة الدعاء .

وينبغي أيضا للأبناء بين الفينة والفينة تقديم الهدية النقدية والعينية للآباء تعبيرا عن هذا الحب والعطف والترحم المدفون في قلب كل إنسان, حتى لو كان الآباء بحالة مادية جيدة .

ومن جراء ذلك يشعر الإنسان بالسعادة العائلية وهي متبادلة من قبل الآباء والأبناء .

روي أن سيدتنا فاطمة (عليها السلام) جاءت بكسرة خبز الى النبي (عليه السلام) فقال : (ما هذه الكسرة يا فاطمة ؟

قالت : قرص خبزته فلم تطب نفسي حتى أتيتك بهذه الكسرة .

فقال : (أما إنه أول طعام دخل فم أبيك منذ ثلاثة أيام) (2) .

فلننظر الى هذا الخلق العظيم عند فاطمة الزهراء (عليها السلام) عندما غمرت قلب النبي الأعظم (صلى الله عليه واله) بعطفها وحنانها .

وروي عن فاطمة العطوفة (عليها السلام) أنها قالت : (فتهيبت النبي (صلى الله عليه واله) أن أقول له : يا أبه , فجعلت أقول له : يا رسول الله ! فأقبل عليّ فقال لي : يا بنية لم تنزل فيك ولا في أهلك من قبل, أنت مني وأنا منك وإنما نزلت في أهل الجفاء والبذخ والكبر, قولي : يا أبه, فإنه أحب للقلب وأرضى للرب, ثم قبل النبي (صلى الله عليه واله) جبهتي ومسحني بريقه فما احتجت الى طيب بعده) (3).

يحب الأب من ابنته أن تناديه: يا أبه ـ يا أبي - ؛ لأنها تحمل العطف والحنان المأخوذان في معنى الأبوة والبنوة وبذلك تكون هذه المناداة أقرب للقلب وأرضى لرب العالمين .

وأية سعادة يحتاجها الإنسان بعد هذه السعادة وبعد هذا الحنان والرقة في عرض الهيبة والخجل

والاحترام .

وينبغي للأبناء أن يزيدوا من جرعات الحب والحنان على الوالدين خصوصا عند حاجتهما إليه  كحالات المرض والشيخوخة والوحدة والسفر, وليتذكروا شدة الحب والعطف والحنان الذي مارساه بحقهم في حالة الحمل والرضاع والصغر, وليتذكروا وقفة العطف الفريد من الأم على ولدها حيث كانت تطعمه من ثمرة قلبها وتقيه بسمعها وبصرها ويدها ورجلها وجميع جوارحها  كانت تجوع من أجل أن تطعمه, وتسهر من أجل أن يتنعم هو بالنوم والراحة, إنه الحنان الذي لا يوصف قدره ولا يحدّ, وقد جاء النهي عن إحزانها وإحزان الأب كما في الحديث الشريف: (من أحزن والديه فقد عقّهما) (4) , كل ذلك لأن إحزانهما هو خيانة وعدم وفاء لحنانهما .

وقال الشاعر :

أماه قد شاب رأسي وانطوى العمر          ولم يزل ملءُ أنفي جيبُكِ العَطرُ

أماه إن كانت الجنّات موقعُها                من تحت رجليكِ فيما ينقل الخبرُ

فما بصدْركِ من خيرٍ ومن كِبَرٍ              يَظَّلُ أكبر ممّا تُحدِّتِ الفِكرُ

ولا يجوز للأبناء ممارسة الكراهية تجاه الوالدين, ولا البغض والحقد لأن ذلك يبعد السعادة ويجلب الشقاوة, بل ينبغي لهم التلطف في الكلام معهما عند مجالستهما ومعاشرتهما, حتى لو مارس الآباء الكلام القاسي والمؤذي تجاههم ولا يجوز لهم الرد بالمثل ولا رفع الصوت فوق أصواتهم ولا ضربهم أو إهانتهم وتغليظ القول لهم , بل يجب أن يخفض لهم جناح الذل من الرحمة ويقول دوما كما قال تعالى في الوالدين :{رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء:24] .

وقد جمع إمامنا الصادق ذلك في حديث جاء فيه: (بر الوالدين من حسن معرفة العبد بالله..)(5).

_____________

1ـ مكارم الأخلاق :216 – 217 .

2- طبقات ابن سعد : 1/306 ذكر شدة العيش على رسول الله (صلى الله عليه واله) , وشعب الإيمان : 7/315 , وحلية الأبرار : 1/242 .

3- مناقب علي لابن المغازلي : 364 – 365 , ح41 , وماق ال ابي طالب :3/320 .

4- ميزان الحكمة : 10/717 .

5- تفسير نور الثقلين : 4/203 , ح38 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.