1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : الأبناء :

مرحلة البناء لشخصية الولد / وقاية أفكار الأبناء

المؤلف:  محمد جواد المروجي الطبسي

المصدر:  حقوق الأولاد في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)

الجزء والصفحة:  ص103ــ107

2024-09-04

172

الأصل الذي تبتني عليه شخصية الولد وقاية أفكاره، كما تهتم وزارة الصحة بتلقيح الأطفال حين الولادة وما بعدها، وهذا الأصل المهمّ إنّما هو لأجل الوقاية من بروز الأمراض، فإنّ: ((الحمية رأس الدواء)) كما ورد عن الإمام الكاظم (عليه السلام)، وأن هذه الوقايات التي تجري على الأطفال فيه هذه الأيام تلعب دوراً فـي وقايتهم من الأمراض، ومن البديهي أنّ الوقاية خير من العلاج وأنفع، وأن الكثير من الوصايا والإرشادات التربوية والأخلاقية مؤثرة في هذا المجال جداً، وأنها تصون فكر الطفل منذ سن الطفولة في مقابل أنواع الانحرافات والمفاسد.

فمثلاً ورد في الروايات التوصية بتأديب الأولاد على حبّ أهـل بـيـت الـنـبـي (صلى الله عليه وآله) كالذهاب بهم إلى المجالس التي يذكر فيها أهل البيت (عليهم السلام)، أو تخصيص وقت للإجابة عن تساؤلاتهم الدينية، وإيقافهم على المعارف الإسلامية، فإن أُلقيت تلك العلوم والمعارف بصورة صحيحة إلى الأطفال فإنّها سوف تلعب دوراً في الوقاية مـن الانحرافات الخلقية والدينية، وسوف تضمن سلامتهم النفسية والفكرية.

أـ تربية الأولاد على حب أهل البيت (عليهم السلام)

وردت روايات كثيرة عن النبي (صلى الله عليه وآله) توصي الأبوين بتربية وتأديب أبنائهم على حبّ أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله)، وخصوصاً على حبّ عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، فقد روى الإمام علي (عليه السلام) عن النبي أنه قال: ((أدبوا أولادكم على ثلاث خصال: حب نبيكُم، وحب أهل بيته، وقراءة القرآن، فإن حملة القرآن في ظلّ الله يوم لا ظل إلا ظله مع أنبيائه وأصفيائه))(1).

وقال أبو الزبير المكيّ: رأيت جابراً متوكئاً على عصاه وهو يدور في سلك الأنصار ومجالسهم، وهو يقول: علي خير البشر، فمن أبى فقد كفر، يا معشر الأنصار، أدبوا أولادكم على حبّ علي، فمن أبى فانظروا في شأن أمه(2).

إن حبّ علي (عليه السلام) هو الملاك في الإيمان والكفر، فإنّ حبّه إيمان، وبغضه كفر، والهدف من كلّ هذا التأكيد على حبّ أهل البيت في الروايات وبعض الآيات هو ما للحب والولاء من دور في حياة الإنسان وماله من مظاهر وآثار لا تخفى على أحد، ومن أجل ذلك حاول أعداء الإسلام جادين على قلع جذور محبّة علي (عليه السلام) من القلوب، لكن سيبقى هذا الحب متأججاً وإلى الأبد.

روي أن فلاناً أرسل إلى أبي الأسود الدؤلي شاعر أهل البيت المعروف هـديّةً (حلواءً) يريد بذلك استمالته وصرفه عن حبّ عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، فدخلت ابنة صغيرة له فأخذت لقمة من تلك الحلواء وجعلتها في فمها، فقال لها أبو الأسود: يـا بنتي، ألقيه فإنّه سمّ، هذه حلواء أرسلها إلينا فلان ليخدعنا عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، ويردّنا عن محبّة أهل البيت، فقالت الصبيّة: قبّحه الله يخدعنا عن السيد المطهر بالشهد المزعفر، تباً لمرسِله وآكلِه فعالجت نفسها حتى قاءت ما أكلته، ثم قالت:

أبا الشهد المزعفر يا ابن...        نبيع عليك أحسـاباً وديناً

فلا والله ليس يكون هذا           ومولانا أمير المؤمنينا(3)

ب. تسليح الطفل في مقابل الأفكار المنحرفة

ومن أهم الوصايا الأخرى الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) المبادرة إلى تعليم الأبناء الأحاديث والعلوم الواردة عن طريق أهل البيت ليكون لهم في سِني الشباب قابلية مقابلة الأفكار المنحرفة والإلحاديّة، فإنّهم وبالدرك الصحيح والصريح لعلوم ومعارف الإسلام سوف لا يقعون تحت وطأة وتأثير الأفكار الغريبة عن الإسلام أبداً، فقد ورد عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) أنه قال: ((بادروا أحداثكم بالحديث قبل أن تسبقكم إليهم المرجئة))(4).

ج. استنطاق الأولاد بالسؤال

سأل أمير المؤمنين (عليه السلام) يوماً ولديه الحسن والحسين (عليهما السلام) وهـمـا حـدثان: ((ما بين الإيمان واليقين))؟ فسكتا، فقال للحسن: ((أجب يا أبا محمد)). فقال: ((شبر))، قال: ((وكيف ذاك))؟ قال: ((لأنّ الإيمان ما سمعناه بآذاننا وصدّقناه بقلوبنا، واليقين ما أبصرناه بأعيننا واستدللنا به على ما غاب عنا))(5).

وعن الحارث الأعور قال: قال علي (عليه السلام) للحسن ابنه في مسائله التي سأله عنها: ((يا بني ما السفه))؟ فقال: ((اتباع الدناة، ومصاحبة الغواة))(6).

وروى الصدوق حديثاً طويلاً في معاني الأخبار أنّ علياً (عليه السلام) بعد ما استنطق الحسن والحسين (عليهما السلام) بالسؤال قال للحارث الأعور: ((يا حارث، علموا هذه الحكم أولادكم؛ فإنها زيادة في العقل والحزم والرأي))(7).

سؤال زيد وجواب الإمام السجاد (عليه السلام)

قال زيد بن عليّ: سألت أبي سيّد العابدين (عليه السلام)، فقلت له: يا أبه، أخبرني عن جدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما عرج به إلى السماء، وأمره ربِّه عزّ وجلّ بخمسين صلاة كيف لم يسأله التخفيف عن أُمته حتى قال له موسى بن عمران (عليه السلام): ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف، فإن أُمتك لا تطيق ذلك؟ فقال (عليه السلام): ((يا بني، إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان لا يقترح على ربه عزّ وجلّ، ولا يراجعه في شيء يأمره به فلما سأله موسى (عليه السلام) ذلك وصار شفيعاً لأمته إليه لم يَجُز له ردّ شفاعة أخيه موسى (عليه السلام)، فرجع إلى ربّه عزّ وجل فسأله التخفيف إلى أن ردّها إلى خمس صلوات قال: فقلت: يا أبه، فلم لم يرجع إلى ربّه عزّ وجلّ، ولم يسأله التخفيف بعد خمس صلوات؟ فقال: ((يا بني، أراد (صلى الله عليه وآله) أن يحصل لأمته التخفيف مع أجر خمسين صلاة، لقول الله عزّ وجلّ: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام: 160]، ألا ترى إنه (صلى الله عليه وآله) لمّا هبط إلى الأرض نزل عليه جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا محمد، إن ربك يقرئك السلام، ويقول: إنها خمس بخمسين {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [ق: 29] فقال: فقلت يا أبه، أليس الله (تعالى ذكره) لا يوصف بمكان؟ قال: ((بلى، تعالى الله عن ذلك))، فقلت: فما معنى قول موسى (عليه السلام) لرسول الله (صلى الله عليه وآله): ارجع إلى ربّك؟ فقال: ((معناه معنى قول إبراهيم (عليه السلام) {إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الصافات: 99] ومـعـنـى قــول مـوسـى (عليه السلام): {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} [طه: 84]، ومعنى قوله عزّ وجلّ: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ} [الذاريات: 50]، يعني صبّحوا إلى بيت الله. يا بني، إنّ الكعبة بيت الله، فمن حجّ بيت الله فقد قصد إلى الله، والمساجد بيوت الله، فمن سعى إليها فقد سعى إلى الله وقصد إليه، والمصلّي مادام في صلاته فهو واقف بين يدي الله جل جلاله وأهل موقف عرفات وقوف بين يدي الله عزّ وجلّ، وإنّ الله تباك وتعالى بقاعاً في سماواته، فمن عرج به إليها فقد عرج به إليه، ألا تسمع الله عزّ وجل يقول: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} [المعارج: 4]، ويقول عزّ وجل: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10](8).

____________________________

(1) كنز العمال، ج 16، ص 456.

(2) أمالي الصدوق، ص 71، طبع مؤسسة الأعلمي.

(3) سفينة البحار، ج1، ص 669.

(4) وسائل الشيعة، ج 12، ص 247 أصول الكافي، ج 1، ص 47.

(5) بحار الأنوار، ج 70، ص 182.

(6) نفس المصدر، ج 75، ص 299.

(7) معاني الأخبار، ص 401.

(8) التوحيد الصدوق، ص176.